دير الزور
تعد مدينة دير الزور عاصمة محافظة دير الزور وثاني أكبر مدينة في الجمهورية العربية السورية من حيث المساحة بعد محافظة حمص، توالت عليها حضارات كثيرة وانضمت للثورة في شهر آذار لعام 2011 للميلاد، إذ سيطر عليها الجيش الحرّ في سنة 2012 للميلاد، واسترجعها النظام في الثالث من شهر تشرين الثاني لعام 2017 للميلاد. وقد اختلف المؤرخون في أصل تسمية دير الزور بهذا الاسم، فمنهم من قال أنه عبارة عن اسم مركب مكوّن من مقطعين، المقطع الأول دير ويعني مكان تعبّد الرهبان، والمقطع الثاني الزّور وتعني البقعة المنخفضة من الأرض والمجاورة لمجرى النهر، ومنهم من قال أن أصل الاسم دير الرمان، وذلك لكثرة الرمان فيها، وقد قُدّر عدد سكان مدينة الزور قبل الثورة السورية بحوالي 300 ألف نسمة، وأكثر سكانها من العرب، ويعيش فيها كذلك الأكراد والأرمن، وترتبط ببقية المدن والمحافظات السورية بشبكة من الخطوط الحديدية، إضافةً إلى وجود مطار دولي.
وتعرف محافظة دير الزور بوجود حقول النفط والغاز فيها، وقد اشتهر أهلها سابقًا بالزراعة والتجارة لوقوعها على خط القوافل التجارية التي كانت خلال التاريخ طريقة للتبادل التجاري بين دول العالم وسكانه، ولإطلالها على النهر، وانتشرت فيها الصناعات الحديثة التي تعتمد على المواد الأولية التي توفرها مدنها، وكثرت فيها مصانع متعددة الإنتاج، وما زالت محافظةً على أسواقها التقليدية القديمة بأسقفها المقوسة والمغطاة بالحجارة حتى وقتنا هذا؛ مثل سوق الحبوب، وسوق الحدادة، وسوق الهال، وسوق النجارين، وسوق الصاغة، وسوق النحاسين، وغيرها.[١]
موقع دير الزور
تقع محافظة دير الزور شرق الجمهورية العربية السورية على بعد حوالي 450 كيلومتر شمال شرق العاصمة السورية دمشق على الحدود مع العراق، ويمر بها نهر الفرات، وتغطي محافظة دير الزور مساحة تزيد عن 33 ألف كيلومتر مربع، ويتميز مناخها بأنه قاري صحراوي، ويتصف بجفاف الجو الشديد والأمطار القليلة ودرجات الحرارة المرتفعة في الصيف والباردة في الشتاء، وبسبب قرب محافظة دير الزور من نهر الفرات فإن هذا يخفف من أثر المناخ الصحراوي عليها، وقد عرفت محافظة دير الزور بغناها بالحقول النفطية الكبيرة مثل العمر والورد والتنك والتي يسيطر تنظيم الدولة على معظمها بعد معارك ضد المعارضة السورية، وقد خضعت المنطقة للحكم البابلي على مرّ التاريخ ثم الآشوريين، وبعد ذلك الكلدانيين والمقدونيين والفرس ثم الرومان ثم العرب.[٢]
المعالم والمواقع الأثرية في دير الزور
تزخر مدينة دير الزور بمعالم ومواقع تاريخية وأثرية تمثل الحضارات والثقافات المختلفة التي تعاقبت عليها، وتظهر من خلال المتحف الضخم الذي يضم حوالي 25 ألف قطعة أثرية، ومن أشهر معالمها التاريخية:[٣]
- الجسر المعلق: يعد أهم معلم أثري في مدينة دير الزور، ويرجع تاريخ بنائه إلى زمن الإنتداب الفرنسي، إذ بدأ تشييده عام 1925 للميلاد، واستعمل فيه الأسلوب الغربي في تشييد الجسورالمعلقة، وقد تعهد الجسر الشركة الفرنسية للبناء والتعهدات تحت إشراف المهندس الفرنسي مسيو فيفو، وقد استمر بنائه ست سنوات توفي عبره العديد من أبناء المدينة، ويوجد من كبار السن في مدينة دير الزور من قال أنّ عددًا من العمال سقطوا في الكتل الخرسانية التي تحمل الجسر خلال سكب الإسمنت فيها، وما زالت جثثهم داخلها حتى وقتنا هذا، وقد انتهت الشركة الفرنسية من بناء الجسر في شهر آذار عام 1931 للميلاد، ويعد ثاني جسر معلق في العالم بعد جسر يقع في جنوب فرنسا، ويتميز هذا الجسر العظيم بأعمدته الحجرية الأربعة العالية، ترتبط مع بعضها البعض ارتباطًا محكمًا بواسطة قضبان معدنية وفولاذية قاسية بأسلوب هندسي جميل وجذاب، ويبلغ ارتفاع كل عامود 36 مترًا، ويبلغ طول الجسر 450 مترًا وعرضه 4 أمتار، وفي أوائل شهر أيار سنة 2013 للميلاد حطمه نظام الأسد من خلال استهداف الدعامة الثالثة له مباشرة بقذائف مدفعية، مما قد تسبب في تدمير الأسلاك الحاملة للجسر وانهياره كاملًا، وبقيت الدعامات الحاملة شاهدة على ما حدث.
- حلبية وزلبية: هي واحدة من المدن الأثرية التي سميت بمدن القلاع، تقع على وادي الفرات في محافظة دير الزور وكان لموقعها أهمية استراتيجية وتجارية، شيدتها وحصنتها زنوبيا ملكة تدمر، وتقع منطقة حلبية وزلبية شمال غربي مدينة دير الزور على بعد 58 كيلومتر في أراضي قرية التبني، ويقسم نهر الفرات المنطقة إلى جزئين الأول هو المدينة الحلبية التي تقع على ضفة نهر الفرات الغربية في الشمال، والجزء الثاني هو مدينة زلبية أو زلوبيا التي تقع على ضفة نهر الفرات.
- دورا أورابوس: تقع في الجنوب الشرقي من مدينة دير الزور بين مدينتي البوكمال والميادين، وتُحاط بأسوار منيعة تسندها حواجز طبيعية، الأمر الذي جعل منها نقطة مراقبة مهمة لطرق القوافل البرية والنهرية.
المراجع
- ↑ "ماذا تعرف عن مدينة دير الزور؟"، aljazeera، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-11. بتصرّف.
- ↑ "تعرف على دير الزور"، bbc، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-11. بتصرّف.
- ↑ "دير الزور .. لؤلؤة الفرات وبوابة سورية الشرقية"، syrianoor، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-11. بتصرّف.