محتويات
إسطنبول
تعد مدينة إسطنبول إحدى المدن التركية الواقعة في الجزء الشمالي الغربي من تركيا قرب بحر مرمرة، وتعد إسطنبول من المراكز التاريخية والثقافية والاقتصادية في تركيا، وهي مدينة مقسمة بواسطة مضيق البوسفور، الذي يفصلها لقسمين؛ أحدهما على الجانب الأوروبي، والآخر على الجانب الآسيوي، إذ تقع النقطة المركزية التاريخية والتجارية منها على الجانب الأوروبي، بينما يعيش ثلث سكانها على الجانب الآسيوي، وتغطي المدينة مساحة تبلغ حوالي 5,343 كيلو متر مربع، وتعد نقطة التقاء كل من؛ بحر مرمرة، ومضيق البوسفور، والقرن الذهبي، التي تعد من المعالم الطبيعية البارزة فيها.[١]
أهم معالم إسطنبول
تعدّ مدينة إسطنبول مدينة أثريّة وذات طابعٍ معماريّ مميز، يأتيها السيّاح من مختلف أنحاء العالم، إذ يتمتّعون بزيارة القصور التركيّة والمساجد ونوافير المياه، بالإضافة إلى الآثار من مختلف الحضارات والمتاحف العريقة، وتجدر الإشارة إلى أنّ الكثير من المعالم الأثريّة والسياحية التركيّة قد أُضيفت إلى لائحة التراث العالمي لليونسكو في عام 1985م، فلا تخلو أيّ زاويةٍ في المدينة من معلمٍ سياحي يستحق الإعجاب والزيارة.[٢] ومن أبرز معالم إسطنبول ما يأتي:[٣]
المسجد الأزرق
يتكون المسجد الأزرق من ست مآذن شاهقة الارتفاع مطلة على بحر مرمرة والبوسفور، وهي من أول الأشياء التي سيراها السائح عند الإبحار من البحر الأبيض المتوسط إلى إسطنبول، إذ يقع المسجد على تل مطل على بحر مرمرة، وقد جاء اسم المسجد من غطاء الجدران الداخلي المكون من 20,000 بلاطة زرقاء، إذ بُني بتكليف من السلطان أحمد الأول في أوائل القرن السادس عشر الميلادي، ويتميز المسجد بتصميمه العثماني الكلاسيكي، إذ يتكون من الخارج من سلسلة من القباب الملفتة للنظر، ويقع المسجد في منطقة السلطان أحمد على بعد مسافة قصيرة من رصيف السفن السياحية، ويعد من أشهر معالم إسطنبول، وقد بُني من نفس الأحجار التي بُني منها تاج محل في الهند.
يتميز المسجد الأزرق بوجود أكثر من 250 نافذة كانت مصنوعة من الزجاج الملون منذ القرن السابع عشر، كما يضم البلاط الأزرق الرائع الذي يغطي المساحة الأكبر من المسجد وهو الذي أعطى المسجد هذا اللقب، إذ أُنتج هذا البلاط في إزنيق، والتي كانت تعرف باسم نيقية في العصور المسيحية الأولى، كما يضم أربعة أعمدة كبيرة قطر كل منها حوالي خمسة أمتار، إذ تدعم القبة الضخمة الموجودة في أعلاه، وقد رُسمت تصميمات أرابيسك مزهرة داخل هذه القبب، كما يضم المسجد محرابًا مزخرفًا في الحائط ويمثل اتجاه الكعبة، إذ يحتوي على قطعة من الحجر الأسود من الكعبة المشرفة، كما يحتوي على ساعة تحدد أوقات الصلاة من قبل شروق الشمس وغروبها كل يوم، إذ تتغير بتغير الفصول.[٣]
مسجد آيا صوفيا
يعد مسجد آيا صوفيا أحد أهم المعالم الأثرية في إسطنبول، إذ يتميز بشكله المعماري المبتكر، وتاريخه الغني، بالإضافة إلى أهميته الدينية، وجماله الاستثنائي، إذ بُني في عام 537م ككنيسة، ثم حوله محمد الفاتح إلى مسجد في عام 1453م، وأُعلن كمتحف في عام 1935م، إذ اشتهر بقبته الضخمة، والفسيفساء الذهبية التي استخدمت في بنائه، والتي تعود إلى القرن التاسع الميلادي، إذ تحمل اسم مريم العذراء والمسيح، وقد أضاف إليه العثمانيون المنبر والمحراب؛ الذي يعود إلى القرن التاسع عشر الميلادي، والمكون من نقوش عليها حروف عربية مذهبة، بالإضافة إلى مكتبة مزخرفة، كما تضم ثلاث لوحات فسيفسائية أسفل القبة تحمل صور كل من؛ القديس أغناطيوس الأصغر، والقديس أغناطيوس ثيودوروس، والقديس يوحنا كريسوستوم.
يضم المسجد صالات عرض موجودة في طابقه العلوي، إذ تحتوي هذه الصالات على عمود يعرف بعمود البكاء الذي باركه القديس غريغوري، كما يوجد فسيفساء تعود إلى القرن الثالث عشر الميلادي، إذ تصور المسيح مع العذراء على يمينه ويوحنا المعمدان على يساره، ويمكن الخروج من المبنى عبر بوابة برونزية يعود تاريخها إلى القرن الثاني قبل الميلاد، إذ يوجد مدخل يؤدي إلى فناء يضم مقبرة للسلاطين مصطفى الأول وإبراهيم الأول، بالإضافة إلى حوض حجري معروض في ذلك الفناء.[٤]
البازار الكبير
يعدّ البازار الكبير متاهة غريبة مكونة من مجموعة من الممرات المتعرجة، إذ تضم العديد من الأكشاك التي تبيع البهارات الترابية ذات اللون الأحمر المحترق والأصفر والبرتقالي، كما تضم العديد من المتاجر التي تعرض جدرانًا من الكريستال التي تجعل البازار بأكمله يشبه الألماس، ويمثل هذا البازار المحلي مثالًا رائعًا للحياة في إسطنبول، إذ يعطي رؤية عن إسطنبول بصورة أكثر واقعية وسحرًا.[٥]
قصر توبكابي
يعد قصر توبكابي من القصور الكبيرة في إسطنبول، إذ كان المقر الرئيسي للعديد من سلاطين الإمبراطورية العثمانية، وقد كان مكانًا لإقامة السلطان مصطفى كمال أتاتورك، وقد استخدم القصر سابقًا للترفيه عن السفراء المغتربين والملوك، إذ كان يتسع لحوالي 4000 شخص بداخله، بينما يُستخدم القصر الآن كمتحف ومكان جذب سياحي مهم، ويتميز القصر بفخامته وبجمالية التصميم العثماني فيه، ويعد نصبًا تذكاريًّا مهمًّا في تاريخ تركيا، ومكانًا مهمًّا للزيارة في إسطنبول.[٥]
ميدان سباق الخيل
بني ميدان سباق الخيل في إسطنبول في تركيا من قِبل الرومان في عام 200م، إذ كان يستخدم لسباق العربات وغيرها من الأحداث العامة التي كانت تُقام سابقًا، إذ كان الملعب المحيط به يتسع لأكثر من 100,000 شخص، وقد كان هذا الميدان مركزًا للحياة البيزنطية لأكثر من ألف عام، وللحياة العثمانية في إسطنبول لأكثر من 400 عام، كما كان أيضًا مركزًا للعديد من المعارك السياسية والمدنية، إذ وقعت فيه أشد المعارك دموية في عام 532م، عندما أشعل فريقان متنافسان في سباق العربات أعمال شغب أدت إلى إحراق معظم المدينة، وقد انتهت المعركة عندما قام جيش من المرتزقة بقتل حوالي 30,000 شخص كانوا محاصرين في الميدان، ولا يزال يوجد القليل من آثار هذا الميدان، إذ أصبح اليوم حديقة كبيرة مجاورة للمسجد الأزرق.[٣]
متحف إسطنبول للآثار
يعرض متحف إسطنبول للآثار العديد من الكنور الأثرية والمعالم الفنية، إذ يقسم لثلاثة مبانٍ تشمل معارضها التحف القديمة، والتماثيل الكلاسيكية، بالإضافة إلى معرض يتتبع تاريخ مدينة إسطنبول، إذ تضم الأجزاء الرئيسية الثلاثة للمتحف مجموعات قصر توبكابي التي تشكلت في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي من قبل مدير المتحف وعالم الآثار عثمان حمدي بيك، وهذه المباني الثلاثة هي:[٦]
- متحف الشرق القديم: يعود تاريخ هذا المتحف إلى عام 1883م، إذ يضم مجموعة من التحف التي تعود إلى عصور ما قبل الإسلام، والتي جمعت من مساحة الإمبراطورية العثمانية.
- متحف الآثار: وهو عبارة عن مبنى كلاسيكي حديث، يضم مجموعة من التماثيل الكلاسيكية، بالإضافة إلى معرض يوثق تاريخ مدينة إسطنبول خلال فترات تاريخية مختلفة؛ كالرومانية، والبيزنطية، والعثمانية وغيرها.
- جناح البلاط: وقد شُيد هذا المتحف في عام 1472م من قِبل محمد الفاتح، إذ يعرض البلاط والسيراميك السلجوقي والأناضولي والعثماني الذي يعود تاريخه إلى القرن الثاني عشر الميلادي وبداية القرن العشرين.
القصر المغمور
ويُعرف أيضًا بحوض الكاتدرائية أو خزّان البزايليك، ويقع على مسافة قريبة من المسجد الأزرق وآيا صوفيا، وقد بني بواسطة جستنيان في عام 532 م، وهو أكبر خزّان بيزنطي على قيد الحياة في إسطنبول، بُني هذا الخزّان الضخم تحت الأرض ويبلغ ارتفاعه 70 مترًا وعرضه 140 مترًا، ويستطيع أن يحتفظ بأكثر من 80 ألف متر مكعّب من المياه، ويدعم سقف الخزّان المبني من الطوب 336 عمودًا، طول كل منها 30 قدمًا، وينزل زوّار القصر المغمور تحت الأرض عبر الدرج المخصّص له، ويستخدمون الممرّات المتبقيّة فوق المياه لاكتشاف الكهف الغامض الموجود فيه.[٧]
نبذة تاريخيّة عن إسطنبول
إسطنبول هي مدينة تركية عُرفت سابقًا باسم القسطنطينيّة، كما عُرفت باسم بيزنطة، فقد كانت عاصمة الإمبراطوريّة البيزنطيّة القديمة، التي بناها القائد بيزاس عام 657 قبل الميلاد، ومن أكثر الأحداث تأثيرًا في المدينة هو هدمها نتيجة حدوث الحرب الأهلية عام 196 م، إلّا أنّ الإمبراطور الروماني سيبتيموس سيفيروس الّذي تسبب في هدمها أعاد بناءها، وأسماها أوغستا تكريمًا لولده، وفي عام 330 م اتّخذ قسطنطين المدينة عاصمة له وأسماها روما الجديدة.
وفي القرن الثالث عشر بدأ العرب باستخدام اسم استينبولين، وهو عبارة عن كلمة يونانيّة قديمة تعني داخل المدينة، وقد أصبحت تدعى إسطنبول تحريفًا للمصطلح اليونانيّ السابق على مّر العصور، ومن أهم مراحل تاريخ المدينة أنّها كانت عاصمة الإمبراطوريّة العثمانيّة، وهي الآن أكبر مدينة وميناء في تركيا الحديثة، وتقع بين قارتيّ أوروبا وآسيا في شكل شبه جزيرة، لتمثّل جسرًا يصل بين القارّتين.
تعرّضت مدينة إسطنبول إلى العديد من الزلازل عبر التاريخ، بالإضافة إلى أعمال الشغب الّتي أثّرت على بنيتها، وتشتمل المدينة على العديد من الطرق التي تمر عبر الأحياء التاريخيّة العريقة، والمنازل الخشبية القديمة، ومع تطوّر المدينة بقيت هذه الأزقّة والمنازل الخشبيّة لتتعايش مع حاضرها الحديث، ومن الجدير بالذكر، وجود العديد من الآثار القديمة التي لا تزال قائمة في الأحياء، مثل مدفع السلطان محمد الفاتح والجدران العالية المزدوجة التي ساهمت في الماضي في حماية المدينة.[٨]
مناخ إسطنبول
يتأثّر مناخ مدينة إسطنبول بالعديد من العوامل الطبيعيّة، ومنها تأثير بعض الأنهار العظيمة التي تقع في منطقة أوروبا الوسطى وروسيا مثل؛ نهر الدانوب، ونهر دون، ودنيبر، ودنيستر، مما يجعل مناخ البحر الأسود باردًا أكثر من مناخ البحر الأبيض المتوسّط، وتتّجه مياه البحر الأسود إلى الغرب عبر مضيق البوسفور، لتُعادلها مياه البحر الأبيض المتوسط الدافئة المتّجهة شمالًا عبر المضيق أيضًا، أمّا بالنسبة إلى الرياح السائدة في المدينة فهي رياحٌ شماليّة شرقيّة آتية من البحر الأسود تتسبب بحدوث فيضانات جليديّة أثناء فصل الشتاء، وتستطيع هذه الرياح تجميد مضيق البوسفور، وقناة القرن الذّهبي المائية، أمّا الرياح الجنوبيّة الغربيّة فتتسبب في إثارة العواصف على جانب بحر مرمرة.[٨]
المراجع
- ↑ Daniel Maina Wambugu (11-2-2019), "Which Continent Is Istanbul In?"، www.worldatlas.com, Retrieved 1-7-2019. Edited.
- ↑ "Istanbul", encyclopedia, Retrieved 21-6-2019. Edited.
- ^ أ ب ت LINDA GARRISON (26-11-2017), "Istanbul - City Links Europe and Asia"، www.tripsavvy.com, Retrieved 16-6-2019. Edited.
- ↑ "Aya Sofya", www.lonelyplanet.com, Retrieved 16-6-2019. Edited.
- ^ أ ب AYSE HUSEYIN (9-2-2017), "Top 10 Things To Do and See in Istanbul"، www.theculturetrip.com, Retrieved 16-6-2019. Edited.
- ↑ "İstanbul Archaeology Museums", www.lonelyplanet.com, Retrieved 16-6-2019. Edited.
- ↑ "Istanbul - City Links Europe and Asia", tripsavvy, Retrieved 22-6-2019. Edited.
- ^ أ ب "Istanbul", britannica, Retrieved 22-6-2019. Edited.