أهمية طلب العلم

أهمية طلب العلم

أهمية العلم مُدرَكة بالفِطرة، وقد جاءت النصوص المتضافرة من كتاب الله تعالى، ومن حديث النبي عليه الصلاة والسلام في بيان أهميته، وقيمته لتصحيح العمل المطلوب من المسلم، فربما يعمل الجاهل أعمالًا تكون وبالًا عليه، ولذلك يُصحِّح العلم الأعمال، فالأعمال الواجبة لها شروط، ولها واجبات، ولها أركان لا تصلح إلا بها، فإن جهلها المسلم فكيف تصلح عبادته، وربما يكون توجد أشياء تُتَعلم بالتأسي العملي وبالتقليد، إلا أنه توجد أمور لا يمكن تصحيحها إلا بمعرفة واجباتها، وأركانها وشروطها، فقد يصلي المسلم العامي الذي لا يكتب ولا يقرأ، ويأتي بشروط الصلاة، ويأتي بأركانها بالتوارث والعمل، على حسب ما نظر ورأى من ذويه وأهله، ولذلك شُرعتْ صلاة النوافل في البيوت، من أجل أن يقتدي المسلم بمن قبله، فالولد يقتدي بوالده، والأب يتأسى بمن قبله وهكذا.

إن هذا القدر المُصحِّح للعبادات من هذا الاتساء والاقتداء لا شك في أنه مهم جدًا، إلا أنه يبقى أن من أخذ الحكم من مصدره، وعرفه بدليله، لا شك أن نيته تفوق من قام بالعمل بالتقليد أضعافًا مضاعفة، والأدلة من الكتاب والسُّنَّة التي تحث على طلب العلم كثيرة، فيقول الله تعالى: "فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ" [سورة التوبة:122]، أي لا بد من أن تنفر طائفة، تكون كافية لتعليم بقية الأمة، فتَعَلُّم العلم منه، الذي هو فرض على الأعيان الذي لا تصلح الواجبات إلا به، هو فرض عين على كل مسلم، ومنه يكون ما هو فرض كفاية، والقدر الزائد على هذا، هو ما بيّنته هذه الآية: "فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ"، فلا يجب أن ينفر جميع الناس ليطلبوا العلم، لأنه توجد فروض كفايات عدا العلم، لا بد أن يؤديها من يكفي لها.[١]


حكم طلب العلم

الواجب على مَن رزقه الله تعالى التَّفرغ لطلب العلم، أن يهتم لذلك، وأن يواضب، وأن يعتني من الجامعة إلى التخصص، وذلك لأنه أبلغ في قبول الدعوة، وأكمل في العلم، وكل مَن كان مؤهله أكبر كان أقربًا إلى التأثر بدعوته، إذا كانت نيته خالصة لله تعالى، فمن يسَّر الله تعالى له طلب العلم، فليتمسك وليفرح به، كما قال الله سبحانه: "قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ"[سورة يونس:58]، فلا شكَّ أن تيسير طلب العلم هو من فضل الله تعالى، فمن رحمة الله للعبد أن يسر له من يعلمه من أهل السنة، فعليه أن يفرح بهذا، ويحمد الله عليه، وأن يواصل في طلب العلم، وأن يصبر عليه، وأن يحفظ وقته، وأن يعتني بدروسه، وأن يتدبرها قبل أن يأتي إلى المدرس، وأن يطالع العلم مع زملائه، وفيما يتعلق بالقرآن، فيجب الإكثار من تلاوته، وحفظ ما تيسر منه، وأن يوازن بين العلم والعمل، لأنَّ العمل يُعين على العلم، ويُسبب التوفيق، فالفرد الذي يحرص على النوافل وأنواع التَّطوعات والعمل في العلم، كان هذا من أسباب توفيق الله تعالى له.[٢]


فضل العلم في القرآن الكريم والسنة النبوية

يُعد العلم ركيزة من ركائز الإيمان بالله تعالى، فالإيمان يزداد بازدياد العلم، ولقد أخبر الله سبحانه عن فضل العلم في القرآن الكريم في آياتٍ كثيرة، فقال الله تعالى: "شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ"[ سورة آل عمران: 18]، وقد فسّر الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى، أنَّ هذه خصوصية عظيمة للعلماء، وذلك لاقتران شهادتهم بشهادة الله عزّ وجلّ، وشهادةِ الملائكة الكرام عليهم السلام، وقال الإمام السعدي عليه رحمة الله تعالى في تفسيره: "وفي هذا دليل على أنَّ أشرف الأمور علم التوحيد؛ لأنَّ الله سبحانه شهِد به بنفسه، وأشهد عليه خواصَّ خلقه، والشهادة لا تكون إلَّا عن علم ويقين، بمنزلة المشاهدة للبصَر، ففيه دليل على أنَّ مَن لم يصل في علم التوحيد إلى هذه الحالة، فليس من أولي العلم"، أخبر الله تعالى أنَّ العلم سبب في رَفع الدرجات، فقال الله سبحانه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ" [ سورة المجادلة: 11].[٣]


المراجع

  1. "أهمية طلب العلم"، shkhudheir، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-11. بتصرّف.
  2. "ما حكم طلب العلم"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-11. بتصرّف.
  3. "فضل العلم في القرآن الكريم والسنة النبوية "، ar.islamway، 31-7-2016، اطّلع عليه بتاريخ 6-8-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :