الصناعة في الوطن العربي

الصناعة في الوطن العربي
الصناعة في الوطن العربي

الصناعة

يعتمد الاقتصاد في معظم دول العالم على قطاعات تشكل في مجموعها اقتصاد هذه الدول، وتختلف من دولة إلى أخرى نتيجة العديد من العوامل الخاصة بالدولة، فموقع الدولة وطبيعتها وديموغرافيتها وغيرها من العوامل هي ما يحدد القطاع الذي يلقى اهتمامًا أكثر من غيره في دولة دون الأخرى، فمثلًا نجد أن قطاع الزراعة في دولة أهم بكثير من قطاع الصناعة، لا سيما في الدول التي تضم أراضي خصبة وعوامل مناخية مناسبة، أما القطاع الصناعي الذي نحن بصدده في هذا المقال، فلا يمكن لأي دولة أن تغفله وألا تعطيه الأهمية المطلوبة، فالحكمة القائلة "لا خير في أمة تأكل مما لا تزرع وتلبس مما لا تصنع" لم تأتِ من فراغ، فهو دليل على أهمية الصناعة في مختلف الأزمان والأماكن، ففي حالنا اليوم تقوم اقتصاديات الدول على الصناعة، التي يمكن من خلالها تحويل المواد الخام إلى سلع تلبي الحاجات المتزايدة عليها عند جميع سكان العالم، وفي المؤشرات الاقتصادية للدول يعد القطاع الصناعي أهم مصدرًا للدخل القومي، لما له أهمية في الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية المادية والبشرية على حد سواء، بالإضافة إلى تخفيف تبعات الاستيراد من الدول الأخرى التي لها عوامل اقتصادية قد يصعب على الدول مواجهتها أو السيطرة عليها. [١][٢]


الصناعة في الدول العربية

تعد فترة ما قبل القرن التاسع عشر فترة متأخرة صناعيًا في الوطن العربي عامة، في حين كانت الصناعة في أوروبا في وأمريكا الشمالية في تنامي وازدهار مستمر، فقد كانت الصناعة العربية آنذاك هي صناعة تقليدية المعتمدة على الأيدي العاملة والمهارات، وهي فقط لتلبية الاحتياجات الأساسية لسكان الوطن العربي، أهمها صناعة الألبسة وبعض أنواع الأغذية المعتمدة على المنتجات الزراعية، والأدوات المنزلية والأثاث البسيط، ومع مرور الوقت أي نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، بدأت بعض الصناعات غير التقليدية بالظهور، لا سيما في مصر فترة حكم محمد علي الكبير، إذ أدخل صناعات إلى مصر لتنتشر بعد ذلك لبعض الدول العربية المجاورة، ومع توفر وسائل النقل والاتصالات ساعد ذلك على تطورها شيئًا فشيئًا، الأمر الذي ساهم في نقل الخبرات من الدول الأوربية المجاورة للدول العربية، وإرسال البعثات للتدريب على الكثير من الطرق الإنتاجية. [٣][٢]


واقع حال الصناعة في الدول العربية

واقع الحال للصناعة في الدول العربية أنها لا زالت تنمو وبحاجة إلى المزيد من التطور في العديد من المجالات، إذ غالبًا ما تكون صناعات استهلاكية، وذلك لتوفر بعض المواد الخام والمعدات بالإضافة إلى المهارات، وهي محكومة بسياسات الدول العربية الاستراتيجية، التي قد تكون مرتبطة باتفاقيات دولية تسمح لها الصناعة في مجالات محددة من الصعب الخروج عنها، وبالتالي فحجم المنظمات الصناعية لا يزال صغيرًا بالرغم من استخدامها لتقنيات حديثة، فمعظم هذه الصناعات يعتمد في مواد زراعية وحيوانية وأيضًا على المعادن، الأمر الذي يحد من تطورها، وبالتالي فالصناعة لا تشكل النسبة المطلوبة في الدخل القومي، كما هو حاصل في الدول المتقدمة صناعيًا، وأخيرًا تعد الصناعات السائدة في بعض الدول العربية هي ما يُسمى بالصناعات المتوسطة، أي هي الجزء التمهيدي للصناعات الحديثة، كالغزل والنسيج، والأسمدة الكيميائية والصناعات البتروكيماوية، وهي تختلف من دولة عربية إلى أخرى، نتيجة عدم وجود المقومات الضرورية للإنتاج. [٣]


أهم الصناعات في الوطن العربي

تختلف هذه الصناعات باختلاف الدول، فبعض الدول العربية خطت خطوات جيدة في مجال الصناعة، بينما البعض الآخر لا زال يعاني من قصور واضح في تطور الصناعة، وذلك لاعتبارات سياسية وأمنية، فهي تترواح بين صناعات بدائية ومتوسطة، هي كالآتي: [٤]

  • صناعة الحديد والصلب ومواد البناء: تعد هذه الصناعة من أهم الصناعات في الدول العربية، وبها مصانع متخصصة لهذا الغرض، ومن اللافت أن بعض الدول العربية تصدره لدول أخرى، وبعضها يكتفي بإنتاجه لتلبية حاجة السوق في هذه الدول.
  • صناعة المواد الغذائية: دعت الحاجة المتزايدة على الغذاء الناتجة عن الزيادة المطردة في عدد سكان الدول العربية إلى الاهتمام بصناعة المنتجات الغذائية بمختلف أشكالها، إذ توجد أعداد كبيرة من مصانع الإنتاج الغذائي فيها، لا سيما المواد الغذائية المعتمدة على بعض المنتجات الزراعية المتوفرة بكثرة في بعض دولها، كمصانع الألبان ومشتقات الحليب، ومصانع التمور، وغيرها الكثير.
  • صناعة المنسوجات: تعد صناعة المنسوجات من أقدم الصناعات في الوطن العربي، فمصانع الغزل والنسيج اُنشئت في بدايات القرن الماضي في الكثير من الدول العربية.
  • الصناعة الكيمياوية: صناعة المواد الكيماوية هي من الصناعات التي استجدت على الدول العربية، وذلك لتزايد الحاجة على منتجاتها، كالمنظفات ومساحيق الغسيل والصابون بمختلف أنواعه.


صناعة السيارات في الوطن العربي

للأسف لم تصل أي من الدول العربية إلى مرحلة يمكنها بها صناعة السيارات كاملة من الألف إلى الياء، كما حصل في تركيا وإيران، ولكن هناك عدة مصانع وصلت لمرحلة تجميع السيارات من خلال اتفاقيات أبرمتها مع شركات تصنيع السيارات في العالم، والأمل المستقبلي أن تكون عمليات التجميع هذه هي البذرة التي يمكن من خلالها التفكير الجاد بتنفيذ الحلم الأكبر، وهي صناعة سيارات محلية في الدول العربية، الأمر الذي سيخفف أعباء استيراد السيارات بأثمان باهظة من الدول الأخرى، ومن أبرز مصانع تجميع السيارات في بعض الدول العربية ما يأتي:

  • حققت المغرب قفزة في هذا المجال بعد تدشين مصنع لتجميع سيارة "بيجو" عام 2015م، الأمر الذي وفر 1500 فرصة عمل لفئة المهندسين، و4500 فرصة للعمال، و20 ألف فرصة عمل غير مباشرة.
  • تجمع مصر حاليًا سيارة "دايو" الكورية، بالإضافة إلى وجود مصنع لسيارة "شيفروليه" وسيارة الركوب الكورية "هيونداي"، ومصنع "نيسان مصر"، إذ إن مصر في تطور مستمر في هذا المجال وصولًا للهداف الأكبر وهو صناعة سيارة محلية.
  • طورت تونس بعد الثورة عام 2016م، مصانعها وأعلنت عن سيارة "إيزيس 2"، هذه السيارة لها مزايا تلبي حاجة الكثير من المستهليكن، من خفة الوزن وصغر حجمها. [٥]


المراجع

  1. "بحث عن الصناعة في الوطن العربي"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 14-3-2019.
  2. ^ أ ب علياء طلعت (8-9-2016)، "الصناعة في الوطن العربي"، ra2ed، اطّلع عليه بتاريخ 14-3-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب حسين وحيد عزيز الكعبي (17-3-2013)، "الصناعة في الوطن العربي"، uobabylon، اطّلع عليه بتاريخ 14-3-2019.
  4. سمر أحمد (11-1-2019)، "أنواع الصناعات في الوطن العربي"، money-makers، اطّلع عليه بتاريخ 14-3-2019. بتصرّف.
  5. عبدالرحمن أبو الفتوح، "5 دول عربية نجحت في تجميع السيارات.. فهل تستطيع صناعة سيارة عربية خالصة؟"، sasapost، اطّلع عليه بتاريخ 14-3-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :