محتويات
أكبر رئيس دولة في العالم
يعد رئيس دولة زيمبابوي روبرت موغابي أكبر رئيس دولة في العالم، وبين غيابٍ تعددت أسبابه، من الموت إلى السجن، ومن التنحي الإجباري إلى قرار اعتزال الحياة السياسية ما زال يتصدر قائمة أكبر رؤساء دول العالم سنًّا، وقد ولد روبرت جبرائيل موغابي ذو 93 عامًا في مدينة كوتامة في زيمبابوي في 21 من شباط من عام 1924، وهو من أسس في عام 1963 حركة الاتحاد الوطني الأفريقي الزيمبابوي، وهي حركة مقاومة ضدّ الحكم الاستعماري البريطاني، وفي عام 1980 وعندما انتهى الحكم البريطاني، أصبح موغابي رئيس وزراء الجمهورية الجديدة؛ زيمبابوي، وانتخب رئيسًا لها مرةً أخرى في عام 1987، ومنذ عام 2008، وموغابي يتقاسم السلطة مع مورجان تسفنجيراي.
بعد أشهر فقط من ولادته أصبحت روديسيا الجنوبية وهو الاسم القديم لزيمبابوي مستعمرة التاج البريطاني، ونتيجة لذلك اضطهد أهل قريته من قبل قوانين جديدة فرضت قيودًا متعددةً على فرص التعليم والعمل، وكان والد موغابي يعمل نجارًا، وقد توجّه هذا الأب للعمل مع البعثة المسيحية التبشيرية في جنوب أفريقيا كان موغابي حينها مجرد صبيّ، ولكن ولظروف غامضة لم يعود الأب إلى المنزل، وترك أم روبرت والتي كانت تعمل كمعلمة وحيدة في تربيته وثلاثة من إخوته، وقد ساعد موغابي والدته بالعناية بأبقار العائلة، كما كان يحصّل بعض الأموال البسيطة من خلال بعض الأعمال الصغيرة الغريبة.[١]
حياة موغابي العلمية
على الرّغم من تدني مستوى التعليم في جنوب روديسيا واختصار الدراسة على تعلم بعض القواعد اللغوية، إلا أنّ موغابي كان محظوظًا بما فيه الكفاية للحصول على تعليم جيّد، فقد التحق بمدرسة في البعثة اليسوعية المحلية تحت إشراف مدير المدرسة الأب أوهيا O'Hea، وتأثر بدرجة كبيرة بهذا المعلم الذي زرع الكثير من القيم في عقول طلابه، ومنها؛ وجوب معاملة الناس على قدم المساواة، وأن العدالة هي أساس الحكم والتطور والحضارة، وقد لمع نجم هذا الصبي وهو ما كان واضحًا من خلال الإشادات الكثيرة التي تلقاها من معلميه آنذاك، ووصفهم إياه بصاحب قدرات عظيمة وبالذكاء والمثابرة، وكان لهذا التعلم أن يعود بصداه على موغابي، ومع مرور تسع سنوات من التعليم عبر البعثات المسيحية استطاع أيضًا تعليم أصدقائه وحثّهم على العلم والمعرفة والتحرر.
واصل موغابي تعليمه في جامعة فورت هير في جنوب أفريقيا، وتخرج منها في عام 1951 حاصلًا على درجة البكالوريوس في الآداب وفي التاريخ واللغة الإنجليزية، ثم عاد مباشرةً إلى مسقط رأسه ليمارس مهنة التعليم هناك، ومن خلال الدراسة بالمراسلة استطاع أيضًا في عام 1953 الحصول على درجة البكالوريوس في التعليم، في عام 1955، انتقل موغابي إلى روديسيا الشمالية، ودرّس فيها لمدة أربع سنوات في كلية تدريب تدعى تشاليمبانا، وفي الوقت نفسه كان يدرس للحصول على درجة البكالوريوس في علوم الاقتصاد بالمراسلة مع جامعة لندن، وبعد انتقاله إلى غانا في عام 1958 أكمل موغابي شهادة البكالوريوس في الاقتصاد، كما درّس في كلية تدريب المعلمين سانت ماري، حيث التقى زوجته الأولى سارة هيفرون، وفي عام 1961 تزوجها، وأثناء تواجده في غانا أعلن موغابي نفسه ماركسيًّا، وساهم في الحركة التعليمية ودعم هدف الحكومة الغانية في توفير فرص تعليمية متكافئة إلى الطبقات الدنيا.[١]
حياة موغابي العملية
في عام 1960، تزامنت عودة روبرت إلى مسقط رأسه روديسيا الجنوبية في إجازة من أجل الزواج، مع تنفيذ للسياسات الحكومية الاستعمارية والتي أدت إلى تشريد عشرات الآلاف من العائلات السوداء، فترك صدى كبيرًا وتغييرًا جذريًّا على أفكار موغابي، ومع سياسات الحكومة برفض حكم الأغلبية السوداء، تصاعدت وتيرة الاحتجاجات في المنطقة، وفي يوليو 1960 واحتجاجًا على حركة الاعتقالات التي أجرتها الحكومة على الكثير من القادة المحليين، تحدث موغابي أمام الحشود الكبيرة المعارضة والتي نُظم اجتماعها في قاعة تاون هراري سالزبوري، وأوضح للمتظاهرين فيها وبطريقة ذكية كيف استطاعت غانا تحقيق استقلالها بنجاح من خلال الماركسية، في عام 1963 وفي تنزانيا بالتحديد، أسس موغابي وبعض المؤيدين السابقين حركة المقاومة التي سمّيت بالاتحاد الوطني الأفريقي لزيمبابوي، وفي وقت لاحق من ذلك العام عاد مرةً أخرى إلى روديسيا الجنوبية، وهناك ألقت السلطات الأمنية القبض على موغابي وأرسلته إلى سجن Hwahwa (هواوا)، وبقي موغابي في السجن لمدّة عشر سنوات كان يتنقل خلالها من سجن إلى سجن، ولكنّه استطاع في عام 1964 من خلال اتصالات سرّية من إدارة الكثير من عمليات حرب العصابات التي تهدف إلى تحرير جنوب روديسيا من الحكم البريطاني.
في عام 1974، صرح رئيس الوزراء إيان سميث بأنه سيحقق حكم الأغلبية الحقيقية ولكن مع الاحتفاظ بالولاء للحكومة الاستعمارية البريطانية، أطلق سراحه وتوجه للذهاب إلى مؤتمر في لوساكا، زامبيا (سابقًا روديسيا الشمالية)، وبدلًا من ذلك هرب موغابي عبر الحدود إلى جنوب روديسيا، وجمّع قوات من العصابات على طول الطريق، وخلال فترة السبعينات احتدمت المعارك في جميع أنحاء البلاد، وبحلول نهاية ذلك العقد كان اقتصاد زيمبابوي في حال أسوأ من أيّ وقت مضى، وقد حاول رئيس الوزراء إيان سميث عام 1979 التّوصل إلى اتفاق مع موغابي لكن ذلك لم يفلح، وفي النهاية وافق البريطانيون على رصد لعملية تحول الدستور لحكم الأغلبية السوداء، مع رفع لعقوبات الأمم المتحدة عن البلاد.[١]
موغابي رئيس زيمبابوي
وبحلول عام 1980، كانت روديسيا الجنوبية بحكم المتحررة من الحكم البريطاني وأصبحت جمهوريةً مستقلةً باسم جديد هو جمهورية زيمبابوي المستقلة، وأُديرت شؤون البلاد من قبل حزب الاتحاد الوطني الأفريقي الزيمبابوي، وانتُخب موغابي رئيسًا للوزراء في الجمهورية الجديدة، وفي عام 1981، اندلعت معركة ما بين الاتحاد الوطني الأفريقي الزيمبابوي والحركة التابعة لجوشوا نكومو بسبب الأجندات المختلفة الخاصة بهم، ومع استمرار الحرب الأهلية في عام 1985 أعيد انتخاب موغابي مرةً أخرى، بعدها بعامين وعندما قتل بعض أنصار موغابي مجموعة من المبشرين، اتفق كلٌّ من موغابي ونكومو على دمج الاتحاد والتركيز على الانتعاش الاقتصادي للبلاد.
وبعد أسبوع واحد فقط من اتفاق الوحدة، عُيّن موغابي رئيسًا لزيمبابوي، واختار نكومو ليكون واحدًا من كبار وزرائه، وكان أول هدف رئيسي له إعادة هيكلة الاقتصاد الفاشل في البلاد وإصلاحها، وفي عام 1989 بدأ بتنفيذ خطة خمسية من أجل ذلك، وهي ما خففت من القيود التي كانت موجودةً على الأسعار، مما سمح للمزارعين بتعيين أسعار خاصة بهم، وبحلول عام 1994 وهو نهاية فترة الخمس سنوات شهد الاقتصاد بعض النمو، خاصةً في الصناعات الزّراعية والتّعدين والصناعات التحويلية، وتمكّن موغابي أيضًا من بناء المستشفيات والمدارس للسّكان السود، وخلال هذه الفترة توفّيت زوجته الأولى سارة، الأمر الذي سمح له بالزواج من عشيقته غريس مارفو.
وبحلول عام 1996، بدأت قرارات موغابي تخلق بعض الاضطرابات بين مواطني زيمبابوي، وسبب ارتفاع معدلات التضخم هو استياء الشارع، وأدى إلى إضراب موظف الحكومة بذريعة زيادة الأجور، وازداد الضغط على حكومة موغابي، خاصةً بعد أن رفضت بعض الدّول التبرع من أجل إنقاذ اقتصاد زيمبابوي، وفي عام 2000 أصدر تعديلًا للدستور يلزم بريطانيا من دفع تعويضات عن الأراضي التي استولت عليها من السود، وهدّد بأنه سيستولي على الأراضي البريطانية إن لم تلتزم الأخيرة بالدفع، وهذا بدوره خلق مزيدًا من الضغوط على العلاقات الخارجية.
وفي 29 آذار 2008، خسر موغابي الانتخابات الرئاسيّة أمام مورغان تسفانجيراي زعيم حركة المعارضة من أجل التّغيير الديمقراطي، ولم يكن راغبًا في التخلي عن مقاليد الحكم حين طالب بإعادة فرز الأصوات، وفي هذه الأثناء، تعرض أنصار الحزب المعارض الحاكم إلى هجوم عنيف وقتل على أيدي أفراد من المعارضة التابعة لموغابي، وفي العاشر من كانون أول من عام 2011، وفي المؤتمر الشعبي الوطني في بولاوايو، أعلن موغابي رسميًا ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية في زيمبابوي عام 2012، واتفق الجانبان على صياغة دستور جديد وإعادة جدولة إلى عام 2013، وفي أوائل شهر آب أعلنت اللجنة الانتخابية في زيمبابوي موغابي المنتصر في السباق الرئاسي، إذ حصل على 61% من الأصوات مع خصمه تسفانجيراي الذي حصل على 34% فقط.[١]
وفاة موغابي
وافت المنية الزعيم موغابي الرئيس السابق لزيمبابوي بمرض السرطان في شهر سبتمبر من عام 2019 ميلاديًّا عن عمر يناهز 95 عامًا بعد سنوات عديدة من الحكم، وقد دفن بعد ثلاثة أسابيع من موته، وذلك بعد مشاحنات عديدة عن إيجاد مكانٍ لدفنه، وقد كانت الحكومة تبني له ضريحًا مناسبًا، إلا أن عائلته رفضت وقالت بأنه قد أوصى بأن يدفن في منزل عائلته في الريف، وأنه لن يدفن في مدافن الأبطال الوطنيين، وأنه قد تعرض للإهانة من قبل شعبه في الانقلاب الذي أنهى فترة حكمه في عام 2017 ميلاديًّا، وبذلك دُفن وفقًا لرغبته في منزله الريفي.[٢]
أطول حكم ملكي وأكبر ملكة في العالم
إن أطول حكم ملكي في العالم كان للملك التايلاندي الملك بوميبول أدولياديج ملك دولة تايلاند، وقد حكمها مدة تقارب 70 سنة، فقد جلس على عرش دولة تايلاند في عام 1946 ميلاديًّا، وقد كرّم هذا الملك المخضرم باعتباره قائدًا للألماس في الدولة التايلاندية الواقعة في الجنوب الشرقي من القارة الآسيوية، إلا إنه اشتدّ عليه المرض في أعوامه العشرة الأخيرة، وتنحّى عن حياته العامة وأقام في المستشفى مصارعًا لمرضه لفترة طويلة جدًا إلى أن وافته المنية، وقد بلغ من العمر 88 عامًا في خدمة بلدة وشعبه[٣]، وبعد وفاة الملك التايلاندي انتقل لقب أطول حكم ملكي للملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا التي تولت عرش بريطانيا في عام 1952 ميلاديًّا بعدما مات والدها الملك جورج السادس وهي تبلغ من العمر الآن 93 عامًا، وقد قضت في الحكم 67 عامًا ،وهي إلى الآن رئيسة الكومنويلث، وهي الملكة الرسمية لـ 16 دولة كبيرة ومختلفة مثل؛ كندا وأستراليا ونيوزيلاندا وجامايكا، وقد عاصرت الملكة المخضرمة ما يقارب 160 رئيس وزراء، وقد كانت جدتها من قبلها الملكة فيكتوريا تحكم بريطانيا، وقد استمرت فترة حكمها ما يقارب 64 عامًا.[٣]
أنواع الحكم في العالم
تتعدد أنواع الحكم في العالم إلا أن الأكثر شيوعًا والمعترف بهم هي خمسة أنظمة سياسية رئيسية؛ النظام الديمقراطي، والنظام الجمهوري، والنظام الملكي، والنظام الشيوعي والنظام الديكتاتوري، ولكلّ نظام حكم عيوب ومزايا، إلا أن الكثير منها متشابه بعض الشيء، وفيما يأتي تفصيل كلّ منها:[٤]
- النظام الديمقراطي: وهو النظام الذي يسمح لأفراد المجتمع بالمشاركة في سياسة الدولة، وينقسم النظام الديمقراطي لعدة أنواع، منها نوعان رئيسان، وهما؛ النظام الديمقراطي المباشر؛ وهو الذي يسمح للمواطنين بإدلاء آرائهم في الأعمال المقامة من قبل الحكومة، ومشاركة أفراد المجتمع في انتخاب حاكم البلاد، والمشاركة في وضع القوانين، والنظام الديمقراطي التمثيلي؛ وهو نظام ينص على انتخاب أفراد الشعب لأشخاص بينهم للمشاركة في صناعة القوانين.
- النظام الجمهوري: وهو نظام سياسي تخضع فيه الحكومة لقرارات وحكم الرئيس الحاكم، وما يميز النظام الجمهوري أن الحكومة تكون خاضعة للشعب الذي يختار الحاكم بالانتخاب، وتتكون بعض الأنظمة الجمهورية من حاكم متوّج، وحزب واحد، ونظام رأسمالي ونظام فيدرالي ونظام برلماني.
- النظام الملكي: وهذا النظام يتكون من ملك يرأس الدولة إلى أن توافيه المنية، أو إلى أن يتنازل عن العرش، ويحكم البلاد فيما بعد ويرث العرش ابنه الأكبر، والملك يملك السلطة الكاملة في وضع القوانين وسنها، وتوجد مجالس ويوجد وزراء يتخذون القرارات ويديرون النظام السياسي، إلا أن الملك لديه الصلاحية الكاملة والسلطة التقديرية في الموافقة على القوانين وطريقة تطبيقها، وتوجد أنواع متعددة من الملكية، منها الملكية المطلقة؛ والتي يحق للملك فيها فرض كلمته المطلقة في الشؤون الحكومية، وتوجد الملكية الدستورية والتي يكون الملك هو رئيس الدولة، إلا أن القوانين تشرّع من قبل الحكومة والسلطة؛ كالدنمارك والكويت والسويد، وتوجد العديد من أنواع الحكم الملكي؛ كالملكي الدوقي الكبير، والملكي الانتخابي، والملكي غير السيادي.
- النظام الشيوعي: هو نظام سياسي أسسه المفكرون الشيوعيون أمثال ماركس ولينين، وهو نظام يزعم البعض بأنه لا يملك المثل العليا التي شرّعها المفكرون الثوار، وأصبح يسيطر على الدول ذات النظام الشيوعي حزب واحد أو عدد من المواطنين، وفي الغالب يكون اقتصاد الدولة جزءًا من النظام الحاكم، وفي أحيان كثيرة تؤخذ بعض الموارد وتوزع على الطبقة العليا في النظام الحاكم.
- النظام الديكتاتوري: هو نظام استبدادي ديكتاتوري لا يقيد بأي دستور أو برلمان، ويكون الحاكم فيه شخصًا ديكتاتوريًّا يتبعه ويعمل معه بعض الأشخاص، والحاكم هو الذي يتخذ كلّ القرارات، ويوجد من ينفذها، وإن أجريت انتخابات للحكم يكون الحاكم هو الشخص الوحيد المرشح، ويتنوع النظام الديكتاتوري ومن أهمها؛ النظام الديكتاتوري العسكري، وهو نظام تحكمه منظمات عسكرية تدير الحكم في البلاد، وقد يضغط جيش البلاد على حكومته كي يحكم البلاد وفقًا لمصلحة الجيش بعيدًا عن مصلحة المواطن والوطن.
المراجع
- ^ أ ب ت ث "Robert Mugabe Biography", biography, Retrieved 25-11-2019. Edited.
- ↑ "Mugabe buried in low-key ceremony as family snub national plans", theguardian, Retrieved 25-11-2019. Edited.
- ^ أ ب "The Thai king has died after 70 years on the throne — here are the world's longest-ruling monarchs", businessinsider, Retrieved 25-11-2019. Edited.
- ↑ "The Five Most Common Political Systems Around the World", politicalsciencedegree, Retrieved 25-11-2019. Edited.