محتويات
مدينة نجران
تعد مدينة نجران من مدن شبه جزيرة العرب القديمة، كما أنها من أعرق المدن التي دخلها الدين الإسلامي، وتقع هذه المنطقة في واحة كبيرة منذ حوالي 4000 عام، وكانت ذات يوم نقطة توقف رئيسية على طريق اللبان، ويظهر التأثر الكبير بالثقافة اليمنية في مدينة نجران، سواءً في العمارة أو السلوك المدني، وباعتبارها مدينة زراعية، فهي تشتهر بحدائقها الجميلة والعامة، كما يشتهر فيها زراعة الخوخ والمشمش والتفاح والعنب والليمون والبرتقال، وهي مدينة محاطة بالأشجار والجبال، إذ يعد جبل أبو حمدان أعلى نقطة فيها، والواقع على ارتفاع حوالي 1450 مترًا، بالإضافة إلى وادي أبي الراشراس، ويتميز المناخ في مدينة نجران بأنه حار خلال الصيف وبمتوسط حرارة تبلغ حوالي 32 درجة مئوية، أما في فصل الشتاء فإنه معتدل، وتنخفض درجات الحرارة فيه إلى حوالي 6 درجات مئوية في المتوسط، كما تكون الأجواء ممطرة في المناطق الجبلية.[١]
موقع مدينة نجران
تقع مدينة نجران على بعد يبلغ حوالي 280 كم شرق أبها، وبالتحديد في الجزء الجنوبي الغربي من المملكة العربية السعودية بين خطي طول 17 و20 درجة شمالًا، وبين خطي عرض 44 و52 درجة، ويحدها اليمن من الجنوب، والسليل ووادي الدواسر من الشمال، وظهران من الجنوب، ومنطقة عسير من الغرب، وتبلغ مساحتها حوالي 365 ألف كيلو متر مربع، وتتألف من سبع محافظات، و54 مركزًا إداريًا بالإضافة إلى المقر الرئيسي لإمارة المنطقة، وتتميز المدينة بمناظرها الطبيعية الخلابة، وبالتحديد وادي أبي الراشراس؛ والذي يعد أحد أهم المعالم السياحية فيها، والذي تتدفق المياه عبره لريّ المناطق الخضراء المحيطة بالمدينة.[١][٢]
تاريخ مدينة نجران
كانت مدينة نجران مدينة مهمة جدًا في التاريخ القديم، وتعد واحة نجران من الواحات المأهولة منذ حوالي 4000 عام، كما كانت منطقة نجران خلال القرنين الأول والثاني قبل الميلاد أكثر أوقات التداول ازدهارًا، عندما كانت تعرف باسم الأخدود، وعرفت بهذا الاسم عندما استولى عليها الجنرال الروماني أيليوس جالوس في عام 24 ق.م، وفي عام 250 قبل الميلاد، أصبحت المنطقة تحت سيطرة الحميريين، وخلال تلك الفترة تحول الناس المقيمين فيها إلى المسيحية ثم إلى الإسلام خلال الفترة بين عامي 630 و631 للميلاد، وقد كان نشاطها الرئيسي مبنيًا على الزراعة وتربية الماشية، وأُطلق عليها اسم بيتا ليموس، كما أنها اشتهرت في اليونان.
وتعد مدينة نجران من الحضارات الأهم في شبه الجزيرة العربية، كما يعد امتلاكها لجدار دائري خارجي على محيط 220×230 متر واحدة من أهم ميزات نجران، وهو جدار مبني من الحجارة المربعة، والذي يحتوي على مقبرة واقعة جنوب الجدار الخارجي، كما عُثر على قطع من الزجاج والمعادن والأواني، والمباني البرونزية والمربعة والمستطيلة فيها، بالإضافة إلى وجود تحف تاريخية ورسومات صخرية وكتابات خاصة في مدينة الأخدود جنوب مدينة نجران، والقلعة الكبيرة المغطاة بالرمال، والتي تعطي انطباعًا بأنها كانت ذات يوم عبارة عن جدران محيطية عالية مبنية من الأحجار العملاقة المماثلة للتي استخدمت في بناء الأهرامات المصرية. وتشمل معالم نجران حجر راس؛ وهو حجر غرانيتي يبلغ ارتفاعه مترين، وقد كانت نجران المحطة الأخيرة المهمة على طريق اللبان قبل أن تسلك القوافل الطريق الشرقي أو الغربي، وطريق اللبان؛ هو طريق قديم من المناطق المنتجة للبخور في جنوب الجزيرة العربية وحتى المملكة العربية السعودية الحديثة، وصولًا إلى الأردن وسوريا ومصر وحوض البحر الأبيض المتوسط كاملًا.[١]
نجران والمملكة العربية السعودية
انضمت نجران إلى المملكة العربية السعودية في عام 1934م، وذلك نتيجة لجهود وصراعات الشيخ جابر أبو ساق؛ وهو زعيم عشيرة كبيرة من قبيلة يام، إذ شنت قوات الملك اليمني السابق العديد من الغارات الفاشلة لضم نجران إلى المملكة اليمنية في بدايات عام 1924م، وبعدها أجرى ملك اليمن بعض الزيارات لتعزيز علاقته مع بعض زعماء قبائل نجران؛ لمجابهة العلاقات القوية لشعب نجران مع بن سعيد، وفي عام 1932م، هاجمت قوات الإمام يحيى اليمني نجران بأكثر من 50000 جندي، وقد كان الجيش مجهزًا بجميع أنواع الأسلحة الجديدة.
وقد بدأت قبيلة يام باعتبارها القبيلة المهيمنة في نجران، بالوقوف إلى جانب بعض المواليين للنجرانيين الآخرين لمقاومة القوات اليمنية، ومع ذلك فإن شريحة كبيرة من زعماء القبائل في نجران انحازت للقوات اليمنية، وتمكّن الشيخ جابر أبو ساق رئيس عشيرة يام في ذلك الوقت من الحصول على دعم سريع من الملك عبد العزيز بن سعد، وكان قادرًا على قيادة قبيلة يام وكل المقاومة النجرية التي كانت تقاتل ضد القوات اليمنية في جميع أنحاء نجران، وفي وقت لاحق من عام 1934م، شن جيش الأمير سعود بقيادة الأمير سعيد بن عبدالعزيز حملة واسعة النطاق حول نجران من الشمال والشمال الغربي، والذي هزم به الجيش اليمني، وبعدها أصبحت نجران جزءًا من المملكة العربية السعودية، بحيث كانت نجران دائمًا مستقلة وحكمت من قبل شعبها يام، ولكنهم اختاروا أن تُضم إلى المملكة حديثًا، كما أقيمت معاهدات بين الملك عبد العزيز وشعب نجران بالاتفاق على مجموعة شروط وجب احترامها من كلا الطرفين.[٣]
أبرز الأماكن الأثرية في مدينة نجران
تشتهر مدينة نجران بأهميتها الأثرية، وتحتوي على العديد من المباني الفريدة، كما تتضمن وجود مقبرة جنوب الجدار الخارجي، وكشفت حفريات المدينة الأثرية على العديد من قطع الزجاج والمعادن والفخار، والتي تعود إلى العصر البرونزي، كما تضمنت مدينة نجران بعض المباني المربعة والمستطيلة التي تعود إلى العصور الوسطى، كما يمكن رؤية المنحوتات من تلك الأيام والعظام البشرية في الأخدود الواقع جنوب المدينة.[١]
وتحتضن المدينة رأسًا لأسد مصنوع من الجرانيت يبلغ ارتفاعه أكثر من مترين، كما يوجد في مدينة نجران العديد من الأماكن الأثرية والدينية القديمة التي ما زالت قائمة حتى الآن لتشهد على تاريخها العريق الذي سبق الإسلام وعاصره،[١]ومن أبرز تلك المعالم الأثرية التي تشتهر بها المدينة ما يأتي:[٤][٥]
- مدينة الأخدود: والتي تعود إلى مملكة حمير القديمة، وفيها أقيمت المحرقة الشهيرة للمؤمنين التي ارتكبها ذو نواس، وما زالت مدينة نجران شاهدة على هذه الحادثة وقد سجلها القرآن الكريم أيضًا في آياته الكريمة.
- قصر الإمارة: يقع قصر الإمارة في وسط مدينة نجران، وقد بُني على موقع بئر قديم في عام 1944م، وكان غرضه الأول هو استضافة الحاكم الجديد ورفاقه، كما يعد أكبر مبنى تاريخي في المقاطعة بمساحة تقدر بحوالي 625 مترًا مربع، كما ضم حوالي 65 غرفة.
- قصر العان: بُني قصر العان في عام 1688م، وأُطلق عليه أيضًا اسم قصر سعدان، وقد بني من قبل إسماعيل المكرمي، ويتألف القصر من أربعة طوابق وملعب والعديد من المباني الثانوية، ويقع القصر على الجانب الشمالي لوادي نجران على قمة مرتفعة، ويعد موقعه استراتيجيًا، إذ إنه يوفر إطلالة مذهلة على الوادي والجبال المحيطة، كما أنه مفتوحًا للجمهور، ويضم متحفًا يستعرض قصة القصر.
- حديقة الصفا وقلعة راوم: يوجد في مدينة نجران العديد من المتنزهات، ومن أبرزها متنزه الصفا الذي يقع إلى الغرب من المدينة على مساحة تبلغ حوالي 5 كيلو مترات مربعة، ويحدها من الشرق وادي نجران، ومن الجنوب جبل من الجرانيت بُني على قمة قلعة رؤوم.
- قصر ومتحف النجران: والذي يُعد من أجمل المباني الموجودة في المدينة، ويتميز بالطراز المعماري التقليدي المستمد من التصميم المعماري التقليدي لتراث المدينة، ويعود تاريخ هذا القصر إلى بداية الستينات، وقد بُني على مساحة واسعة، إذ يضم حوالي 65 غرفة يستخدم بعضها كمستودعات لحفظ الآثار، وبعضها الآخر يخص الدوائر الحكومية، وفيما قاعة عرض سينمائي.
- سد نجران: وهو من السدود الخرسانية التي يعود تاريخها إلى بداية الثمانينات من القرن العشرين، وهو من أهم المعالم السياحية للمدينة، كما أنه من أهم السدود الموجودة في المملكة العربية السعودية وأضخمها، إذ يتميز باستيعابه لكميات كبيرة من الأمطار، ويمكن للزائر الذهاب في رحلة تجوّل للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة والجبال الشاهقة حوله.
- منتزه الملك عبد العزيز: وهو من أفضل الأماكن السياحية في مدينة نجران، يتميز بمساحاته الخضراء الواسعة، وملاعب الأطفال، بالإضافة إلى الاستراحات العائلية، ومواقع خاصة لإقامة الاحتفالات والمهرجانات، وهو من أكبر المتنزهات في المملكة العربية السعودية، إذ تبلغ مساحته حوالي 5 مليون كيلو متر مربع.
- غابة سقام: وهي من المعالم السياحية المهمة في نجران، إذ تتميز بطبيعتها الخلابة والمناطق الترفيهية المتميزة الخاصة بالعائلات، كما أنها واقعة بين العديد من أهم المواقع السياحية في المدينة؛ كقلعة وجبل رعوم، ومنطقة الأخدود، ومتنزه الملك فهد، وتتميز تلك الغابة بالمساحات الخضراء الواسعة.
مناخ مدينة نجران وسكانها
تقع نجران في الجهة الجنوبية الغربية من المملكة العربية السعودية، تتنوع البيئات الجغرافية فيها، إذ توجد المناطق السهلية والأودية والجبال التي يتراوح ارتفاعها بين 900 و1800، وتتميز الجبال بصخورها الغرانيتية التي تنتج منها الرخام، وتغطي جزءًا كبيرًا من احتياجات المنطقة، كما توجد في الجهة الشرقية رمال الربع الخالي التي توجد في بعض المحافظات؛ كالخرخير والشرورة، وتنتشر أشجار السدر في بعض المحافظات، وتوجد الثروة المعدنية فيها، كالذهب، ويختلف المناخ تبعًا لتنوع التضاريس ويتصف عامةً بأنه حار في فصل الصيف، أما في الشتاء فيكون معتدلًا مائلًا للبرودة. وتسكن مدينة نجران قبائل العوالق، وقبائل همدان كوائلة، وقبائل ولد عبد الله، وقبيلة يام، وتتمسك القبائل النجرانية بتقاليدها وعاداتها الأصلية، ويتمتع أهل المنطقة بالكرم، فما أن يحل زائر عندهم حتى ترى الأطباق المتنوعة اللذيذة، ومنها؛ المرضوفة والبر والسمن والحميسة وغيرها، ويهتم السكان بالثقافة والفنون التي تعكس عاداتهم وتقاليدهم.[٦]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج "Najran City Profile", the-saudi, Retrieved 2019-10-14. Edited.
- ↑ "Najran Heritage and Culture", nu, Retrieved 2019-11-29. Edited.
- ↑ "Najran, Saudi Arabia History", triposo, Retrieved 2019-11-29. Edited.
- ↑ Florent Egal (2016-9-17), "Najran City"، saudiarabiatourismguide, Retrieved 2019-10-14. Edited.
- ↑ "السياحة في نجران"، urtrips، اطّلع عليه بتاريخ 31-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "منطقة نجران"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 13-9-2019. بتصرّف.