محتويات
فقر الدم
تحدث حالات فقر الدم عندما يقل عدد خلايا الدم الحمراء المنتشرة في الجسم، ويعد فقر الدم أحد حالات اضطراب الدم الأكثر شيوعًا؛ إذ يؤثر على ما يقارب 1.62 مليار شخص على مستوى العالم أي ما يُقدر بنحو 24.8% من سكان العالم ويعد الأطفال في سن ما قبل المدرسة هم الفئة الأكثر عرضة للإصابة بفقر الدم وتبلغ نسبة الإصابة به عالميًا للاطفال من هذه الفئة 47% تقريبًا، وتحدث حالات فقر الدم نتيجة تداخل بعض الحالات المرضية في قدرة الجسم على إنتاج خلايا الدم الحمراء الصحية أو زيادة تكسرها أو فقدانها، وهو ما يسبب ظهور بعض الأعراض التي سنتطرق لها لاحقًا في هذا المقال[١]، ويمكن تحديد أو قياس مستوى فقر الدم بحساب كمية الهيموغلوبين؛ وهو البروتين المسؤول عن حمل جزيئات الأوكسجين ونقلها من الرئتين لجميع أنسجة الجسم، وفي الحالة الطبيعية يستبدل الجسم خلايا الدم الحمراء بخلايا جديدة ليتراوح متوسط عمرها ما بين 100-120 يومًا.[٢]
الأعراض المصاحبة لفقر الدم
تعتمد الأعراض الصحية المرافقة لمرض فقر الدم على نوعه وسببه وحدته وارتباطه بمشاكل صحية أخرى كالنزيف الحاد واضطرابات الدورة الشهرية والقرحة والأورام، ويستطيع الجسم إدارة فقر الدم البسيط دون ظهور علامات صحية دالة عليه، إلا أن الحالات الأخرى قد تؤدي إلى ظهور بعض الأعراض الشائعة منها:[٣]
- تسارع نبضات القلب عند بذل مجهودٍ بدني.
- الشعور بالإعياء والخمول.
- شحوب لون البشرة.
- تشنجات في الساق.
- الصداع وضيق التنفس عند ممارسة التمارين الرياضية.
- فقدان القدرة على التركيز والشعور بالدوار.
- الأرق.
- زيادة الرغبة لدى المصابين بتناول مواد غير صالحة للأكل كالخشب والثلج والتراب، وتشقق زوايا الفم في حالة فقر الدم الناتج عن نقص الحديد.
- الصعوبة في المشي، والشعور بخدرٍ وتصلب في الأطراف، وتراجع قوة الذاكرة عند الإصابة بفقر الدم المرتبط بنقص فيتامين ب12 .
- اليرقان، وتقرح الساق، وتحول لون البول إلى البني أو الأحمر عند الإصابة بفقر الدم الناتج عن تكسر خلايا الدم الحمراء.
- تأخر نمو الأطفال المصابين بفقر الدم المنجلي مع شعورهم المستمر بالإعياء ونوبات من الألم في المفاصل والبطن والأطراف.
- ظهور خط على اللثة بلون أزرق إلى أسود، والإصابة باضطرابات الجهاز الهضمي كالتقيؤ وآلام البطن والإمساك عند الإصابة بفقر الدم الناتج عن التسمم بالرصاص.
- الشعور بألم في الصدر.[٤]
- برودة القدمين واليدين.[٤]
يجب مراجعة الطبيب عند اجتماع عوامل الخطر أو ظهور أعراض الإصابة بالأنيميا وطلب الرعاية الصحية عند حدوث مشاكل في التنفس أو تسارع نبضات القلب، بالإضافة لحالاتٍ أخرى كالنزيف الغزير جدًا خلال الدورة الشهرية، الإصابة بالإعياء المستمر، سوء التغذية، الإصابة بأعراض القرحة والتهاب المعدة والبواسير وسرطان القولون أو المستقيم، وجود حالات وراثية لفقر الدم تتطلب استشارة الطبيب قبل الإنجاب.
الأسباب الرئيسية وراء فقر الدم
يعود فقر الدم للأسباب الممكنة التالية وهي: [٥]:
- فقدان الدم: يحدث في بعض الحالات أن يفقد الشخص كمية من الدم وتكون الكمية أكبر من قدرة الجسم على تعويض خلايا الدم الحمراء المفقودة مما يؤدي إلى الإصابة بفقر الدم، وتشمل هذه الحالات كل من فترات الحيض الكثيفة لدى بعض النساء والأشخاص الذين يعانون من نزيف داخلي في أحد أجزاء الجهاز الهضمي مثل قرحة المعدة أو غيرها من مشاكل الجهاز الهضمي، وهو ما يؤدي إلى عدم المعرفة بهذه الحالة إلا عند اكتشاف فقر الدم.
- انخفاض إنتاج خلايا الدم الحمراء: تحتاج كريات الدم القديمة في الجسم إلى الاستبدال باستمرار بالرغم من عدم حدوث أي نزف، ويمكن أن يتسبب عدد من العوامل في تقليل إنتاجها أو حدوث نقص في عددها وتشمل هذه العوامل كل مما يلي:
- اتباع الحميات الغذائية: قد يتبع البعض الحميات الغذائية التي تهدف إلى إنقاص الوزن، والتي يمكن أن تسبب النقص في كل من عناصر الحديد وحمض الفوليك نتيجة افتقار النظام الغذائي إلى الأطعمة المغذية والتي تحتوي على العناصر الرئيسية التي يحتاجها الجسم لانتاج خلايا الدم الحمراء.
- بعض الحالات الطبية: تؤدي بعض الأمراض المزمنة مثل السرطان والسكري وأمراض الكلى إلى التداخل مع قدرة الجسم على إنتاج خلايا الدم الحمراء، ويشمل ذلك فترات الحمل لدى النساء.
- الاضطرابات الوراثية: قد يكون لدى البعض اضطرابات وراثية مثل فقر الدم المنجلي وفقر الدم الانحلالي التي يمكن أن تدفع الجسم إلى تدمير خلايا الدم الحمراء.
- زيادة تدمير خلايا الدم الحمراء: قد تتسبب بعض الحالات المرضية بتدمير خلايا الدم الحمراء وهو ما يؤدي إلى فقر الدم، ويشمل ذلك مرض الطحال وهو العضو الذي يتخلص من خلايا الدم الحمراء القديمة من الجسم، لذا فإن تعرض هذا العضو لمشاكل صحية فإنه يمكن أن يتسبب في زيادة تدمير خلايا الدم الحمراء وبالتالي الإصابة بفقر الدم.
أنواع فقر الدم
نظرًا لدور كريات الدم الحمراء الهام في إيصال الأكسجين اللازم لإتمام العمليات الحيوية فإن آثار الإصابة بالأنيميا تنعكس على جميع أعضاء الجسم، وقد صنف مرض فقر الدم إلى أنواع عديدة اعتمادًا على مسبباته، منها:[٦]
- فقر الدم الإنحلالي: يعاني المصابون بهذا النوع من تكسر خلايا الدم الحمراء بعد إنتاجها، وينتج عن أسباب ميكانيكية كتسريب صمامات القلب وتمدد الأوعية الدموية، أو الإصابة بالعدوى، أو اضطرابات المناعة الذاتية، أو التشوهات الخلقية في خلايا الدم الحمراء، كما يرتبط هذا النوع بالاختلالات الوراثية كالثلاسيميا.
- فقر الدم اللاتنسجي: وهو من الأنواع غير الشائعة لفقر الدم وينتج عن وجود اضطراب في نخاع العظم؛ إذ يتوقف النخاع العظمي عن إنتاج عدد كافٍ من خلايا الدم.
- فقر الدم المرتبط بنقص العناصر الغذائية: تعد الأنيميا الناتجة عن نقص الحديد أحد أكثر أنواع فقر الدم شيوعًا، ويعود سبب نقص الحديد عادةً إلى فقدان الدم كالنزيف، ولكن قد يحدث أحيانًا بسبب نقصه في النظلم الغذائي المتبع أو سوء امتصاص الحديد، كما تزداد احتمالية الإصابة بذلك خلال مرحلة الحمل، كما يحدث فقر الدم الناجم عن نقص الفيتامينات بسبب انخفاض مستويات فيتامين ب 12 أو حمض الفوليك عادة بسبب اتباع نظام غذائي غير صحي أو وجود خلل في امتصاص العناصر الغذائية في الأمعاء.
- فقر الدم المنجلي: وهو وراثي، ويكون فيه بروتين الهيموغلوبين غير طبيعي يتسبب في أن تكون خلايا الدم الحمراء صلبة وغير قادرة على التدفق عبر الأوعية الدموية الصغيرة.
- أنواع أخرى: يرتبط مرض فقر الدم في كثيرٍ من الحالات بالإصابة بأمراض الكلى أو العلاج الكيميائي للأورام السرطانية.
علاج فقر الدم
تعتمد طريقة علاج فقر الدم على تحديد نوعه أولًا، ومن الأمثلة على ذلك:[٤]
- فقر الدم بسبب نقص الحديد: عادة ما ينطوي علاج هذا النوع من فقر الدم على تناول مكملات الحديد وتغيير النظام الغذائي، وإذا كان سبب نقص الحديد هو فقدان الدم أو النزيف، فيجب تحديد سبب النزيف وإيقافه، وقد يكون ذلك من خلال عملية جراحية.
- فقر الدم بسبب نقص الفيتامينات: يتضمن علاج فقر الدم بسبب نقص الفيتامينات على أخذ المكملات الغذائية وزيادة هذه العناصر الغذائية في النظام الغذائي.
- فقر الدم اللاتنسجي: يمكن أن يشمل علاج فقر الدم اللاتنسجي عمليات نقل دم لزيادة مستويات خلايا الدم الحمراء، وقد يحتاج المريض إلى زرع نخاع العظم إذا لم يتمكن نخاع العظم من تكوين خلايا دم صحية.
- فقر الدم الانحلالي: تتضمن معالجة فقر الدم الانحلالي تجنب الأدوية المسسبة لفقر الدم، وعلاج العدوى والالتهابات، وتناول الأدوية التي تثبط الجهاز المناعي الذي قد يهاجم خلايا الدم الحمراء.
- فقر الدم المنجلي: قد يشمل العلاج إعطاء المريض الأكسجين ومسكنات الألم والسوائل عن طريق الفم والوريد للحد من الألم ومنع حدوث المضاعفات، وقد يوصي الطبيب أيضًا بنقل الدم للمريض أو يصف للمريض مكملات حمض الفوليك والمضادات الحيوية، كما يستخدم دواء هيدروكسي يوريا المستخدم لعلاج السرطان لعلاج فقر الدم المنجلي.
- الثلاسيميا: معظم حالات مرض الثلاسيميا تكون خفيفة ولا تحتاج إلى علاج، أما الحالات الأكثر حدة من مرض الثلاسيميا تتطلب عمليات نقل دم أو مكملات حمض الفوليك أو الأدوية أو إزالة الطحال أو زرع خلايا جذعية للدم والنخاع العظمي.
- فقر الدم الناجم عن الأمراض المزمنة: لا يوجد علاج محدد لهذا النوع من فقر الدم، بل يعتمد الأطباء على علاج المرض الأساسي المسبب لفقر الدم، وإذا أصبحت الأعراض خطيرة قد يساعد نقل الدم أو حقن هرمون الإريثروبويتين؛ وهو هرمون اصطناعي ينتج عادة بواسطة الكليتين، في تحفيز إنتاج خلايا الدم الحمراء وتخفيف الإعياء والتعب.
الوقاية من فقر الدم
بالرغم من أنه لا يمكن الوقاية من بعض أنواع فقر الدم إلا أنه يمكن تجنب فقر الدم الناتج عن نقص الحديد أو الفيتامينات من خلال تناول نظام غذائي صحي يحتوي على العديد من الفيتامينات والمعادن بما في ذلك[٧]:
- الحديد: وتشمل الأطعمة الغنية بالحديد كل من لحوم البقر واللحوم الأخرى والفاصوليا والعدس والحبوب المدعمة بالحديد والخضروات الورقية الداكنة والفواكه المجففة.
- حمض الفوليك: يمكن الحصول على هذا العنصر المهم في تصنيع كريات الدم الحمراء من خلال عصائر الفواكه والخضراوات الورقية الداكنة والبازلاء الخضراء والفاصوليا والفول السوداني ومنتجات الحبوب المخصّبة مثل الخبز والحبوب والمعكرونة والأرز.
- فيتامين ب 12: وتشمل الأطعمة الغنية بفيتامين ب 12 كل من اللحوم ومنتجات الألبان والحبوب ومنتجات الصويا المدعمة.
- الأطعمة الغنية بفيتامين سي: إذ يوجد هذا الفيتامين في العديد من الأطعمة بما في ذلك الفواكه وعصائر الحمضيات والفلفل والقرنبيط والطماطم والبطيخ والفراولة، وهو ضروري لزيادة امتصاص الحديد في الجسم.
المراجع
- ↑ Peter Lam (28-11-2017), "Everything you need to know about anemia "، medicalnewstoday, Retrieved 11-9-2019. Edited.
- ↑ Verneda Lights, Brian Wu (2018-1-3), "What You Need to Know About Anemia"، healthline, Retrieved 2019-8-15. Edited.
- ↑ Carol DerSarkissian (2017-7-22), "Understanding Anemia -- Symptoms"، WebMD, Retrieved 2019-8-15. Edited.
- ^ أ ب ت Mayo Clinic Staff, "Anemia"، Mayo Clinic, Retrieved 2019-8-15. Edited.
- ↑ Dennis Thompson Jr (9-1-2014), "Are You Anemic?"، everydayhealth, Retrieved 11-9-2019. Edited.
- ↑ American Society of Hematology, "Anemia"، hematology.org, Retrieved 2019-8-15. Edited.
- ↑ "Anemia", mayoclinic,16-8-2016، Retrieved 11-9-2019. Edited.