أكل البيض نيئًا
يشتهر البيض بكونه أحد أشهر الأصناف الغذائية الصحية لكونه غنيًا بالبروتينات والكثير من الفيتامينات المفيدة للجسم؛ كفيتامين أ، وفيتامين ب2، وفيتامين ب12، وفيتامين د، وكثيرًا ما يُفضل الناس طبخ أو قلي البيض للاستمتاع بطعمه، لكن قلي البيض يزيد من نسبة الدهون بمقدار 50% تقريبًا، مما يدفع بالبعض إلى التفكير جديًا بتناول البيض نيئًا أو دون طبخ أصلًا، وهذا كان أحد المواضيع التي تنبهت إليها الجهات الصحية في بريطانيا، التي سمحت للأطفال والنساء الحوامل والكبار بالسن بتناول البيض نيئًا أو غير المطبوخ جيدًا أو أي من الأطعمة الأخرى التي تحتوي على البيض النيء، وهذا يرجع إلى التزام منتجي البيض بمعايير السلامة والنظافة في بريطانيا، لكن وفي نفس الوقت، حرصت الجهات الصحية الرسمية على النصح بعدم تناول البيض نيئًا في حال كان قادمًا من خارج بريطانيا، أو لم يكن يحمل ختم الأسد البريطاني، أو في حال لم يكن بيض دجاج أصلًا[١]، وهنالك بالطبع أضرار يجب التذكير بها عند الرغبة بتناول البيض نيئًا، وهذا سيرد بمزيدٍ من التفصيل في الأسطر التالية.
أضرار أكل البيض نيئًا
على الرغم من أن أكل البيض نيئًا يحمل نفس الفوائد التي يحملها تناول البيض نيئًا، إلا أن هنالك الكثير من الأضرار المرتبطة بتناول البيض نيئًا، مثل[٢]:
- عجز الجسم عن امتصاص البروتينات جميعها: يحتوي البيض على جميع الأحماض الأمينية الضرورية لبناء البروتينات في الجسم، لكن تناول البيض نيئًا يؤدي إلى انخفاض قدرة الجسم على امتصاص هذه البروتينات من البيض، وقد توصلت إحدى الدراسات إلى نتيجة مفادها أن تناول البيض نيئًا يؤدي إلى امتصاص 50% فقط من البروتينات الموجودة في البيض، مقارنة ب90% من البروتينات عند تناول البيض المطبوخ، لكن وللأمانة العلمية، فإن طهي البيض يؤدي أيضًا إلى انخفاض مستوى بعض العناصر الغذائية الموجودة في البيض؛ كفيتامين أ، وفيتامين ب5، وبعض المعادن أيضًا، بما في ذلك الفسفور والبوتاسيوم.
- عجز الجسم عن امتصاص فيتامين البيوتين (ب7): يحتاج الجسم إلى فيتامين البيوتين من أجل إنتاج الأحماض الأمينية والغلوكوز، ويوجد هذا الفيتامين بنسبة جيدة في بياض البيض، لكن تناول البيض نئيًا يؤدي إلى انخفاض مستوى امتصاص الجسم للبيوتين بسبب احتواء بياض البيض النيء على نوع من البروتينات التي بمقدورها الارتباط بالبيوتين داخل الأمعاء الدقيقة عند الإنسان، وعلى العكس من ذلك، فإن تناول البيض المطبوخ يُساعد الجسم على امتصاص البيوتين؛ لأن حرارة الطبخ قادرة على تدمير البروتينات التي تشكل عائقًا بوجه امتصاص هذا الفيتامين، لكن يبقى من المستبعد أن يؤدي تناول البيض النيء إلى الإصابة بنقص فيتامين البيوتين، إلا بالطبع إذ استهلك الفرد الكثير من البيض النيء في اليوم الواحد ولفترة زمنية ممتدة أيضًا.
- التلوث بالبكتيريا الضارة: يُمكن لبكتيريا السالمونيلا أن تتواجد بكثرة في البيض النيء، سواء داخل البيضة أو فوق قشرتها، لذا ليس من الغريب أن يكون تناول البيض النيء أحد أسباب الإصابة بالتسمم الغذائي، ومن بين الأعراض الدالة على الإصابة بالتسمم الغذائي –مثلًا- الشعور بآلام البطن، والإسهال، والغثيان، والحمى، والصداع، وعلى أية حال، يبقى من النادر أن يكون البيض ملوثًا أصلًا بهذه البكتيريا، على الأقل في الولايات المتحدة الأمريكية، لكن وفي نفس الوقت، يُمكن للتسمم الغذائي الناجم عن بكتيريا السالمونيلا أن يُشكل خطرًا كبيرًا عند بعض الفئات السكانية، بما في ذلك الكبار بالسن، والأطفال الصغار، والنساء الحوامل، والذين يعانون من مشاكل في المناعة.
فوائد أكل البيض نيئًا
قد يحمل أكل البيض نيئًا أضرارًا سيئة كما ورد سلفًا، لكن وفي نفس الوقت، يبقى البيض النيء مفيدًا أيضًا للجسم؛ فالبيضة النيئة الواحدة كبيرة الحجم تحتوي على 72 سعرة حرارية، و6.3 غرام من البروتينات، و 4.8 غرام من الدهون غير المشبعة التي توصف بأنها صحية، كما من المحتمل أن تحتوي البيضة النيئة كبيرة الحجم على 19% من الكمية المنصوح بتناولها يوميًا من فيتامين ب 12، و18% من الكمية المنصوح بتناولها يوميًا من فيتامين ب2، و28% من عنصر السيلينيوم، و6% من الزنك، و5% من فيتامين د، فضلًا عن كميات لا بأس بها من فيتامين ب5، وفيتامين ب6، وحمض الفوليك، وعنصري الحديد والفسفور، ولقد تحدثت إحدى الدراسات عن فوائد كثيرة متنوعة للبيض عمومًا، منها[٣]:
- الوقاية من ارتفاع ضغط الدم.
- تعزيز نشاط الجهاز المناعي.
- تحسين قدرات الجسم على امتصاص بعض العناصر الغذائية.
- مقاومة الخلايا السرطانية.
- تزويد الجسم بخواص مضادة للأكسدة.
- مكافحة الميكروبات الضارة.
على أية حال، نصحت وزارة الزراعة في الولايات المتحدة الأمريكية بعدم تناول البيض النيء إلا إذا كان بيضًا مبسترًا، كما صدرت توجيهات ومعايير غذائية حديثة تؤكد على إمكانية استخدام البيض المبستر فقط عند الحاجة لتحضير الأطباق أو المأكولات التي تستوجب وجود البيض النيء؛ كبعض أنواع الآيس كريم، والصلصات، والكريمات او المخفوقات، وتجدر الإشارة إلى توفر البيض النيء المبستر في بعض المحلات التجارية، لكن ومع ذلك، يجب الحرص على وضع هذا البيض في الثلاجة للحفاظ عليه من الفساد[٤].
قد يُهِمُّكَ
ينتشر بين رواد كمال الأجسام اعتقادٌ ينص على إمكانية الحصول على بروتينات أكثر عند إضافة البيض النيء مباشرة إلى المخفوقات أو المكملات، وهذا الاعتقاد بالطبع ليس صحيحًا أو حتى صحيًا؛ لأن طهي البيض خيارٌ أنسب للحصول على كميات أكبر من البروتينات، كما أن لأكل البيض النيء أضرارًا كثيرة وردت مسبقًا، أهمها مسألة التسمم ببكتيريا السالمونيلا، وعليه فإن من الأنسب لرواد كمال الأجسام الحرص على طهي البيض وليس تناوله نيئًا، وقد يكون من الأفضل لهم الحرص على تناول بروتين المصل (whey protein) وحليب الصويا أو اللبن اليوناني أو اللبنة بالتزامن مع تناول البيض المخفوق لغرض الحصول على كميات أكبر من البروتينات، بينما وفي حال الإصرار على أكل البيض نيئًا، فإن من الأفضل حينئذ اختيار البيض المبستر كما ورد مسبقًا[٥].
المراجع
- ↑ "The healthy way to eat eggs", National Health Service (NHS),16-1-2018، Retrieved 2-6-2020. Edited.
- ↑ Hrefna Palsdottir, MS (23-7-2016), "Is Eating Raw Eggs Safe and Healthy?"، Healthline, Retrieved 2-6-2020. Edited.
- ↑ Janet Renee, MS, RD (22-7-2019), "List of Health Benefits of Eating Raw Eggs"، Livestrong, Retrieved 2-6-2020. Edited.
- ↑ Natalie Butler, R.D., L.D. (19-6-2019), "What to know about eating raw eggs"، Medical News Today, Retrieved 2-6-2020. Edited.
- ↑ "Smashing egg myths: Raw eggs build more muscle", Marshfield Clinic Health System,10-8-2018، Retrieved 2-6-2020. Edited.