محتويات
الصراحة بين الزوجين
الصّراحة بين الزّوجين كما الماء والضّوء للنّباتات، فكما تحتاج هذه الأخيرة إلى العناية المستمرّة، كذلك يحتاج الزّواج والعلاقات طويلة الأمد للعناية وبذل الجهد الدّائم للحفاظ عليها، والاستعداد من قبل الزّوجين للتّنازل وحلّ الخلافات في سبيل تحقيق هذا الهدف، إذ يجب أن يتشارك الزّوجان مع بعضهما البعض في جميع جوانب حياتهما، ولضمان زواج ناجح يجب ألا يخفي أي منهما على الآخر شيء، فالصّراحة من الأمور الجيّدة التي يُبنى عليها الزّواج النّاجح، ولكن للصراحة حدود يجب ألا تتعدّاها ولا تبالغ فيها.[١]
هل يجب أن أخبر زوجتي بكل شيء في حياتي؟
من الصحّي لزواجكَ أن تكون صريحًا مع زوجتكَ بمشاعركَ، فالصّراحة هي الجسر التي يوثّق علاقتكَ بزوجتكَ، فمن الرّائع أن تعبّر عن مشاعركَ فيما تحبّه وتنزعج منه في زواجكَ بكل صراحة دون خجل، وأن تتشاركا الأحلام، والطّموحات، والخطط المستقبليّة، ولكن وفقًا لعلم النّفس فإنّ صراحتكَ المفرطة قد تعود بالضّرر على ذاتكَ، فتشعر أنّكَ لم تعد تحتفظ بشيء يخصّكَ لنفسكَ، فالإنسان بطبيعته يحب الاحتفاظ بمساحة خاصّة به لنفسه، يخزّن فيها أسراره، ومخاوفه، ويغلق عليها تلابيب عقله ولا يشاركه بها أحد، وهذا بالطّبع لا يعني أن تكذب على شريكتكَ، بل هي أشياء خاصّة بكَ لا شأن لأحد بها.
وجزء من كونكَ إنسان أن تحب الخصوصيّة، وعليك أن تحافظ عليها لنفسكَ حتّى لا تشعر أنّك فقدت جزء من ذاتكَ، فالإفراط في مصارحة زوجتكَ قد تجعلها تشعر بالحزن أو الغضب، ففي بعض الأحيان يجب أن تبقي بعض الشّكوك التي تدور في ذهنكَ عن شريكتكَ أو علاقتكَ بها طي الكتمان، ولا تتحدّث بها بصوت عالٍ، بل احتفظ بها لنفسكَ، وتعامل معها بمفردكَ، فعلى الرّغم من أنّ الزّواج يعتمد على المشاركة بينكَ وبين شريكتكَ، إلاّ أنّه لا يعني أن تنسى نفسكَ وتتخلّى عن مساحتكَ الشخصيّة، فهي سبيل اعتزازكَ بذاتكَ وزيادة ثقتكَ بنفسكَ، فالأصح نفسيًّا لكَ ولزوجتكَ ولنجاح علاقتكما أن تعرف ما تصارحه مع زوجتكَ، وما تحتفظ به لنفسكَ، فإن كانت مصارحتكَ لها ضرر أكثر من نفع، حينها احتفظ بها لنفسكَ.[٢]
أشياء لا تخبر زوجتك عنها
يقول الخبراء أنّ الاحتفاظ ببعض الأفكار لنفسكَ مفيد لزواجكَ ويضمن نجاحه ويقيكَ من بعض المشاكل، ومن أهم الأمور التي لا يجب أن تخبر زوجتكَ عنها ما يلي:[٣]
- بحكم قربكَ من زوجتكَ قد تكتشف بعض عيوبها وتشعر بالانزعاج منها، ولكن إن كانت هذه السلبيّات لا تؤثّر على علاقتكَ بها أو حبّكَ لها، فمن الأفضل أن تتغاضى عنها ولا تصارحها بها؛ لأنّ مصارحتكَ قد تسبّب لها الألم، والقلق، وعدم الشّعور بالأمان، أو قد تسبّب لها الأذى النّفسي، فقد تكون هذه العيوب جزء من شخصيّتها ولا تستطيع السّيطرة عليها أو إصلاحها أو حتّى التخلّي عنها؛ لأنّها تشكّل جزءًا من شخصيّتها وكيانها، وقد لا تكون عيبًا في الأساس، بل أنتَ تنظر له على أنّه من العيوب.
- إذا كانت لديكَ علاقات سابقة ولم تستطع بعد التخلّص من العواطف تجاهها، فمن الأفضل ألا تجرح زوجتكَ بها، فهي لا بد أن تزول مع الزّمن، ولكن مصارحتكَ لها بهذه العواطف قد تسبّب لها جرحًا يصعب شفاؤه ويسبب شرخًا في علاقتكَ معها.
- لا داعٍ لمصارحتها حول حقيقة مشاعركَ تجاه عائلتها إن لم تكن لهم مشاعر طيّبة، فمن الأفضل والأسلم لكَ الاحتفاظ بهذه المشاعر لنفسكَ؛ لأنّها قد تعتبرها إهانة بحقّها وأسلوب متعالٍ من قبلكَ تجاه عائلتها.
- إذا كانت لديكَ شكوك حول استمراريّة علاقتكَ بها، ينصحكَ الخبراء ألا تشاركها بها؛ لأنّها قد تشعرها بعدم الأمان بعلاقتها معكَ، لأنّه من الطّبيعي أن تتأرجح أي علاقة ما بين السّلبي والإيجابي، ومع مرور الوقت قد تزول هذه الأفكار، وتشعر أنّه من الجيّد أنّكَ لم تصارحها بها.
- إذا كان شعوركَ حيال صديقاتها مشابه لما تشعر به تجاه عائلتها، فمصارحتكَ لها بها قد تجرّ عليكَ المشاكل، وقد تعد تدخّلًا في شؤونها الخاصّة.
- عند مشاركتها معكَ أحلامها وطموحاتها لا تقلّل من شأنها حتّى إن لم تعجبكَ، فكل إنسان يختلف في طبيعته وتفضيلاته عن الآخر، وعليه يجب أن تكون داعمًا لها لتحقّق أهدافها في الحياة ومساند لها.
- على صعيدٍ آخر إذا كانت عائلتكَ تكن مشاعر سلبيّة حيال شريكتكَ، لا داعٍ لجرح مشاعرها بإخبارها بها؛ لأنّ مثل هذه الأمور يصعب على الزّوجة نسيانها حتّى مع تقدم الزّمن، وقد تؤثّر على علاقتكما معًا وأسلوب تعاملها مع عائلتكَ.
- لا تحاول مقارنتها مع شريكتكَ السّابقة، ناهيكَ عن إخبارها بالأمور التي كنتَ تحبّها بشريكتكَ السّابقة للتأسّي بها، فلا يجرح المرأة في أنوثتها وكرامتها أكثر من هذا النّوع من الصّراحة المؤلمة.
قَد يُهِمُّكَ
لا بد أن تعلم أن لكَ الحق بالاحتفاظ بشيء من الخصوصيّة لنفسكَ ولا تشاركه مع زوجتكَ طالما أنّ كتمانه لا يؤذيها، ولكن الكذب على الزّوجة بتزييف الحقائق، وخداعها أمر يدمّر الثّقة بينكَ وبينها، على الرّغم من أنّكَ في بعض الأحيان تكذب كذبة بيضاء، إلاّ أنّها تبقى كذبة وخداع، وقد يسبّب لكَ المشاكل التّالية في زواجكَ:[٤]
- الكذب يدمّر الثّقة بينكما، ولا تعود زوجتكَ تثق بأي من كلامكَ ولا تأخذه على محمل الجد وتبقى تشك في مدى صحّته؛ لأنّها تشعر حينها أنّكَ خدعتها وهو ما قد يشعرها بالألم والخيانة، وقد تلجأ إلى كثرة استجوابكَ بالأمور جميعها حتّى البسيطة منها؛ لأنّها ببساطة لم تعد تثق بصدقكَ، مما يجعلكَ في بعض الأحيان تُستفز من إحاطتها لكَ بالكثير من الأسئلة، وتنفعل عصبيًّا، وتثار المشاكل بينكما.
- قد تتوقّف زوجتكَ عن التّواصل العميق والفعّال معكَ، فأنتَ تعلم مدى أهميّة التّواصل لتقوية رابطة الزّواج بينكما.
- الكذب يؤدّي إلى مزيد من الكذب والخداع في محاولة منكَ لعدم انكشاف الكذبة الأولى، فتكذب الثّانية والثّالثة، مما يجعل علاقتك مع زوجتكَ شديدة التّعقيد.
- لا بد أن يأتي يوم وتنكشف كذبتكَ، فعندها ستشعر زوجتكَ بالألم الشّديد الذي يصعب شفاؤها منه بالاعتماد على نوع الكذبة سواء أكانت حسّاسة تتناول الأسرة، أو علاقتكما الحميمة، أو شؤونكما الماليّة، إلى جانب طول فترة التستّر على الكذبة، وكيفيّة اكتشاف الزّوجة للحقيقة.
- تشعر زوجتكَ أنّكَ أناني لا تفكّر إلاّ بنفسكَ، وعندها تشعر أنّكَ لا تقدّر المشاركة في الحياة الزوجيّة، مما يجعلها تشعر بأنّها خارج حساباتكَ ولا يهمّكَ رأيها، وقد يجر عليكَ الكثير من المشاكل.
المراجع
- ↑ "reasons why couples whore frank each other stay together", www.lifehack.org, Retrieved 2020-08-13. Edited.
- ↑ "Oversharing in relationships: How good or bad is it for you?", romancecompass.com, Retrieved 2020-08-13. Edited.
- ↑ "Experts Say You Can Keep These 9 Thoughts To Yourself In Relationships", www.bustle.com, Retrieved 2020-08-13. Edited.
- ↑ "5 Ways Lying Destroys Marriages", brandoncoussenslmft.com, Retrieved 2020-08-13. Edited.