ما هو تأثير أزمة كورونا على الموظفين وحياتهم العائلية؟

ما هو تأثير أزمة كورونا على الموظفين وحياتهم العائلية؟
ما هو تأثير أزمة كورونا على الموظفين وحياتهم العائلية؟

تأثير كورونا على سوق العمل

شهد العالم أزمة خانقة ضربت جميع نواحي الحياة خلال عام 2020 بسبب فايروس كورونا، ووفقًا للإحصائيات حول تأثر سوق العمل بهذا الفايروس نضع بين يديكَ مجموعة من البيانات الخاصة بالمملكة المتحدة كمثال على تأثر سوق العمل العالمي، ففي بريطانيا انخفض عدد ساعات العمل الإجمالي الأسبوعية في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2020 بنسبة 8.9% عن العام السابق، وهو أكبر انخفاض منذ عام 1992م، كما شهد إجمالي عدد الوظائف الشاغرة تأثرًا، إذ انخفض بمقدار 342 ألف وظيفة في المدة المحددة أعلاه، إضافةً إلى انخفاض متوسط الأجور بما في ذلك العلاوات لأول مرة منذ يناير 2018م.

تأثر عدد كبير من العمّال بهذه الجائحة في مختلف مناطق العالم، ولا سيما الجاليات الإفريقية والآسيوية العاملة في دول أخرى كأمثال المملكة المتحدة، على سبيل المثال فقد 15% من العاملين الأفارقة أعمالهم في القطاعات التي أُغلقت بسبب تفشي الفايروس التاجي، ومن المرجّح أن يعمل العمال ذوي الأجور المنخفضة في القطاعات المغلقة، وقد طالب 2.8 مليون شخص بمستحقات تتعلّق بالبطالة خلال شهر مايو من عام 2020م داخل المملكة المتحدة، وقد شهد شهري مارس ومايو على ارتفاع هذا العدد بمقدار 1.6 مليون شخص حتى وصل إلى 2.8 مليون شخص.[١]


تأثير أزمة كورونا على الموظفين وحياتهم الأسريّة

أثّر فايروس كورونا المستجدّ كثيرًا على كافة العاملين والأسر والأشخاص من حولنا، وقد شهد عدد كبير من الموظفين تأثرًا في مستويات عدة مع عائلاتهم أبرزها مستوى الرفاهية، وفيما يلي توضيح لبعض الأرقام والإحصائيات الخاصة بالموظفين الموجودين داخل الولايات المتحدة الأمريكية عند تفشي هذا الفايروس الخطير:[٢]

  • انخفاض ساعات العمل وفقدان الوظائف : تأثر عدد كبير من الموظفين والآباء العاملين بنظام الساعات منذ 16 آذار، وهو اليوم الذي اُغلِقَت فيه الشركات غير الضرورية، كما يعمل 67% من الآباء في الأيام الطبيعية وفقًا لنظام الساعات، إلا أن قدوم الفايروس أدى إلى انخفاض هذه النسبة إلى 41%.
  • تدهور الصحة العقلية للآباء والأطفال : شعر عدد أكبر من الآباء خلال هذه الأزمة بالقلق والاكتئاب وفقًا لدراسة أُجريت في الولايات المتحدة الأمريكية، ثم ارتفع العدد أكثر فأكثر مع مرور الوقت إلى جانب شعور الأطفال بسوء ذلك.
  • نقص المعونات : بدا واضحًا وجود فجوة على أرض الواقع بين سياسات الحكومة الأمريكية وتنفيذ هذه السياسات، فقد حصل 45% فقط من الموظفين على تأمين ضدّ البطالة ممن فقدوا أعمالهم، إلى جانب مستويات متدنية من تلبية احتياجات هؤلاء الموظفين عقب خسارة وظائفهم.
  • ارتفاع المعدل الزمني في الاستجابة للطوارئ : من الطبيعي حدوث ذلك، فقد واجهت الحكومات والشركات الخاصة كالمطاعم حول العالم مشاكل عدة في تلبية حاجات المواطنين بين حالات طارئة أو توصيل الطعام وما إلى ذلك، إلى جانب حدوث بعض الأخطاء في نظام التعلّم الالكتروني.
  • عدم حصول العديد من الموظفين على امتيازات أعمالهم : على الرغم من وضع سياسات لتنظيم دفع أجور الموظفين والعاملين في كافة القطاعات، إلا عدد كبير من هؤلاء لم يحصلوا على أي دعم أو تعويض أو حتى أجر عن الأعمال الفائتة، وبالتالي استمرارهم بالمعاناة والشكوى من ضيق المعيشة.


أشياء إيجابية في حياتكَ اليومية كشفت عنها أزمة كورونا

ضج العالم من حولنا بالأخبار السلبية منذ ظهور فايروس كورونا وصولًا إلى ندرة سماع الأخبار الجيدة في وقتنا الحالي، مما أسهم ربما في شعوركَ بالإحباط والقلق باستمرار، ولكن لكلّ جانبٍ مظلم آخر مشرق، فهذا الفايروس أظهر لكَ عددًا من الأمور الإيجابية التي لطالما غفلت عنها، ولعل أبرزها ما يلي:[٣]

  • تقديركَ للعلاقات الاجتماعية : ظهرت خلال أزمة كورونا عددًا من الحملات الاجتماعية التي تمكّنكَ من مساعدة كبار السن والجلوس بقربهم والتحدث معهم، مما أسهم في تقارب اجتماعي واضح، إلى جانب جلوسكَ مع العائلة والأصدقاء لفترات أطول.
  • تقديركَ للمهن الأساسية : ربما غفلتَ عن أدوار بعض الموظفين والعاملين في حياتكَ لانشغالك بالحياة، ومع ظهور هذا الفايروس فقد تمكنّت من استشعار أهمية بعض المهن؛ كالمهن الطبيّة والتغذية والتوصيل وما إلى ذلك.
  • شعوركَ بأهمية الطبيعة : بالطبع أنك قد أصبحت خلال هذه الأزمة على وعيٍ تام بأهمية الطبيعة من حولكَ والمحافظة عليها والتقليل من ملوثاتها، إلى جانب تقديركَ للحركة دون استخدام السيارة لقضاء حاجاتكَ سيرًا على الأقدام أو باستخدام الدراجة الهوائية.
  • استخدامكَ الجيد لوسائل الإعلام : كان هدفكَ ولو لمرة واحدة نشر خبر ما أو توعية معينة حول أمرٍ ما للمساهمة في الحد من هذا المرض، ويشير هذا الأمر إلى مدى تقديركَ وتحسّن سلوككَ فيما يخص استخدام وسائل الإعلام بوجهها الأمثل.
  • التمتع بالهدوء والبساطة : فقد الكثير من الأشخاص حول العالم وظائفهم بسبب فايروس كورونا، ولكن الجانب المشرق في هذا الأمر أن كثيرًا من الناس كانوا يعانون من التوتر والقلق في أعمالهم أو في مدارسهم أو حتى في الطريق المؤدية لذلك، ومع ظهور هذه الأزمة وتوقّف الكثير من القطاعات عن العمل مُنِح الكثير من الأشخاص فترةً من الهدوء والسلام في عُزلة داخل منازلهم والابتعاد عن ضجيج الحياة والسعي لاكتشاف مواهبهم.


قد يُهِمُكَ

أصبح العمل عن بعد متطلبًا أساسيًا للكثير من الشركات حول العالم وفقًا لما يمرّ به العالم من تخبّط واضطراب بسبب فايروس كورونا، كما أن لهذه التجربة مجموعة أبعاد لا بد من تناولها لضمان سيره بالطريق الصحيح، والعمل عن بعد هو عملكَ من موقعِكَ في المنزل أو أيّ مكان باستثناء الشركة أو المكتب الخاص بالعمل، إلى جانب استعانتكَ بالوسائل التكنولوجية المختلفة لإتمام عملك، ويتيح هذا النوع من أنواع العمل مجموعة إجراءات مرنة من شأنها تسهيل مهمتكَ من ضمنها تغير ساعات العمل أو الأيام أو حتى وقت العمل؛ كأن تؤدي مهامكَ ليلًا بدلًا من النهار، وقد أضفى العمل عن بعد جملةً من الفوائد والسلبيات لكل من الموظفين وشركاتهم؛ مثل وجود مرونة أكبر في التوازن ما بين عملكَ وأموركَ الشخصية، وزيادة إنتاج العاملين والموظفين نظرًا لعدم وجود ما يُشتتهم، وتقليل نفقات الشركات وزيادة أرباحها، أما عن السلبيات التي تظهر عند تجربتكَ للعمل عن بعد، فتتمثل بشعوركَ بالوحدة والعزلة بعيدًا عن أعضاء فريقكَ في العمل، وصعوبة تواصلكَ مع كافة الأشخاص في العمل أو رداءة جودة الاتصال عند الحاجة لذلك. [٤]


المراجع

  1. "Coronavirus: Impact on the labour market", commonslibrary parliament, Retrieved 22-6-2020. Edited.
  2. "A snapshot of the coronavirus pandemic’s impact on working families", pbs, Retrieved 22-6-2020. Edited.
  3. "Positive things in our daily life revealed by the Corona crisis", tellerreport, Retrieved 22-6-2020. Edited.
  4. "Remote Work FAQ", remote-how, Retrieved 22-6-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :