ما تود معرفته عن الارتجاع البيولوجي

ما تود معرفته عن الارتجاع البيولوجي
ما تود معرفته عن الارتجاع البيولوجي

الارتجاع البيولوجي

يعد الارتجاع البيولوجي نوعًا من أنواع العلاج، والذي يشمل إلصاق عدة حساسات على جسمك لقياس وظائفه الأساسية، ويهدف الارتجاع البيولوجي إلى تعليمك كيف يعمل جسمك، وهذه المعلومات قد تساعدك على التحكم ببعض الوظائف الأساسية في جسمك وبالتالي التحكم ببعض المشاكل الصحية المتعلقة بها، ويعتمد هذا العلاج على مبدأ "العقل أهم من المادة" أو "العقل هو المسيطر"، وهذه العبارة تعني بأنه يمكنك تغيير صحتك بالتعرف على كيف يرد جسمك على المثيرات النفسية والمحفزات، ومن المعروف أن التوتر النفسي المزمن له تأثيرات سلبية على جوانب كثيرة من صحتك مثل؛ ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع درجة حرارة الجسم، واضطراب أو إرباك وظائف الدماغ. ويهدف الارتجاع البيولوجي إلى مساعدتك في التحكم بمعظم الوظائف الأساسية اللاإرادية في جسمك مثل ضربات القلب وضغط الدم، وذلك من خلال تحسين رد فعلك الجسماني والعقلي للمثيرات التوترية.[١]


كيف يعمل الارتجاع البيولوجي؟

لا يعلم الباحثون كيف ولماذا يعمل الارتجاع البيولوجي، ولكنهم يعلمون بأنه يقلل الضغط والتوتر النفسيين ويزيد من الشعور بالراحة، وبالتالي يخفف من أعراض عدة مشاكل صحية مرتبطة بهذان الأمرين، ويشمل الارتجاع البيولوجي وضع أقطاب كهربائية على جلدك وبعض الحساسات التي يمكن وضعها على أصابعك، وترسل هذه الأقطاب والحساسات إشارات إلى جهاز كاشف يحتوي على شاشة عرض تعرض ضوئيًا أو صوتيًا كلًّا من؛ معدل ضربات القلب، وضغط الدم، ومعدل التنفس، ونشاط العضلات، ومعدل التعرق، ودرجة حرارة الجسم. وتختلف جميع هذه الوظائف عند تعرضك للتوتر النفسي فمثلًا؛ تزداد أو تتسارع ضربات القلب، وتبدأ العضلات في الانقباض والشد، وتتسارع علمية تنفسك، وترتفع درجة حرارتك وتبدأ بالتعرق.

يمكنك بعد ذلك أن تبدأ المحاولة في السيطرة على هذه الوظائف ومشاهدة الارتجاع الفوري على شاشة العرض فيما إن كنت تحرز تقدمًا أم لا، وعادة تخضع لجلسة الارتجاع البيولوجي في عيادة الطبيب، ولكن ومع التقدم في الطب يمكنك أن تخضع لهذا العلاج في المنزل بعد أن تتعلمه جيدًا، وتحتاج في البداية إلى الذهاب إلى عيادة الطبيب لكي تتعلم بعض تقنيات الراحة التي سوف تساعدك على التخلص من التوتر النفسي، وتوجد العديد من هذه التقنيات التي يمكنك تعلمها وفيما يلي البعض منها:[٢]

  • التنفس العميق.
  • استرخاء العضلات التدريجي، والذي يشمل شد وإرخاء كل مجموعة عضلية على حده.
  • التصور الموجه، والذي يشمل التركيز على صورة أو لون ما لمساعدتك على الاسترخاء.
  • التأمل العقلي، والذي يشمل التركيز على أفكار تزيح المشاعر السلبية.

سوف تحتاج في البداية إلى جهاز الارتجاع البيولوجي في معرفة إن كنت فعلًا بدأت تتحكم بوظائف جسمك اللاإرادية، ثم سوف تستطيع التقليل من التوتر النفسي والتحكم بهذه الوظائف لوحدك دون أي مساعدة بعد إتقانك لهذه التقنيات.  


أنواع الارتجاع البيولوجي

توجد العديد من الأنواع لهذا النوع من العلاج، ويعتمد اختيارك فيما بينهم على الأهداف التي تود الوصول إليها وعلى إرشادات المعالج أو الطبيب، وفيما يلي بعض أنواع الارتجاع البيولوجي:[٣]

  • التنفس: يشمل الارتجاع البيولوجي التنفسي وضع حساسات على كل من الصدر والبطن، لمراقبة معدل التنفس وأنماطه، ومن خلال التدرب يمكنك أن تتحكم بهذه الوظيفة الحيوية، مما يساعدك على التحكم في العديد من المشاكل الصحية.
  • ضربات القلب: تظهر بعد الأدلة العلمية بأن تقلب ضربات القلب قد يكون ذو فائدة في التخفيف من حدة عدة مشاكل صحية مثل الاكتئاب والربو، ويشمل هذا النوع وضع الحساسات إما عند الأذن، أو الأصابع، أو الجذع، أو الصدر، أو الرسغ، وهي الحساسات جميعها التي تقيس معدل ضربات القلب التغيرات أو التقلبات التي قد تحدث في هذه الوظيفة.
  • استجابة الجلد الجلفانية: يشمل هذا النوع من الارتجاع البيولوجي قياس معدل التعرق على الجلد، ويعرف هذا النوع باسم "تصرف الجلد" وهو مفيد جدًا لتحديد المثيرات الشاعرية، إذ تؤدي المحفزات الشاعرية إلى توليد العرق على الجلد بنفس مقدار العرق الناتج عن الفرق في درجات الحرارة بين الجسم والمحيط، وبالتالي يمكن القول بأنه كلما زاد الهيجان الشاعري يزيد التعرق.  
  • ضغط الدم: يشمل هذا النوع ارتداء جهاز يقيس ضغط الدم، والذي يساعد المصاب على مراقبة ضغط الدم، خلال ممارسته لتقنيات الراحة المختلفة التي تعتمد على دلائل بصرية، وبالرغم من شيوع هذه الأجهزة أو هذا النوع من الارتجاع البيولوجي، إلا أن هنالك دراسة تؤكد بأنه لا يوجد تأثير طويل الأمد من قبل هذا النوع على حالة ارتفاع ضغط الدم، وذلك بعد إجراء ثمانية تجارب منفصلة.
  • درجة حرارة الجلد: يشمل هذا النوع ارتداء المصاب لحساسات تقيس تدفق الدم في الجلد، ويساعد هذا الأمر على قياس درجة حرارة الجسم عند التعرض لمثيرات نفسية، ويلاحظ بالمجمل انخفاض في درجة حرارة الجسم عند التعرض لمثل هذه المثيرات، وهذه الحساسات تساعد الأشخاص على معرفة ما إن كانوا يعانون من توتر نفسي، وبالتالي تحدد الحاجة إلى ممارسة بعض التقنيات المختلفة للراحة.
  • موجات الدماغ: يعرف هذا النوع من الارتجاع البيولوجي باسم "الارتجاع العصبي"، ويشمل الخضوع لتخطيط كهربائي للدماغ لقياس نشاط موجات الدماغ، وتوضع الحساسات في هذا النوع على فروة الرأس، ويستخدم كثيرًا لعلاج عدة مشاكل منها؛ الاكتئاب، والقلق، والإدمان، والألم، واضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط.
  • الشد العضلي: يشمل هذا النوع وضع عدة حساسات في مناطق مختلفة من جسمك وربطها مع جهاز تخطيط كهرباء العضلات، ويكشف هذا الجهاز التغيرات التي تحصل في الشد العضلي من خلال قياس النشاط الكهربائي الناتج عن انقباض العضلات.    


استخدامات الارتجاع البيولوجي

يستخدم الارتجاع البيولوجي في التخفيف من الحالات الصحية المرتبطة بالحالة النفسية، ومن هذه الحالات ما يلي:[٤]

  • الصداع النصفي: يستخدم الارتجاع البيولوجي عادة لعلاج الصداع أو الشقيقة، وذلك بالرغم من تضارب الدراسات حول هذا الأمر، فعلى سبيل المثال أظهرت دراسة يابانية أجريت في عام 2015 أن الارتجاع البيولوجي ساهم في تقليل حدة أعراض الصداع النصفي، وفي دراسة أخرى أجريت في عام 2009، أظهرت بأن إضافة تقنيات الراحة إلى الارتجاع البيولوجي ليس له تأثير أضافي على الصداع، إذ تكفي تقنيات الراحة وحدها في التخفيف من الأعراض، وتبعًا لمؤسسة ميشيغان للصداع والأعصاب، قد يساعد الارتجاع البيولوجي في التخفيف من حدة الصداع والصداع النصفي فيما يقارب 40 -60% من الحالات، ولكنهم أشاروا إلى أن الارتجاع البيولوجي مفيد لحالات الصداع الناتجة عن التوتر النفسي، وأنه قد لا يفيد في حالات الصداع الناتج عن المثيرات الأخرى.
  • اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط: تقترح الدراسات بأن الارتجاع العصبي قد يساعد الأشخاص المصابين باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، ومع ذلك ما زال هذا الأمر بحاجة للمزيد من الدراسات لتأكيد فاعليته.
  • اضطراب توتر ما بعد الصدمة أو اضطراب الكرب التالي للرضح: توجد بعض الأنواع للارتجاع البيولوجي التي قد تفيد الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب، فمثلًا تؤكد دراسة أجريت في عام 2017 بأن الارتجاع العصبي ساعد على التخفيف من أعراض هذا الاضطراب عند 17 مريضًا.
  • سلس البول: تنصح وكالة أبحاث الرعاية الصحية والأبحاث باستخدام تمارين تقوية عضلات الحوض، مع الارتجاع البيولوجي لعلاج سلس البول، وذلك تبعًا لنتائج الدراسات السريرية التي أجرتها.
  • قلق الأطفال من طبيب الأسنان: نشر في مجلة "الأرشيفات الأوروبية لطب أسنان الأطفال" أنه يمكن استخدام الارتجاع البيولوجي من قبل الأطفال القلقين من أطباء الأسنان عند زيارتهم الأولى، وتنصح بأن يوضع جهاز بسيط للارتجاع البيولوجي في عيادات أطباء الأسنان.
  • مرض رينود: يعرف مرض رينود بأنه يسبب الخدران والشعور بالبرد في بعض أعضاء الجسم عند التعرض للأجواء الباردة أو التوتر النفسي، وينتج هذا الأمر عن ضعف تدفق الدم إلى الجلد، وتظهر الدراسات بأن الارتجاع البيولوجي الحراري يخفف من أعراض هذه الحالة، وتقر جمعية رينود بأن 80 -90% من المصابين بهذا المرض لاحظوا تحسنًا في تدفق الدم وقلة الأعراض بعد التعرض لهذا العلاج.
  • الإمساك المزمن: وجد فريق من جامعة آيوا أن العلاج بالارتجاع البيولوجي يظهر نتائج أفضل من الملينات في علاج الإمساك المزمن، وأنه علاج قادر على إعادة تدريب العضلات المسببة لهذه الحالة، ويقر المسؤول عن هذه الدراسة بملاحظة وجود تحسن في حركة الأمعاء عند ما يقارب 80% من المصابين، وذلك بعد استخدام هذا النوع من العلاج، وقد أكدت دراسة أخرى فاعلية الارتجاع البيولوجي وذلك في عام 2014.
  • سلس البراز: وجد علماء في جامعة لوبيك في ألمانيا أن استخدام التحفيز الكهربائي بالتزامن مع الارتجاع البيولوجي يساعد كثيرًا الأشخاص المصابين بسلس البراز، وقد نشر هؤلاء العلماء أبحاثهم في المجلة الدولية لأمراض القولون والمستقيم.
  • العلاجات المعرفية والسلوكية: يعتقد أحد الأطباء في مجال الطب نفس –حيوي أن الارتجاع البيولوجي سوف يفتح آفاقًا جديدة في عالم العلاجات المعرفية والسلوكية، وذلك تبعًا لدراسته التي لوحظ من خلالها أن الأشخاص يستطيعون السيطرة على أجزاء معينة من دماغهم بواسطة الارتجاع البيولوجي.
  • ألم المستقيم المزمن: تظهر الدراسات التي أجراها الباحثون في جامعة كارولاينا الشمالية أن الارتجاع البيولوجي أكثر فاعلية من العلاجات الأخرى المستخدمة في علاج ألم المستقيم المزمن.
  • صَريفُ الأَسْنان أو صرير تطاحن الأسنان الليلي: وهي حالة تشمل طحن وصرير الأسنان أثناء الليل، وقد تحقق فريق مستشفى الأسنان الجامعي في مانشستر -المملكة المتحدة حول تأثير الارتجاع البيولوجي في هذه الحالة، وقد لاحظوا بعد وضع أجهزة مخصصة على 19 من المصابين لمدة 5 أيام، أن إحدى عشرة منهم قد قلت حدة الصداع لديهم وآلام الفك في الصباح، وقد أقر المصابين بأنهم لم يعانوا من أي أثار سلبية لاتباع هذا العلاج.
  • تعذر الآداء النطقي لدى الأطفال: يعاني المصابون بهذه الحالة من صعوبة الكلام بما يودون التحدث عنه باستمرار أو بصورة صحيحة، وتنتج هذه المشكلة عادة بسبب خلل في الدماغ لا في عضلات الفك، وقد أظهر بعض الباحثين أن الارتجاع البيولوجي الفوق صوتي ذو فاعلية في علاج مثل هذه المشاكل عند الأطفال.
  • مشاكل أخرى: توجد هنالك المزيد من المشاكل الصحية التي قد يساعد الارتجاع البيولوجي على التخفيف منها، وفيما يلي البعض من هذه المشاكل:

كما قد يحسن الارتجاع البيولوجي من آداء الرياضيين.   


مخاطر الارتجاع البيولوجي

يعد استخدام الارتجاع البيولوجي آمنًا بالمجمل ولكنه قد لا يناسب الجميع، إذ قد لا تتناسب أجهزة هذا العلاج مع الأشخاص المختلفين، خصوصًا بين الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية مثل؛ اضطرابات القلب، ومشاكل الجلد، ولذلك عليك استشارة الطبيب وإعلامه بما تعاني من مشاكل صحية قبل الخضوع لهذا العلاج، كما يجب التنويه إلى أن العلاج بالارتجاع البيولوجي يعد مكلفًا جدًا ويحتاج للكثير من الوقت.[٥]  


الارتجاع البيولوجي والسرطان

لا يوجد أيّ دليل في هذا الوقت على أن الارتجاع البيولوجي قادر على علاج السرطان وحده، ولكنه قد يستخدم للتخفيف أو التخلص من القلق والتوتر الناجمين عن الإصابة بالسرطان، كما تظهر الدراسات بأن الارتجاع البيولوجي مفيد جدًا في محاولة استرجاع المريض لوظائف الأمعاء والمسالك البولية التي تتضرر بسبب الخضوع لعملية استئصال السرطان، وذلك من خلال تقوية العضلات المحيطة بهذه العضلات، ويساعد الارتجاع البيولوجي على السماح باستعمال عضلات أخرى مكان عضلات لم تعد تؤدي وظيفتها كما ينبغي بسبب السرطان.[٦]


سؤال وجواب

كيف تحضر نفسك للارتجاع البيولوجي؟

لا تحتاج لأي تحضيرات خاصة لهذا العلاج، ولكن عليك فقط البحث عن معالج مناسب، وذلك من خلال سؤال طبيبك أو أي مقدم رعاية صحية عن شخص يمارس هذا النوع من العلاج في عيادة مختصة، وقد يكون ممارس هذا العلاج مختص في مجال طبي أخر كالطب النفس أو التمريض، وعليك أن تنتبه إلى أن ممارس هذا العلاج شخص مرخص عادة ومتدرب جيدًا، ولا حرج في السؤال عما إن كان قادرًا على مساعدتك أم لا، أو عن السعر والوقت اللازمين، وكذلك الأمر في السؤال عن أشخاص مرجعين تلقوا هذا العلاج عنده.[٥]

كم تستغرق مدة العلاج بالارتجاع البيولوجي؟

تستغرق جلسة العلاج بالارتجاع البيولوجي ما بين 30 -60 دقيقة، أما عن عدد الجلسات المطلوبة فتحدده عدة عوامل منها؛ مدى وكيفية استجابتك للعلاج، والحالة الصحية التي تعاني منها وتستوجب هذا العلاج، وأهدافك المرجوة من العلاج، وفي المتوسط يتراوح عدد جلسات هذا العلاج ما بين 4 -6 جلسات، وقد تمتد في بعض الأحيان إلى ما بين 8 -10 جلسات.[٣]

ما تكلفة هذا النوع من العلاج؟

تختلف تكلفة هذا العلاج وتتراوح ما بين 35 -85 دولارًا لكل جلسة، ويحدد قيمة هذا الاختلاف كل من؛ خبرة، وتدريب، ومؤهلات الشخص الممارس لهذا العلاج، كما يمكنك شراء بعض الأجهزة المستخدمة في هذا العلاج واستخدماها في المنزل لتقليل التكاليف، إذ يتراوح سعر هذه الأجهزة ما بين 20 دولارًا إلى ألاف الدولارات في الولايات المتحدة.[٣]


المراجع

  1. Brian Krans (2012-07-16), "Biofeedback", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-10. Edited.
  2. Melinda Ratini (2018-10-02), "Overview of Biofeedback", www.webmd.com, Retrieved 2020-08-10. Edited.
  3. ^ أ ب ت Kendra Cherry (2019-05-16), "What Is Biofeedback and How Does It Work?", www.verywellmind.com, Retrieved 2020-08-10. Edited.
  4. Joseph Nordqvist (2018-08-08), "What is biofeedback therapy and who can benefit?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-08-10. Edited.
  5. ^ أ ب Mayo Clinic Staff (2019-02-06), "Biofeedback", www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-08-10. Edited.
  6. "Canadian cancer society", www.cancer.ca, Retrieved 2020-08-10. Edited.

فيديو ذو صلة :