تربية الطفل الوحيد: المشاكل والحلول

تربية الطفل الوحيد: المشاكل والحلول
تربية الطفل الوحيد: المشاكل والحلول

تعرف على كيفية تربية الطفل الوحيد

العائلة الكبيرة تسودها أجواء من الألفة والسعادة والوفاق على الدوام، فتعدد الأطفال من إخوة وأخوات يجعل من مهمة الوالدين أكثر سهولة بوجود قدوة داعمة، ويد جاهزة لتقديم العون، ولكن العائلة الصغيرة التي تنجب طفلًا واحدًا تحتاج إلى أسلوب أكثر صرامة لتربيته على الوجه السليم، وفيما يلي سنبين الطّريقة:[١]

  • عرّض الطفل لمجموعة متنوعة من الإعداد الاجتماعي المسبق، ما يمنحه فرصة التفاعل مع أقرانه في سن مبكرة لتعويض المهارات الاجتماعية الضعيفة التي يمكن أن تنشأ لديه بسبب الوحدة.
  • امنح الطفل فسحة كبيرة من الحرية للتصرف باستقلالية، وللتّعبير عن شغفه الشّخصي، فالأُسر التي تحوي العديد من الأطفال تميل إلى التحرر بسبب عدم مقدرتها على الاهتمام بكافة تفاصيلهم، بينما في العائلات التي تحوي طفلًا وحيدًا سيكون الضغط والانتباه عليه أكبر.
  • عزّز مفهوم الفرديّة لدى الطفل الوحيد، وازرع في نفسه أنّه مختلف عن الآخرين لأنّه طفل وحيد، وهو ليس مجرّد فرد من مجموعة كبيرة من أفراد الأسرة.
  • شجّع طفلك الوحيد على مشاركة الآخرين في أنشطة منوعة خارج المنزل، مثل الأعمال التطوعية، أو الالتحاق بدورات مختلفة وسواها.
  • اسمح لطفلك بحل النزاعات بنفسه، ولا تجعله يعتقد بأنكَ موجود على الدوام للتدخل من أجله مهما كان الأمر بسيطًا، مثل سرقة دوره على الأرجوحة في الحديقة مثلًا، قدم له النصائح المناسبة حول ذلك.
  • عزز التعاطف الإنساني لدى طفلك، وذلك لمساعدته على بناء وعي جماعي تجاه الآخرين ما يجعله يتعامل معهم على أساس أنّهم عائلته الكبيرة مثل أصدقائه في المدرسة.
  • ساعد طفلك على إيقاظ صوت العقل فيه على الدوام، فذلك سيجعله يتخطى الأوقات الصعبة في حياته سريعًا، ويتجاوز خيبات الأمل التي قد يتعرّض لها، ليبني نفسه من جديد.


أبرز تحديات تربية الطفل الوحيد

هناك الكثير من التحديات التي ستواجهك عند تربية طفل وحيد في المنزل، وعليكَ أن تكون على بينة بها كي تعرف كيفية التعامل معه، ومن أبرزها:[٢]

  • الوحدة في الطفولة: إذ يعاني الطفل من البقاء لوحده لفترة طويلة خاصة في المراحل العمرية الأولى، وقد أظهرت الدراسات أنّ هؤلاء الأطفال يكونون أقل شعبية من أقرانهم، ما يجعل الآخرين يتقبلونهم ويحبونهم بقدر أقل من غيرهم، وهو ما يؤثر على عدد الصداقات التي يتمكن الطّفل من تكوينها ونوعيتها.
  • الوحدة عند البلوغ: هناك مخاوف دائمة من مقدرة الطّفل الوحيد على تكوين صداقات وثيقة في مرحلة البلوغ، وبأنّه سيقضي القليل من الوقت مع الجيران، والأصدقاء، وزملائه في العمل وهو ما من شأنه التأثير على شخصيته بشكل حاد.
  • الشعور ببعض الاضطرابات النفسيّة: مثل القلق والاكتئاب في بعض الحالات، التي ممكن أن تتطور لمشاكل أكثر حدة إذا لم يتم السيطرة عليها منذ الصغر، وهو ناجم عن شعور الطفل بالفراغ والوحدة القاتلين.
  • السّمنة: تزيد احتماليّة زيادة وزن الطّفل الوحيد أكثر من غيره ممّن لديهم أشقّاء وشقيقات، إذ أظهرت بعض الدّراسات التي أُجريت في الولايات المتّحدة الأمريكيّة وأستراليا، وأوروبا، واليابان، والصين، والبرازيل، أنّ معدّل ظهور السّمنة لدى الطّفل الوحيد أعلى بنسبة 40%، وتزيد هذه النّسبة إلى 76% في مرحلة البلوغ، وقد يُعزى السّبب في ذلكَ إلى سلوكيّات الوالدين مع الطّفل الوحيد فيما يتعلّق بالطّعام الصحّي.


الحلول التربوية لمشاكل تربية الطفل الوحيد

لا بد أن لكل تلك التحديات والعقبات التي تطرقنا لها حلولًا تربوية، بحيث تسهل على الأب والأم تربية الطفل الوحيد، وتحول دون نشأته على نحو سلبي، ومنها:[٣][٢]

  • اغمره بالحب الذي يعوّضه عن العائلة الكبيرة، ورسّخ في نفسه مبدأ المشاركة والعطاء، لأنّ كونه طفل وحيد قد يشعر برغبته بتملّك كل شيء حوله.
  • حاول أن تشارك طفلكَ في ممارسة الألعاب، والأنشطة التي يحب أن يمارسها.
  • تعامل مع طفلكَ بحزم، ولا تفسده بالدّلال، واعلمه أنّه إذا أخطأ عليه أن يتحمّل عواقب أخطائه.
  • احضر حيوانًا أليفًا ليعتني به طفلك، ويشاركه لحظاته الجميلة، ويملأ عليه وقت فراغه، فيأخذ الحيوان الأليف دور الشّقيق أو الشّقيقة عند الطّفل.
  • عزّز الرابطة بينكَ وبين طفلكَ الوحيد، فعندما يفتقر لوجود أشقاء وشقيقات من واجب الأم والأب تعويض ذلك الفراغ لإنشاء صلة طبيعية وصحية، تجعلهما بمثابة أصدقاء له، فيلجأ إليهما عندما تواجهه مواقف ومشاكل من أي نوع.
  • أبرِز سمات شخصية الطفل الوحيد مثل الذكاء، والطموح العاليين، التي تعزز مستقبله الأكاديمي وتفكيره وتجعله يمتلك هدفًا إيجابيًا للمضي قدمًا.


قد يُهِمُّكَ: سمات شخصية الطفل الوحيد

يعتقد الكثير من الأشخاص أنّ الأطفال الذين ينشؤون لوحدهم في العائلة يمتلكون سمات معينة، تجعلهم يحكمون عليهم قبل التعامل معهم، حسنًا إليكَ الصفات الصحيحة لهم:[٤]

  • الطفل الوحيد طبيعي تمامًا، وليس غريبًا كما يظنّه كثيرون، فهو ليس سيئ التصرف، أو غير قادر على إقامة علاقات طبيعية مع الآخرين، فهو مثل أقرانه تمامًا، ويجب معاملته بناءً على هذا الأساس.
  • يكون دائم الامتنان للآخرين، وذلك لأنّه تلقى الكثير من الدعم منكما كوالدين، وشعر بمعنى العطاء، فتجده يقدّر الآخرين، ويمنحهم الكثير من العاطفة، وهذا يعني أنّه ليس ليس طفلًا مدلّلًا كما يعتقد البعض.
  • قادرعلى تحمل الضغط العالي، فهو في النهاية الأمل الوحيد لكما كوالديه، ما يجعله يدرك أنّه كل شيء بالنّسبة لكما، وأنّ النجاح يجب أن يكون حليفه ليحقق السعادة لكما.
  • يقدّس الخصوصية واحترام مساحته الشخصيّة، فهو اعتاد وضع أشيائه، وملابسه، وألعابه في أماكن معينة في غرفته، ولا يحب أن يعبث بها الآخرون دون إذن.
  • بارع في التعامل مع الأشخاص البالغين، ففي الوقت الذي كان فيه أقرانه يلعبون في الخارج كان يقضي وقته معكما، أو برفقة جدّيه، أو أحد البالغين في عائلته مثل الأعمام والعمّات، والخالات، وهو ما درّبه على كيفيّة التعامل مع البالغين.
  • يكره الجدال الدائم في الحوار مع الأشخاص، لأنّه ترعرع وكبر في بيئة هادئة للغاية، تخلو من كافة علامات الخصام والصراخ الدائم التي غالبًا ما تسود العلاقة بين الأشقّاء.
  • خجول أمام مجموعة كبيرة من الأشخاص، وهو أمر طبيعي ومنطقي بالطبع، إذ غالبًا ما يفضل الطفل الوحيد أن يوجد مع مجموعات محدودة العدد.


المراجع

  1. "9 Parenting Tips for Raising an Only Child", healthline, Retrieved 12/3/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "The only child: everything you need to know, answered by research", researchaddict, Retrieved 12/3/2021. Edited.
  3. "How to raise a happy single child", timesofindia.indiatimes, Retrieved 12/3/2021. Edited.
  4. "12 Things Everyone Should Know About Only Children", greatist, Retrieved 12/3/2021. Edited.

فيديو ذو صلة :