محتويات
قناة السويس
قناة السويس هي مجموعة من الممرات المائية المُسطحة على مستوى البحر تربط بين الشمال والجنوب لما يُسمى برزخ السويس المصري، وبين البحر الأبيض المتوسط في الشمال وبين البحر الأحمر في الجنوب، وهي قناة تربط بين الثلاث قارات القديمة آسيا وأوروبا وأفريقيا، ومع إنشاء هذه القناة أصبحت توفر طريقًا قصيرًا للملاحة البحرية بعد أن كانت الملاحة تسلك طريقًا طويلًا للالتفاف حول القارات للوصول إلى المناطق التجارية، وهذه القناة تمتد مسافة 193 كيلومتر شمال بورسعيد وجنوب السويس بالقرب من برزخ السويس ممتدة على مسافة 121 كيلومتر، وعند افتتاح القناة لأول مرة في عام 1869 ميلاديًا كانت القناة أصغر بكثير من وضع حجمها الحالي؛ إذ كانت القناة بعمق 8 أمتار وبعرض 22 مترًا، وكان لا يُسمح للسفن بالمرور بجانب بعضها البعض، وفي بداياتها استقبلت القناة حوالي 3000 سفينة شحن بين أعوام 1870-1884 ميلاديًا، وفي عام 1876 ميلاديًا بدأت أولى عمليات توسعة للقناة، ورصفت القناة بالحجارة والأسمنت الصلب للحماية من التآكل والمصدّات المائية القوية.[١]
بنيت قناة السويس بين أعوام 1859 و 1869 ميلاديًا من قبل شركة قناة السويس المملوكة لبريطانيا العظمى وفرنسا، قبل ذلك كان هنالك تاريخ طويل في ربط نهر النيل في مصر والبحر الأبيض المتوسط بالبحر الأحمر، وكان للقناة تاريخ يعود لحوالي 40 قرنًا من قبل؛ إذ ظهرت فكرة ربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط خلال فترة الفراعنة في مصر القديمة، وفتحت القناة عدة مرات في أعوام 1310 قبل الميلاد وحوالي 610 قبل الميلاد، ومن قبل الملك الفارسي داريوس في عام 522 قبل الميلاد، ومن قبل الإمبراطور الروماني تراجان في عام 117 ميلاديًا، وعمرو بن العاص في عام 640 ميلاديًا، وفي عصر نابليون بونابرت في القرن الثامن عشر الميلادي تحديدًا عام 1799 ميلاديًا تبعًا لخطة نابليون بربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط.[٢]
تأميم قناة السويس
ظلت قناة السويس المؤسسة من قبل مهندسين فرنسيين في عام 1869 ميلاديًا مدة 87 عامًا تحت السيطرة البريطانية والفرنسية، وكانت تعتمد عليها أوروبا بشكل رئيسي لنقل شحنات النفط من الشرق الأوسط لجميع دول أوروبا، وبعد الحرب العالمية الثانية ضغطت مصر من أجل إجلاء القوات البريطانية والشركات الفرنسية من منطقة قناة السويس، وتم هذا في يوليو من عام 1956 ميلاديًا حينما قام الرئيس المصري جمال عبد الناصر بتأميم القناة، بعد إعلانه عن ذلك أمام أكثر من 100 ألف مصري في الساحة الرئيسية للإسكندرية، وقد كان السبب الرئيسي لتأميم القناة هو رفض الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى تعهدهم بتمويل بناء السد العالي لنهر النيل قرب مدينة أسوان، وقبل التأميم كان التعامل مع الإيرادات للقناة من قبل شركة دولية مقرها في باريس وهي مملوكة بشكل رئيسي للمساهمين البريطانيين والفرنسيين، وبعد التأميم تعهد جمال عبد ناصر بتعويض المساهمين السابقين.
ولكن بريطانيا العظمى و فرنسا اعتبرت التأميم ضربة لهيبتها ومكانتها السياسية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مما سبب ردود فعل عنيفة من قبل فرنسا وبريطانيا بمساعدة دولة الاحتلال الصهيوني إسرائيل، ولم تنتهِ الأزمة إلا بعد سنة تقريبًا، وبعد حرب الأيام الستة بين مصر والاحتلال الإسرائيلي تم إغلاق القناة، ولكن عام 1975 ميلاديًا أعيد فتح القناة بعد قرار من الرئيس أنور السادات كمبادرة سلام مع الاحتلال الإسرائيلي.[٣][٤]
ردود الفعل على تأميم قناة السويس
قرر البريطانيون والفرنسيون بشكل مشترك استخدام العمل العسكري لاستعادة السيطرة على القناة عن طريق غزو مصر بعد أعمال دبلوماسية ضعيفة وغير مجدية اعتقد أنها كانت تمهيدًا للعمل العسكري، وبحلول منتصف أكتوبر 1956 ميلاديًا استنفذت جميع الإجراءات الدبلوماسية، وبدأت دولة الاحتلال الصهيوني التعاون العسكري مع بريطانيا وفرنسا للهجوم على مصر، وفي 29 أكتوبر من عام 1956 حصل أول هجوم فعلي بإسقاط كتيبة مظلات إسرائيلية شرق ميناء السويس، وتحت قيادة الجنرال البريطاني السير تشارلز كيتيلي والأدميرال الفرنسي بيير بارجو هُجم على القناة باتفاق مسبق مع إدارة الولايات المتحدة الأمريكية، وفي 5 نوفمبر بدأ الإنزال الفرنسي والبريطاني بالقرب من مدينتي بورسعيد وبورتوفيق على الطرف الشمالي للقناة، ولكن بعد تهديدات الاتحاد السوفييتي بالتدخل، والضغط الشديد من الرأي العام في بريطانيا من قبل المعارضين للحرب أصدر أمر بوقف إطلاق النار.[٤]
أهمية تأميم قناة السويس
تأميم قناة السويس حدث هام جدًا وربما الأهم بعد الحرب العالمية الثانية؛ إذ أنهى هذا التأميم حقبة سيطرة بريطانيا كإمبراطورية عالمية وقوة عظمى، وبالنسبة لمصر فالقناة زادت من الموارد المصرية بشكل كبير، فالقناة لها موقع جغرافي فريد، وهي تربط بين البحر الأبيض المتوسط في بورسعيد وبين البحر الأحمر في السويس، وتتزايد أهمية القناة مع تطور النقل البحري والتجاري العالمي؛ إذ نقل أكثر من 80 ٪ من حجم التجارة العالمية عبر الممرات المائية للقناة، والقناة لها ميزات عديدة أخرى مثل أن الحوادث تكون معدومة تقريبًا فيها، ويمكن التنقل بداخلها ليلًا ونهارًا، والقناة قابلة للتوسع ولزيادة عُمقها، وتستوعب القناة جميع أنواع السفن والناقلات المُتوفرة عالميًا.[٥][٦]
مَعْلومَة
مع حلول عام 1913 ميلاديًا تغيرت حركة الشحن بشكل هائل في القناة بسبب شحنات النفط الخام والبترول، ولكن في عام 1945 ميلاديًا ومع انتشار الطائرات انخفضت حركة المرور في القناة بشكل ملحوظ، وزاد من خفضها اتجاه الحكومة الأسترالية للتبادل التجاري مع دول آسيا بدلًا من الدول الأوروبية، ولكن انتعشت القناة مرة أخرى بسبب حركة البضائع الجافة من الحبوب والخامات والمعادن، خاصة الشحنات الموجهة للخليج العربي وموانئ البحر الأحمر، وتمحورت الشحنات الرئيسية المارة في قناة السويس بالنفط الخام والمنتجات البترولية والفحم والمعادن الخفيفة والثقيلة والمواد المُصنعة والخامات المختلفة، وكذلك البذور والحبوب والأخشاب ومنتجات الحبوب الزيتية، والأسمدة ومواد البناء بشكل رئيسي الأسمنت.[١]
المراجع
- ^ أ ب Charles Gordon Smith William B. Fisher (13-02-2020), " Suez Canal "، britannica, Retrieved 14-05-2020. Edited.
- ↑ "The Suez Canal: A Man-Made Marvel Connecting the Mediterranean and Red Sea", marineinsight,19-10-2019، Retrieved 14-05-2020. Edited.
- ↑ A&E Television Networks (17-07-2019), "Egypt nationalizes the Suez Canal"، history, Retrieved 14-05-2020. Edited.
- ^ أ ب "Suez Crisis (1956–1957) ", encyclopedia,31-03-2020، Retrieved 14-05-2020. Edited.
- ↑ "How significant was the Suez Crisis?", historyextra,23-07-2019، Retrieved 14-05-2020. Edited.
- ↑ "Importance of the Canal", suezcanal,14-05-2020، Retrieved 14-05-2020. Edited.