محتويات
جمال عبد الناصر
يُعد جمال عبد الناصر ثاني رؤساء جمهورية مصر العربية بعد انهيار الملكية، ويُعد من قادة ثورة تموز سنة 1952 ميلادي التي أطاحت بآخر ملوك سلالة محمد علي الملك فاروق، كما يُعد من أبرز قادة العرب في القرن العشرين، وكان عبد الناصر من أسرة تؤمن بالأحلام العربية والأمجاد، فنشأ منذ سن مبكر على الفكر القومي، وفي مرحلة دراسته الثانوية ظهرت الكثير من المواقف للرئيس جمال عبد الناصر، فقد انضم لمظاهرات تندد بالانتداب البريطاني، كما نمت نشاطات جمال عبد الناصر السياسية، إذ كان متأثرًا بما يراه بعينيه، كما كان مهتمًا بقراءة الكثير من مؤلفات القادة السياسيين والتاريخيين.[١]
حياة جمال عبد الناصر
ولد جمال عبد الناصر في الخامس عشر من تشرين الثاني عام 1918 ميلادي في حيّ باكوس في مدينة الإسكندرية بدايات أحداث ثورة 1919 في جمهورية مصر العربية، كما كان أول ابن لوالديه، كما كانت عائلته مؤمنة بالمجد العربي وكان ذلك واضحًا من اسم أخ جمال عبد الناصر وهو "عز العرب"، إذ يعد من الأسماء النادرة في مصر، وفي عام 1925 ميلادي دخل جمال عبد الناصر مدرسة النحاسين الابتدائية في الجمالية في القاهرة، وكان يرسل الرسائل لوالدته، ولكن رسائله توقفت في نيسان عام 1926 ميلادي، وعند عودته لمنزل عائلته علم بوفاة أمه قبل أسابيع من ولادتها لشقيقه شوقي، كما اشترك جمال عبد الناصر بأول مظاهرة ضد بريطانيا وهو في عمر 12 عامًا، وفي عام 1930 عقب القرار الذي أصدره رئيس الوزراء صدقي بإلغاء الدستور، أُلقي القبض على عبد الناصر واحتجز يومًا واحدًا، وفي الثالث عشر من شهر تشرين الثاني لعام 1935 ميلادي قاد جمال عبد الناصر مظاهرة طلابية ضد الانتداب البريطاني، وذلك احتجاجًا على قرار وزير خارجية بريطانيا صموئيل برفض بريطانيا عودة الحياة الدستورية في جمهورية مصر العربية، وفي الرابع والعشرين من شهر حزيران عام 1956 انتخب عبد الناصر رئيسًا لجمهورية مصر العربية.[٢]
حياة جمال عبد الناصر العسكرية
التحق الرئيس جمال عبد الناصر بالكلية العسكرية بصعوبة كبيرة؛ لأن اسمه كان مسجل في عدد من مراكز الشرطة، وبعد ذلك التحق عبد الناصر بكلية الحقوق، وبعد مرور فصل دراسي ترك عبد الناصر الكلية وذلك لكي يتمكن من الالتحاق بالكلية الحربية، وفي شهر آذار عام 1937 ميلادي قابل جمال عبد الناصر إبراهيم خيري، كما تعرف على رفقاء الدرب محمد أنور السادات وعبد الحكيم عامر، وأصبح كل من السادات وعبد الحكيم مساعدان لرئيس مصر جمال عبد الناصر، إذ تخرج عبد الناصر من الكلية الحربية في عام 1938 ميلادي بعد مرور 17 شهرًا، وفي عام 1939 ميلادي طلب نقله إلى السودان، إذ كانت السودان في ذلك الوقت جزءًا من مصر.[٣]
تأميم قناة السويس
أمم الرئيس المصري جمال عبد الناصر قناة السويس في السادس والعشرين من حزيران عام 1956 ميلادي، الأمر الّذي أدى لزيادة العائدات المصرية من قناة السويس، وجاء قرار تأميم القناة بعد قيام بريطانيا بسحب جميع موظفيها المشرفين على المشروع، ونجح المصريون بتأميم القناة وإدارتها مما أدى إلى صدمة بريطانيا وأمريكا والكثير من الدول الأوروبية، وقد أثر تأميم قناة السويس على الاقتصاد إذ أصبحت مصر داعمة لإدارة قناة السويس الخاصة، وجمدت أمريكا جميع الأموال الخاصة بمصر وقناة السويس، كما جمدت كل من بريطانيا وفرنسا الأموال المصرية وبذلك تراجع اقتصاد مصر، كما كان لتأميم القناة تأثيرًا دبلوماسيًا، إذ عرقلة قناة السويس حرية التنقل الدولي، وهذا أصبح يشكل تهديدًا وخطرًا على الأمن الدولي، كما أنه تجاوز الاتفاقيات الدولية، وأثر تأميم القناة على الجانب العسكري، إذ اتفقت كل من إسرائيل وبريطانيا على إعلان الحرب على جمهورية مصر، وسُميت تلك الحرب بالعدوان الثلاثي، إذ هاجمت إسرائيل مصر، مما أدى إلى انسحاب القوات البريطانية والفرنسية، وانتهت الحرب واستثمرت كافة نتائجها لصالح مصر.[٤]
حقائق عن جمال عبد الناصر
تعرض الرئيس المصري جمال عبد الناصر لمحاولة اغتيال من قبل أحد أعضاء الإخوان المسلمين محمود عبد اللطيف عندما كان الرئيس عبد الناصر يلقي خطابًا في مدينة الإسكندرية، وأطلق النار عليه ثماني مرات ولكن لم تصبه منها، كما كانت سورية الدولة العربية الوحيدة الحليفة لجمال عبد الناصر، ودوليًا كان الاتحاد السوفيتي حليفًا له، وعندما توفي قال شريف شحاته بأن أعظم إنجاز لجمال عبد الناصر جنازته، إذ إن العالم لم يرى مرةً أخرى 5 ملايين شخصًا يبكون سويًا، كما توجد روايات كثيرة تتحدث عن تسميم جمال عبد الناصر، وبعد وفاته تكون حزب سياسي يسمى الحزب الناصري يحمل الفكر الناصري، كما توجد الكثير من الأفلام عن مسيرة وشخصية الرئيس جمال عبد الناصر، بالإضافة للعديد من الوثائقيات عنه.[١] ولم تحظ قيادة شعبية أو شخصية وطنية في تاريخ جمهورية مصر الحديثة بقدر من الاهتمام والجدل كما حظيت شخصية الرئيس المصري جمال عبد الناصر، فالبرغم من الكثير من الإشاعات حول بطش ودكتاتورية جمال عبد الناصر، فإنه بقي يحظى بجماهيرية وشعبية غير مسبوقة حتى بين صفوف الأجيال التي لم تعاصره ونسبت إليه أمجاد وبطولات، كما نُسجت له الروايات لحد الأساطير حتى أصبح وكأنه بطل من أبطال التراث الشعبي، ليس فقط في وجدان الشعب المصري بل وفي وجدان وعي الأمة العربية على امتداد أقطارها من المحيط إلى الخليج.[٥] توفي الرئيس جمال عبد الناصر في الثامن والعشرين من شهر أيلول عام 1970 ميلادي بسبب نوبة قلبية حادة، كما عانى الرئيس جمال عبد الناصر من الدوالي وتصلب الشرايين، بالإضافة لمرض السكري، كما كان مدخنًا شرهًا، ولم يكن الشعب المصري على علم بالوضع الصحي للرئيس عبد الناصر، لهذا كان لوفاته صدمة كبيرة للشعب المصري والجمهور العربي، وقد حضر جنازته حوالي خمسة ملايين مشيع وكافة رؤساء الدول العربية، كما دفن عبد الناصر في مسجد النصر الذي أصبح فيما بعد يُعرف باسمه.[١]
المراجع
- ^ أ ب ت "من هو جمال عبد الناصر - Gamal Abdel Nasser؟"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 28-10-2019. بتصرّف.
- ↑ بسام رمضان (20-8-2014)، "16 حقيقة تاريخية ربما لا تعرفها عن جمال عبد الناصر"، www.almasryalyoum.com، اطّلع عليه بتاريخ 28-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "جمال عبد الناصر.. القائد الكاريزمي"، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "في ذكراه الـ ٦٣.. "تأميم قناة السويس" أحد أهم قرارات السيادة خلال القرن العشرين"، gate.ahram.org.eg، 26-7-2019، اطّلع عليه بتاريخ 28-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "جمال عبد الناصر"، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-10-2019. بتصرّف.