أضراس العقل
تقع أضراس العقل في الصف الثالث والأخير من أضراس الفم، وعادةً ما تنمو في سنوات المراهقة الأخيرة أو في بدايات العشرينات، وتبقى قادرة على تشكيل عونٍ كبير في طحن الطعام في حال استقامت مع الأسنان الأخرى، لكن مع الأسف تنمو هذه الأضراس عند أغلب الأفراد بصورة غير متناسقة مع باقي الأسنان وتتسبب بحدوث ضررٍ في الأضراس الأخرى المجاورة لها، أو في عظم الفك، أو الأعصاب المارة حولها، كما يُمكن لهذه الأضراس أن تتصادم مع اللثة وعظم الفك عند حدوث بزوغ جزئي لها وليس بزوغًا كلامًا من اللثة، مما يترك مجالًا أوسع للبكتريا والميكروبات بالنمو داخل الضرس والتسبب بحدوث التورم، والألم، وتسوس الأسنان بالطبع، وهذا يدفع الكثير من أطباء الأسنان إلى النصح بخلع أضراس العقل والتخلص منها نهائيًا[١].
فائدة أضراس العقل
يشعر الكثير من الأفراد بالغرابة عند إدراكهم لحقيقة كون نمو أضراس العقل من بين الأمور التي تجلب الكثير من المتاعب لهم بدلًا من جلب الفوائد كما هو حال باقي الأسنان، وفي الحقيقة يلزم الرجوع بالزمن إلى الوراء قليلًا من أجل فهم فائدة أو وظيفة هذه الأضراس؛ فلقد مرت على أجدادنا الأوائل بعض الحقب الزمنية التي كانوا يداومون خلالها على تناول اللحوم النيئة، وجذور الأشجار، والأوراق القاسية بسبب افتقارهم لأدوات الطبخ وتقطيع الطعام المتوفرة حاليًا في كل مطبخ تقريبًا، كالسكاكين مثلًا، لذا، كان لا بد لهم من امتلاك فكين قويين وواسعين ومزيدٍ من الطواحين والأضراس من أجل تقطيع اللحوم والطعام والتغلب على أجناس الحيوانات الأخرى المتوحشة، وهذا يعني أن امتلاك أضراس العقل أو ثلاثة صفوف من الأضراس بدلًا من صفين فقط كان من بين الأمور المهمة لمعيشة البشر في تلك الأزمنة، وفي الحقيقة يُعد وجود ضرس العقل من بين الأمور التي يستخدمها علماء الأجناس البشرية لتحديد عمر الهياكل العظمية التي تنتمي إلى الأجناس الأولى من البشر قبل آلاف أو حتى ملايين السنين، لكن حديثًا لم يعد هنالك فائدة مرجوة من وجود أضراس العقل؛ لأن البشر أصبحوا قادرين على تقطيع، وطهي، وخبز، وغلي جميع أشكال الطعام بسهولة ويسر، كما أن تناول الطعام دون طهي أصبح من بين الأمور المكروهة على المستوى الصحي والمجتمعي، وهذا بالطبع أدى في النهاية إلى صغر حجم الفكين وافتقاد المساحة الكافية لنمو أضراس العقل داخل الفم، مما جعل هذه الأضراس من بين الأمور عديمة الفائدة حاليًا[٢].
إزالة أضراس العقل
على الرغم من عدم وجود فائدة كبيرة لأضراس العقل عند البشر حاليًا، إلا أن 53% من الأفراد يظهر لديهم على الأقل ضرس عقل واحد بسبب الخصائص الجينية التي ما زال بعض البشر يتمتع بها إلى يومنا هذا، ومن المثير للاهتمام أن بعض الأفراد قد ينمو لديهم ضرس عقل داخل أحد الفكين دون أن يعلموا بهذا الأمر إلا عند خضوعهم للتصوير بالأشعة السينية عن طريق الصدفة، مما يعني أن هنالك احتمالية أن ينمو ضرس العقل داخل الفك دون أن يبزغ للأعلى ودون أن يتسبب بحدوث أي مشكلة أو ألم، لكن ومن جهة أخرى يُمكن لوجود أضراس العقل أن يؤدي إلى حدوث مشاكل في صحة الأسنان ويضطر الطبيب إلى إزالتها في حال لم يكن هنالك مساحة كافية في الفم لاستيعاب وجود هذه الأضراس، وعادةً ما ينصح أطباء الأسنان بالكشف المبكر عن هذه الأضراس عند المراهقين من أجل إزالتها في أعمارٍ مبكرة وليس أعمارٍ متأخرة؛ لأن إزالتها في الأعمار المبكرة يؤدي إلى التئام وشفاء سريع وانخفاض بخطر الإصابة بأي مضاعفاتٍ بعد ذلك، كما أن من المعروف أن مشاكل أضراس العقل تزداد سوءًا مع التقدم بالسن، ويلجأ أطباء الأسنان إلى إزالة أضراس العقل عند جميع الأفراد الذين يطمحون إلى تركيب تقويمات للأسنان من أجل القضاء على احتمالية أن تبزغ أضراس العقل فيما بعد وتفسد العمل الذي قام به الطبيب لتحسين منظر الأسنان الأخرى وشكلها[٣].
المراجع
- ↑ Michael Friedman, DDS (24-1-2017), "Dental Health and Wisdom Teeth"، Webmd, Retrieved 14-3-2019. Edited.
- ↑ Shawn Watson (29-11-2018), "Why Do We Have Wisdom Teeth?"، Very Well Health, Retrieved 14-3-2019. Edited.
- ↑ Christine Frank, DDS (12-4-2018), "Why Do We Have Wisdom Teeth?"، Healthline, Retrieved 14-3-2019. Edited.