ضيق التنفس
تُعدّ الشكوى من ضيق التنفس إحدى أبرز العلامات المرتبطة بأمراض تنفسية كثيرة، كداء السل، والربو، والتهاب الشعب الهوائية، والتهاب الرئة، وسرطان الرئة، كما تسود الشكوى من ضيق التنفس عند المصابين ببعض أمراض القلب أيضًا؛ كفشل القلب الاحتقاني مثلًا، ومن المعروف كذلك أن البعض يُصابون بمشكلة ضيق التنفس بسبب إصابتهم بالسمنة، أو التسمم، أو بسبب تعرضهم لردة فعلة تحسسية خطيرة، بل قد يُصاب البعض بهذه المشكلة بعد أدائهم لبعض الأنشطة البدنية أو الرياضية العادية، لذا يجري تصنيف حالات ضيق التنفس أحيانًا إلى حالات تحدث أثناء الراحة وأخرى تحدث أثناء بذل مجهود بدني أو رياضي؛ وذلك لتسهيل تشخيص الأسباب المؤدية إلى الإصابة بهذه المشكلة لدى الأفراد[١].
الرطوبة وضيق التنفس
يؤدي استنشاق الهواء الرطب إلى تفعيل الأعصاب المسؤولة عن تضييق الشعب الهوائية داخل الرئتين، كما يعمل الهواء الرطب على جعل الهواء أكثر مقدرة على احتضان جزئيات الغبار والمواد المثيرة للحساسية؛ كغبار الطلع، والدخان، والعث، والعفن، وغيرها من الأمور التي تزيد من حدة أعراض الربو، التي من بينها ضيق التنفس، وفي الحقيقة يؤدي وصول نسبة الرطوبة إلى ما بين 70-80% إلى توفير بيئة مناسبة لتكاثر عث الغبار، الذي يتواجد فوق السجاد، وأوجه الأسرّة، والأثاث، كما يُساهم وصول نسبة الرطوبة إلى أكثر من 60% في حصول تكاثر وزيادة بأعداد ميكروبات العفن التي تتكاثر غالبًا في أسقف الحمامات وعلى أرضيات القبو داخل المنازل، لذا يرى الخبراء أن من الضروري التواجد في الأمكنة التي تتراوح نسب الرطوبة فيها ما بين 30-60% فقط لتجنب الصعوبات التنفسية الناجمة عن استنشاق الهواء الرطب[٢].
ولقد نُشرت دراسة في المجلة الأمريكية لطب الجهاز التنفسي والعناية المركزة تشير إلى شيوع المعاناة من ظهور أعراض الربو، والسعال، وضيق التنفس في الأجواء الصيفية والحارة بالذات، وتوصل الباحثون إلى حقيقة مفادها أن التنفس في غرفة ذات حرارة أعلى من 48 درجة مئوية يؤدي إلى ظهور اعراض الربو، ولقد نسب الخبراء حدوث هذا الأمر إلى الآثار السيئة للحرارة العالية على فسيولوجية الشعب الهوائية داخل الرئتين[٣].
الحد من مستوى الرطوبة في المنزل
يطرح الخبراء أساليب كثيرة للحد من مستوى الرطوبة داخل المنازل لمقاومة أعراض الربو وضيق التنفس، منها الآتي[٤]:
- استخدام المراوح وفتح النوافذ: يُساعد تركيب المراوح داخل المطابخ والحمامات على الحد من مستوى الرطوبة ومنع الهواء الرطب من الدخول إلى أماكن أخرى داخل المنزل، كما يُساهم فتح النوافذ في طرد الأبخرة وجزيئات الغبار، خاصة في المنازل الضيقة، وقد يُصبح خيار استخدام مكيفات هوائية خيارًا لا بد منه من أجل تقليل الرطوبة وتبريد المنزل بصورة أفضل.
- تقليل زمن الاستحمام: تزداد مستويات الرطوبة في الحمامات بصورة كبيرة عند قضاء وقت أطول أثناء الاستحمام بالماء الدافئ، كما يُمكن للرطوبة أن تزداد ببساطة بسبب نشر الملابس المبللة داخل أروقة المنازل؛ وذلك بسبب احتواء الملابس على بقايا مواد تنظيف كيميائية يُمكنها أن تتحرر من الملابس عند تنشيفها داخل المنزل وتتطاير في الجو، وينصح الخبراء كذلك بالحرص على غسل الملابس مرة واحدة وليس على مرات متعددة لتقليل الحاجة لاستخدام المزيد من المياه وتقليل مستوى امتلاء الملابس بالمياه.
- استخدام مزيلات الرطوبة: تتوفر في الأسواق الكثير من أشكال التقنيات التكنولوجية الخاصة بالسيطرة على مستويات الرطوبة داخل المنازل، وبالمكان الحصول على أنظمة متكاملة للتحكم برطوبة المنزل أو الحصول بدلًا عن ذلك على أجهزة محمولة قادرة على تقليل الرطوبة، لكن من الضروري عدم المبالغة في استخدام مزيلات الرطوبة، لأن انخفاض نسبة الرطوبة إلى ما دون 15% يُؤدي إلى السعال ويزيد من أعراض الربو.
- تنظيف المزاريب: تزداد نسب الرطوبة كثيرًا عند تجمع المياه فوق أسطح المنزل أو بالقرب من الجدران، لذا لا بد من تنظيف المزاريب والتأكد من فعاليتها في تصريف تجمعات المياه خارج المنزل.
المراجع
- ↑ William C. Shiel Jr., MD, FACP, FACR (1-11-2018), "Shortness of Breath (Dyspnea): Symptoms & Signs"، Medicine Net, Retrieved 22-6-2019. Edited.
- ↑ Deborah Weatherspoon, PhD, RN, CRNA (5-4-2018), "Humidity and Asthma"، Healthline, Retrieved 22-6-2019. Edited.
- ↑ Farrokh Sohrabi, MD (14-8-2012), "Heat, Humidity, and Asthma Symptoms"، Everyday Health, Retrieved 22-6-2019. Edited.
- ↑ Pat Bass, MD (2-7-2018), "Home Humidity and Your Asthma"، Very Well Health, Retrieved 22-6-2019. Edited.