الكهرباء في جسم الإنسان

الكهرباء في الجسم البشري

توجد الكهرباء في كل مكان تقريبًا، بما في ذلك الجسم البشري، وتُعد مهمة للغاية لعمل الجهاز العصبي، الذي يمنح الإنسان القدرة على الحركة، والتفكير، والإحساس، كما بوسع خلايا الجسم الأخرى استخدام بعض أنواع العناصر أو الكهارل؛ كالبوتاسيوم، والصوديوم، المغنيسيوم؛ لإنتاج تيارات كهربائية ذات شحنات محددة تُدعى بالأيونات، ويُمكن القول بأن معظم خلايا الجسم توظف هذه الشحنات لإنتاج الكهرباء عبر الإتزان الحاصل بين شحنات الأيونات داخل الخلية وخارجها، وتمتلك خلايا الجسم القدرة على تنظيم شحناتها عبر ما يُعرف بقنوات الأيونات، التي هي عبارة عن بروتينات تقع على السطوح الخارجية للخلايا، وما إن يحدث تحفيز للخلايا حتى تسمح للشحنات الموجبة بالدخول فيها عبر هذه القنوات، لينجم في النهاية ما يُعرف بجهد الفعل، الذي هو عبارة عن النبضات الكهربائية التي يستفيد منها الجسم في إنتاج حركة العضلات، ووظائف الأعصاب، وغيرها من الوظائف الحيوية، لكن في حال حدث اختلال في تيارات الكهرباء في الجسم، فإن من الطبيعي حينئذٍ أن تحدث الأمراض الدالة على مشاكل كهربية الجسم، وتُعد أمراض كهربية القلب خير مثالٍ على ذلك، ومن المعروف أن بإمكان الطبيب الكشف عن كهربية القلب باستعمال جهاز مخطط كهربية القلب الموجود في المستشفيات ومراكز العناية الطبية الأخرى^[١].

وظائف الكهرباء والكهارل داخل الجسم

يُطلق العلماء على العناصر أو الجزيئات التي تحمل شحنات موجبة وسالبة داخل الجسم البشري اسم الكهارل، ومن بينها الصوديوم، والبوتاسيوم، والكلور، والكالسيوم، والمغنيسيوم، والفوسفات، والبيكربونات، ومن المعروف أن لهذه العناصر أدورًا أساسية في الكثير من العمليات الحيوية والأيضية في الجسم، وهذا يرجع إلى قدرتها على إنتاج الكهرباء أو الشحنات المشحونة كهربيًا داخل الخلايا، ومن بين وظائف الكهارل والكهرباء في الجسم، ما يأتي^[٢]:

• تواصل الجهاز العصبي: يُرسل الدماغ إشاراتٍ كهربية خلال الخلايا العصبية للتواصل والسيطرة على الخلايا الأخرى داخل الجسم، وتُدعى هذه الإشارات الكهربية أيضًا باسم النبضات العصبية، وهي تنجم عن التغيرات الحاصلة في الشحنات الكهربية للصوديوم في أغشية الخلايا العصبية.
• حركة العضلات وانقباضها: يشتهر عنصر الكالسيوم بدوره الأساسي في حركة العضلات؛ فهو يسمح للألياف العضلية بأن تتحرك أو تنزلق عند الحاجة لانقباض العضلات، كما يُعد عنصر المغنيسيوم مهمًا لإنجاح هذه العملية أيضًا، خاصة عند إراحة العضلات بعد انقباضها.
• ترطيب الجسم: يمتلك الصوديوم دورًا في الحفاظ على اتزان السوائل داخل الخلايا وخارجها عبر ما يُعرف بالارتشاح أو الانتشار الإسموزي، وهذا يسمح للخلايا بأن لا تمتلئ بالسوائل إلى حد الامتلاء، وأن لا تفقد الكثير من السوائل إلى حد الجفاف.
• اتزان الحموضة: يشير الأس الهيدروجيني إلى مستوى الحموضة أو القاعدية داخل محلولٍ ما، وعادةً ما يحتاج الجسم إلى بقاء مستويات الكهارل ضمن مستوياتها الطبيعية لحفظ حموضة الدم ضمن معدلاتها الطبيعية التي تتراوح بين 7.35 - 7.45 تقريبًا.

أعراض اختلالات الكهارل داخل الجسم

تتباين ماهية الأعراض والعلامات الناجمة عن اختلالات الكهارل اعتمادًا على نوعية الكهارل ومستواها الحقيقي في الجسم، لكن يُمكن القول عمومًا بان حصول اختلالاتٍ شديدة في مستوى المغنيسيوم، أو الصوديوم، أو البوتاسيوم، أو الكالسيوم يُمكنه أن يؤدي إلى الأعراض الآتية^[٣]:

• المعاناة من عدم انتظام في ضربات القلب.
• الشعور بالضعف والارتباك.
• الإصابة بمشاكل أو اضطرابات العظام.
• المعاناة من اختلالاتٍ في ضغط الدم.
• المعاناة من النوبات الصرعية والانتفاضات اللاإرادية.
• الشعور بالتنميل والتشنجات العضلية.

وتجدر الإشارة إلى كون الإصابة بتركيزٍ عالٍ من الكالسيوم من بين الأمور الشائعة بين المصابين بسرطان الثدي وسرطان الرئة على وجه الخصوص، وهذا الأمر ينجم أساسًا عن تحطيم الكثير من أنسجة العظام عند هؤلاء المرضى، وقد يشكو المصابون بزيادة بمستوى الكالسيوم من الأعراض الآتية^[٣]:

• الشكوة من كثرة التبول.
• المعاناة من عدم انتظام ضربات القلب.
• الشعور بالضعف والتعب.
• الشعور بالمزاجية وحدة الطباع.
• المعاناة من التقيؤ، وآلام البطن، والغثيان.
• المعاناة من ضعفٍ شديد بالعضلات.
• الشعور بالعطش وجفاف الفم أو الحلق.
• المعاناة من فقدان الشهية.
• الإصابة بالإمساك.
• الإصابة بالإغماء أو فقدان الوعي.

المراجع

1. ↑ Amber Plante, "How the human body uses electricity"، University of Maryland, Retrieved 11-5-2019. Edited.
2. ↑ Helen West, RD (24-10-2018), "Electrolytes: Definition, Functions, Imbalance and Sources"، Healthline, Retrieved 11-5-2019. Edited.
3. ^ ^{أ ب} Nancy Choi, MD (20-11-2017), "Everything you need to know about electrolytes"، Medical News Today, Retrieved 11-5-2019. Edited.