محتويات
التهاب أوتار القدم
الوتر في جسم الإنسان عبارة عن شريط من الأنسجة التي تشكل صلة الوصل بين العظام والعضلات، ويوجد في ساق الإنسان نوعان من الأوتار الشريانية، وهما يمتدان بجانب بعضهما أسفل عظم الشظية في الساق وخلف الكعب الوحشي الواقع في الجزء الخارجي من الكاحل، ويرتبط الوتر الشظوي بالجزء الخارجي من القدم في قاعدة إصبع القدم الصغير، في حين يمتد الوتر الآخر أسفل القدم ويتصل بالجزء الداخلي من قوس القدم، وتمنح هذه الأوتار ثباتًا ومرونة للكاحل ليتحمل وزن الجسم ولا يصاب بالالتواء، بيد أنها قد تصاب بالالتهاب جراء الحمل الزائد والاستخدام المفرط للأوتار في نشاطات بدنية مرهقة، لذلك يوصي الأطباء بادئ الأمر بضرورة الخلود إلى الراحة وعدم ممارسة تمارين ونشاطات مرهقة، فهذا الأمر يشكل الخطوة الأولى لعلاج التهاب الأوتار.[١]
أعراض التهاب أوتار القدم
تختلف أعراض التهاب أوتار القدم تبعًا حسب موقع الالتهاب وشدته ومرحلته، إلا أنها تشمل عمومًا الأعراض التالية:[٢]
- آلام القدم: تكون هذه الآلام العلامة الأولى الدالة على وجود مشكلة صحية عند الشخص، ويكون الألم حادًا أو حارقًا، ويتمركز عادة في منطقة الوتر، بيد أنه ينتشر إلى مناطق أخرى من القدم والساق نتيجة تفاقم الحالة، وتتفاقم الآلام عادة نتيجة الحركة الأولية، ثم يعود ليسكن مرة أخرى قبل أن يتفاقم مجددًا، فعلى سبيل المثال سيشعر الشخص بالألم حينما ينهض من السرير ويخطو أولى خطواته في الغرفة، ثم ما يلبث أن يخف تدريجيًا وقد يعد الألم مجددًا إذا وقف الشخص على قدميه فترة طويلة.
- التورم: تحتاج أعراض التورم مدة أطول قبل أن تظهر على المريض، فبعد مرور أسابيع من ظهور الأعراض الأولية الخفيفة، سيشعر المريض بوجود كتلة فوق الأوتار، وغالبًا ما تكون طرية الملمس، ويشيع ظهور تلك الأورام عند المصابين بالتهاب وتر أخيل، ويكون ملمسها ساخنًا.
- تغير شكل القدم: يعاني الإنسان من الأقدام المسطحة جراء مشكلات صحية في عظم الظنبوب الخلفي، فالوتر يوفر الدعم والصلابة لقوس القدم الداخلي عند الإنسان، ولكن عندما تلتهب أوتار عظم الظنبوب الخلفي، فإن ذلك يؤثر سلبًا على قوس القدم، وهذا الأمر يشكل ضغطًا على الأوتار الأخرى فيها، فيلحق بها الضرر وتصاب بالالتهاب أيضًا.
- التيبس: تصاب القدم والكاحل عند الإنسان بالتيبس جراء التهاب أوتار الكاحل، ويحد هذا الأمر من حركتها السليمة الخالية من الألم، وقد يشعر الشخص بالألم حين محاولته إدارة قدمه.
أسباب التهاب أوتار القدم
يكمن السبب الرئيس والأكثر شيوعًا لالتهاب أوتار القدم في الاستخدام الشديد لتلك الأوتار في نشاطات بدنية مرهقة، مما يعني أنها ستتمدد تمددًا مفرطًا وقد تصاب حينها بشيء من التمزق، ويحصل هذا الأمر غالبًا عندما يمارس الإنسان أنشطة زائدة، سواء كان مشيًا أم مشاركة في بعض الألعاب الرياضية التنافسية التي تلقى حملًا أكبر على الأوتار، وفي بعض الأحيان يرجع التهاب أوتار القدم عند الشخص إلى معاناته من مشكلات في بنية القدم، مثل القدم المسطحة والأقواس العالية، التي تتسبب في حدوث اختلالات عضلية عند الشخص، فيزداد الضغط على أوتار القدم.[٣]
في المقابل، تشكل إصابات القدم والكاحل أحد الأسباب المحتملة لالتهاب الأوتار، وغالبًا ما تحصل تلك الإصابات عند تنفيذ حركات مفاجئة مثل القفز، والأمر ذاته يحدث جراء الاحتكاك المزمن للقدم مع الحذاء، فهذا الأمر يصيب غالبًا الجزء العلوي من القدم أو الكعب، فتلتهب الأوتار في تلك المناطق، ولا تقتصر الأسباب على ما سبق، فبعض الحالات المرضية تسبب التهابًا عامًا في الجسم عند الشخص، فتصاب الأوتار بدورها بذلك الالتهاب، وتتضمن قائمة تلك الأمراض كلًا من النقرس والتهاب المفاصل الروماتويدي والالتهاب الفقاري المفصلي اللاصق، فهذه الحالات جميعها تؤدي إلى التهاب وتر أخيل أو أوتار عظمة الظنبوب الخلفي.[٣]
علاج التهاب أوتار القدم
تساعد مراجعة الطبيب عند ظهور الأعراض السابقة في السيطرة على الألم ومنع تطور الالتهاب، كما يساعد التشخيص في استبعاد الإصابة بمشاكل صحية أخرى باستعمال التصوير بالأشعة السينية أو الرنين المغناطيسي، كما يجب فحص القدم سريريًا بتحريكها لتحديد مكان الألم ودرجته، وتشمل الإجراءات العلاجية استعمال ما يلي:[٤]
- الثلج: يساعد تطبيق أكياس الثلج على مكان الألم في التخفيف منه وذلك بوضع الكيس أسفل القدم أو على كعب القدم لمدة ربع ساعة يوميًا، وينصح بتدليك القدم بعد ذلك.
- تمارين التمدد: يساعد مد القدمين والكاحل عدة مرات في اليوم في التقليل من الضغط على أوتار وعضلات القدم.
- التزام الراحة: ينصح بتجنب ممارسة الرياضات مثل الجري عند الإصابة بالتهاب الوتر لتأثير الجهد البدني على زيادة حدة الأعراض.
- الأدوية العلاجية: يساعد تناول مسكنات الألم ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية في السيطرة على الألم مع ضرورة تجنب استعمالها لفترةٍ طويلة.
- علاجات أخرى: يمكن اللجوء لطريقة العلاج بالتدليك للحفاظ على وصول كمية كافية من الدم المحمل بالأوكسجين للقدم والتخفيف من الألم وتورم القدم، مثل حقن الكورتيزون عند استمرار الألم لمدةٍ طويلة، أو العمليات الجراحية في بعض الحالات.
أنواع التهاب الأوتار في القدم
تتعدد أنواع الالتهابات الحاصلة في القدم نذكر منها:[٥]
- التهاب أوتار الظنبوب الخلفي: ويحدث هذا النوع من الجانب الداخلي من الكاحل عند الإصابة بالقدم المسطحة، ويشعر المصاب بالألم عند مشط القد وحول الإصبع الكبير.
- التهاب الأوتار المرن: يظهر هذا النوع داخل الكاحل ويظهر الألم على جانب الإصبع الكبير خاصةً عند ممارسة الأنشطة الرياضية.
- التهاب الأوتار أخيل: يعد وتر أخيل من الأوتار الكبيرة المسؤولة عن ربط عضلات الساق في الجانب الخلفي، ويحدث الالتهاب في الجانب الخلفي من الكاحل، وعادةً ما يرتبط بارتداء أحذية الكعب العالي وإجهاد القدمين.
- الأوتار العظمية: يظهر هذا النوع في الجزء الخارجي من الكاحل ويسبب تورم القدم والشعور بالألم وعادةً ما يرتبط بحدوث التواءٍ في الكاحل.
- التهاب الأوتار الباسطة: ويؤثر هذا النوع على الجزء العلوي من القدم وهو مرتبط بالإصابة بالتهاب المفاصل أو ارتداء الأحذية الضيقة.
المراجع
- ↑ "What's to know about peroneal tendonitis?", medicalnewstoday. Retrieved 2019-6-13. Edited.
- ↑ "Foot & Ankle Tendonitis", foot, Retrieved 2019-6-13. Edited.
- ^ أ ب "Understand the Fundamentals of Tendonitis of the Foot and Ankle", verywellhealth, Retrieved 2019-6-13. Edited.
- ↑ DEBORAH DUNHAM, "What Are the Treatments for Tendinitis of the Foot?"، LIVESTRONG, Retrieved 2019-5-18. Edited.
- ↑ Catherine Moyer, "Understand the Fundamentals of Tendonitis of the Foot and Ankle"، verywell health, Retrieved 2019-5-18. Edited.