النقرس
يُعد النقرس نوعًا شائعًا من التهاب المفاصل، وينجم عن ارتفاع مستوى حمض اليوريك في مجرى الدم وتراكم بلوراته في أنسجة الجسم المختلفة، وعادة ما يسبب ألمًا شديدًا، وتورّمًا، وتصلّبًا في المفصل المصاب الذي غالبًا ما يكون مفصل إصبع القدم الكبير، ويُمكن أن ينتشر النقرس بين الأقرباء، وهو شائع أكثر بين كبار السن من الرجال، وبحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها؛ فإن حوالي 8.3 مليون أمريكي قد أصيبوا بهذا المرض بين عامي 2007 و2008، ويجدر بالذكر وجود صلة بين الإصابة بالنقرس وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وقد تختلط أعراض النقرس مع أعراض مرض آخر هو النقرس الكاذب الذي ينجم عن تراكم فوسفات الكالسيوم في المفاصل، وليس بلورات حمض اليوريك[١][٢].
أعراض النقرس
تظهر أعراض النقرس غالبًا فجأة وفي ساعات الليل، وقد تشتمل أهم الأعراض والمضاعفات الناجمة عن النقرس على ما يلي[٣][٤]:
- ألم شديد في المفصل: يُمكن لمرض النقرس أن يُصيب أي مفصل في الجسم، لكنه عادة ما يستهدف مفصل إصبع القدم الكبير، ومن بين المفاصل الأخرى التي قد يُصيبها المرض؛ مفصل الكاحل، ومفصل الركبة، ومفصل المرفق، ومفصل المعصم، ومفاصل الأصابع، وغالبًا ما يكون الألم أكثر حدة خلال أول 4-12 ساعة من بدايته.
- انزعاج مستمر: يُعاني المصاب من شعور بالإزعاج في موضع المفصل بعد زوال الألم الشديد لمدة تتراوح بين بضعة أيام إلى بضعة أسابيع، لكن من المتوقع أن تكون النوبات التالية من الألم أكثر حدة وأطول مدة، كما قد تصيب أكثر من مفصل أيضًا.
- التهاب واحمرار وحرارة: يميل المفصل المصاب ليُصبح أكثر احمرارًا، وتورمًا، كما تزداد أيضًا درجة حرارته.
- قلة مجال الحركة: يُصبح من الصعب على المريض تحريك المفصل المصاب تحريكًا طبيعيًا كلما زادت حدة النقرس.
- حساسية مفرطة عند اللمس: يُصبح المفصل المصاب مثيرًا للألم وحساسًا جدًا عند لمسه إلى درجة أن حركة بسيطة قد تتسبب ألمًا للمصاب.
- تصلب المفصل: يحدث تصلب المفصل عند إصابة العديد من المفاصل بالمرض في الوقت نفسه.
- ظهور التوّف: تُعرف التوفة بكونها عقدة صلبة من حمض اليوريك المترسب تحت الجلد، ويمكن العثور على التوف في أماكن مختلفة في الجسم، فمثلًا قد توجد على المرفق، أو على غضروف الأذن، أو على أي من أسطح المفاصل الأخرى، ويدل وجودها على أن الجسم أصبح مليئًا بحمض اليوريك.
- الإصابة بحصى الكلى: يُمكن للإصابة بحصى الكلى أن تكون علامة مرتبطة بالنقرس، وهي تنجم بالدرجة الأولى عن تراكم بلورات حمض اليوريك في الكلى.
أسباب النقرس
يصاب الإنسان بمرض النقرس عادة جراء ارتفاع مستويات حمض البول (Uric Acid) في الدم، فكما هو معروف ينُتج حمض البول في الجسم طبيعيًا، وعادة ما يذوب في الدم لتطرحه الكليتان ضمن البول، إذ إن الإفراز الزائد لهذا الحمض في الجسم قد يقود إلى ارتفاع مستوياته في الدم، ونتيجة لذلك يُحتمل أن تتشكل بلورات حمض البول وتترسب في المفاصل، مما يؤدي إلى إصابة الشخص بالنقرس، ومع ذلك ليس من الضروري إطلاقًا أن يُصاب بالنقرس جميع الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع مستويات حمض البول لديهم، إذ ثمة عوامل متعددة تزيد من احتمال الإصابة به، وهي تشمل ما يلي: [٥]
- السمنة.
- استهلاك كميات كبيرة من الكحول.
- عوامل وراثية.
- تناول الأطعمة الغنية بالبيورين مثل بعض الأطعمة البحرية واللحوم.
- تناول بعض الأدوية مثل مدرات البول.
- الإصابة بأحد أمراض الكلى.
أنواع النقرس
تختلف أعراض النقرس تبعًا إلى مرحلة الإصابة به أو أنواعه التي تضم كلًا مما يلي[١]:
- فرط حمض يوريك الدم عديم الأعراض: قد يكون مستوى حمص اليوريك في الدم مرتفعًا دون أن يترافق ذلك مع أي أعراض ظاهرة، وقد لا يوجد أي داعٍ لعلاجه أيضًا على الرغم من تراكم بلورات حمض اليوريك داخل أنسجة الجسم وتسببها بالقليل من الضرر.
- النقرس الحاد: يحدث هذا النوع عندما يؤدي تراكم حمض البوريك إلى التهاب مفاجئ وألم شديد، وعادة ما يخف خلال 3-10 أيام بعد حصول نوبة الاحتدام، وقد يكون التعرض لمثير ما هو المسؤول عن حصوله، مثل تعاطي الكحول أو العقاقير المخدرة، بالإضافة إلى التعرض إلى البرد القارس.
- المرحلة بين نوبات النقرس: تدل هذه المرحلة على الفترة الممتدة بين نوبات النقرس الحاد، وقد لا تحدث نوبات احتدام للمرض لأشهر أو لسنوات، لكن تراكم المزيد من بلورات حمض اليوريك يكون مستمرًا داخل الأنسجة.
- النقرس التوفي المزمن: يُعد هذا النوع أكثر أنواع النقرس إنهاكًا للجسم، لأنه يمكن أن يتسبب بحدوث أضرارٍ دائمة في المفاصل أو الكليتين، وغالبًا يحتاج الأمر إلى حوالي 10 سنوات ليصل المريض إلى هذه المرحلة في حال عدم أخذه للعلاج المناسب.
علاج النقرس
يهدف علاج مرض النقرس في المقام الأول إلى تخفيف شدة الألم والالتهاب، والحيلولة دون حصول نوبات النقرس مستقبلًا، ومنع تشكل الرواسب والكتل البيضاء ووقاية الشخص من تلف الكلى الناجم عن ارتفاع مستويات حمض البول، ويعتمد العلاج المتبع على عمر المريض وصحته العامة ونوع الأدوية التي يستخدمها، وتشمل الأدوية المستخدمة في علاج نوبات النقرس ما يلي: [٦]
- الأدوية المضادة للالتهابات: تهدف هذه الأدوية إلى تخفيف شدة الألم والالتهاب المفاصل، ويستمر المريض في أخذها حتى تختفي أعراض نوبات النقرس كليًا.
- مضادات الالتهاب اللاستيرويدية NSAIDs: تستعمل مضادات الالتهاب اللاسترويدية لعلاج حالات الالتهاب سريعًا في غضون ساعات قليلة، ويمنع استخدامها إذا كان المريض مصابًا بضعف وظائف الكلى أو السكري أو قصور القلب أو الاضطرابات المعوية.
- أدوية الكورتيكوستيرويد Corticosteroids: توصف هذه الأدوية أساسًا للمرضى الذين لا يقدرون على تناول مضادات الالتهاب اللاستيرويدية، ويفيد استخدامها في تخفيف أعراض الألم والالتهاب عند الشخص، وهي تعطى للمريض على شكل أقراص أو تحقن مباشرة في المفصل، ويكون الاستخدام الأمثل لها في حالات نوبات النقرس الحادة.
يصف الأطباء من جهة أخرى لبعض المرضى أدوية خاصة لخفض مستويات حمض البول لديهم إذا كانت مرتفعة جدًا، وتكون هذه الأدوية مفيدة تحديدًا للمرضى المصابين بنوبات حادة ومتعددة من النقرس أو المصابين بحصى الكلى الناجم عن ارتفاع مستويات حمض البول، وقد يتطلب الأمر إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة عند المريض، مثل شرب كميات كبيرة من الماء، وترك المشروبات الكحولية وتجنب بعض الأطعمة مثل اللحوم الحمراء والمحار.[٦]
المراجع
- ^ أ ب James McIntosh (28-11-2018), "Everything you need to know about gout"، Medical News Today, Retrieved 11-10-2018. Edited.
- ↑ "Gout", The National Health Service (NHS), Retrieved 11-10-2018. Edited.
- ↑ "Gout", Mayo Clinic, Retrieved 11-10-2018. Edited.
- ↑ Catherine Burt Driver, MD, "Gout (Gouty Arthritis)"، Medicine Net, Retrieved 11-10-2018. Edited.
- ↑ "Gout - symptoms, diagnosis, treatment", southerncross, Retrieved 2019-1-25. Edited.
- ^ أ ب "Gout: Management and Treatment", clevelandclinic, Retrieved 2019-1-25. Edited.