محتويات
نصائح تربوية لتعليم أطفالك الصدق
يُعدُّ الصّدقُ من مكارم الأخلاق، وفضيلة من أحسن الفضائل وأهمّهما التي وصّى بها الإسلام، لِما له من مكانة عظيمة فيه، ويوصف كلُّ شخصٍ يحرص على قول الحقيقة بأنّه صادق، فماذا لو كنت أبًا لأحد الأبناء وتودّ تربيته على الصّدق دائمًا، لذا قمنا بدورنا فأدرجنا بعض النصائح التربويّة التي يُمكنك تقديمها لأطفالك:[١]
- ابنِ جسرًا من المحبّة والمودّة بينك وبين أبنائك، واحرص على أن تزرع بينك وبينهم الثقة، فمن خلال هذه الأمور سيرغب أطفالك بأخذ نصائحك على محل الجد، كما أنّ إحسانك إليهم له دور كبير في ذلك.
- ابتعد عن مبدأ الضّرب والعقاب، فالضرب ليس وسيلة تربوية يتبعها الأب الرّاشد، ولأنها من المُمكن أن تُدمّر العلاقة بينك وبين أبنائك، وتزيد من المُشكلات التي ترغب في حلّها، يقول ابن خلدون في مقدّمته: "من كان مرباه بالعسف، والقهر، من المتعلمين، أو المماليك، أو الخدم، سطا به القهر، وضيق على النفس في انبساطها، وذهب بنشاطها، ودعاه إلى الكسل، وحمله على الكذب، والخبث، وهو التظاهر بغير ما في ضميره؛ خوفًا من انبساط الأيدي بالقهر عليه، وعلّمه المكر، والخديعة لذلك، وصارت له هذه عادة، وخلقًا".
- كُن قدوةً للصّدق ولجميع الأخلاق والفضائل التي تأمر أبناءك بالتحلي بها، إذ إنّ بعض الآباء يكونون قدوةً سيّئة دون أن يشعروا، فكم من أبٍ يأمر طفله أن يقول للشخص الفُلاني أنّه ليس موجودًا وهو أمامه؟ وبالتالي سيتعلّم الطفل من أباه الكّذب.
- كُن رفيقًا بأولادك خلال تربيتهم، إذ يكون ذلك بالتّغاضي عن بعض الأمور غير الضارة، كما عليك معالجة كل ما تودّ إصلاحه من خلال الحوار والنّقاش الهادئ مع أبنائك، أو التّلميح في بعض الأحيان، فقد قال صلّى الله عليه وسلّم: [إنَّ الرِّفْقَ لا يَكونُ في شيءٍ إلَّا زانَهُ، ولا يُنْزَعُ مِن شيءٍ إلَّا شانَهُ][٢].
- أنصف أبناءك، ولا تُقلل من أعمالهم الصّالحة والمُحبّبة، بل اثنِ عليهم وشجّعهم دائمًا.
كيف تكون صادقًا في تعاملك مع الآخرين؟
قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}[٣] ،إذ يُعدُّ الصّدقُ من أكثر الصّفات الواجب على الإنسان المؤمن بالله أن يتحلى بها؛ لأنّها عنوانُ الفضلِ والصّلاح والخلق الحسن، وبالتأكيد عليك الالتزام بمجموعة من التصرّفات كي تكون صادقًا مع الآخرين، فيما يلي بعضًا منها:[٤]
- لا تخدع الآخرين بالأكاذيب والتصرّفات الزائفة، بل عاملهم على بساطتك خاصة إذا كانوا مُقرّبين منك، ويكون تعاملك تِبعًا لقدراتك وإمكانياتك.
- كُن صادقًا في نُصح الآخرين، وحاول أن تُثبت لهم بأنك تسعى بأن تجلب الخير لهم، وتُبعدهم عن شرور الأعمال، كما عليك كشف الشرور وأي شيء قد يؤثر سلبًا على حياتهم.
- كُن صادقًا في قولك معهم، ولا تنقل الأكذايب على لسانهم، ولا تنشر الشائعات فيما بينهم، فلا تكن كالبوق تنقل الكلام بِلا تأنٍّ، كما عليك تجنّب الحديث فيما لا ينفعك ولا ينفعهم.
- كُن صادقًا مع زوجتك، وشاركها في أمور الحياة المُفيدة، كما عليك إطلاعها على بعض همومك وأسرارك، فشعورها بثقتك بها يُقرّبها لك ويزيد من صلتها بك.
قد يُهِمُّكَ: آثار الصدق في المجتمع
قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: [علَيْكُم بالصِّدْقِ، فإنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إلى البِرِّ، وإنَّ البِرَّ يَهْدِي إلى الجَنَّةِ، وما يَزالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ ويَتَحَرَّى الصِّدْقَ حتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا، وإيَّاكُمْ والْكَذِبَ، فإنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إلى الفُجُورِ، وإنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إلى النَّارِ، وما يَزالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ ويَتَحَرَّى الكَذِبَ حتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذّابًا][٥]، هناك آثار كبيرة ونتائجُ رائعة يمكن الاستفادة منها عند التّمسك بفضيلة الصّدق، والتي تعود على الفرد نفسه بالخير وعلى المجتمع بأكمله أيضًا، وفيما يلي سنوضح لك بعضًا من تلك الآثار:[٦]
- حدوث البركة في البيع والشّراء، وفي حال كذّب المسلمين في المجتمع، من المُمكن أن يمحق الله البركة في بيعهم.
- شعور المسلمين بالطمأنينة والسّكينة نتيجة صدقهم بين بعضهم البعض، إذ عليك أن تدع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإنَّ الصدق طمأنينة والكذب ريبة.
- الوفاء بالعهود، قال أبو إسماعيل الهروي: "وعلامة الصادق: ألاّ يتحمل داعية تدعو إلى نقض عهد".
- يحظى أفراد المُجتمع بالهمّة العالية والعزيمة القويّة التي تُساعدهم في التوجّه لرضا الله سبحانه وتعالى.
- بذل المُجتمع وتضحيته لنصرة دين الإسلام، إذ يُضحي المسلم بعمره وماله لنصرة الله تعالى.
- أن يُحب المسلم الصّادق صُحبة الصالحين الصّادقين، فيصبح قلبه ضيّقًا بصُحبة أهل الغفلة، ولا يستطيع أن يخالطهم إلا إذا أراد دعوتهم لله تعالى.
المراجع
- ↑ "نصائح تربوية لتحلي الأولاد بالصدق والانتهاء عن ضده"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 21/12/2020. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين ، الصفحة أو الرقم:2594، صحيح.
- ↑ سورة التوبة، آية:119
- ↑ "كيف أكون صادقا مع الناس ؟"، مداد، اطّلع عليه بتاريخ 21/12/2020. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبدالله بن مسعود ، الصفحة أو الرقم:4071، صحيح.
- ↑ "فوائد الصدق"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 21/12/2020. بتصرّف.