معنى إسم مخلص

موضوع في الإخلاص

يُعد الإخلاص من أعمال القلب، ولهذا فأمره متعلق بصاحب العمل نفسه، وهو الذي يحكم على نفسه بالإخلاص أو بعدمه، ولا يوجد مقياس بيد أحد من الناس ليقاس به إخلاص شخص ما، وإنما مردود ذلك للشخص نفسه، فهو أمر يخصه أمام الله سبحانه وتعالى، وقد ذم الله تعالى المنافقين في القرآن الكريم، عندما جعلوا من أنفسهم حكامًا ليحكموا على دوافع الناس ونياتهم، وقد أخرج الشيخان عن أبي مسعود قال: "لما أمرنا بالصدقة، كنا نحامل، فجاء أبو عقيل بنصف صاع، وجاء إنسان بأكثر منه. فقال المنافقون: إن الله لغني عن صدقة هذا، وما فعل هذا الآخر إلا رياء فنزلت: ﴿الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ﴾[التوبة :79]" [أبو مسعود: خلاصة حكم المحدث :سنده صحيح]، فالإخلاص ميدان عمله النية، ومكانها يكون في القلب، وقد بين الإمام الغزالي بأنّ الجاهل عندما يسمع قوله -صلى الله عليه وسلم-: (إنما الأعمال بالنيات)[عمر بن الخطاب: خلاصة حكم المحدث :سنده صحيح] فيقول في نفسه عند تجارته، أو عند تدريسه، أو عد أكله: نويت آكل لله، أو أن أُدرّس لله، ويظن بذلك أنه نية وذلك غير صحيح، فما ذلك إلّا حديث نفس، وحديث فكر ولسان، والنية بعيدة عن ذلك، وإنما تكون النية في انبعاث النفس وفي توجهها، فلا تكون النية بقول كلمة نويت، ولا تكون في حديث النفس، وعيًا ليست خاطرًا يمر على الفكر سريعًا، وإنما هي عمل يكون القلب عازمًا عليه، ويدخل الإخلاص في جميع الأعمال، وليس الإخلاص أمرًا مستقلًا قائمًا بحدّ ذاته، وإنما يقوم بغيره، فهو يعد معنى من المعاني، ولا تقوم المعاني بذاتها، ولذلك لا يقال: عمل اليوم فلان إخلاصًا، إلا إن أردنا أنه عمل عملًا فأخلص فيه، وإنما يُقال: أخلص الشخص في عمله، وأخلص في صومه وهكذا، وقد جاء في الحديث قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصًا، وابتغي به وجهه"، فجعل الإخلاص واصفًا للعمل المُقام، فالإخلاص يدخل في جميع الأعمال، وهو أحد ضوابط حسن العمل كما ذُكر في السابق، ولعل هذا المعنى هو الذي دفع الإمام البخاري -عليه رحمه الله تعالى- ليفتتح كتابه، الجامع الصحيح بحديث إنما الأعمال بالنيات، كما دفع الإمام النووي -عليه رحمه الله تعالى- إلى افتتاح كتابه رياض الصالحين بباب الإخلاص وإحضار النية.[١]


معنى اسم مخلص

مخلص اسم عربي مذكر الأصل معناه الصادق والوفي في عبادة الله تبارك وتعالى، والودود، والوفي، شديد الإخلاص لدينه، وصحبه، ولقوميته، ولأهله، واسم مخلص هو أحد ألقاب السيد المسيح، كما أنه كذلك أحد ألقاب المهدي المنتظر، ويُعد اسم مخلص من الأسماء المسيحية المذكرة، إذ أنّ معناه مشتق من الكتاب المقدس لديهم ومن الإنجيل، ولذلك يفضل الكثير من الأقباط تسميته أولادهم بهذا الاسم، فهو يُعد اسم ديني بالنسبة لهم، وله ميزة خاصة في نفوسهم.[٢]


الإخلاص في العمل وثمراته

ليس هناك أبلغ من قول سهل بن عبدالله التستري الذي يقول فيه: "نظر الأكياس في تفسير الإخلاص فلم يجدوا غير هذا أن تكون حركاته وسكناته في سره وعلانيته لله تعالى وحده ولا يمازحه شيء لا هوى ولا نفس ولا دنيا"، فعلى المسلم أن يكون مخلصًا لله تعالى في كل قول، وفعل، ونية، ومن بين تلك الأفعال التي تؤدي لجعل الإخلاص في العمل:

  • عدم بيان العمل الذي يقوم به المسلم، واحتساب أجره عند الله تعالى، والخوف من شعور الآخرين بمعرفة العمل، والخوف من عدم تقبّل العمل، وعدم العجب بالنفس ومساواة الجميع في الذم والمدح، وإن كان هناك مدح كثير، القول كما علمنا الرسول -صلى الله عليه وسلم-:"اللهم أجعلني خير مما يظنون وأغفر لي ما يعلمون ولا تأخذني بما يقولون"، وعدم الغضب عند الزيادة في الذم.
  • الاستفادة من تجارب الآخرين، والحرص الشديد على معرفة أهمية الإخلاص، فتحقق الإخلاص يعني تقبل الأعمال، والدعاء لله تعالى والتضرع إليه، فيجب على المسلم كذلك أن يستحضر قربه من الله تعالى، والنظر في أمور حياته لمعرفة أشكال التقصير والخطأ، وكذلك الحرص على آداء العبادات والطاعات، وآداء الفرائض كالصوم، والصلاة، والزكاة، ومعرفة أسماء الله الحسنى، والتقرب بها إليه، والقيام بآداء العبادات غير الظاهرة للناس، كقراءة القرآن الكريم، وفهم آياته، والصدقة، ومجاهدة النفس على الإخلاص لله تعالى في الفعل، والقول، والعمل، والحرص على حضور مجالس العلم، وسؤال أصحاب العلم والعلماء عن جميع الأمور، والحرص على إتقان العمل، لأن ذلك يؤدي للإخلاص فيه، ولللإخلاص ثمرات منها:
  • إذا تحقق الإخلاص في العمل، فإنه يعود ذلك بالكثير من الفوائد والثمرات، فالإخلاص أحد أسباب دخول الجنة، وسبب لعلو الدرجات، والعزّة، والرفعة في الدنيا والآخرة.
  • الإخلاص سبب يحفظ المسلم من كل شرّ يصيبه، ويحفظه من وسوسة الشيطان، وكذلك الإخلاص يقود للبركة في العمر، والرزق، وينقي المسلم من الحسد، والأحقاد، والضغائن وغيرها من الأمراض القلبية، وهو سبب لمحو الذنوب، وسبب لنيل شفاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة، وسبب لنيل رضا الله تعالى، وغفران جميع الخطايا والذنوب.[٣]


المراجع

  1. "موضوع عن الإخلاص"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-24. بتصرّف.
  2. "معنى اسم مخلص"، altkia، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-24. بتصرّف.
  3. "فوائد الاخلاص في العمل"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-24. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :