محتويات
ما تأثير الرياضة على الفرد؟
تعد ممارسة الرياضة أو الأنشطة البدنية بلا شك أحد أهم الأشياء التي يُمكن لك أن تمارسها لدعم صحتك البدنية بغض النظر عن عمرك، أو شكلك الخارجي، أو حتى وزنك، ولقد باتت التوعية بأهمية الرياضة من بين المهام الرئيسية للكثير من الجهات الصحية الرسمية حول العالم، بما في ذلك المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها؛ فلقد تحدثت هذه المراكز عن وجود آثارٍ فورية للرياضة على صحة الأفراد، تحديدًا فيما يتعلق بالدماغ؛ إذ يُمكن للرياضة أن تُساهم في تحسين قدراتك الذهنية، وإبعاد شعور الاكتئاب والقلق عنك، وتحسين عادات النوم لديك أيضًا، كما تحمل الرياضة آثارًا أخرى قد تحتاج إلى مرور بعض الوقت لملاحظتها لديك، لكنها بلا شك ذات أهمية كبيرة وتستحق الذكر، مثل:[١]
- إنقاص وزنك وحرق المزيد من السعرات الحرارية الفائضة عن حاجة جسمك، والحفاظ على الوزن السليم لجسمك عند تمتعك به.
- خفض فرص إصابتك بأمراض القلب والأوعية الدموية، فضلًا عن الحفاظ على ضغط الدم والكوليسترول لديك ضمن مستوياتها الطبيعية.
- وقايتك من مرض السكري وبعض الأمراض الأيضية الأخرى.
- حمايتك من بعض أنواع السرطانات، بما في ذلك سرطان القولون، وسرطان الكلى، وسرطان المثانة، وحتى سرطان الرئة أيضًا.
- تقوية عظامك وعضلاتك والحفاظ عليها بأفضل حالة ممكنة أثناء تقدمك بالعمر وخفض فرص إصابتك ببعض أنواع التهابات المفاصل.
- تعزيز قدراتك على أداء مهامك اليومية العادية التي تتطلب قوة بدنية وتجنبك خطر حوادث السقوط.
- تحسين جودة حياتك العامة وإبعاد شبح الموت المبكر عنك.
- اكسابك قدرات ومهارات اجتماعية وقيادية، خاصة عند انخراطك في ممارسة الرياضات التي تكون فيها ضمن فريق من اللاعبين.
- تزويدك بمهارات جديدة تتعلق بالتخطيط والتركيز على أداء المهمات الجديدة، فضلًا عن تقوية مهارات التحليل والمراقبة لديك.
كيف تؤثر الرياضة على كامل المجتمع؟
تنبثق الآثار الإيجابية للأنشطة البدنية على المجتمع والحياة الاجتماعية من الآثار البدنية والنفسية التي تحملها هذه الأنشطة أصلًا على صحة الأفراد الذين يُمارسونها؛ فالأنشطة الرياضية تزيد أكثر من شعور الفرد بالثقة بنفسه، وتعزز فرص قبوله بين أقرانه، وتكسبه مهاراتٍ قيادية جديدة، فضلًا عن إكسابه أيضًا لنوع من العاطفة والإحساس بالآخرين، وغيرها الكثير من الفوائد، ومن المهم هنا عدم تجاهل حقيقة أن الرياضة هي أصلًا فرصة ممتازة لخلق روابط اجتماعية جديدة وجعل الأفراد أقل شعورًا بالوحدة أو الانعزالية.[٢]
المثير للاهتمام أن بعض أنواع الرياضات أصبحت جزءًا من النسيج الاجتماعي والثقافي لبعض المجتمعات، خاصة تلك الرياضات التي تتطلب وجود أكثر من فريق واحد للقيام بها، وهنالك بعض علماء الاجتماع الذين لاحظوا توافقًا غريبًا بين الأخلاق الرياضية الموجودة في هذه الرياضات وبين الأخلاق السائدة في المجتمع الذي يحتويها، كما لاحظوا أيضًا أن مفهوم الطبقات الاجتماعية يتلاشى تلقائيًا في الرياضة؛ فليس هنالك فرق بين الفقراء والأغنياء عند تشجيع فريق معين أو أخر، او عند اختيار رياضة معينة دون غيرها، لكن مفهوم "الفوز" في الرياضة أو تحقيق النتائج الأعلى هو بلا شك يرتبط بالتفوق والفخر في نفوس الكثير من الناس، كما أن عالم الرياضة والأنشطة البدنية يقدم لنا نظرة أكثر عمقًا لفهم نوازع العنصرية والفوارق الجنسية في بعض المجتمعات، خاصة المجتمعات الغربية،[٣] وعلى أية حال، فإن المنشورات القادمة من منظمة الصحة العالمية قد أكدت على وجود آثار أخرى للرياضة على المجتمعات واقتصادات الدول، منها:[٤]
- زيادة الإنتاجية الكلية في أماكن العمل.
- انخفاض نسب الغياب أو ترك العمل.
- زيادة نسب التفوق المدرسي بين الطلاب.
- انخفاض نسب الحاجة لصرف الأموال على الأمراض الناجمة أصلًا عن قلة ممارسة الرياضة.
- التقليل من فرص نشر المواد الممنوعة في المجتمع.
ما التبعات لقلة ممارسة الرياضة في المجتمع؟
هنالك تبعات سيئة للغاية بلا شك لقلة الاهتمام بممارسة الرياضة بين أوساط الناس أو المجتمع ككل، وأكبر دليل على ذلك هو زيادة معدلات السمنة بين الأطفال في شمال أمريكا نتيجة لإهمال الأهالي لضرورة الحركة المستمرة للأطفال وممارستهم الرياضة، بل إن بعض التقارير تتحدث عن توقف 93% من الأطفال والمراهقين في كندا عن ممارسة الأنشطة الرياضية الكافية للحفاظ على صحتهم العقلية والبدنية، وهذا بالطبع شيءٌ صادم للغاية ويشير إلى تبعات سيئة على المجتمع على المدى البعيد نتيجة للسمنة المفرطة، مما دفع بالكثير من الخبراء إلى البدء بوضع سياسات مفيدة وعملية لإيقاف وباء السمنة بين الأطفال.[٥] وتزداد مشاكل قلة ممارسة الرياضة أو الخمول كلما تقدم الإنسان بالعمر، وعلى العموم تشتمل بعض المشاكل الأخرى التي تؤدي إليها قلة ممارسة الرياضة بين الناس على الآتي:[٦]
- زيادة معدلات الإصابة بالسكري من الناس.
- زيادة فرص الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
- زيادة معدلات الإصابة بأمراض الشرايين التاجية.
- زيادة الشكوى من الاكتئاب والقلق.
- زيادة فرص الإصابة بالسرطانات، التي هي بالطبع أحد الأمراض المكلفة والخطيرة.
- زيادة فرص التعرض لحوادث الوقوع.
مَعْلومَة
تشير التقارير الى أن 30% منسكان العالم يعيشون حياة خاملة أو خالية من الأنشطة الرياضية، وهذا بالطبع سيكون له تأثيرٌ على اقتصاد العالم وصحة الأجيال المستقبلية، وقد حاولت دراسات كثيرة تحري العلاقة بين الاقتصاد وبين انتشار الرياضة بين فئات المجتمع، وتوصلت نتائجها في النهاية إلى أن حث الناس على الحركة والرياضة هو أحد العوامل التي من المفترض أن تُحسن الاقتصاد، بل إن التقديرات تشير إلى أن زيادة الأنشطة الرياضية من المحتمل أن تُساهم في زيادة الناتج المحلي الإجمالي في العالم بمقدار 138-338 مليار دولار مع حلول 2025، ولقد بنى الباحثون هذه التقديرات على الخسائر المرتبطة بالسمنة والمشاكل الصحية الناجمة عن قلة الرياضة، ومن غير المفاجئ القول بأن خسائر قطاع الصحة ستكون هي الأكثر انخفاضًا في حال جرى بالفعل تغيير سلوكيات الناس وحثهم على ممارسة المزيد من الأنشطة الرياضية.[٧]
المراجع
- ↑ "Benefits of Physical Activity", Centers for Disease Control and Prevention (CDC) , 2020-10-06, Retrieved 2020-11-12. Edited.
- ↑ "Physical Activity Benefits: Social Health", Eugene Civic Alliance, 2017-05-25, Retrieved 2020-11-12. Edited.
- ↑ Kenneth J. Macri (2011-12-31), "Not Just a Game Sport and Society in the United States", Inquiries Journal, Issue 4, Folder 8, Page 1. Edited.
- ↑ "Benefits of regular physical activity", WHO, Retrieved 2020-11-12. Edited.
- ↑ Callista Haggis, Joanie Sims-Gould, Meghan Winters, et al (2013-09-26), "Sustained impact of community-based physical activity interventions key elements for success", BMC Public Health., Issue 13, Page 892. Edited.
- ↑ "Risks of Physical Inactivity", Johns Hopkins Medicine, Retrieved 2020-11-12. Edited.
- ↑ Marco Hafner, Erez Yerushalmi, William D. Phillips, et al (2018-12-31), "The economic benefits of a more physically active population", RAND Corporation, Retrieved 2020-11-12. Edited.