محتويات
غاز الأوزون
كشف الباحثون عن وجود غاز الأوزون للمرة الأولى خلال منتصف القرن التاسع عشر، وهو غاز يتألف من جزئيات مكونة من ثلاث ذرات من الأكسجين، ويتميز بأنه عديم اللون وذو طعمٍ لاذع، كما أن له خاصية انفجارية عند تحويله إلى الحالة السائلة أو الصلبة، لكنه يتواجد بتراكيز محددة في طبقات الجو العليا ليشكل طبقة الأوزون، وتتمحور فائدته الرئيسية في أنه قادر على حماية البشر من الأشعة فوق البنفسجية القادمة من الشمس.
وقد تمكن بعض الخبراء من استغلال غاز الأوزون لأغراضٍ علاجية أيضًا، إذ أُجريت الكثير من الدراسات حول فوائده الطبية خلال القرن الماضي، وقد أثبت بعض الباحثين أن العلاج بالأوزون هو علاج آمن وفعال وله أعراضٍ جانبية محدودة، وغالبًا ما يُستخدم غاز الأوزون الطبي بغرض التعقيم وعلاج الأمراض، ويعود سبب ذلك إلى قدرة هذا الغاز على إيقاف نشاط البكتيريا، والفيروسات، والفطريات، والطفيليات، فضلًا عن تحفيز الجهاز المناعي،[١] وهذا يعني في المجمل وجود فوائد كثيرة محتملة للعلاج بغاز الأوزون، وهذا ما سيكون عليه موضوع المقال التالي.
فوائد غاز الأوزون
يلجأ بعض خبراء الصحة إلى الاستعانة بالعلاج بغاز الأوزون لإيقاف نمو البكتيريا المؤذية وإزالة الخلايا الجسمية التي أصابها التلف أيضًا، ويمكن ذكر أهم الفوائد المحتملة لغاز الأوزون على النحو الآتي:[٢]
- علاج المشاكل التنفسية: إذ يمكن أن يكون العلاج بغاز الأوزون مفيدًا لجميع الأفراد الذين يُعانون من الأمراض التنفسية؛ وذلك لأن لهذا العلاج القدرة على إمداد الجسم بكميات إضافية من الأكسجين، وهذا الأمر يُقلل من مستوى الإجهاد الواقع على الرئتين، ويوجد بعض الدراسات السريرية التي تسعى حاليًا إلى اكتشاف فوائد غاز الأوزون عند المصابين بالانسداد الرئوي المزمن ومرض الربو، لكن بعض الخبراء ينصحون بعدم إعطاء غاز الأوزون للمصابين بمرض الربو على وجه التحديد.
- درء خطر مضاعفات مرض السكري: بات بعض الباحثين يتحدثون عن وجود نتائج إيجابية للعلاج بغاز الأوزون فيما يتعلق بخفض خطر الإصابة بالمضاعفات السيئة لمرض السكري، وقد أشارت دراسة نشرت في عام 2015 إلى إمكانية أن يكون غاز الأوزون مفيدًا لإصلاح الجلد والأنسجة الأخرى، وهذا قد يكون مناسبًا لمرضى السكري الذين يُعانون من مشاكل التئام الجروح.
- علاج مشاكل العمود الفقري: يُعد تضيق العمود الفقري من بين أبرز الأسباب التي تدفع بالأفراد بعمر 65 سنة وأكثر إلى الخضوع للعمليات الجراحية وطلب الأدوية وحقن الستيرويد الخاصة بإزالة الآلام، لكن أصبح هنالك بعض النقاشات حاليًا حول إمكانية استخدام غاز الأوزون لتخفيف حدة الآلام الناجمة عن تضيق العمود الفقري بدلًا عن الاستعانة بالعمليات الجراحية أو حقن الستيرويد لما لها من أعراض جانبية سيئة، كما أصبح بعض الباحثين يأملون بأن يكون لغاز الأوزون القدرة على علاج أعراض مشاكل أخرى تصيب العمود الفقري.[٣]
- تعزيز القدرات المناعية: يمتلك غاز الأوزون القدرة على تحفيز الجهاز المناعي، وهذا قد يكون مفيدًا للأفراد الذين يُعانون من الاضطرابات المناعية، ومن المثير للاهتمام أن إحدى الدراسات العلمية القديمة كانت قد أقرت بوجود أدلة علمية تشير إلى أن غاز الأوزون قادر على إيقاف نشاط فيروسات الإيدز، إلا أن دراسة أخرى أجريت في عام 2008 لتحري هذا الأمر لم تتوصل إلى ما يؤكد هذا الأمر.
- علاج مشاكل الأسنان: تمكن العلاج بغاز الأوزون من كسب تأييد الكثير من خبراء طب الأسنان بعدما جرى إثبات أنه مفيد لعلاج 260 نوعًا من أمراض الأسنان، بل إن بعض الخبراء وصفوا غاز الأوزون بأنه أكثر فائدة من الكثير من العلاجات التقليدية التي يتبعها أطباء الأسنان عند علاجهم لمرضاهم.[٤]
- علاج المشاكل الجمالية: تلجأ بعض العيادات الطبية في جمهورية بيلاروسيا إلى تقنية غاز الأوزون لغرض علاج الكثير من المشاكل الجمالية؛ كمحاربة السيلوليت والدهون الموضعية، وعلاج التجاعيد الجلدية، وتحسين لون البشرة، وربما علاج حب الشباب أيضًا.[٥]
- فوائد أخرى: تستخدم تقنيات العلاج بغاز الأوزون حاليًا لأغراض طبية أخرى ومتنوعة؛ كعلاج مشاكل الجهاز الدوراني، ومشاكل الشيخوخة، والأمراض الفيروسية، والتهابات المفاصل، والسرطانات، والسارس، كما حاولت دراسات كثيرة تحري فوائد غاز الأوزون بغرض تنقية الدم والسوائل الليمفاوية، وتحسين مستوى إنتاج الجسم من الهرمونات والإنزيمات، وإيقاف النزيف، بالإضافة إلى تخفيف حدة الآلام والالتهابات، ومنع الإصابة بعدم انتظام دقات القلب، فضلًا عن تحسين وظائف الدماغ والذاكرة وتخفيف حدة أعراض الجلطة الدماغية.[٦]
أضرار غاز الأوزون
أظهرت التقارير العلمية بأن العلاج بغاز الأوزون آمن وغير مسبب للمشاكل الصحية، لكن يبقى لغاز الأوزون أخطار لا بد من ذكرها والتعامل معها؛ فقد وجد الباحثون علاقة بين التعرض لغاز الأوزون وبين ارتفاع خطر الوفاة نتيجة للأمراض التنفسية، ويُمكن لغاز الأوزون أن يكون سامًا للرئة عند استنشاقه بالإضافة إلى ثاني أكسيد النيتروجين، بل ويُمكن لكميات صغيرة من غاز الأوزون أن تؤدي إلى تهيج الرئتين والحلق وتسبب السعال وضيق النفس.
وقد وثّق الباحثون حالات كثيرة تتعلق بأضرار غاز الأوزون على الصحة، وقد تراوحت شدة الأعراض والأضرار الناجمة عند هذه الحالات، لكنها شملت عمومًا حدوث ضعف في التروية الدموية، وتعطيل للإنزيمات، وتورم الاوعية الدموية، ومشاكل القلب، وتضرر طبلة الأذن، وزيادة خطر الإصابة بالجلطة الدماغية، لكن تبقى هذه الأضرار نادرة الحدوث في الأحوال الطبيعية، كما أن ماهية الأعراض الجانبية الناجمة عن غاز الأوزون تتوقف على نوع العلاج الذي يخضع له المريض، وعمومًا، يُصاب الكثير من المرضى الذين يخضعون للعلاج بالأوزون بما يُعرف بتفاعل هريكسايمر، الذي يتضمن ظهور أعراضٍ شبيهة بالإنفلونزا على المدى القريب، وفي حال جرى إعطاء غاز الأوزون عبر الشرج، فإن من المحتمل أن يشعر المريض بالحاجة إلى طرد الغازات، ومن المثير للاهتمام أن هنالك أعراضًا جانبية إيجابية قد يلاحظها المريض بعد خضوعه للعلاج بالأوزون، مثل:[٦]
- نمو الشعر والأظافر وزيادة قوتها وطولها.
- اكتساب البشرة لبريق ملحوظ.
- الشعور بالطاقة والحيوية.
- سهولة الخلود إلى النوم.
فاعلية وتكلفة العلاج بغاز الأوزون
توصلت الدراسات التي تعلقت بفاعلية العلاج بغاز الأوزون إلى نتائج متضاربة نوعًا ما، لكن الكثير من النتائج تبقى إيجابية إلى حد بعيد، كما أن هنالك الكثير من الدراسات السريرية التي ما زالت في طور البحث والتطوير بهدف الكشف عن فاعلية غاز الأوزون فيما يخص علاج التهابات المفاصل الذي يُصيب الركبة على وجه التحديد، وعمومًا، فإن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ما تزال غير معترفة بالعلاج بغاز الأوزون، كما أن الخبراء ينفون فاعلية المنتجات المتوفرة في الأسواق والتي تدعي بأنها قائمة على مبدأ العلاج بغاز الأوزون، أما بالنسبة إلى تكلفة جلسات العلاج بغاز الأوزون، فإن من الصعب تقديرها بدقة؛ وذلك لأن العلاج بغاز الأوزون يتوقف على حاجة المريض ونوعية المشكلة الصحية التي يُعاني منها، لكن غالبًا ما ترفض شركات التأمين تغطية تكاليف هذا العلاج.[٢]
ثقب طبقة الأوزون
منذ عام 1913 أظهرت دراسات عديدة هشاشة الطبقة وتقلباتها الفجائية نتيجة النشاط البيولوجي للكائنات الحية على سطح الكرة الأرضية، فقد تبين أن الطبقة حساسة لكل الغازات والرياح الصادرة عن كوكب الأرض، وعليه فقد تباينت معدلات الأوزون في أنحاء الأرض تباينًا ملحوظًا، فهي كبيرة في القطبين الشمالي والجنوبي وقليلة في المنطقة الاستوائية المدارية، كما لاحظ الدراسون أيضًا وجود ثغرة كبيرة بمساحة تصل إلى ضعف مساحة الولايات المتحدة الأمريكية فوق القطب الجنوبي عرفت باسم ثقب الأوزون الأعظم، كما وجد ثقب آخر أقل أهمية من الأول فوق القطب الشمالي، وفي هذا المقام اعتقد الباحثون في أواسط سبعينات القرن الماضي أن المركبات الكيميائية المعروف باسم الكلوروفلوروكربون هي المسؤولة عن خرق طبقة الأوزون بالدرجة الأولى، وهي غازات دفيئة منبعثة من المصانع، ومحركات الطائرات النفاثة التي تحلق على ارتفاعات عالية تتراوح ما بين 20-50 كيلو متر فوق سطح الأرض، وعليه فقد دعا العلماء ضرورة التعبئة الدولية لحماية كوكب الأرض، وذلك من خلال استكشاف مصادر جديدة للطاقة أقل تلويثًا من المصادر الأحفورية، وأكثر صداقة مع البيئة، من هنا ظهرت طاقة الرياح، الماء، والشمس.[٧]
أسباب ثقب الأوزون
إن السبب الأول وراء ثقب الأوزون هو مركب الكلوروفلووكربون، وفي شرح مفصل لآلية عمله فإن الأشعة فوق البنفسجية تحطم المركبات المذكورة مما يؤدي إلى إطلاق ذرة كلور نشطة تتفاعل مع غاز الأوزون فينتج عن هذا التفاعل جزيء أكسجين وأول أكسيد الكلورين، ثم تتفاعل ذرة أكسجين نشطة مع أول أكسيد الكلور مما يؤدي إلى إطلاق ذرة كلور نشطة تحطم جزيء أكسجين، وهكذا تتم الدورة، وتجدر الإشارة إلى وجود أسباب أخرى منها:[٨]
- أكاسيد النيتروجين مثل أول أكسيد النيتروجين وثاني أكسيد النيتروجين الناتجة عن الطائرات.
- ظاهرة الاحتباس الحرارية.
- الهالونات التي تستخدم في إطفاء الحريق.
- المبيد الحشري بروميد الميثيل Methyl bromide والذي يستخدم لتعقيم المحاصيل الزراعية، أو تعقيم التربة نفسها.
- بعض المذيبات المستخدمة في تنظيف الأجزاء الميكانيكية والدوائر الإلكترونية.
مخاطر ثقب طبقة الأوزون
صنفت مخاطر ثقب طبقة الأوزون على أنها أكثر الأضرار الواقعة على الكرة الأرضية، وقد تؤدي إلى ما يأتي:[٩]
- انتشار الأمراض الخطيرة بين البشر بسبب عدم قدرة الجسم على تحمل أشعة الشمس النافذة إلى الأرض، وقد تؤدي إلى الموت أيضًا.
- جفاف النباتات بسبب قلة نسبة الكلورفيل في الطبيعية.
- تهديد الأمن الغذائي في العالم.
- تغيرات جينية في أجسام الحيوانات تجعلهم أكثر عرضة للأمراض المزمنة والتشوهات.
- ارتفاع درجة الحرارة بسبب الغازات الدفيئة وهو ما يسبب زيادة خطر الكوارث الطبيعية والحوادث بما فيها الفيضانات والسيول.
تدابير لحماية طبقة الأوزون
على الرغم من أن أمر حماية طبقة الأوزون يتطلب تعاونًا دوليًّا لا فرديًا، إلا أن الأفراد في المحصلة هم أساس الدولة، ولو أن كل فرد على وجه الكرة الأرضية حاول الالتزام بهذه التدابير لأحدث فرقًا يُذكر، ومن أبرزها ما يأتي:[١٠][١١]
- زراعة التربة بالمساحات الخضراء من أشجار ونباتات وما شابه لضمان امتصاص ثاني أكسيد الكربون وتحويله إلى أكسجين من خلال عملية البناء الضوئي.
- التخلص من أي عوامل تسبب تلوث الجو وانبعاث الغازات الضارة إلى الجو لأنها تسبب ظاهرة الاحتباس الحراري.
- الحد من تصنيع واستخدام المعطرات كونها تحتوي على مواد ضارة بطبقة الأوزون، مع إيجاد حلول بديلة.
- تجنب استخدام مواد التغليف البيضاء في قطع الإلكترونيات.
- تصنيع مكيفات وثلاجات من مواد صديقة لطبقة الأوزون.
- إصدار قوانين وسياسات صارمة لمنع انتهاك واستنزاف البيئة.
- الحد من استخدام المبيدات الحشرية.
- توعية الناس من خلال وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي والندوات المختلفة حول أهمية طبقة الأوزون ودورها في استمرار الحياة على كوكب الأرض.
- الحد من استخدام مطافئ الهالونات أو تفريغها دون سبب.
- صيانة الأجهزة الكهربائية لأانها تحتوي على غازات ضارة بالطبقة.
المراجع
- ↑ A. M. Elvis and J. S. Ekta (6-2011), "Ozone therapy: A clinical review", J Nat Sci Biol Med, Issue 1, Folder 2, Page 66–70. Edited.
- ^ أ ب Debra Rose Wilson, PhD, MSN, RN, IBCLC, AHN-BC, CHT (29-1-2019), "What Is Ozone Therapy?"، Healthline, Retrieved 26-1-2020. Edited.
- ↑ Anne Asher, CPT (8-1-2020), "How Medical Ozone Therapy Might Help Your Spine"، Very Well Health, Retrieved 26-1-2020. Edited.
- ↑ Rajiv Saini (12-2011), "Ozone therapy in dentistry: A strategic review", J Nat Sci Biol Med, Issue 2, Folder 2, Page 151–153. Edited.
- ↑ "Ozone therapy", Clinics of Belarus, Retrieved 26-1-2020. Edited.
- ^ أ ب Debra Rose Wilson, Ph.D., MSN, R.N., IBCLC, AHN-BC, CHT (29-1-2018), "What is ozone therapy? Benefits and risks"، Medical News Today, Retrieved 26-1-2020. Edited.
- ↑ "الأوزون.. درع الأرض الواقي من حرارة الشمس"، الجزيرة، 25-9-2016، اطّلع عليه بتاريخ 17-5-2019. بتصرّف.
- ↑ رشا عامر (11-12-2012)، "ما هي طبقة الأوزون؟ وماهي الاسباب التي ادت الى توسع فتحة طبقة الاوزون"، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 17-5-2019. بتصرّف.
- ↑ أمل سالم، "أهم أسباب ثقب الأوزون وأضراره على البيئة"، الموسوعة العربية اشلاملة، اطّلع عليه بتاريخ 17-5-2019. بتصرّف.
- ↑ سارة ناجي (16-8-2016)، "كيفية حماية طبقة الاوزون"، المرسال، اطّلع عليه بتاريخ 17-5-2019.
- ↑ Yassmin Yassin، "أبرز 5 طرق لحماية طبقة الأوزون"، دليل التعليم الأول بالشرق الأوسط، اطّلع عليه بتاريخ 17-5-2019. بتصرّف.