محتويات
ما سبب ثقب الأوزون؟
يعود السبب الرئيسي في ثقب طبقة الأوزون إلى تلويث البشر للغلاف الجوي بمواد كيميائية تحتوي على الكلور والبروم والمركبات الأساسية المعنية بهذه العملية هي مركبات الكلوروفلوروكربون والهالونات ورابع كلوريد الكربون، واستخدمت مركبات الكربون الكلورية فلورية على وجه الخصوص لمجموعة واسعة من التطبيقات بما في ذلك التبريد ومكيفات الهواء والتغليف الرغوي وصنع علب رذاذ الأيروسول، ولأن هذه المواد خاملة فهي قادرة على البقاء في الغلاف الجوي لفترة طويلة تمكنها من حمل هذه المواد إلى الستراتوسفير حيث يمكن أن تتلف طبقة الأوزون.[١]
وبالإضافة إلى سلوك البشر مثل استخدام السيارات وانبعاث غازات الدفيئة وغيرها من الممارسات السلبية التي تدعم استنفاد طبقة الأوزون فهناك عوامل وأسباب أخرى تؤثر على هذه الظاهرة وإليك بعض منها:[٢]
- البقع الشمسية: تعرّف البقع الشمسية بأنها ظاهرة مؤقتة في الغلاف الضوئي للشمس ومناطق انخفاض درجة حرارة سطحها بسبب التدفق المغناطيسي الذي يمنع الحمل الحراري، وتؤثر البقع الشمسية سلبًا على طبقة الأوزون؛ لأن هذه البقع عادة ما يصاحبها زيادة في الأشعة فوق البنفسجية، والتي تغيّر تركيزات الأوزون في الغلاف الجوي.
- رياح الستراتوسفير: الرياح الستراتوسفيرية هي سبب آخر لاستنفاد طبقة الأوزون؛ لأنها تؤدي إلى زيادة أكاسيد النيتروجين في الغلاف الجوي ما يؤدي بدوره إلى تضخيم طبقة الأوزون.
- الثورات البركانية: تلعب البراكين دورًا غير مباشر في تلف طبقة الأوزون؛ بسبب الجسيمات التي تنبعث منها إلى الغلاف الجوي عند اندلاعها، فتخلق هذه الجسيمات المنبعثة سطحًا يمكن أن تحدث فيه تفاعلات كيميائية تضر بطبقة الأوزون.
- الهالونات: الهالونات مركبات كربون غازية تحتوي على البروم، وتساهم في تدمير طبقة الأوزون بأكثر من عشر مرات من مركبات الكربون الكلورية الفلورية، ولكنها تستخدم على نطاق أقل، وتستخدم هذه المركبات في المقام الأول في طفايات الحريق.
- رابع كلوريد الكربون: يحتوي هذا المركب على الكلور الضار بطبقة الأوزون، ويستخدم هذا المركب في الثلاجات والمذيبات والصابون والمبيدات الحشرية وأيضًا عندما اكتشف العلماء أثره الضار على طبقة الأوزون انخفض معدل استخدامه.
- كلوروفورم الميثيل: يستخدم هذا المركب في مجموعة متنوعة من العمليات الصناعية وبشكل رئيسي للمذيبات لتنظيف الأجزاء الإلكترونية والمعدنية، وتفتت الأشعة فوق البنفسجية هذه المادة إلى كلور ما يضر بطبقة الأوزون.
- بروميد الميثيل: يستخدم بروميد الميثيل لمكافحة الآفات في الشحن والزراعة وهو مادة خطيرة تدمّر طبقة الأوزون، وتُصنّف على أنها مادة مستنفدة للأوزون من الدرجة الأولى.
- مركبات الكربون الهيدروكلورية فلورية: على الرغم من تأثير هذا المركب الضعيف على طبقة الأوزون، إلا أنها ما تزال ضارة بالنظام البيئي؛ لأنها غازات دفيئة قوية.
تعرف على أضرار ثقب الأوزون
ثقب الأوزون أو استنفاد طبقة الأوزون هو ترقق تدريجي لطبقة الأوزون في الغلاف الجوي للأرض وينجم هذا الترقق عن إطلاق المركبات الكيميائية التي تحتوي على غاز الكلور أو البروم بسبب الصناعة والأنشطة البشرية، يكون هذا الترقق أكثر وضوحًا في المناطق القطبية وخاصة فوق القارة القطبية الجنوبية، ويعدّ ثقب الأوزون مشكلة بيئية رئيسية لأنه يسمح للأشعة فوق البنفسجية بالوصول إلى سطح الأرض من الشمس الأمر الذي يزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد ويؤدي إلى إعتام عدسة العين والضرر الجيني وضرر على جهاز المناعة.[٣]
يضر ثقب الأوزون بكل ما هو موجود على سطح الأرض عامة، ويؤثر على جميع الكائنات الحية، وفيما يأتي أبرز أضراره التي قد يهمك معرفتها:[٤]
- الضرر بصحة الإنسان: إن استنفاد طبقة الأوزون سيعرّض الإنسان إلى كمية عالية من الأشعة فوق البنفسجية ما يتسبب بمرض سرطان الجلد وحروق الشمس وإضعاف جهاز المناعة، ويؤدي إلى الشيخوخة المبكرة.
- دمار البيئة: إن تعرّض المحاصيل الزراعية المُفرط للأشعة فوق البنفسجية يؤدي إلى ضرر كبير في نموها وتمثيلها الضوئي وإزهارها، وتشمل المحاصيل الأكثر تأثرًا الشعير والقمح والذرة والشوفان، بالإضافة إلى الأرز والبروكلي والطماطم والقرنبيط وغيرها، كما أن الغابات هي مَن تتحمل العبء الأكبر لاستنفاد طبقة الأوزون.
- تهديد الحياة البحرية: تتأثر الأحياء البحرية باستنفاد طبقة الأوزون، وخصوصًا العوالق ما يهدد السلسلة الغذائية المائية، كما يمكن أن تقلل الأشعة فوق البنفسجية من ثروة الصيادين مع العلم أن هناك الكثير من الأنواع البحرية التي تأثرت في مراحلها المبكرة بسبب التعرّض لهذه الأشعة.
- التأثير على الحيوانات: يمكن أن تصاب الحيوانات أيضًا بأضرار في العين وبسرطان الجلد؛ بسبب الأشعة فوق البنفسجية، فهذه الأمراض لا تقتصر على الإنسان فحسب.
بروتوكول مونتريال لاستعادة طبقة الأوزون
اتضح استنفاد طبقة الأوزون فوق القارة القطبية الجنوبية عام 1985م ولم يستغرق المجتمع الدولي وقتًا طويلًا بعدها للتوصل إلى اتفاق على ما يجب القيام به، ولو لم يتم تدارك الأمر بسرعة كانت ستتراكم المواد الكيميائية في الغلاف الجوي ما يزيد من حجم ثقب الأوزون في أنتاركتيكا وزيادة ترققها في مكان آخر، وكانت ستشهد المناطق المأهولة في الجنوب مثل نيوزيلندا وأستراليا، وفي الشمال زيادة كبيرة في التعرّض للأشعة فوق البنفسجية، وفي عام 1987م وقعت اتفاقية دولية اسمها بروتوكول مونتريال والتي دخلت حيّز التنفيذ في عام 1989م.[١]
حدّدت هذه الاتفاقية المواعيد النهائية للحدّ من إنتاج واستخدام المواد المستنفدة لطبقة الأوزون والقضاء عليها كما أنها عزّزت البحث والتطوير لإيجاد مواد كيميائية بديلة للاستخدامات التي وُضِعَت فيها مركبات الكربون الكلورية الفلورية، وتم التصديق على هذه الاتفاقية من قبل 195 دولة، ووُصفَت بأنها واحدة من أنجح المعاهدات الدولية وخفضت المعاهدة من خلال آلياتها انبعاثات المواد الكيميائية المؤثرة على طبقة الأوزون، وحسب التوقعات لن تتعافى طبقة الأوزون بشكل كامل إلا بحلول عام 2050 ميلاديًا على أقل تقدير.[١]
مَعْلومَة
أفاد باحثون من خدمة كوبرنيكوس لمراقبة الغلاف الجوي التابعة للاتحاد الأوروبي أن أكبر ثقب للأوزون الذي اكتشف فوق القطب الشمالي قد أغلق أخيرًا، حدث هذا بسبب محاصرة ظروف الرياح غير المعتادة الهواء المتجمد فوق القطب الشمالي لعدة أسابيع متتالية وهذه الرياح والمعروفة باسم الدوامة القطبية خلقت قفصًا دائريًا للهواء البارد أدى إلى تكوين سحب عالية الارتفاع في المنطقة.[٥]
ومن ناحية أخرى يتفاءل العلماء بشأن الثقب فوق القطب الجنوبي فوجد تقييم عام 2018م من قبل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن ثقب الأوزون الجنوبي يتقلّص بنسبة 1% إلى 3% كل عقد منذ عام 2000م، ومن المُحتمل أن يُغلق تمامًا في عام 2050م.[٥]
المراجع
- ^ أ ب ت "THE OZONE HOLE", discoveringantarctica, Retrieved 12-6-2020. Edited.
- ↑ "Ozone Depletion: Causes, Effects & Solutions", environmental-conscience, Retrieved 12-6-2020. Edited.
- ↑ "Ozone depletion", britannica, Retrieved 14-6-2020. Edited.
- ↑ "What is Ozone Layer?", conserve-energy-future, Retrieved 12-6-2020. Edited.
- ^ أ ب "North Pole’s Largest-ever Ozone Hole Finally Closes", scientificamerican, Retrieved 12-6-2020. Edited.