محتويات
الثوم
يعدّ الثوم Garlic من بين النباتات الحولية التي تنتمي إلى العائلة النرجسية، وتتميز بأن لها بصلة تنمو تحت الأرض، وهي تشبه في ذلك البصل والكراث، وتعتمد في زراعتها على التكاثر الخضري، وأوراقها شريطية، ولها رائحة قوية، ويزرع الثوم في أماكن مختلفة حول العالم، وتُمثل سيبيريا الموطن الأصلي لهذه العشبة، ولكن انتشر الثوم إلى أجزاء أخرى من العالم خلال أكثر من 5000 سنة، ولا يقتصر استخدامها كتوابل في المطبخ لتنكيه الطعام، بل لها استخدامات علاجيّة، بالإضافة إلى المجال التجميلي، ويمكن الاستفادة منها بصورته الاعتياديّة أو على شكل مسحوق، ويمكن استخدام زيتها أيضًا[١][٢]، ويمكن الحصول على الثوم من أسواق الخضراوات أو من الصيدليات على شكل حبوب ومكملات غذائية، لكن حبوب الثوم تتباين فيما بينها من ناحية كمية مادة الأليسين الموجودة فيها، ومن المعروف أنها المادة الفعالة الرئيسية في الثوم التي تمتاز بعدم استقرارها، وكثيرًا ما يطمح منتجو حبوب الثوم إلى خفض مستوى هذه المادة في منتجاتهم بهدف تخفيف حدة الرائحة الكريهة للثوم، وهذا سيؤدي بالطبع إلى خفض الفائدة والقيمة الغذائية له[٣].
فوائد حبوب الثوم
تتعدد الفوائد الصحيّة لحبوب الثوم، ويُذكر منها ما يلي:[٤]
- تقوية جهاز المناعة: يحتوي الثوم على مضادات الأكسدة القوية، وقد ثبت أنَّ استخدام الثوم بانتظام يُقلل من مدة نزلات البرد، ويُساعد الجسم على محاربة العديد من الأمراض.
- منع الإصابة بأمراض القلب: تمتاز حبوب الثوم بتأثيراتها الإيجابية على القلب والدورة الدموية، وفي هذا الصدد ذكرت الأبحاث أنَّ الثوم يساعد على خفض مستويات الكوليسترول في الجسم، ويُحقق انتظام مستويات ضغط الدم، ويُقلل من تراكم البلاك في الشريان والأوردة، وهو حالة تعرف باسم تصلب الشرايين التي تقلل من خطر الإصابة بالنوبة القلبية، أو السكتة الدماغية.
- مكافحة البكتيريا: يُعد الثوم مضادًا حيويًا طبيعيًا قويًا، ويُذكر أنَّ مكملات الثوم تحارب الالتهابات البكتيرية والفطرية.
- تعزيز صحة الجلد: ثبت أنَّ الخصائص المضادة للبكتيريا في الثوم تكافح حب الشباب، وتُساعد على تفتيح لون البشرة عامة.
- زيادة الأداء البدني: يُذكر أنَّ الرياضيين في اليونان القديمة استخدموا الثوم قبل المسابقات الرياضية؛ وذلك لتحسين آدائهم في عروضهم الرياضية، وتمنح حبوب الثوم فوائد مماثلة للجسم؛ إذ تزيد من تدفق الدم والطاقة، وهي بذلك من الأمور المماثلة للأشخاص الذين يحتاجون لتقديم مستويات عالية من الأداء.
- علاج القلاع: يُعد القلاع أحد أنواع عدوى الخميرة، ويُعرف باسم داء المبيضات، وهو من أنواع عدوى الخميرة المهبلية، ولكنْ ثبت أنَّ العديد من المركبات المتوافرة في الثوم تساعد على محاربة هذا النوع من العدوى.
- الحد من خطر الإصابة بهشاشة العظام: يساعد الثوم على مكافحة نقص الإستروجين وهو أحد الأسباب الشائعة لفقدان العظام خاصة لدى النساء الكبيرات في السن؛ بحيث يعمل على حفظ المعادن الأساسية في العظام، وتساعد حبوب الثوم على تقوية العظام مع التقدم في العمر.
فوائد الثوم الصحية
يبتعد البعض عن تناول الثوم بسبب الرائحة المنفرة التي يسببها للفم والنفس، لكن أكله يمكن يُحسّن من رائحة جسم الرجل وليس العكس وفقًا لإحدى الدراسات التي أجراها علماء من إسكتلندا والتشيك[٥]، ومع التطور التكنولوجي والصّحي صُنّعت كبسولات أو مكملات طبيّة تحتوي على مستخلصات الثوم للحصول على فوائده دون رائحته، وقد أثبتت الدراسات أن تناول الثوم بكافة أشكاله يمكن أن يعالج ارتفاع ضغط الدم، وينشط الدورة الدموية، ويحافظ على سلامة القلب والأوعيّة الدمويّة، ويحسّن من مستوى آداء الكثير من أجهزة الجسم[٣]، ويمكن ذكر الكثير من فوائد الثوم المتعددة، وهي كالآتي:[٦]
- الوقاية من السرطان: تمتاز الخضروات التي تنتمي إلى الفصيلة الثومية وخاصة البصل والثوم بمحتواها الغني بمركبات الكبريت النشطة، والتي تمتاز بتأثيراتها على كلّ مرحلة من مراحل تكوين السرطان؛ إذ تُظهر العديد من الدراسات وجود علاقة قوية بين تناول الثوم وتقليل خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان وخاصة سرطان المعدة، وسرطان القولون، وسرطان المريء، وسرطان البنكرياس، وسرطان الثدي، سرطان الدماغ، وسرطان البروستاتا، وسرطان الرئة[٧].
- السيطرة على ارتفاع ضغط الدم: أظهرت العديد من الدراسات البحثية أنَّ عشبة الثوم تساعد في السيطرة على ارتفاع ضغط الدم؛ فهي بمثابة علاج مساعد للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع في ضغط الدم.
- منع تساقط الشعر: يُذكر أنّ الثوم علاج فعّال لمشكلة الصلع، ويُمكن استخدامه لعلاج الثعلبة، وهو أحد الأمراض الشائعة التي تُصيب الجلد، وتسبب تساقط الشعر من فروة الرأس، والوجه، وأماكن أخرى من الجسم، وفي هذا الصدد أظهرت إحدى الدراسات البحثية أنَّ تطبيق جل الثوم على فروة الرأس مرتين يوميًا لمدة ثلاثة أشهر يؤثر إيجابيًا على الأشخاص الذين يتناولون الكورتيكوستيرويدات لعلاج الثعلبة، كما يُمكن استخدام زيت جوز الهند الممزوج بالثوم كعلاج مستقل لتساقط الشعر؛ فهو يُقلل من خطر امتصاص الكورتيكوستيرويدات الضارة في الجلد.
- الوقاية من مرض الزهايمر والخرف: يحتوي الثوم على العديد من مضادات الأكسدة التي تحمي الجسم من تأثيرات الأكسدة التي تسهم في الإصابة بالعديد من الأمراض العقلية، وخاصة الزهايمر والخرف، ويُعد مرض الزهايمر أحد أشكال الخرف الذي يسلب المريض القدرة على التفكير بوضوح، ويُعيق آداء المهام اليومية، ويُمكن علاج هذا المرض من خلال استخدام مستخلص الثوم.
- إزالة السموم من المعادن الثقيلة في الجسم: وقد تبيّن أنَّ مركبات الكبريت المتواجدة في الثوم تحمي الأعضاء من سموم المعادن الثقيلة، فقد أظهرت إحدى الدراسات أنَّ الثوم يخفض مستويات الرصاص في الدم بنسبة تصل إلى 19%، كما يقلل من علامات التسمم السريرية، بما في ذلك الصداع، وضغط الدم.[٨]
- يستخدم لعلاج الكثير من أمراض الكلى المزمنة بفضل احتوائه على مادة الأليسين[٩].
- يطهّر المعدة والأمعاء من الجراثيم والبكتيريا الضارّة والديدان[٧].
- يحتوي الثوم على مضادات الأكسدة التي تقاوم الشيخوخة، وتؤخر ظهور التجاعيد والخطوط الدقيقة في البشرة، ويزود الجلد بالترطيب الذي يكسبه النعومة والحيوية، ويستخدم في علاج الصدفية والالتهابات الفطرية، بالإضافة إلى حماية الجلد من أشعة الشمس الضارة[١٠].
- يقلل من مستوى الكوليسترول الضار في الدم ودهون الدم، مما يحافظ على سلامة القلب ويمنع تراكمها في الأوعية الدموية، مما يقلل من خطر الاصابة بتصلّب الشرايين[٧].
- يعمل كواقٍ من الجلطات الدماغية والقلبية؛ لأنه يحتوي على خصائص تميع الدّم، وتمنع تخثره، وتزيد من سيولته[١١].
- يحمي الثوم من مشكلات الكبد الناجمة عن شرب المشروبات الكحولية وفقًا لإحدى الدراسات التي أجريت في الصين[٧].
فوائد الثوم للرجال
يُمكنك الاستفادة من تناول الثوم بهدف تحسين التروية الدموية في جسمك، والوقاية من تضخم البروستاتا، وتقوية الانتصاب، وتقوية الآداء الرياضي عمومًا كما ورد مسبقًا، ومن الجدير بالذكر أنه توجد الكثير من الدراسات التي أكدت وجود فائدة للثوم فيما يخص تحسين الآداء الرياضي، لكن للأسف فإن معظم هذه الدراسات قد أجريت على الفئران والقوارض وليس على البشر، كما أن إحدى الدراسات التي أجريت على بعض ممارسي رياضة قيادة الدراجات الهوائية لم تتوصل إلى فائدة للثوم في تقوية الآداء الرياضي، لكنه يبقى في النهاية من الوسائل الطبيعية التي يُمكنك اللجوء إليها بهدف تقوية الجهاز المناعي لديك[١٢]، من جهة أخرى وجد أن الثوم يعالج تضخّم البروستاتا ويقلل خطر الإصابة بسرطان البروستاتا[١٣]، ويزيد من قوة الانتصاب، إذ إنه يزيد تدفق الدم نحو القضيب والخصيتين[١٤].
أضرار الثوم
على الرغم من عدد الفوائد الكبير للثوم، إلا أن الخبراء ينوهون إلى وجود بعض الأعراض الجانبية السيئة التي يجب أخذها في عين الاعتبار عند الرغبة بتناول الكثير من الثوم لأغراض علاجية؛ فمن المعروف مثلًا أن للثوم رائحة سيئة، كما قد يتسبب بحدوث حرقة واضطرابات في المعدة لدى البعض، خاصة عند تناول الثوم النيء، وقد يُعاني البعض كذلك من ردة فعل تحسسية قوية بسبب الثوم أحيانًا، ومن الجدير بالذكر أن للثوم مقدرة على تمييع الدم وزيادة خطر الإصابة بالنزيف، وهذا يعني ضرورة تجنب إعطاء الثوم للأفراد الذين يدامون على أخذ الأدوية المميعة للدم؛ كدواء الوارفارين مثلًا، كما قد يتداخل الثوم سلبًا مع أنواع أخرى من الأدوية؛ خاصة تلك المستخدمة لعلاج فيروس نقص المناعة البشري، وعلى أي حال يبقى الثوم من بين أصناف الأعشاب أو النباتات التي لا تُسبب مشكلات عند معظم الناس عند تناوله بكميات متوازنة[١٥].
القيمة الغذائية في الثوم
يمتاز الثوم بمحتواه الغني بالعديد من العناصر الغذائية الضرورية للجسم؛ إذ يحتوي الثوم على كميات جيدة من الكالسيوم، والنحاس، والبوتاسيوم، والفوسفور، والحديد، وفيتامين ب، هذا بالإضافة إلى احتوائه على كميات ضئيلة من العناصر الغذائية الأخرى، ولكنَّه منخفض السعرات الحرارية؛ إذ يوفر كلّ غرام من الثوم العناصر الغذائية التالية:[٨]
العنصر الغذائي | قيمته |
---|---|
المنغنيز | 2%. |
فيتامين (ب6) | 2%. |
فيتامين (ج) | 1%. |
السيلينيوم | 1% |
الألياف | 0.06 غرام |
الطاقة | 4.5 سعر حراري |
البروتين | 0.2 غرام |
الكربوهيدرات | 1 غرام |
تاريخ استخدام الثوم
دأب الناس بمختلف طوائفهم وخلفياتهم العرقية على استخدام الثوم منذ آلاف السنين، وبات بعض الخبراء يتحدثون عن وجود أدلة تشير إلى شيوع استخدام الثوم خلال فترة بناء الأهرامات المصرية، أيّ قبل أكثر من 5 آلاف سنة تقريبًا، ولقد تحدث بعض الباحثين كذلك عن أن أبقراط قد وصف الثوم لعلاج الكثير من المشكلات والأمراض الصحية أثناء فترة حياته الممتدة من 460-370 قبل الميلاد، وقد تحدث عن إمكانية استخدام الثوم لعلاج الطفيليات، وسوء الهضم، والتعب، وبعض المشكلات التنفسية، ومن المثير للاهتمام أن الثوم كان أحد المكملات الغذائية التي كان يستعين بها الرياضيون الذين شاركوا في أولمبياد اليونان القديمة، وقد وصلت سمعة الثوم من مصر القديمة إلى الهند والصين بعد ذلك، ويشير بعض الباحثين إلى اعتبار الثوم من بين الأطعمة المثيرة للرغبة الجنسية عند الهنود القدماء، لكن الطبقة العليا في المجتمع الهندي كانت تتجنب تناول الثوم بسبب رائحته القوية، وعلى أي حال، جلب الفرنسيون والبرتغاليون والإسبان الثوم إلى العالم الجديد وراء البحار، وقد ساد استعماله في الشرق الأوسط، وشرق أسيا، ونيبال لأغراض طبية وعلاجية كثيرة، منها؛ علاج التهاب الشعب الهوائية، والسلّ، والمغص، ومرض السكري، والحمى، ومشكلات الكبد أيضًا[٧].
المراجع
- ↑ "Garlic", Encyclopaedia Britannica,17-10-2019، Retrieved 30-10-2019. Edited.
- ↑ "GARLIC", .webmd, Retrieved 21-10-2019. Edited.
- ^ أ ب Cerner Multum (4-3-2019), "Garlic"، Drugs, Retrieved 30-10-2019. Edited.
- ↑ John Staughton (16-7-2019), "What Are Garlic Pills"، .organicfacts, Retrieved 1-12-2019. Edited.
- ↑ Robert Burriss Ph.D. (12-11-2015), "Eating Garlic Makes Men Smell More Attractive"، Psychology Today, Retrieved 30-10-2019. Edited.
- ↑ Dr. Josh Axe (28-8-2019), "7 Raw Garlic Benefits for Fighting Disease"، .draxe, Retrieved 1-12-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج Natalie Butler, RD, LD (18-8-2017), "What are the benefits of garlic?"، Medical News Today, Retrieved 30-10-2019. Edited.
- ^ أ ب Joe Leech (28-6-2018), "11 Proven Health Benefits of Garlic"، .healthline, Retrieved 1-12-2019. Edited.
- ↑ Ehécatl Miguel Ángel García Trejo, Abraham Said Arellano Buendía, Omegar Sánchez Reyes, et al (9-2017), "The Beneficial Effects of Allicin in Chronic Kidney Disease Are Comparable to Losartan", International journal of molecular sciences, Issue 9, Folder 18, Page 1980. Edited.
- ↑ Nader Pazyar and Amir Feily (31-1-2011), "Garlic in dermatology", Dermatology reports, Issue 1, Folder 3, Page e4. Edited.
- ↑ BC Mathew and RS Biju (2008), "Neuroprotective Effects of Garlic A Review", The Libyan journal of medicine, Issue 1, Folder 3, Page 23–33. Edited.
- ↑ Joe Leech, MS (28-6-2018), "11 Proven Health Benefits of Garlic"، Healthline, Retrieved 30-10-2019. Edited.
- ↑ Devrim E and Durak I (11-2007), "Is garlic a promising food for benign prostatic hyperplasia and prostate cancer?", Molecular nutrition & food research, Issue 11, Folder 51, Page 1319-23. Edited.
- ↑ "Foods to Help Erectile Dysfunction ", webmd, Retrieved 31-10-2019. Edited.
- ↑ "Garlic", National Center for Complementary and Integrative Health (NCCIH),30-11-2016، Retrieved 30-10-2019. Edited.