محتويات
كم يبلغ عدد المسلمين في بورما؟
تُشكّل نسبة المسلمين الموجودين في بورما من الروهينجا حوالي 2.3% من عدد السكان، فمن بين سكان البلاد البالغ عددهم 51 مليون نسمة يبلغ عدد المسلمين حوالي 1,147,495 نسمة وهناك حوالي 1.2 مليون مسلم من الروهينجا مسجلون على أنهم بنغال؛ لأنه لا يسمح لهم بالتسجيل على أنهم روهينجا، فالعدد غير الرسمي للمسلمين في بورما يصل إلى 2.35 مليون نسمة أي 4.61% من عدد سكان البلاد، ولكن يقول المحللون والهيئات الإسلامية أن عدد المسلمين في بورما هو أكثر من ذلك وقدروا أنه يتراوح من 4 إلى 10% من سكان البلاد.[١]
كما أن غالبية هؤلاء المسلمين هم من السنّة، وأكبر تجمّع لهم في بورما هو ولاية راخين وتسمى أيضًا أراكان، وهناك عدد من تجمعات المسلمين في بورما ولكن لا ينتمي جميعهم لنفس الخلفيات الثقافية والعرقيّة، وينقسم المسلمون الموجودون في أراكان إلى قسمين، القسم الأول هم المسلمون الذين كان آباؤهم موجودين منذ مئات السنين في المنطقة، والقسم الآخر هم الذين وصلوا للمنطقة خلال فترة الاستعمار البريطاني ما بين عامي 1824- 1948.
وغالبيّة المسلمين الموجودين في أراكان يطلق عليهم اسم "الرّوهينجا" نسبة إلى لغتهم الرّوهينجا التي هي اللغة البنغاليّة وتشبه اللهجة الشيتاجونيّة المستخدمة في بنغلاديش، ويَعتبر هؤلاء أنفسهم من السكان الأصليين في المنطقة، بينما تعتبرهم الحكومة البورمية والقوميين البوذيين بأنهم أحفاد الأشخاص الذين قَدَموا إلى بورما خلال فترة الاستعمار البريطاني، والمجموعة الأخرى من المسلمين الموجودين في أراكان لا يعتبرون أنفسهم من الرّوهينجا ويتحدثون لغة أراكان التي هي اللغة البورميّة ويعتبر هؤلاء أنفسهم بأنهم السكان الأصليين في المنطقة، أو ما يطلق عليهم مسلمي بورما أو مسلمي أراكان، ويتشابهون في عاداتهم مع البوذيين.[٢]
أوضاع المسلمين في بورما
يتعرّض المسلمون في بورما لأشد أنواع التعذيب والتقتيل والتهجير من بيوتهم، إذ ترتكب قوات الأمن في ميانمار انتهكات جَسيمة بحق المسلمين هناك، مما شكّل كارثة إنسانيّة وتَعدٍّ صارخ على حقوق الإنسان، إذ يتعرّض المسلمون في بورما لحملة تطهير عِرقي أدت إلى تهجير وفرار أكثر من 730 ألفًا مواطن من مسلمي بورما إلى المناطق المجاورة، حتى أن حكومة ميانمار لم تسمح للصحفيين والمحققين بالدخول إلى ولاية راخين، أراكان حتى لا يتم تسجيل الانتهاكات العسكريّة والجرائم الإنسانيّة التي تحدث هناك، ومن أهم الجرائم التي يتم ارتكابها في ميانمار هي القتل، والحرق المُتعمّد، والإخفاء القسري، والابتزاز، وتقييد التحركات، ونقص الغذاء والعلاج والموارد الصحيّة، والاختطاف، والعنف الجنسي ضد النساء والفتيات، وتدمير وحرق القرى التي يقطنها الرّوهينجا عدا عن التعرّض للتعذيب والاعتقال العشوائي على أيدي السلطات البورمية، وقد خيّرت سلطات ميانمار مسلمي الرّوهينجا ما بين الحصول على بطاقة التحقق الوطني التي تُصنّفهم على أنهم بلا جنسيّة أو مغادرة البلاد.
كما حرمت الحكومة البورمية الروهينجا من حق الحصول على الجنسية من خلال سياسة التهميش المنهجي والمؤسسي، الأمر الذي أدى إلى حرمانهم من حمل جنسية، وفي عام 2018 دمرت السلطات حوالي 34 قرية في ميانمار حرقًا، واستولت على عشرات القرى ودمرتها بالجرف بواسطة الجرافات، ولم تكتفِ بذلك بل طمست الأدلة على فعلتها، ومن ثم بنت السلطات القرى المُهدمة وعززتها بقوات أمنية، ومع كل ذلك ما زال يوجد حوالي 125 ألف معتقل من الروهينجا في معسكرات الاعتقال في ولاية راخين الوسطى واحتُجزوا منذ عام 2012، وفي عام 2018 أغلقت الحكومة المخيمات التي يقطنها الروهينجا وعزمت على تشييد مبانٍ دائمة عوضًا عنها لترسّخ الفصل العنصري وتزيد من حدّته وتحرمهم من حق العودة إلى المناطق الأصلية التي كانوا يقيمون فيها أو الانتقال إلى مكان آخر، وقد أصدرت الخارجيّة الأمريكيّة نتائج تحقيقها بشأن الانتهاكات ضد مسلمي بورما ولكن بهدوء وصمت شديدين لم تتوصل إلى أي استنتاجات قانونيّة بشأن الانتهاكات المُرتكبة.[٣]
قد يُهِمُّكَ: تاريخ الإسلام في بورما
كانت بداية المسلمين في ميانمار عندما نزلوا كبحّارة في دلتا نهر ميانمار في القرن التاسع قبل إنشاء إمبراطوريّة بورما، وانتشر الإسلام على نطاق واسع فيها، فالسكان المحليين من مسلمي بورما هم أحفاد العرب والفرس والأتراك والباكستانيين والهنود والعديد من المجموعات العرقيّة الموجودة هناك، واستقروا في المنطقة وتزاوجوا مع السكان المحليين، وزاد عدد السكان المسلمين في ميانمار بعد الاحتلال البريطاني للبلاد، ولكن انخفضت أعدادهم في السنوات التي تلَت عام 1941 بسبب اتفاقية الهجرة المُوقعة بين الهند والبورمان، ومن ثم توقفت زيادتهم رسميًا بعد استقلال البلاد في 4 يناير من عام 1948.
وقد وصل المسلمون إلى بورما كرحّالة وبحّارة وتجار عسكريين ومغامرين، ولكن أوائل المسلمين الذين وصلوا إلى هناك كانوا من الموظفين المَهرة والإداريين والمستشاريين الملكيين ورؤساء البلديات والأطباء، وقد لجأ العديد من هؤلاء إلى بورما نتيجة للعواصف الموسميّة وحوادث غرق السفن والحروب، وقد سُجل أول وجود للمسلمين هناك عام 860 بعد الميلاد، وقد فاق عدد المسلمين في تلك الفترة عدد السكان الأصليين في البلاد، وكان يُطلق عليهم اسم باثي، ومن ثم انتشر الإسلام والمسلمون هناك إلى أن بدأت حملات التطهير العرقي والقتل العشوائي لهم خوفًا من انتشار الدين الإسلامي في البلاد واعتناق السكان الأصليين له، فبدأت السلطات بحملاتها اللإنسانية ضد المسلمين هناك.[٤]
المراجع
- ↑ Kyaw Ye Lynn, "Census data shows Myanmar Muslim population has fallen", aa.com, Retrieved 3/1/2021. Edited.
- ↑ "Myanmar/Burma", minorityrights, Retrieved 3/1/2021. Edited.
- ↑ "Myanmar", hrw, Retrieved 3/1/2021. Edited.
- ↑ "History of arrival of Islam in Burma Myanmar", muslimpopulation, Retrieved 3/1/2021. Edited.