محتويات
الإنتربول
تكتب بالإنجليزية interpol وتعني الشرطة الدولية، أما اسمها المختصر بالإنجليزية ICPO، وهي الأحرف الأولى من جملة المنظمة الدولية للشرطة الجنائية International Criminal Police Organization، وتعرف بأنها منظمة دولية تأسست سنة 191م جرّاء انعقاد أول مؤتمر للشرطة الدولية سنة 1914، ثم تحولت تدريجيًا إلى منظمة مستقلة، وقد بلغ عدد أعضائها إلى 190 دولة، ولديها مؤسسات ومكاتب إقليمية، وتتألف من الجمعية العامة، اللجنة التنفيذية، الأمانة العامة، المكاتب الوطنية المركزية، والمستشارين، وسنتحدث في هذا المقال حول تاريخ المنظمة، ومقرّها علمًا بأنه شهد عدة انتقالات، بالإضافة إلى مهامها وأهميتها.[١][٢]
مقر الإنتربول
يقع الإنتربول في مدينة ليون الفرنسية، ولمن لا يعرف ليون فهي عاصمة إقليم الرون، وثاني أهم مدينة في البلاد وثالث أكبر مدينة تبعًا للكثافة السكانية بعد باريس ومارسيليا، موقعها استراتيجي جنوب شرق البلاد عند التقاء نهر الرون والسون، تتربع على مساحة جغرافية قدرها 48 كيلومترًا مربعًا دون الضواحي، تبعد عن العاصمة 470 كيلومترًا، مناخها محيطي وشبه مداري أي أن صيفها دافئ وشتاؤها بارد. تعد مدينة ليون ثاني أقدم موقع أثري رومانيّ بعد روما، تضم الكثير من المتاحف مثل متحف الحضارة الرومانية الفرنسية، متحف المنسوجات، متحف الفنون الجميلة وهو نسخة مصغر عن متحف اللوفر، بالإضافة إلى بيت الأوبرا، المسرح الرماني، كنيسة القديس نايزيز وساحة تيربوكس، ناهيك عن الحديقة النباتية التي تعد الأكبر على مستوى العالم.[٣]
تاريخ الإنتربول
عقد أول مؤتمر للإنتربول في مدينة موناكو الفرنسية سنة 1914، جمع بين عدد من الضباط ورجال القانون والقضاء من 24 بلدًا، وكان الهدف هو بحث إجراءات التحقيق والتوقيف وتوثيق سجلات المجرمين الدوليين وماهية المساطر القانونية لإجراءات تسليمهم، وفي عام 1923 بادر رئيس شرطة فيينا آنذاك يوهانش شوبر بإنشاء لجنة دولية للشرطة الجنائية برئاسته، واختيرت فيينا مقرًا لها، وقد أصدرت أول نشراتها في ما يتعلق بالمطلوبين الدوليين. عام 1926 بادرت الجمعية العامة في برلين إلى دعوة الدول الأعضاء لإنشاء مكاتب للتواصل، تلاها قرار إنشاء مكاتب مركزية وطنية عام 1927م، وتوالت بعدها المبادرات فأنشئت مكاتب وأقسام خاصة لمتابعة القضايا الكبرى كتزوير جوازات السفر والعملات عام 1930، وبعد وفاة شوبر سنة 1932 استحدث نظام بمنصب الأمين العام، وعُيّن مفوّض الشرطة النمساوي أوسكار دريسلر أول أمين عام للمنظمة، ثم أطلق في عهده شبكة خاصة بالاتصالات اللاسلكية المأمونة سنة 1935. بحلول عام 1938 شهدت المنظمة نقلة نوعية جرّاء سيطرة النازيين عليها، فتوقفت بلدان عديدة عن المشاركة في نشاطاتها، وعليه عاشت مرحلة من الهدوء إلى أن نقل مقرها إلى برلين عام 1942، ثم نقل المرة أخرى إلى باريس جرّاء جهود قادة بلجيكا لإعادة بناء المنظمة من جديد عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، وسميت إنتربول للمرة الأولى. عام 1949 منحت الأمم المتحدة منظمةَ الإنتربول مركزًا استشاريًا، ثم غُير اسمها ليصبح المنظمة الدولية للشرطة الجنائية عام 1956 بدلًا من اللجنة الدولية للشرطة الجنائية، واعتمدت قانون أساسي ينظم عملها كمؤسسة مستقلة تموّل من الدول الأعضاء والاستثمارات، فيما حصلت على اعتراف الأمم المتحدة سنة 1971، وأخيرًا نقل مقرها إلى مدينة فرنسية تدعى ليون.[١]
أهداف الإنتربول
تهدف المنظمة إلى تحقيق أمور عديدة على المستوى العالمي، ومن أبرزها ما يأتي:[٤]
- تنمية التعاون المتبادل على نطاق واسع بين سلطات الشرطة الجنائية كافة، وذلك في إطار القوانين السارية في مختلف البلدان وبرج الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
- إنشاء مؤسسات جديدة مع تنمية المؤسسات الحالية لتساهم مساهمًة فعالة في الوقاية من جرائم القانون العام لمنع وقوعها، أومكافحتها بعد وقوعها.
- دعم وإسناد دور الشرطة في مكافحة أي إجرام عابر للحدود والقارات، علمًا بأن دور المنظمة محظور في الشؤون السياسية، أو العسكرية، أو الدينية، أو العنصرية على حدٍ سواء.
- الحد من الجرائم الدولية وكشف ما هو واقع منها، ومن الأمثلة على الجرائم التي تكافحها المنظمة حاليًا ما يأتي: المنظمات الإجرامية والمخدرات، الإجرام المالي المرتبط بالتكنولوجيا المتقدمة، أي خلل يتعلق بالأمن العام والإرهاب، تجارة الأعضاء البشرية، متابعة الهاربين من العدالة.
أهمية وجود الإنتربول
ينبغي التنويه بدايًة إلى أن إجراءات الاعتقال خارج صلاحيات المنظمة، لأن دورها يتمثل في المكافحة بالدجرة الاولى، وتكمن أهميتها في ما يأتي:[٥]
- الاعتماد عليها كجهة اتصال إدارية بين جهات تنفيذ القانون في مختلف الدول الأعضاء، وهو ما يوفر الاتصال والمساعدة في قواعد البيانات مما يساعد في مكافحة الجريمية دوليًا، لا سيما وأن الاختلاف الثقافي واللغوي والبيروقراطي قد يحول دون العمل المشترك.
- تتبع المجرمين واتجاهاتهم في جميع أنحاء العالم كونها تحتفظ بمجموعة من بصمات الأصابع، وأسماء المطلوبين وعينات 5-5 من الحمض النووي، بالإضافة إلى وثائق السفر، وعليه فإنها تحلل هذه البيانات وتصدر معلومات عن المجرمين وجرائمهم.
- إتاحة شبكة اتصالات عالمية آمنة لعملائها والدول الأعضاء، وهو ما يوفر لهم فرصة الاتصال المتبادل في أي وقت ويضمن وصولًا ثابتًا إلى قواعد بيانات المنظمة.
- إمكانية إرسال فريق استجابة للحوادث يقدم خبراته في سبيل تحديد هوية المشتبه بهم، مع نشر المعلومات لأجهزة تنفيذ القانون في الدولة الأخرى، وهذا يمكنهم من تنسيق الأجهزة المعنية بالقضية بناءًا على طلب السلطات المحلية.
- تنبيه أجهزة الشرطة في أنحاء العالم كافة بسرعة خيالية إزاء أي قضية معينة، أو حالة يشتبه في نظامها الخاص، وذلك من خلال الإشعارات الدولية، علمًا أن كل إشعار يضم معلومات ذات صلة لمساعدة السلطات المختصة بالتعامل مع القضية، ويرمز لكل إشعار بألوان مختلفة.
المراجع
- ^ أ ب "الإنتربول.. شرطة تعبر الحدود"، الجزيرة، 11-6-2015، اطّلع عليه بتاريخ 15-5-2019. بتصرّف.
- ↑ "تعريف الأنتربول ومهامه"، yabeyrouth، اطّلع عليه بتاريخ 15-5-2019. بتصرّف.
- ↑ "ليون"، الجزيرة، 14-12-2014، اطّلع عليه بتاريخ 15-5-2019. بتصرّف.
- ↑ الدكتور حنا عيسى (25-6-2013)، "الانتربول: تعريفه ، أهدافه ، رؤيته وإستراتيجيته إعداد: الدكتور حنا عيسى"، دنيا الوطن، اطّلع عليه بتاريخ 15-5-2019. بتصرّف.
- ↑ "صلاحيات الانتربول الدولي"، المرسال، 3-10-2018، اطّلع عليه بتاريخ 15-5-2019. بتصرّف.