محتويات
أسباب حدوث الزلازل
تنتج الزلازل من الحركات الباطنية الطبيعية التي تحدث داخل الأرض، وهي عبارة عن سلسلة من الاهتزازات والرجّات التي تصيب قشرة الأرض وتسبّب اختلافًا مؤثرًا في معالمها، وتعدّ الزلازل من الكوارث الكبيرة والتحديات الصعبة التي يواجهها الإنسان على وجه البسيطة، لما تتسبب فيه من دمار للأبنية والشوارع والجسور والبينة التحتية عدا عما تخلفه من ضحايا بشرية وحيوانية وخسائر اقتصادية وزراعية فادحة تثقل كاهل الدول[١]، وتشير إحدى الدراسات الحديثة أنّ التباطؤ في سرعة دوران الأرض يمكن أن يؤدي إلى نشاط زلزالي شديد نتيجة إسهامه بإطلاق كميات هائلة من الطاقة تحت الأرض، ويحذر المختصون في هذه المجال من أنّ تزايد حدوث الزلازل خلال الأعوام القادمة نتيجة للتباطؤ الملحوظ على حركة الأرض[٢].
تُعد حركات الصفائح التكتونية السبب الرئيسي لغالبية الزلازل التي تحدث، إذ يتكون مركز الأرض من معدنين أساسيين، هما؛ الحديد والنيكل، وهذه الطبقة الصلبة من كلا المعدنين ذات درجة الحرارة العالية جدًا ينتج عنها طاقة هائلة تبقى مخزنة في القلب الداخلي للأرض مسببةً حالة من عدم التجانس بين الطبقات، الأمر الذي يجعل الطبقة تحاول التخلّص من الحرارة، وذلك بأن تنتقل إلى الطبقات الأعلى، وتتسبب خاصية الجذب بصعود هذه الحرارة إلى مناطق أخرى، وهذا الإفراج المفاجئ للطاقة والحرارة يُحدث تصدّعات عظيمة للصخور وانزلاقًا متتاليًا داخل القشرة الأرضية يمتد مباشرة إلى الطبقة الخارجية، عندها تنفجر الصفائح فجأة بسرعات فوق صوتية مما يؤدي إلى إطلاق الضغط المكبوت الذي يتحرك للخارج في جميع الاتجاهات.
وأما السبب الآخر الذي يؤثر في حدوث الزلازل هو الانفجارات البركانية الكبيرة التي يرافقها زلازل وهزات عنيفة، ويطلق على النقطة التي تنطلق منها الهزات بمركز الانفجار النووي، وأما السبب الثالث في حدوث الزلازل فهو العامل البشري والناتج عن التفجيرات النووية الكبيرة التي تنفذها الدول في مختلف مناطق العالم، والاختلال الذي يصيب باطن الأرض نتيجة للسحب الكثيف والمستمر للنفط، والذي يسبب حالة من عدم التوازن الصخري[٣].
أنواع الزلازل وتصنيفاتها
للزلازل تصنيفات متعددة، إذ يمكن تصنيفها حسب أسباب حدوثها أو تبعًا لموقع حدوثها بالنسبة للصفيحة التكتونية أو بمقدار بُعدها عن مركز الزلزال، وتندرج تحت كل تصنيف أنواع مختلفة من الزلازل، فيما يأتي إجمالها:
- تُقسم الزلازل من حيث مسبباتها لثلاثة أقسام، هي[٤]:
- الزلازل البركانية: وهي الزلازل التي تصاحب الانفجار البركاني.
- الزلازل التكتونية: وهي التي تنتج بسبب التصدعات والانزلاقات الصخرية.
- الزلازل النووية والكيميائية: وهي التي تحدث بفعل النشاطات النووية والكيميائية التي ينفذها البشر والتي تتسبب بانهيار الكهوف والمناجم تحت الأرض.
- تصنّف الزلازل من حيث موقع الحدوث لنوعين[٥]:
- زلازل خارجية (Interplate): وهي الزلازل التي تحدث خارج الصفائح الصخرية التكتونيّة، وهي سلسلة الزلازل التي تحدث على مستوى اللحظة وفي مناطق الكرة الأرضية، ولكنها عبارة عن هزات خفيفة لا يشعر بها الإنسان.
- زلازل داخلية (Intraplate): وهي الزلازل التي تحدث داخل الصفائح الصخرية التكتونيّة، وهي الزلازل الأخطر والأشد فتكًا بالأرض، وتختلف قوتها من منطقة إلى أخرى.
- تُصنّف الزلازل حسب عُمق البؤرة أو مركز الزلزال لثلاثة أنواع[٦]:
- الزلازل الخفيفة الضحلة (shallow): وهي الزلازل التي تنشأ على عُمق يتراوح بين صفر وسبعين كيلو متر تقريبًا.
- الزلازل المتوسطة (intermediate): وهي الزلازل التي تنشأ على عُمق ثلاثمائة كيلو متر ولا يقل عن سبعين كيلو متر.
- الزلازل العميقة (deep): وهي الزلازل البعيدة والتي تنشأ على مسافات أعمق وتصل إلى سبعمائة كيلو متر.
مقياس الزلازل ودرجاتها
يستخدم جهاز السيسموغراف في قياس قوة الزلازل، ويُسجل الاهتزازات والذبذبات الزلزالية، وقد اخترع هذا الجهاز العالم الأمريكي ريشتر، أما درجات القياس فهي من واحد إلى عشرة تبعًا لقوة الزلزال، وكما يأتي[٧]:
- الدرجات الخفيفة: وهي من فئتيّ (minor أو micro) والتي لا تحدث أضرارًا، ويكاد لا يُشعر بها، وهي من واحد إلى أربعة.
- الدرجات المتوسطة: وهي من فئتيّ (moderate أو light) والتي قد تنذر بقدوم زلزال أكبر، وقد تلحق بعض الأضرار على الأبنية والمناطق الآيلة للسقوط، ودرجاتها من أربعة إلى ستة.
- الدرجات القوية والقصوى: وهي من الفئات (great أو major أو strong) وهي من سبعة إلى عشرة، وهي الزلازل التي عادة ما تسبب كوارث كبيرة وخسائر فادحة.
أقوى الزلازل في التاريخ
- يُعد زلزال فالديفيا الذي حدث عام 1960 في تشيلي، أقوى زلزال مسجل في التاريخ؛ إذ بلغت قوته 9.5 على مقياس ريختر، أي ما يساوي القوة الناجمة عن انفجار ألف قنبلة ذرية في آنٍ واحد، وبالرغم من القوة الهائلة والخسائر المادية الفادحة التي بلغت 550 مليون دولار، لم يمت إلا 6 آلاف شخص بسبب الزلزال، وهو رقم صغير مقارنةً بقوة الزلزال غير المسبوقة[٨].
- زلزال الأمير وليام ساوند في ألاسكا الذي حدث عام 1964، والذي بلغت قوته 9.2 ريختر، وقد أودى التسونامي الناتج عنه بحياة 128 شخصًا، وتسبب في إجمالي خسائر بلغت 311 مليون دولار أمريكي، وتشير التقارير إلى أن الزلزال استمر ثلاث دقائق تقريبًا[٨].
- يعدّ زلزال شانكسي الأكثر فتكًا في تاريخ البشرية والمعروف أيضًا باسم زلزال جيا جينغ الكبير، لم يكن مجرد زلازل دموي فحسب، بل يعدّ أيضًا ثالث أكبر كارثة قاتلة في العصور كلها، وقد حدث الزلزال في مدينة شانكسي في الصين عام 1556، ودمر منطقة بلغت مساحتها 520 ميلًا، وقد أحدث الزلزال الذي بلغت قوته 8 ريختر كوارث عديدة، فتغيرت الجبال ومسارات الأنهار، وحدثت فيضانات هائلة، واشتعلت حرائق لعدة أيام، ودُمرت منطقة بعرض 840 كم (520 ميلًا)، وفي بعض المقاطعات قُتل ما يصل إلى 60٪ من السكان[٩].
- كان زلزال سومترا في إندونيسيا هو المسبب ببتسونامي الذي دمر المدينة عام 2004، وبلغت قوة الزلزال 9.1 إلى 9.3 ريختر، وتسبب بمقتل ما يقارب 227,900 ألف شخص، مع نزوح حوالي 1.7 مليون شخص إلى أربع عشرة دولة في جنوب آسيا وشرق أفريقيا، وسبب خسائر هائلة[٨].
- حدث زلزال حلب عام 1138 في سوريا، وقدرت قوته بـ 8.5 ريختر، ووفقًا للزلزال حُذّر سكان حلب وفروا إلى الريف قبل الزلزال الرئيسي، وبالرغم من ذلك كانت حصيلة القتلى مرتفعة والخسائر المادية كبيرة في مدن مختلفة[٩].
- شهدت مدينة تانغشان وهي مدينة صناعية في الصين عام 1976 زلزالًا مرعبًا تسبب بمقتل ما يقارب 255 ألف شخص، لكن عدد القتلى المقدر يصل إلى 655 ألف قتيل، كما سُجل 164ألف جريح، وقُدرت قوة الزلزال بـحوالي 8.2 ريختر، وبالرغم من أن المنطقة تعدّ من المناطق غير المعرضة لخطر الزلازل، إلا أن الزلزال الذي استمر لعدة ثوانٍ دمر المدينة وتسبّب بخسائر كبيرة فيها[٩].
نصائح هامة عند وقوع الزلازل
إن عدم القدرة على التنبؤ بالزلازل أمر مرعب، لكن مع قليل من الاستعداد يمكن تقليل النتائج المحتملة إذا وقعت زلازل كبيرة، وفيما يأتي بعض النصائح التي يجب اتباعها عند وقوع الزلازل[١٠]:
- إحمِ نفسك قدر المستطاع فإذا كنت داخل المنزل ابحث عن طاولة أو أي سطح مماثل وحاول الزحف باتجاهه والمكوث تحته لتحمي رأسك وعنقك ويديك حتى انتهاء الاهتزاز.
- بعد توقُّف الاهتزاز عليك أن تتوقع حدوث سلسلة أخرى من الزلازل الصغيرة وهي تُعرف باسم الهزات الارتدادية، وفي حالات نادرة قد يحدث زلزال ثانٍ أكبر من الزلزال الأول، في هذه الحالة يُطلق على الزلزال الأول اسم صدمة وعلى الزلزال الثاني اسم صدمة رئيسية، فعليك الحذر من ذلك.
- تحقق من خطوط الغاز والكهرباء وأوقف تشغيلها إذا كان يمكنك فعل ذلك بأمان سواء قبل وقوع الزلزال أو حتى بعد حدوثه.
- بعد انتهاء الاهتزاز، إذا كنت محاصرًا فحافظ على هدوئك، واحمِ فمك وأنفك وعينيك من الأتربة وحاول الاتصال أو إرسال رسالة نصية للمساعدة إذا كان ذلك ممكنًا.
- إذا كنت خارج المنزل فعليك البقاء في الخارج والابتعاد عن المباني وخطوط الطاقة، وإذا كنت تقود السيارة ابتعد عن الجسور أو أي مبنى آخر قد ينهار.
- إذا كنت في منطقة ساحلية عند وقوع زلزال قوي فعليك الوصول إلى أرض مرتفعة في أسرع وقت ممكن.
- بعد وقوع الزلزال لا تحاول إشعال النار فقد يوجد تسرُّب للغاز في المكان فيتسبب ذلك بإشعال النيران من حولك.
- تحقق من وقوع إصابات وذلك للتعامل معها فورًا.
المراجع
- ↑ Min Raj Lamsal (2017), "Siesmic Activity and its Periphery", The Himalayan Physics , Issue 6 & 7, Page 86-91. Edited.
- ↑ "Upsurge in big earthquakes predicted for 2018 as Earth rotation slows", theguardian, Retrieved 2019-10-23. Edited.
- ↑ "What is an Earthquake?", eartheclipse, Retrieved 2019-10-23. Edited.
- ↑ "Types of earthquakes", scecinfo.usc, Retrieved 2019-10-11. Edited.
- ↑ "Classification of Earthquakes", civildigital, Retrieved 2019-10-11. Edited.
- ↑ William Spence, Stuart A. Sipkin, and George L. Choy, "Determining the Depth of an Earthquake"، usgs, Retrieved 2019-10-11. Edited.
- ↑ John P. Rafferty , "Richter scale"، britannica, Retrieved 2019-10-11. Edited.
- ^ أ ب ت CAMPBELL PHILLIPS (2011-3-14), "Earthquakes: the 10 biggest in history"، australiangeographic, Retrieved 2019-10-11. Edited.
- ^ أ ب ت M. ÖZGÜR NEVRES (2017-6-14), "TOP 10 MOST POWERFUL EARTHQUAKES IN RECORDED HISTORY، ourplnt, Retrieved 2019-10-11. Edited.
- ↑ MAYA WEI-HAAS, "Earthquake safety tips"، nationalgeographic, Retrieved 2019-10-11. Edited.