ما سبب حدوث الزلازل

ما سبب حدوث الزلازل
ما سبب حدوث الزلازل

الزلازل

تعد الزلازل من الظواهر الطبيعية الفيزيائية التي تحدث في القشرة الأرضية ولا يمكن للعلم الإنساني منعها من الحدوث مطلقًا ولكن في المقابل فإن لأعمال الأنسان تأثيرًا مباشرًا على حدوثها، ويكون ذلك من خلال زيادة سخونة القشرة الأرضية نتيجة انبعاث عوادم السيارات، والحفر العميقة جدًا في الأرض للتنقيب واستخراج البترول، لكن من الممكن التخفيف من أضرار هذه الظاهرة وعلى وجه التحديد الأضرار البشرية من خلال التنبؤ بها علميًا وتحذير الناس من مدى خطورة الزلزال القادم، فليست جميعها مدمرة فالزلزال الذي تكون شدته أقل من 4 درجات على مقياس ريختر لا يمكن للإنسان أن يشعر به، أما في حال زادت درجته عن أربع درجات سيشعر به الإنسان حتمًا، وعندما يسجل 6 درجات على مقياس ريختر فإن آثاره ستكون مدمرة على البشر والحجر والشجر.[١][٢]


العوامل الطبيعية المسببة للزلازل

تنقسم الأسباب الطبيعية لحدوث الزلازل لسبيين أحدهما داخلي والآخر خارجي، وفيما يلي توضيح لهما:[٣]

  • السبب الداخلي: ويتمثل العامل الداخلي لحدوث الزلازل بازدياد الطاقة الحرارية والضغط في باطن الأرض وذلك يؤدي إلى انصهار المعادن والصخور في باطن الأرض ومن ثم تبدأ الطبقات الصخرية الداخلية بالتآكل والانصهار مما يحرك ذلك الطبقة السطحية للقشرة الأرضية، وبنفس الآلية تحدث البراكين ولكن دون حدوث تحرك في طبقة القشرة الأرضية السطحية، أو أنها تحدث نتيجة تجمع كميات كبيرة من الرسوبيات في القشرة العليا وتحرك القشرة الرسوبية وهذا بدوره يؤدي إلى زيادة الضغط على الطبقات الباطنية في الأرض فتحدث الزلازل.
  • السبب الخارجي: يتمثل العامل الخارجي بموقع الأرض بالنسبة للقمر والشمس وكواكب المجموعة الشمسية المجاورة، مثل: المريخ والزهرة والمشتري، وبمدى تأثير جاذبية كل منها على الأرض، والقمر يكون في أقرب مدى وأقصى تأثير على المسطحات المائية وقشرة الأرض في منتصف الشهر القمري حين يكون القمر بدرًا في السماء، ويكون لذلك تأثيرٌ على المد والجزر في السواحل البحرية، هذه العوامل كل منها على حدة أو كلها مجتمعة تُغير مركز كتلة الأرض وذلك يسبب اضطرابًا في توازن القشرة الأرضية، فتتحرك القشرة السطحية محدثة هزات ارتجاجية، إلا أن بعض العلماء توصلوا إلى أن تأثير جاذبية القمر وحركات المد والجزر قليل على حدوث الزلازل، وما زال ذلك العامل قيد الدراسة، إذ لا يوجد رابط مباشر بين الزلازل وتأثير جاذبية الشمس والقمر حتى الآن.[٤]


العوامل البشرية المسببة للزلازل

وتتمثل العوامل البشرية المؤدية لحدوث الزلازل على عدة نقاط، هي:[٥][١]

  • التأثير على المناخ وحرارة الأرض من خلال الانبعاثات الكربونية والمواد الكيميائية الأخرى الضارة الواصلة إلى الغلاف الجوي، كعوادم السيارات ودخان المصانع والحرائق وغيرها، إضافة إلى القطع الجائر لأشجار الغابات نتيجة التمدد العمراني باتجاهها أو بسبب التجارة بأخشابها أو بسبب استثمار أراضي الغابات، بالإضافة إلى محطات توليد الطاقة الحرارية، فلهذه الأمور جميعها أثر مباشر على المناخ وتفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري، مما يؤدي ذلك إلى تسخين الطبقة الخارجية لقشرة الأرض وارتفاع الطاقة الحرارية في باطنها، فيتسبب ذلك بتحرك صفائح القشرة الأرضية بحركات ارتجاجية كالزلزال.
  • حفر الأرض بحفر عميقة جدًا لغايات التنقيب واستخراج النفط، وهذا له تأثير مباشر على تحرك طبقات القشرة الأرضية بهزات ارتجاجية.
  • كثرة بناء السدود وإنشاء بحيرات ضخمة خلفها يؤدي إلى زيادة الضغط على طبقات القشرة الأرضية، وبالتالي نشوء الزلازل، بالإضافة إلى الانفجارات النووية التي تؤثر مباشرة على القشرة الأرضية.


تقليل آثار الزلازل

قد لا نملك القدرة على منع وقوع الزلازل، إلا أنه بمقدورنا الحد من الأضرار الناتجة عن هذه الكوارث الطبيعية بطرق عديدة بما في ذلك:[٦]

  • التعليم: واحدة من الطرق التي تساعد على التقليل من أعداد الوفيات والإصابات الناتجة عن الزلازل هي التعليم، فبعض المناطق المعرضة للزلازل، مثل اليابان، تمتلك بالفعل أنظمة تعليمية معمول بها من أجل أن يدرك السكان من جميع الأعمار كيف تنشأ الزلازل وما يجب فعله عندما تحل بمنطقة، وقد بينت دراسة أمريكية أن المناطق التي تمتلك أنظمة تعليمية للتعامل مع الكوارث تكون أكثر قدرة على مواجهتها، وأن التعليم لعب دورًا أكثر أهمية في نجاة الناس من التدابير الوقائية البدنية، فمن خلال إعداد البرامج التي تهدف إلى تثقيف المجتمع حول مخاطر الزلازل وكيفية الاستجابة معه عند وقوعه بإمكان الأمم إنقاذ الأرواح والتخفيف من آثار الكارثة.
  • أنظمة الإنذار المبكر: لولا نظام الإنذار المبكر في اليابان الذي أصدر تحذيرًا للناس قبل أقل من دقيقة من وقوع زلزال توهوكو، لكان الآلآف من الأشخاص قد ماتوا، وعلى الرغم من أنه ليس بمقدورنا التنبؤ بموعد وقوع الزلزال، ولكن بإمكاننا تطبيق أنظمة الإنذار المبكر التي بإمكانها اكتشاف موجات P الناتجة عن الزلزال، وتحذير السكان بالابتعاد عن الأبنية الطويلة غير المستقرة واتخاذ أماكن مناسبة لتفادي آثاره المدمرة، وموجات P هي نوع من الموجة الزلزالية وتصل قبل موجات S، وهذه الموجات الزلزالية التي تؤدي إلى اهتزاز الأرض وتسبب أكبر قدر من الضرر، وهذه الأنظمة لن تحذر الناس من حماية أنفسهم فحسب، بل بإمكانها كذلك تحذير المركبات المتحركة مثل القطارات لتجنب خروجها عن القضبان.
  • الهندسة: من الممكن أن تكلف الأضرار التي لحقت بالأبنية التي تسببها الزلازل ملايين الدولارات، ومن الممكن للأبنية المتهالكة أن تسحق الناس وتمزق خطوط الكهرباء أو الغاز مسببة حرائق، ولذلك أوجدت الهندسة العديد من تقنيات التصميم التي يمكن دمجها في الأبنية في المناطق المعرضة للزلازل من أجل جعلها أكثر مرونة ضد الزلازل، وأحد العوامل التي تؤثر على مدى قوة الهيكل، هو حجمه وشكله، فالأشكال مثل القباب والأهرامات لها قدرة على تحمل الموجات الزلزالية بصورة أكثر فعالية من المنشورات والمكعبات المستطيلة، والأبنية الطويلة والرفيعة تكون أكثر عرضة للكسر والدمار من الأبنية القصيرة والواسعة، ولذلك يجب أن تحتوي تصاميم الأبنية الطويلة على مرونة مناسبة تمكنها من امتصاص طاقة الزلازل، وتتضمن أساليب دمج المرونة عزل القواعد والأساسات، فهذه الطرق تقلل من كمية الطاقة التي تنتقل إلى الهيكل.
  • التخطيط: تمتلك بعض الدول المعرضة للزلازل خططًأ للمساعدة في التعافي من الزلزال في أسرع مدة ممكنة، وتركز هذه الاستراتيجيات على تقديم المساعدة للمحتاجين الفوريين واستعادة البنية التحتية الحيوية مثل الماء والكهرباء، إذ إن انتعاش المنطقة لن يذهب بعيدًا بوجود هذه الموارد، فمن خلال تقديم هذه الخطط تستطيع الدولة التي تتأثر بالزلازل على المضي قدمًا لإصلاح المدينة عوضًا عن إضاعة الوقت في تحديد كيفية إصلاح الكم الهائل من الأضرار الناتجة عن الكارثة، بالإضافة إلى تقليل الوفيات المستمرة بسبب نقص المياه النظيفة والمأوى.


المراجع

  1. ^ أ ب "Introduction", greentumble, Retrieved 2019-10-15. Edited.
  2. "Earthquake", britannica, Retrieved 4-11-2019. Edited.
  3. "Earthquake", britannica, Retrieved 2019-10-15. Edited.
  4. "Does the Moon’s Phase Cause Earthquakes?", smithsonianmag, Retrieved 4-11-2019. Edited.
  5. "How Humans Are Causing Deadly Earthquakes", nationalgeographic, Retrieved 2019-10-15. Edited.
  6. "HOW COULD WE REDUCE THE EFFECTS OF FUTURE EARTHQUAKES", earthquake-case-study, Retrieved 2019-10-15. Edited.

فيديو ذو صلة :