محتويات
الخريطة الذهنية
تعد الخريطة الذهنية هي طريقة رسومية لتمثيل الأفكار وبعض المفاهيم، وهي آداة التفكير البصري التي تساعد على هيكلة المعلومات وتحليل الأفكار الجديدة وفهمها وتوليفها واسترجاعها واستحداثها بصورة أفضل، والخريطة الذهنية هي عكس تدوين الملاحظات التقليدي وإنما تنظّم المعلومات والأفكار بطريقة تشبه طريقة تنظيم العقل إلى حدّ كبير، ونظرًا لأنها نشاط تحليلي وفني في نفس الوقت فإنها تشرك العقل بطريقة أكثر إثراءً وتساعد في الوظائف المعرفية لديه بالإضافة إلى أنها ممتعة.[١]
تشترك الخرائط الذهنية بهيكلها التنظيمي الذي يبدأ من المركز وينتشر منه، وتستخدم الخطوط والرموز والكلمات والألوان والصور وفقًا لمفاهيم بسيطة صديقة للدماغ، فتحوّل الخرائط الذهنية قائمة كبيرة من المعلومات الرتيبة إلى رسم بياني ملوّن ومنظّم بطريقة تجعله غير قابل للنسيان، ويتماشى مع طبيعة عقل الإنسان في التنظيم، ومن ميّزات الخرائط الذهنية أنها تمكنك من وضع أفكارك بأي ترتيب ولا داعٍ لإعادة ترتيبها لاحقًا، وعلى الرغم من أنه يمكن استخدام الورقة والقلم لرسم الخريطة الذهنية إلا أن التكنولوجيا وفّرت لك الكثير من البرامج التي تساعدك في هذه المهمة.[٢]
طريقة عمل خريطة ذهنية
توجد بعض الخطوات البسيطة والمتسلسلة لعمل خريطة ذهنية وهي:[٣]
- ابدأ بالمفهوم الرئيسي: حدد بدايةً الغرض الرئيسي من الخريطة الذهنية التي تنوي عملها واكتبه في منتصف الصفحة؛ لأن الخرائط الذهنية تبدأ من الداخل أو المركز وتتفرّع وتتوسع باتجاه الخارج، ففكرتك الأساسية هي الموضوع الرئيسي للرسم التخطيطي، وقد تكون فكرتك الأساسية إما مشكلة تريد أن تحلّها أو مشروع تقوم به يحتاج إلى العصف الذهني أو مفهوم صعب تحاول تعلّمه.
- أضف فروعًا إلى المفهوم الأساسي: بعد أن بدأت بالمفهوم الرئيسي لخريطتك الذهنية عليك أن تضيف فروعًا لها، وذلك بأن تحدد الموضوعات الفرعية الأساسية، وهذه الفروع ستساعدك في تنظيم المعلومات، ولا تتردد بتضمين بعض التفاصيل أو الكلمات الرئيسية والعبارات القصيرة فهي كافية في هذه المرحلة.
- استكشف المواضيع بإضافة المزيد من الفروع: بمجرد تحديد الموضوعات أو العناوين الرئيسية في موضوعك العام عليك أن تضيف عليه مزيدًا من المعلومات والتفاصيل لتضيف القيمة إلى موضوعك، واستمر بتنظيم هذه المعلومات وتأكد من أن تكون قريبة من الموضوع الأساسي، وبهذه المرحلة ستضع المعلومات والتفاصيل الأكثر تحديدًا على مسافة أبعد من المفهوم الرئيسي، وإذا كانت لديك تفاصيل أكثر استمر بتكرار هذه العملية ولا تترد بتوسيع خريطتك الذهنية مهما أمكن.
- أضف الصور والألوان: تحافظ الألوان على تنظيم الخريطة الذهنية وتجعلها أبسط فهمًا للدماغ، فاحرص على تلوين كل مستوى من المعلومات والتفاصيل بلون مختلف، كما أن استخدام الصور سيساعدك على تصور الأجزاء المختلفة من الخريطة الذهنية وحفظها بصورة أفضل، كما يمكنك استخدام الصور لربط الأشكال مع بعضها بدلًا من استخدام الشكل المربع.
فوائد استخدام الخريطة الذهنية
لاستخدام ورسم الخرائط الذهنية العديد من الميزات منها:[٤]
- القدرة الواسعة على التكيّف: يعمل دماغ الإنسان بنفس الطريقة التي تنمو بها الخريطة الذهنية، الأمر الذي يسمح باستخدام الخرائط الذهنية في الكثير من الأمور التي تنطوي على التعليم والتدريب وتدوين الملاحظات وإعداد ملخصات الكتب وتخطيط وتنظيم الأشياء والمهام وما إلى ذلك.
- إمكانية التحرير بسهولة: توفر الطريقة الذهنية آلية مريحة في تحرير وإضافة المعلومات والتفاصيل إليها، وهي أفضل من هذه الناحية بالمقارنة مع النصوص الخطية التقليدية سواء المكتوبة بخط اليد أو على جهاز الكمبيوتر، وتوفر الخريطة الذهنية إمكانية إضافة المعلومات في أيّ وقت لاحق بدلًا من إضافتها على النصوص في هوامش جانبية وبخطوط دقيقة وصغيرة وباستخدام الأسهم، الأمر الذي يشوّه النص ويجعله غير مريح للعين.
- تعزيز الذاكرة: نظرًا لإمكانية إدخال الصور والرموز والألوان على الخرائط الذهنية ستساعد هذه الآلية الدماغ في عملية التذكّر والحفظ بصورة أفضل.
- التركيز: تساعدك هيكلة الخرائط الذهنية في التركيز على الروابط والعلاقات بين الأفكار والمعلومات، وبهذه الطريقة ستحصل على معلومات شاملة بدلًا من الحقائق المتفرقة.
- معلومات موجزة: بما أن نصوص الخرائط الذهنية عبارة عن كلمات مفتاحية رئيسية وعبارات قصيرة فإنها ستساعدك كثيرًا في تكثيف المعلومات في دماغك، فمثلًا إذا استخدمت الخريطة الذهنية في موضوع ما تريد أن تمتحن به ستساعدك الخريطة الذهنية على تذكّر المعلومات بصورة أفضل مما لو تقرأها من الكتاب على شكل نص.
استخدامات الخريطة الذهنية
تساعد الخريطة الذهنية في الكثير من العمليات المعرفية كحلّ المشكلات واتخاذ القرارات وحتى في الأغراض الدراسية، وفيما يلي بعض استخدامات وأهداف الخرائط الذهنية:[٥]
- العصف الذهني: تعدّ الخريطة الذهنية أداة فعّالة في عملية العصف الذهني، إذ تساعد في التركيز على موضوع محدد والخروج بأفكار جديدة وربط هذه الأفكار مع بعضها البعض مما يحفّز على التفكير الإبداعي.
- حلّ المشكلات: يمكنك استخدام الخريطة الذهنية في حلّ المشاكل؛ لأنها تساعد على رؤية جميع القضايا النسبية وكيفية ارتباطها، وتساعد في الحصول عى فكرة عامة عن كيفية الوضع بأكمله، وتمكّنك من رؤية جميع جوانب المشكلة أو الموقف والتوصل إلى حلّ لها.
- اتخاذ القرارات: في عملية اتخاذ القرارات أنت بحاجة إلى مقارنة جميع العوامل التي لها صلة مع بعضها البعض، وتساعدك الخرائط الذهنية في هذه المهمة، ويمكن أن يساعدك سرد العوامل والمزايا والسلبيات المختلفة لكل جانب من جوانب التفكير بصورة أكثر فاعلية مما يؤدي إلى قرار مستنير ومناسب.
- تدوين الملاحظات: تساعد الخرائط الذهنية في تدوين الملاحظات لمحاضرة ما أو عرض تقديمي، وهي أسهل من تدوين الملاحظات بنصوص مكتوبة، إذ إن الخرائط الذهنية تستخدم كلمات أقصر ومفتاحية وتساعد في تنظيم المعلومات بطريقة أفضل وأكثر منطقية مما يسهّل الحفظ والفهم لاحقًا.
- العروض التقديمية: يعد استخدام الخرائط الذهنية في العروض التقديمية أكثر إثارة للاهتمام وأسهل في الفهم، كما أنها تساعد صاحب العرض في تنظيم الأفكار وربطها مع بعضها البعض، كما أنها من حيث الشكل قادرة على جذب انتباه الجمهور أكثر من النص المكتوب.
- إدارة المشاريع: تساعد الخريطة الذهنية في إدارة مشروع ما من حيث ترتيب الأفكار والمعلومات الهائلة التي يتطلبها، كما أنها تحسّن من الإنتاجية ويمكن تحويلها إلى مخطط بسهولة.
- تسريع التعلّم: الخرائط الذهنية قادرة على تطوير قدرات الطلاب الدراسية من خلال تحسين قدرتهم على مواصلة الدراسة بمزيج من الصور الفوتوغرافية والمعلومات المنسّقة بصورة جذابة ومفهومة.
مَعْلومَة
يعود مصطلح الخريطة الذهنية إلى مؤلف علم النفس البريطاني توني بوزان، وهو أول من نشر مصطلح الخريطة الذهنية، وبهذا يعود استخدام الرسوم البيانية التي ترسم المعلومات بصورة مرئية باستخدام الخرائط المتفرعة والشعاعية إلى قرون مضت، وتتشابه الخرائط الذهنية في بنيتها مع خرائط المفاهيم التي طوّرها خبراء التعلّم في السبعينيات، ولكنها تختلف بتبسيط الخرائط الذهنية من خلال التركيز على مفهوم رئيسي واحد يوضع في المركز، وتسجّل هذه الأساليب التصويرية أنظمة المعرفة والنموذج، ولها تاريخ طويل في التعلّم والعصف الذهني وعمليات الذاكرة والتفكير البصري وحلّ المشكلات من قبل المعلمين والمهندسين وعلماء النفس وغيرهم الكثير.[٤]
المراجع
- ↑ "What is Mind Mapping? (and How to Get Started Immediately)", litemind, Retrieved 14-6-2020. Edited.
- ↑ "Mind Mapping", mindmapping, Retrieved 14-6-2020. Edited.
- ↑ "How to Make a Mind Map", lucidchart, Retrieved 14-6-2020. Edited.
- ^ أ ب "What Is a Mind Map?", edrawsoft, Retrieved 14-6-2020. Edited.
- ↑ "What is the Purpose of a Mind Map", edrawsoft, Retrieved 14-6-2020. Edited.