محتويات
الشخصية الإيجابية
لا تبدو فكرة النظر للحياة إيجابيًا بذلك التعقيد، فإذا كنتَ إيجابيًا فإنك حتمًا متفائلٌ وواثق، وترى الجوانب الإيجابية للأمور دون السلبيةِ منها، ويُمكن للشخصية الإيجابية أن تترك أثرًا واضحةً على سعادتكَ ونجاحكَ.
لا تولد الشخصية الإيجابية مع الإنسان، ولا تقتصر على فئةٍ معينة من الناس دون غيرهم، وإنما يمكن تطويرها والعمل على صقلها بالتمرين حتى تتمكن من التحكّم بجميع التأثيرات من حولكَ؛ إيجابيةً كانت أم سلبية، وللحصول على شخصيةٍ إيجابية لا بدّ من تحديد خصائص هذه الشخصية أولًا، إضافة إلى بعض الإجراءات التي تُعينكَ على تبنّيها[١]، وفي قادم المقال سنوضح جملةً من الأمور المتعلقة بهذه الشخصية.
صفات الشخصية الإيجابية
تتمتع الشخصية الإيجابية بمجموعة من السمات أو الصفات، تُميزها عن غيرها من الشخصيات، ولهذه الصفات بصمةٌ واضحةٌ وأثرٌ بالغٌ في حياة صاحبها، من خلالها يُمكن الاستدلال على هذه الشخصية، ولعلّ أبرز هذه السمات ما يأتي:[١]
- التنبه : إذا كنتَ شخصًا إيجابيًا، فأنت مدركٌ لذاتِكَ جيدًا، أيّ أنّك تعرف نقاط قوتكَ وحدودكَ وتحترمها جيدًا، بالإضافة لإدراككَ ما حولك جيدًا.
- التحفيز : تلجأ دومًا لتحفيز من حولكَ، وتشجيعهم بدلًا من إحباطهم والتلذذ بمخاوفهم.
- المَرح : تنشغل الشخصية الإيجابية بالخير في هذه الحياة، ويعترفون بالسلبية ووجودها، ولكنّهم موقنون بعدم دوامها.
- الثقة بالنفس : يتمتع الأشخاص الإيجابيون دومًا بثقةٍ عاليةٍ بالنفس؛ لأنّهم دربوا أنفسهم على ذلك، والجدير بالذكر أنّ هذه الثقة لا تعني التفاخر أو التكبّر.
- الصدق : يعلم الأشخاص الإيجابيون أن الكذب والخيانة تُولّد المشاعر السلبية، لذا نجدهم على الدوام يقولون الحقيقة، وصادقون فيما يصدر عنهم.
- صفات أخرى : المغامرة، والوضوح، والطموح، والهدوء، والذكاء، والمنافسة، والتعاون، والفضول، والإصرار، والكفاءة، والنشاط، والحماس، والمرونة، والتركيز، والاستقلال، والدقّة، والتنظيم، والإدراك، والإقناع.[٢]
كيف تصبح شخصًا إيجابيًا؟
جميلٌ أن تكون شخصًا إيجابيًا لذاتكَ ولمن حولك، والإيجابية لا تعني السعادة فقط، إنّما مجموعة واسعة من الصفات ذُكرِت فيما سبق، ولكي تكونَ شخصًا إيجابيًا حاول إنجاز مجموعة من الخطوات، واللجوء لبعض الأمور والتصرفات التي تُأهِلُكَ لكي تكون كذلك، وفيما يأتي ذكرٌ لأبرز هذه التصرّفات:[٣]
- حاول أولًا قبول نفسكَ بمكانها الحالي، والاعتراف ببعض الأمور السلبية التي تملكها.
- حدد أهدافكَ ولا تنتظر، فتحديد الأهداف تُفيد في إكسابكَ مزيدًا من الثقة وفقًا لكثير من الأبحاث.
- فكّر بالمحبة والطيبة تُجاه نفسكَ والآخرين، فمن شأن هذا الأمر أن يزيد من حبكَ لأفراد عائلتكَ والناس من حولكَ شيئًا فشيئًا.
- احتفظ بدفتر ملاحظات صغير، ودوّن كل ما هو إيجابي ترغب في الحصول عليه، ثم قارن نسب التغير في نفسكَ بين الحين والآخر.
- عبّر عن امتنانكَ للأشخاص الجيدين في حياتكَ، فقد أظهرت عشرات الدراسات أنّ الامتنان مفيدٌ جدًا.
- أخبر نفسكَ بالأمور الإيجابية عنها، واستخدم الإطراء على كل جيدٍ فيها، واسْعَ لتحفيزها دومًا بالكلام الإيجابي.
- تبنى التفاؤل في حياتك، واجعله أسلوبًا دائمًا فيها.
- تعلم من أخطائك وتجاربكَ السلبية، ولا تخشى تغييرها، ولا تُحاول تجنبها.
- مارس بعض التمارين الرياضية بين الحين والآخر، وحاول أن تكون منتظمة.
- ركز على الأمور كافة التي تُقدّم لك مزيد من الإيجابية.
- افعل الأمور التي تحبها دومًا، ولكن لا تجعلها تُؤثر على من حولكَ.
- أحط نفسكَ بالأصدقاء والأشخاص الإيجابيين الذين يُساعدونكَ في السرّاء والضراء.
- أظهر التعاطف مع الآخرين.
- احتفظ بعبارات إيجابية أمام عينكَ دومًا.
- تجاهل الأشخاص السلبيين وتأثيرهم.
- لا تخف أبدًا من الفشل، وتحدَّ أفكارك السلبية.
تأثير الشخصية الإيجابية على الآخرين
تُواجه الشخصية الإيجابية مجموعة من التحدّيات أبرزها؛ الوجود ضمن بيئة سلبية، ولا يُمكن تطوير ذاتك أو تبني شخصية إيجابية عند قضاء وقت طويل مع أشخاص سلبيين؛ لما لهم من تأثير على تصرّفاتكَ وسلوكك خلال الحياة اليومية، بينما ستجني الكثير من ثمار إحاطة نفسك بالأشخاص الإيجابيين، ومن هذه الثمار ما يأتي:[٤]
- ستشعر بالحيوية، والنشاط، والثقة، والسلام عند التعامل مع الإيجابيين، باختصار سيتغير موقفكَ تجاه الحياة للأفضل.
- ستلاحظ مزيد من التطور والإنجاز في حياتكَ، بسبب حصولكَ على التشجيع من هؤلاء الأشخاص.
- ستتعرف وتكسب مزيدًا من الأصدقاء الجيدين.
- ستحصل على المزيد من المال، نتيجةً لزيادة ساعات العمل، والحماس جرّاء التعامل مع هؤلاء الأشخاص.
- ستكون سعيدًا مبتهجًا دائم البسمة باستمرار.
- سيُحاول الناس قضاء مزيد من الوقت معك، والتعلّم من تجاربكَ الإيجابية.
- سيزيد سخاؤك وكرمكَ كنوع من رد الجميل، لكل ما حصلت عليه من الأشخاص الإيجابيين.
مًعْلُومَة
سمعنا كثيرًا عن مُصطلح التّفكير الإيجابي في حياتنا، وسنوضحه هنا بنحوٍ بسيط بعيدًا عن التعقيد، حريٌ بكَ أيُّها القارئ معرفة أنّ الإيجابية لا تعني جعل كل الأمور في حياتك مثالية، بل أن تُحاول اتخاذ قرارٍ بالتفاؤل الذي يقبل التغيير، لتمييز الأمور الجيدة من السيئة؛ أيّ أنّ التفكير الإيجابي لا يعني أبدًا الهروب من الأمور السلبية، إنّما القبول بها ومحاولة تغييرها، ولا يجدر بكَ التفكير بأنّ العالم رائعٌ دومًا، وأن عليكَ مشاهدة الخير في أفعال الناس دائمًا، ليكون تفكيركَ إيجابيًا، إنّما يكفي أن تنظر للأمور من الجانب الإيجابي، وأن تشعر بالحب، والسعادة، والرغبة، وسائر المشاعر، والأمور الإيجابية تُجاه الأشياء الجيدة.[٥]
وفقًا لكثير من العلماء والأطباء فقد ظهر أنّ التفكير الإيجابي مفيد في تقليل معدّلات الاكتئاب، وتخفيف حالات التوتر، والقلق لدى الأشخاص، ويُعدّ علاجًا فعّالًا لمقاومة الأمراض والتخلص منها، وهو مفيد كذلك لصحة القلب والأوعية الدموية، لذا حاول أن تتسم بالهدوء والإيجابية دومًا.
أشار ريتشارد تمبلر في كتابه قواعد الحياة المنشور عام 2006م من خلال بعض القواعد إلى أمور مهمة تخص الإيجابية، وكيفية تغيير شخصيتك للإيجابية، ومنها؛ حاول أن تكون مرنًا وترى الحياة في صفكَ وليست ضدكَ، وامتلك حس الفكاهة من خلال مشاهدة الأشياء المضحكة؛ كمقاطع الفيديو مثلًا، وأخيرًا حدد الحدود من حولكَ، ولا تتجاوزها لكي تكتسب الثقة بالنفس، ولا تخف من الآخرين، وكنصيحة تذكر أن التفكير الإيجابي يحتاج القليل من الالتزام اليومي، كما قال العالم ألبرت أينشتاين: "الجنون هو فعل الشيء نفسه كل يوم وانتظار نتائج مختلفة"، أي أن تٌحاول تجربة طرق مختلفة تجعلك أكثر سعادة ونجاح.[٥]
المراجع
- ^ أ ب "How to Develop a Positive Personality", healthyplace, Retrieved 2-6-2020. Edited.
- ↑ "50 Positive character traits for the workplace", monster, Retrieved 2-6-2020. Edited.
- ↑ "How to Be Positive", wikihow, Retrieved 2-6-2020. Edited.
- ↑ "What Will Happen When You Surround Yourself With Positive People?", lifehack, Retrieved 2-6-2020. Edited.
- ^ أ ب "What Is Positive Thinking?", healthyplace, Retrieved 2-6-2020. Edited.