صفات الكلاب
لا تُعدُّ جميعُ الحيواناتِ صديقةً للإنسان، فالقليلُ منها يمكن تربيته في المنزل والعناية به دون الخوف من إلحاق الضّرر بالبشر، ولا بد أنَّ الكلابَ تتصدرُ قائمةَ أكثرِ الحيوانات الأليفة المرغوبة، بالإضافة إلى مقدرتها على حماية المنزل ومنعِ السّارقين من الاقتراب، يوجد الكثير من الصّفات التي تتميزُ بها الكائنات اللطيفة، وسنتعرف عليها بالتفصيل في هذا المقال.
الكلاب
تنتمي الكلابُ لشعبة الحبليات من الحيوانات، وتتبع رتبة اللواحم، واسمها العلميُّ هو كانيس لوباس، ويعتقد علماء الأحياء أنَّ الكلابَ عاشت قبلَ فترةٍ طويلةٍ من خلق الإنسان إلى ما قبل 150000 سنة، وقد كانت مختلفةً من حيث الشّكل والحجم وتطوّرت وتكيَّفت مع تغير الظّروف الطّبيعية لكوكب الأرض عبر العصور وتبعًا لطريقة تغذيتها كذلك، وقد اهتمَّ الإنسان بهذا الحيوان منذ عرَفه، وحاول ترويضه والاعتماد عليه في الصّيد والحراسة، وصنع له التّماثيل ورسم أشكاله على جدران الكهوف والأحجار الكبيرة، والجدير بالذكر أنَّه يوجد العديد من سلالاتِ الكلاب المختلفة عن بعضها في اللون والحجم ودرجة الألفة مثل بودل وجيرمان شيبرد، بولدغ، باغ، بوكسر، شوشو، ديبرمان وغيرها.
صفات الكلاب
درس علماء الحيوان الكلب مُكثفًا وموسعًا، فبسبب تواجده في الوسط والمكان الذي يعيش فيه الإنسان تمكنوا من مراقبة سلوكه عن قرب، واستنتاج العديد من الصفات المتعلقة به، ومنها:
- الوفاء: تلتصق صفة الوفاء دومًا بالكلاب، حتى يُشاع في القول المأثور (أوفى من الكلب) إشارةً على وفائه وإخلاصه لصاحبه، ولعل السّبب الكامن وراء هذه الصّفة مقدرة الكلاب على تذكر أصحابها حتّى بعد فترة انقطاع طويلة عنهم، واستعدادها للتّضحية بنفسها في سبيل أمنهم وأمانهم، والمخاطرة لأجل الدفاع عمّا يهددهم.
- الذّكاء: تمتلك الكلاب ذكاءً خاصًا يختلف عن بقيّة الحيوانات الأخرى، فهي قادرة على قراءة لغة الأجسام والتّعرف على الأشخاص وتتبعهم مستندةً في ذلك إلى تفعيل حواسها الدّقيقة، ولهذا تستخدم مراكز البحث الجنائيّ والتّحقيقات الكلاب البوليسية في تتبع خيوط الجريمة والقبض على الجاني.
- لغة التّخاطب: قد تبدو هذه الصّفة غريبةً للوهلة الأولى، إلا أنَّ الدّراسات أثبتت مقدرةَ الكلاب على بناء جسر للتخاطب مع الإنسان وفهمه وإفهامه ما تريد كرفع الذيل والجلوس والنّباح المتكرر ولعق الأقدام والدّوران في نفس المكان، وكلها إشارات تدلُّ على رسائل معينة تنبؤ برغبتها بالطّعام أو اللعب أو الرّغبة بالتبرز أو التّنبيه من وجود خطر محدق.
- المقدرة على التَّعلم: صحيح أنَّ اللهَ تعالى لم يخلق للحيوان عقلاً لكن العديد من الحيوانات قادرةٌ على اكتساب العديد من الصّفات من خلال التّرويض والاحتكاك ببيئة البشر، والكلاب من أبرزها فهي تحفظ كل ما يوجه إليها من حركات وأصوات وتتذكره عند تكراره.
- قوة الحواس: تتميز الكلاب بحواس دقيقة وقوية للغاية، وأهمّها حاستي الشم واللمس، فالكلابُ قادرة على رصد رائحة ملعقة سكر في حوض سباحة عميق وكبير، وتستطيع التقاط الرّوائح على بعد مسافات كبيرة، كما وتعتمد الكلاب على حاسة اللمس في التّواصل مع بعضها البعض ومع الآخرين إذ تُعدُّ هذه الحاسّة جزءًا من التنشئة الاجتماعيّة للكلاب.
أنواع الكلاب
بسبب الاختلاف الكبير بين أنواع الكلاب، تقرَّرَ عملُ تصنيف لها بالاعتماد على القوة كمعيار رئيسيٍّ، وتلك الأنواع هي:
- كلاب الزّينة: وهي الكلاب البيتيّة التي تَألف العيش الاجتماعيَّ مع الإنسان، ولا تستطيع القيام بالكثير من الأعمال سوى تناول الطعام واللهو والخروج في نزهة والأمثلة عليها كثيرة جدًا، مثل اليروك شيري تيري وشيتزو.
- الكلاب الذئبية: وهي كلاب هجينة نتجت من عملية تزاوج بين ذكر الذئب وأنثى الكلب، وتتميز غالبًا بصفات إيجابيّة كالقوة والوفاء، وتعيش في المناطق الباردة المُتجمدة، ومن الأمثلة عليها الهوسكي الألكسي والهوسكي السيبري.
- كلاب الصّيد: وهي الكلاب المختصة بعملية المطاردة في الصّيد وجلب الفرائس وتتميز بالسّرعة في الجري، وهي تقسم إلى عدد من الأقسام بحسب وظائفها، ومنها:
- الكلاب السلوقية وهي سريعة للغاية إذ تنافس الفهد في سرعة الجري.
- كلاب الصّيد البصري وهي كلاب ذكيّة ترى الفرائس عن مسافة بعيدة، وتتمتع بتكتيكات عالية في الإمساك بالفريسة.
- كلاب صيد الغزلان وغالبًا ما تتبع سلالة الكلاب الأسكتلندية، وتختص بصيد الغزلان الحمراء البرية.
فوائد تربية الكلاب
- لا تتطلبُ الكلاب الكثيرَ من الاهتمام كبعض الحيوانات الأليفة الأخرى، كالطيور والقطط فهي أقوى بنية بدنية، ويلزمها القليل من الحاجات الأساسيّة كالطعام والماء والرّعاية الطّبية.
- طبقًا للعديد من الدراسات فإنَّ تربية الكلاب تساعد في تنمية العاطفة لدى الإنسان، وتساعده على إظهارها للآخرين دون خوف أو خجل.
- عند تربية الكلاب والتعّامل يوميًّا معها يتعلم الإنسان العديد من الأمور كقيمة التّضحية وأهميّة الوفاء والحب.
- توفر الكلاب للإنسان الحماية والحراسة بفضل حواسها الخارقة ومقدرتها على اقتناص أيِّ رائحة غريبة، مما يشعر الإنسان بالأمن والراحة.