صفات الضبع

صفات الضبع
صفات الضبع

الضبع

الضباع من الحيوانات الكلبيّة المفترسة واللاحمة التي تستوطن قارتي إفريقيا وآسيا، وتمتاز الضباع بالقوة والمكر والشراسة بالإضافة إلى خفتها، تتغذى الضباع على الجيف بتتبعها روائح الجثث وبقايا الحيوانات، وذلك بالاعتماد على حاسة الشم القوية لديها، أو من خلال مراقبة وتتبع حركات الحيوانات المفترسة الكبيرة، واللحاق بالطيور الجارحة؛ كالنسور.

تنقض الضباع على جيفتها بعد أن تجدها وتنقلها إلى جحورها معتمدةً على عضلاتها القوية القادرة حتى على الإطاحة بفريسة أكبر بكثير من حجمها، تُسبب الضباع الكثير من الإزعاج والضوضاء في الأماكن التي تعيش فيها، بسبب نُباحها الذي يُزعج الأشخاص المحيطين.[١]


صفات الضبع

صفات الضبع الجسدية

الضباع حيوانات قوية جدًا تمتاز برأس قوي، وأنف قصير، وآذان قصيرة، ومن أبرز سمات وجه الضبع أسنانه الحادة الرفيعة وفكيه القويين، اللذان يساعدانه في اصطياد فريسته وحملها ثم علكها، عنق الضبع طويل يتصل بجسد رشيق وخفيف مُغطى بفراء خشن ذو نهايات شعرية، وبعض أنواع الضباع تكسوها عباءة طويلة نسبيًا على الجزء الخلفي من الرقبة، تستعرضها الضباع كمقدمة، لأيّ سلوك عدواني قد يبدُر عنها، أمّا ساقها الخلفيتين أصغر وأقصر قليلًا من الأماميتين، تنتهي قوائمُها الأربع بكفوف مبسوطة ذات أربعة أصابع ومخالب تستخدمها لحفر الجحور والتشبث بالأرض أثناء تمزيق جثث فرائسها.[١]

يبلغ وزن الضبع البالغ بين ال 35 إلى 80 كيلوغرام ، وطول جسمها 150 سم تقريبًا من الرقبة إلى مقدمة الذيل، وتعيش حتى 20 سنة في البرية، و 25 سنة في الأسر، كما أنّها قادرة على العيش في الصحارى والجبال المرتفعة، وتتكاثر الضباع موسميًا؛ إذ تحمل وتلد مرة واحدة كل سنة، كما تتراوح مدة حملها بين الثلاثة وأربعة أشهر فقط، تلد في نهايتها ثلاث أو أربع جِراء، بالرغم من كوَنها حيوانات لاحمة؛ إلّا أنّ العدو الطبيعي الوحيد للضباع هو الإنسان.[١][٢]

صفات الضبع الاجتماعية

تُعدّ الضباع من الحيوانات الاجتماعية، نظرَا لطريقتها في الصيد وتجمّعها؛ إذ تميل إلى التكتل والبقاء قريبة من بعضها على شكل مجموعات خلال صيدها أو عمليات البحث عن الطعام، فتلجأ غالبًا للبحث عن الجيفات والحيوانات الميتة لتناولها بدلًأ من اصطيادها، وتُسمى هذه المجموعات "حزم" أو "عشائر"، وتتكون العشيرة من حوالي 80 ضبعًا.[٣]

وبالرغم من أنّ الضباع حيوانات اجتماعية تعيش ضمن جماعات متماسكة، تعتمد على بعضها البعض، إلّا أنّها تقضي الكثير من الوقت في محاولات للفوز على بعضها بغية تحديد قائد للمجموعة. تُفضل الضباع التجول ليلًا، وذلك لميلها للبرودة ودرجات الحرارة المنخفضة نسبيًا، فيُلاحظ أنها تستريح بالقرب من جحورها و مخابئها الصخرية خلال النهار، مع هذا فإن الشمس وحرارتها قد لا تمنعان الضباع من التجول والسير بحثًا عن الطعام نهارًا، وتتواصل الضباع فيما بينها بإصدار ضوضاء عالية ومزعجة أحيانًا، تُشبه النباح والضحك الهستيري.[١]


أنواع الضباع

الضباع حيوانات ثدية تنتمي لسلالة الكليبات؛ إذ إنّها تتشابه مع الكلاب والدببة والقطط الكبيرة؛ كالأسود في نهج عيشها وصيّدها، إلّا أنّها تختلف قليلًا فيما بينها وعليه فقد صُنفّت للأنواع التالية:[٤]

  • الضبع المرقط أو الضاحك: هو أكبر الضباع حجمًا، يبلغ وزن البالغين من هذا النوع 130-180 رطلاً، يمتاز بفروه الأحمر والرمادي وبقعه البنية الداكنة يُقال أنّ هذا الحيوان لديه أقوى فكين وأسنان مقارنة بحجمه؛ ما يجعله قادرًا على كسر عظام الحيوانات الكبيرة كالجواميس، تعيش الضباع المرقطة في مجموعات كبيرة وتفرض سيطرتها على الأراضي التي تستوطنها، وتقوم هذه المجموعات بالصيد وملاحقة الطعام جماعيًا، ومع ذلك فهي قادرة على الصيد منفردة، وقد كان يُعتقد أن الضبع المرقط يأكل الجيف في الغالب، إلّا أن دراساتً موثقة جديدة أثبتت أنّ الضبع صيّادٌ ليلي مُحترف.
  • الضبع المخطط: يزن الضبع المخطط البالغ حوالي 59-119 رطل، يكسوه معطف رمادي بخطوط بنية داكنة، وهو من الحيوانات النادرة لاستهدافه من قبل المزارعين الذين يعتقدون خطأ أنّ الضبع البني يفترس الماشية، والضباع المخططة أو البنية أقلّ قوة من المرقطة، لذا فإنها تميل لتناول الجيّف وتتغذى غالبًا على العظام، ونظرًا لقلة صيّدها وتجمعها فإن هذا النوع من الضباع ليس بالاجتماعي إذا ما قورن بالأنواع الأخرى.
  • الضبع الذئب: هو حيوان شائع يُشبه الضبع، إلّا أنّه أصغر بكثير وأقلّ قوة منه، له فك وأسنان صغيرة نسبيًا تُساعده في اصطياد والتهام الفرائس الصغيرة الناعمة مثل؛ الحشرات التي تعدّ الغذاء الرئيسي لهذا الحيوان، ويعيش الضبع الذئب أو الذئب الأرضي في الجحور الأرضية التي عادة ما يحفرها بنفسه، وهي غالبًا سبب تسميته بهذا الاسم، ويقتات على النمل الأبيض واليرقات والحشرات الأخرى، بالإضافة للجيف وبعض الحيوانات الصغيرة.


موطن الضباع

يعتمد المكان الذي تعيش فيه الضباع على نوعها، فأماكن عيش الضباع البنية محدودة جدًا؛ إذ تستوطن فقط الجزء الجنوبي من إفريقيا، بما في ذلك؛ صحراء كالاهاري، كما يمكن إيجادها أيَضًا في الغابات الحدودية بين كل من أنغولا وناميبيا ونهر أورانج في جنوب أفريقيا، وهناك نوعان مميزان من الضباع البنية الذئبية، أحدهما يعيش في جنوب زامبيا، وأنغولا، والموزمبيق، وشمال شرق أوغندا والصومال، والثاني يستوطن الأحراش الأفريقية في وسط تنزانيا، وإثيوبيا، والسودان، ومصر.[٣]

أمّا الضباع المخططة فتسكن المساحات الواسعة بين شمال أفريقيا إلى جنوب سيبيريا، وهو امتداد بسيط إذا ما قورن بالمساحات التي تشغلها الضباع المرقطة التي تتكاثر وتعيش في جميع أنحاء أفريقيا، بالإضافة إلى الجزء الجنوبي من الصحراء الكبرى وكل من الشرق الأوسط وآسيا، وجميع الغابات بينهما وصولاً إلى جنوب سيبيريا، تتكيف الضباع عمومًا مع أي موطن تقريبًا وتوجد في المراعي، والغابات، والسافانا، وحواف الغابات، والصحاري الفرعية، والجبال التي يصل ارتفاعها إلى 13000 قدم.[٣]


مَعْلومَة

تُعدّ الضباع حيوانات لاحمة مفترسة تتغذى على مجموعة واسعة من الحيوانات والحشرات وحتى الإنسان، لذا فإنّ القرب منها دون معرفة كيفية التعامل معها يُعد خطرًا، وتزداد احتمالية التعرض للخطر الناتج عن التعامل المباشر مع الضباع في المناطق الأفريقية المأهولة بالسكان، فبعض الشعوب الإفريقية كشعب الماساي في كينيا وتنزانيا مثلًا، يتركون جثث موتاهم للضباع كي تأكلها ومع ذلك؛ فإنّ هذه الحيوانات تستمر في مهاجمة متاجر الأغذية، والمحاصيل، والحظائر، فتستهدف المواشي والبشر على حد سواء.[٥]

بالرغم من كونها كائنات خطرة وحيوانات مفترسة؛ إلّا أنّ الضباع مهمة للإنسان، فهي من الكائنات القادرة على التكيف والتأقلم مع مختلف البيئات والأوضاع، ممّا جعلها مُقاومة للعدوى بشكل كبير، الأمر الذي يُستخدم في تطوير لقاحات ومضادات حيوية للعديد من الأمراض، كذلك تُعدّ الضباع مفيدة للبيئة عمومًا؛ إذ إنّها من الحيوانات القمّامة التي تتغذى على الجثث، وبقايا الجيف المُحملة بمختلف مسببات الأمراض.[٦]


مراجع

  1. ^ أ ب ت ث "Hyena", encyclopedia, Retrieved 24-5-2020. Edited.
  2. "Hyena", awf, Retrieved 24-5-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت Alina Bradford (10-6-2016), "Facts About Hyenas"، livescience, Retrieved 24-5-2020. Edited.
  4. "Hyena", jrank, Retrieved 24-5-2020. Edited.
  5. "Spotted Hyena", nationalgeographic, Retrieved 24-5-2020. Edited.
  6. "Why African Hyenas Are Actually Good for Your Health!", discovermagazine,28-1-2011، Retrieved 24-5-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :