الفراشة
تعرف الفراشة بأنّها نوع من أنواع الحشرات التي تنتمي لرتبة ليبيدوبترا، وهي المرحلة النهائية في دورة حياة الفراشة، وينتمي العث أيضًا لهذه الفصيلة من الحشرات، وجسم الفراشة مُقسّم إلى ثلاثة أجزاء كالحشرات الأُخرى، وهي الرأس والصدر الذي يُمثل المنطقة المتوسطة من جسم الفراشة والجزء الأخير من جسدها وهو الذيل، وتمتلك الفراشة ستة أقدام وقرني استشعار، وهيكل جسدها خارجي.[١]
تتشابه حشرات العث كثيرًا بالفراشات، إلا أنها تختلف ببعض النقاط؛ على سبيل المثال الفراشات تنشط حركتها نهارًا عكس العث، كما أن الفراشات تطبق جناحيها خلال نومها لكن العث تنام وهي مفرودة الجناحين، وتمتاز الفراشات بالنقوش والألوان الزاهية على جناحيها والعث تكون ألوان جناحيها داكنة في أغلب الأوقات.[١]
تُعد الفراشات من الحشرات ذات الدم البارد؛ أي إنها لا تستطيع ضبط درجة حرارة جسمها؛ فتتغير حرارتها حسب ما يُحيط بها، فإذا أصبح جسم الفراشة باردًا فإنها لا تستطيع الطيران، لذا في بعض الحالات تبقى الفراشات على الأشجار أو الأماكن المواجهة للشمس لإعادة ضبط درجة حرارة جسدها والطيران مُجددًا، أما في حال ارتفاع درجة حرارة جسمها تتجه إلى القرب من البرك الطينية لتُخفض حرارتها قليلًا.[١]
تمتلك الفراشة أنبوبًا رفيعًا أشبة بالقشة تستخدمه لامتصاص الرحيق والمواد السائلة من الزهور أو النباتات، فهي لا تمتلك وسيلة للغذاء غيره، ويُسمى هذا الأُنبوب بالخرطوم لذا نجد الفراشات مُجبرة على تناول الغذاء السائل فقط، أما في مرحلة اليرقة تتغذى على أنواع مُختلفة من أوراق الأشجار وتستمد منها الفيتامينات الضرورية لتتحول لفراشة جميلة.[٢]
مراحل حياة الفراشة
تتطوّر الفراشة خلال أربع مراحل حتى تُصبح حشرة مُكتملة النمو وقادرة على التكاثر، وتشمل على مرحلة البيض، ثم اليرقات، ثم الخادرة، وأخيرًا مرحلة البلوغ، وتفصيلها كما يلي: [٣]
- البيوض: تضع الإناث بيوضها في فترة الربيع أو الصيف وحتى الخريف بحسب نوع الفراشة، وتضعها على أوراق الأشجار، كما تضع الفراشات المئات من البيوض، وتتميز بيوضها بأنها صغيرة الحجم جدًا.
- اليرقات (دودة القز): بعد فقس البيوض تظهر حشرة تُسمى اليرقة أو (دودة القز)، وظيفتها هي تناول الطعام المتواصل حتى تنمو، وتُغيّر جلدها أربع أو خمس مرات خلال فترة اليرقة، وتُخزن الأكل في المرحلة الأخيرة من هذا الطور لاستخدامه عند البلوغ، وممكن أن تنمو اليرقات لما يزيد عن مئة ضعف حجمها عند فقسها من البيضة؛ إذ يتغير حجمها من بيضة بحجم رأس الدبوس لتصل إلى 2 بوصة خلال.
- الكادرة او الشرنقة:عندما تتوقف اليرقة عن الأكل تدخل في مرحلة الشرنقة أو كما يُسميها البعض العذراء، تبدأ خلال هذا الطور بنسج خيوطها التي تكون من الحرير تحت أوراق الأشجار أو في مكان محمي من الحيوانات الأُخرى، أو مدفونة تحت الأرض، وهذه المرحلة تستمر لعدة أسابيع أو قد تصل إلى شهر، أما بالنسبة للتغيرات والتحولات لليرقة فهي تنمو بسرعة؛ إذ تظهر الأقدام والجناحان، ويتكون جسم الفراشة وقرون الاستشعار.
- مرحلة البلوغ: يصاحب مرحلة البلوغ مجموعة من التغيرات؛ إذ يصبح لديها أرجل طويلة ونحيلة وقرون استشعار طويلة وعيون مركبة، وتمتلك جناحان تُمكنها من الطيران، كما تبدأ في هذا الطور بالتزاوج ووضع البيوض، وتتغذى بعض أنواع الفراشات على الرحيق أو لا تتغذى على الإطلاق، وتعيش الفراشات في الغالب لمدة أسبوعين إلا إذا دخلت في مرحلة السبات الشتوي عندها ستتمكن من العيش لعدة أشهر حسب نوعها.
تزاوج الفراشات
تتكاثر الفراشات عبر التلقيح كالحيوانات الأُخرى؛ إذ يُخصب الذكور بيوض الإناث بالحيوانات المنوية، ويتعرف الذكور على الإناث عن طريق ألوانها وأحجامها وأشكالها وشكل الوريد في الأجنحة، كما تنجذب لبعضها عن طريق الفيرمونات أو الروائح التي تُصدرها الذكور والإناث، وعند التزاوج يُمسك الذكر بالأنثى عن طريق أعضاء خاصة تُثبت الأنثى من بطونها، وينتج الذكر أكثر من نطفة تحتوي على الحيوانات المنوية اللازمة لتلقيح الأُنثى، ويوجد بعض الذكور الذين يجمعون مواد مُغذية مُحددة لإنتاج أفضل النطف والحيوانات المنوية، وجذب الإناث لهم.
تُخزن الإناث الحيوانات المنوية في كيس يُسمى الجراب لاستخدامها في التخصيب قبل وضع البيوض وهي تستخدم الحيوانات المنوية الجديدة، كما يضع الذكر مادة على بطون الإناث لمنعها من التزاوج مع ذكور أُخرى، وتضع الإناث بيوضها دُفعة واحدة أو على عدة دفعات بحسب نوعها. وتعتني الفراشة ببيوضها بعد وضعها، وذلك بالحفاظ على درجة حرارة ورطوبة مُناسبين، لكي لا تجف أو تتعفن، وهي تضع بيوضها على أوراق شجرة مُناسبة لتتغذى عليها اليرقات فور فقسها من البيوض، كما تضع الفراشة بيوضها على الجزء السفلي من الورقة حتى تكون مخفية عن الحيوانات أو الحشرات المُفترسة الأُخرى، كما أن بعض أنواع الفراشات تضع بيوضها في أعشاش حشرات أُخرى لتحميها. وقد تكون الفراشات وجبة شهية للكثير من الحشرات الأُخرى التي تتربص بها بين الورود لافتراسها، كما تتعرض الفراشات لعدد من الأمراض والفطريات التي تقضي على حياتها في جميع المراحل. [٤]
أهمية الفراشات للبيئة
تعد الفراشات من المخلوقات الصغيرة، وبالرغم من ذلك فإن لها أهمية كبيرة في هذا العالم، إذ إنها تتميز بالألوان المبهجة لأجنحتها الملونة والتي تجعل الناظر إليها يتمتع بجمالها، كما تكمن أهمية الفراشات بأنها عامل مهم لنمو النبات كالنحل تمامًا؛ فهي تلعب دورًا مهمًا في تلقيح النباتات، وبقاء بعض أنواع النباتات والحيوانات على حد سواء، إذ تعتمد العديد من الحيوانات والطيور التي تقتات عليها في نظامها الغذائي، كما يستخدم العلماء أعداد الفراشات كمقياس للاستدلال على المشكلات في البيئة المحلية؛ وذلك لأنها كائنات حساسة جدًا للنظم الإيكولوجية، وفيما يأتي أبرز الفوائد التي تقدمها الفراشات للبيئة:[٥]
- تلقيح النباتات: إذ تمتّص الفراشة الرحيق من الأزهار عن طريق خرطوم طويل يصل إلى داخل الزهرة، ويعد هذا الخرطوم جزءًا من فم الفراشة ويُشبه في شكله شكل القشة الطويلة، إذ تلتقط الفراشة من خلاله حبوب اللقاح عن طريق تناولها لرحيق الزهور، وخلال انتقالها من زهرة إلى أُخرى تنتقل معها حبوب اللقاح تلك؛ وبهذه الطريقة تلقَح النباتات، وتجدر الإشارة إلى أن ثلث كمية الطعام الذي نتناوله يعتمد على تلقيح الحشرات؛ كالفراشات والنحل وغيرها.
- المحافظة على الكائنات الحية الأُخرى: تأكل اليرقة أوراق الأشجار المُضيفة لها بعد فقسها من البيض؛ لكي تمدها بالطاقة اللازمة التي تساعدها على النمو، وبعض اليرقات تأكل الزهور أو البذور أيضًا، وبالتالي فهي تُساعد النباتات على التخلّص من بعض الأوراق قبل سقوطها في فصل الخريف، كما أنها تحِد من انتشار تلك الأوراق خارج نطاق السيطرة، فالفراشات غالبًا لا تأكل كل أوراق الأشجار وإنما تأكل أنواع مُحددة من الأوراق فقط؛ فعلى سبيل المثال؛ تقتات اليرقات على الأعشاب فقط، وبالإضافة إلى ذلك فإن بعض أنواع الفراشات تحد من انتشار بعض أنواع الحشرات الضارة؛ كحشرة المن من خلال تناولها كغذاء، وبعض الفراشات البالغة تأكل الفواكه المتعفنة، كما تأكل أنواع أخرى من الفراشات براز الحيوانات، وبالتالي فإنها تُخلّص البيئة من النفايات.
- جزء مهم من السلسلة الغذائية: يتراوح عمر الفراشة الافتراضي من بضعة أسابيع إلى شهر على أبعد تقدير، وخلال مراحل تطوّر حياة الفراشة تتعرض للعديد من المخاطر، إذ إنها تُعد غذاءً مهمًا للكثير من الحيوانات والطيور والحشرات الأُخرى والزواحف على حدٍ سواء، فاليرقة فريسة سهلة للطيور بسبب حركتها البطيئة، وبعض أنواع اليرقات عند دخولها الشرنقة تتثبت بأحد الأسطح الصلبة المكشوفة، الأمر الذي يجعلها فريسة سهلة للكائنات الأُخرى وبالتالي تتعرض للافتراس قبل أن تصبح فراشة ناضجة.
- مؤشر على النظام البيئي الصحي: يعتمد العلماء على أعداد الفراشات في منطقة مُعينة وذلك للاستدلال على صحة النظام البيئي في تلك المنطقة، فالفراشات واليرقات كائنات حساسة للمبيدات، كما تؤثر التغيرات في درجات الحرارة ومعدل سقوط الأمطار على هجرة الفراشات، وبالتالي تتغير أنماط هجرتها وتوقيتها وفقًا لتغير المناخ، فقلة الغطاء النباتي وزيادة أعداد الكائنات الحية المُفترسة للفراشات تدفعها لتغيير مساكنها والهجرة إلى أماكن أكثر أمانًا، لذا يدرس علماء البيئة أعداد الفراشات ومواقيت هجراتها لمساعدتهم في تحديد تأثير تلك الهجرات على القضايا البيئية.
المراجع
- ^ أ ب ت "All about butterflies", uky, Retrieved 18-11-2019. Edited.
- ↑ "What Do Butterflies Eat?", thebutterflysite, Retrieved 18-11-2019. Edited.
- ↑ " Butterfly Life Cycle", ansp, Retrieved 18-11-2019. Edited.
- ↑ Tracy V. Wilson, "Butterfly Mating"، animals.howstuffworks, Retrieved 18-11-2019. Edited.
- ↑ "What do Butterflies do for the Environment?", sciencing, Retrieved 23-12-2019. Edited.