محتويات
المدرسة
المدرسة هي مؤسسة تعليميّة تُعنى بتعليم الأطفال وتدريسهم وإكسابهم المهارات الضرورية في حياتهم، وهي مكان لنقل المعلومات وتعليم الطلاب الانضباط والانقياد للتعليمات المدرسية[١]، ويقضي الشخص أكثر من نصف حياته في المدرسة فمرحلة الدراسة تبدأ من عمر صغير إلى سنوات متقدمة من العمر لذلك فترة المدرسة تعدّ من أهم الفترات التي تؤثر على شخصية الفرد وتكوينه، وتساعد المدرسة على تعليم الطالب الثقة وأهمية العمل الجماعي وتوجيههم للمجالات التي يحبونها ليصبحوا أعضاءً فاعلين ومنتجين في المجتمع عن طريق تسليحهم بالمهارات الأساسية واللغة والأفكار الجديدة ومنحهم الفرصة لمعرفة المزيد عن ثقافات العالم وتاريخهم وعاداتهم.
والمدرسة هي مكان جيد للتعرّف على المزيد من الأصدقاء المتشابهين في التفكير، وتوفر فرصة لتعلم العمل الجماعي من خلال الألعاب الصفية والمشاريع اللامنهجية وهي مهارة مهمة للغاية تعلم الطالب أهمية إقامة علاقات مع بعضهم البعض وتعلّمهم كيف يكونون قادة مؤثرين، والمدرسة مهمة لمساعدة الأطفال وإلهامهم على اكتشاف أنفسهم ومواهبهم وميولهم[٢].
وعلى الرغم من أهمية المدرسة في حياة الطالب إلا أنه توجد ظاهرة غاية في الخطورة تعاني منها معظم المدارس وهي ظاهرة الهروب من المدرسة، وهي ظاهرة خطيرة تؤرق الآباء والمعلمين في نفس الوقت، فعادة ما يبحث الطالب الهارب من المدرسة عن مكان بعيد يكون فيه بعيدًا عن الأنظار وعلى الأغلب تكون هذه الأماكن خطيرة وقد تؤدي لانحراف الطالب، ويعود السبب الرئيسي للهروب من المدرسة إلى عدم القدرة على التكيّف مع البيئة المدرسية لذلك يلجأ الطالب لذلك للتخلّص من هذه الأجواء غير المريحة بالنسبة له، وسنتحدث في هذا المقال عن أسباب الهروب من المدرسة وكيفية علاج هذه الظاهرة ودور الآباء في المساعدة على حل المشكلة.[٣]
أسباب الهروب من المدرسة
توجد عدّة أسباب لهروب الطالب من المدرسة، بعضها يتعلّق بالمدرسة نفسها، والبعض الآخر يتعلّق بالأسرة، ومن أهم هذه الأسباب ما يأتي:[٣]
- العوامل الأسريّة: فإهمال الأسرة لوضع الطالب وعدم متابعته والاهتمام بوضعه الدراسي من خلال عدم توفيرهم للبيئة الدراسية الهادئة في البيت والتي تشجّع على الدراسة ومشاكل الأهل أمام الأبناء يؤثر على إنجازات الطالب وتدني تحصيله العلمي فيلجأ للهروب من المدرسة.[٣]
- سوء العلاقة بين الطلاب والمعلمين: فالعلاقة بين الطلاب والمعلمين مهمة للغاية لتوجيه الطلاب وتحبيبهم بالمدرسة والدراسة، فإذا كانت العلاقة سيئة بين الطلاب والمدرسين ستكون البيئة المدرسية غير مريحة بالنسبة للطالب فيهرب من المدرسة رغبةً منه في رفض القوانين المفروضة عليه وبسبب عدم قدرة المعلمين على فهم مشاكله وحلّها ولجوئهم إلى بعض الأساليب المنفرة كالعقاب والسخرية بدلًا من مساعدة الطالب على حل مشاكله.[٣]
- تأثير الأصدقاء: فالعلاقة المتبادلة بين الطلاب تؤثر عليهم إيجابيًا أو سلبيًا وتعدّ من أهم الأسباب التي تدفع الطالب للهروب وذلك بتشجيعه على ترك المدرسة أثناء الدوام والذهاب لأماكن أخرى، أو توجهه هذه العلاقة للتمسّك بالمدرسة والرغبة بالدراسة.[٣]
- الحالة النفسية للطالب: فقد يلجأ الكثير من الأهالي إلى مقارنة طفلهم بالأطفال الآخرين فيشعر الطفل بالفشل والإحباط ويؤدي ذلك لكرهه المدرسة ومحاولة التخلّص منها عن طريق الهروب.[٣]
- الفلسفة التربويّة: فهي تلعب دورًا كبيرًا في تشجيع الطلاب على الحضور للمدرسة من خلال المناهج الدراسية التي تشجّع الطلاب وتجذبهم للمدرسة والنشاطات اللامنهجيّة التي تشجّع الطلاب على حب المدرسة، والأجواء الدراسيّة العامة التي يسود فيها روح التسامح والمحبة والمساواة.[٣]
- الإختبارات المدرسية: فكثرة الاختبارات والواجبات المنزليّة تؤدي إلى الضغط الشديد على الطالب مما يحدو به للخروج من هذا الضغط الكبير عن طريق الهروب من المدرسة.[٣]
الهروب من المدرسة بطرق غير مباشرة
لا يُشتَرَط للهروب من المدرسة أن يكون بطريقة مباشرة كالخروج من الحصة الصفية وعدم العودة أو مغادرة المدرسة أثناء الدوام، ولكن توجد عدّة طرق يفتعلها الطالب للتهرّب من المدرسة من خلال إخبار الوالدين في الصباح بأنه لم يُكمل الواجبات المدرسيّة وبالتالي الحصول على فرصة عدم الذهاب للمدرسة لإكمال واجباته، أو القول بأن المدرسة أعلنت يوم عطلة غدًا لظرف ما، أو القول بأن المعلم سيكون غائبًا غدًا ولن يحضر لإعطاء الدروس، لذلك سيجد الأهل بأن عدم ذهاب طفلهم للمدرسة سيكون أفضل، وقد يكون هروب الطالب من المدرسة عن طريق إخفائه للكتب المدرسية وبالتالي عدم الذهاب للمدرسة، أو الاستيقاظ صباحًا عن عمد أو العودة من المدرسة في منتصف الطريق والتحجج بأي حجة كالشعور بالتعب والمرض أو الحاجة للذهاب إلى الحمام وبالتالي التأخر وضياع اليوم الدراسي.[٤]
علاج ظاهرة الهروب من المدرسة
إن علاج مشكلة الهروب تبدأ قبل حدوثها، وذلك من خلال تعاون الأسرة مع المدرسة لتجنب حدوثها، فمن ناحية المدرسة يجب أن تساعد في تنمية شخصية الطفل والمراهق حتى يصل مرحلة الإدراك والقدرة على اتخاذ القرارات، خاصةً القرارات المتعلقة بالدراسة الجامعية والمستقبل، وأن يكون يتوفر معلمون أكفاء يستطيعون فهم خصائص النمو عند الأطفال واستعداداتهم وبالتالي يكونون قادرين على فهم مشاكلهم وحلها من خلال عدم إظهار الطالب بمظهر الضعيف أو الكسول وغير القادر على الحفظ والدراسة، وعدم الاستهزاء بالطفل وقدراته أمام الآخرين، وتلبية احتياجات الطفل قدر الإمكان والابتعاد عن مقارنة الطفل بأقارنه الآخرين.
ومن ناحية الأسرة يجب عليها توفير الأجواء الهادئة التي تساعد على الدراسة وتحبب الطالب بالمدرسة، والتوقّف عن استخدام المدرسة كوسيلة تهديد وتخويف للطالب، ومتابعة وضع الطالب الدراسي والسلوكي، فإذا كان سبب كره الطالب للمدرسة هو العلاقة السيئة بينه وبين أساتذته يجب على الأهل التواصل مع المدرسين ومحاولة إصلاح سوء الفهم أو نقل الطالب لمدرسة أخرى يرتاح بها، ويمكن للأهل مساعدة أطفالهم على تكوين صداقات جديدة فيشعرون بالانتماء للمدرسة ويتشجعوا على الدراسة والحضور، فالمدرسة مؤسسة تعليمية وترفيهية ومكانًا للمشاركة مع الآخرين باختلافهم وليست لحضور الحصص التعليمية فقط.[٣]
دور الآباء في تربية الأبناء على حب المدرسة
تعد علاقة الأب بأبنائه مهمة للغاية كأهميّة علاقة الأم ووجودها في حياة أبنائها، فالأب هو رمز العطاء والحب والتضحية ومن أجل الحصول على أطفال واثقين ومحبين لمدرستهم ولكل من حولهم فهم يحتاجون إلى الاهتمام والدهم وشجاعته وحكمته، فالآباء يلعبون دورًا كبيرًا وأساسيًا في تربية أبنائهم ومساعدتهم على التّطوّر المعرفي والسلوكي والاجتماعي والعاطفي، ووجود الأب ورعايته لأبنائه له دور كبير في المحافظة على الصحة النفسية والسلوكيّة لهم، فيمكن أن يتواصل الأب مع أبنائه ويشاركهم في التواصل مع الآخرين ويساعدهم في العملية التعليمية ويشجعهم على حب المدرسة ويحثهم على الحصول على أعلى الدرجات ويهيّئ لهم الأجواء المناسبة لذلك.
ويمكن أن يقدم الأب الرعاية لأبنائه عن طريق مشاركتهم لبعض الأنشطة ودعمهم عاطفيًا، والأهم من ذلك كله يجب أن يشارك الأب أبناءه سلوك اللعب، فلعب الأب مع أطفاله عملية مهمة جسديًا ونفسيًا وتسمح للطفل بتنشيط الإثارة عنده وتساعده على فهم واختبار العديد من الأشياء من حوله وبالتالي فهم العالم بشكل أفضل، وتساعد مشاركة الأب لأبنائه ورعايتهم على أن يعيش الأطفال حياة أكثر راحة بعيدًا عن الاكتئاب والمشكلات النفسية والشعور بالخوف والتردد والضيق ويكونون أكثر سعادة ولديهم علاقات أفضل مع أقرانهم في المدرسة ويكونوا أكثر قدرة على حل المشكلات وعلى قبول ذاتهم والاعتماد على أنفسهم مما يؤثر إيجابيًا على حياتهم المستقبلية ودراستهم.[٥]
المراجع
- ↑ "school", merriam-webster, Retrieved 7-11-2019. Edited.
- ↑ SARAHN, "The Importance of School: 7 Advantages of Education"، blog.udemy, Retrieved 7-11-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ Dr. Musa Najib Musa Mu`awwad, "The problem of escaping school"، en.alukah, Retrieved 7-11-2019. Edited.
- ↑ Titli Basu, "Top 10 Best Excuses to avoid Going to School"، listontap, Retrieved 7-11-2019. Edited.
- ↑ "The Importance of Dads", boba, Retrieved 7-11-2019. Edited.