شرح حديث تنكح المرأة لأربع

شرح حديث تنكح المرأة لأربع
شرح حديث تنكح المرأة لأربع

شرح حديث تنكح المرأة لأربع

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: [تنكح المرأة لأربع لِمالِها ولِحَسَبِها وجَمالِها ولِدِينِها، فاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَداكَ][١] في هذا الحديث النبوي الشريف، لا يوجد ترغيب ولا أمر للمسلمين بالزواج من المرأة الجميلة والغنية وذات النسب العريق، كما يظن البعض عند قراءتهم للحديث بشكل سريع، فالمقصد الرئيسي للحديث النبوي هو التحدث عن مقاصد الزواج بشكل عام، فبعضهم يرغب بالزواج من المرأة الحسناء الجميلة، وبعضهم يرغبون بالزواج من الفتاة ذات السلالة والنسب العريق وبعضهم الآخر، يفضلون المرأة الغنية صاحبة الأموال الطائلة، أما الفئة الأخيرة من الناس، فهم من يرغبون بالزواج من صاحبة الدين والخُلق، وهو ما حث عليه رسولنا الكريم محمد صلى الله عليهم وسلم.[٢]

وقال النووي في شرح مسلم فيما يخص هذا الحديث: " الصحيح في معنى هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بما يفعله الناس في العادة فإنهم يقصدون هذه الخصال الأربع ، وآخرها عندهم ذات الدين ، فاظفر أنت أيها المسترشد بذات الدين ، لا أنه أمر بذلك ... وفي هذا الحديث الحث على مصاحبة أهل الدين في كل شيء لأن صاحبهم يستفيد من أخلاقهم وحسن طرائقهم ويأمن المفسدة من جهتهم "  مع العلم أن العلماء اختلفوا في معنى قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : [تربت يداك] ، قال النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم : " وَالْأَصَحّ الْأَقْوَى الَّذِي عَلَيْهِ الْمُحَقِّقُونَ فِي مَعْنَاهُ : أَنَّهَا كَلِمَة أَصْلُهَا اِفْتَقَرَتْ , وَلَكِنَّ الْعَرَب اِعْتَادَتْ اِسْتِعْمَالهَا غَيْر قَاصِدَة حَقِيقَة مَعْنَاهَا الْأَصْلِيّ , فَيَذْكُرُونَ تَرِبَتْ يَدَاك , وَقَاتَلَهُ اللَّه , مَا أَشْجَعه , وَلَا أُمّ لَهُ , وَلَا أَب لَك , وَثَكِلَتْهُ أُمّه , وَوَيْل أُمّه , وَمَا أَشْبَهَ هَذَا مِنْ أَلْفَاظهمْ يَقُولُونَهَا عِنْد إِنْكَار الشَّيْء , أَوْ الزَّجْر عَنْهُ , أَوْ الذَّمّ عَلَيْهِ , أَوْ اِسْتِعْظَامه , أَوْ الْحَثّ عَلَيْهِ , أَوْ الْإِعْجَاب بِهِ . وَاللَّهُ أَعْلَم "[٢]


مَعْلومَة

لا بد لك عزيزي المسلم، أن تبحث عن الزوجة المسلمة الصالحة، فإن توافرت فيها صفات أخرى فذلك خير، ولكن لا تجعل مالها وجمالها وحسبها ونسبها محط اهتمامك.[٣] فخير ما تبحث عنه هو المرأة الصالحة التي ترى فيها أمًا ومربية مثالية لأبنائك المستقبليين، فتكون قادرة على تربيتهم تربية إسلامية صحيحة، فتعلمهم القرآن، وتغرس فيهم الاخلاق الحميدة، وتحببهم بالله ورسوله، ويكون همها في دنياهم أن يصلوا إلى أعلى مراتب الصلاح والتقوى.[٤] قال رسول الله صلى الله عليهم وسلم: [ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله عز وجل، خيرًا له من زوجة صالحة، إن أمرَها أطاعتْهُ ، وإن نظرَ إليها سرَّتهُ ، وإن أقسمَ عليها أبرَّتهُ ، وإن غابَ عنها نصحَتهُ في نفسِها ومالِهِ][٥]، فيعد حًسن اختيار الزوجة من الواجبات التي دعا إليها الإسلام.[٦]


المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:5090، صحيح.
  2. ^ أ ب "شرح حديث تنكح المرأة لأربع . . . ."، طريق الاسلام، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-08. بتصرّف.
  3. "مواصفات المرأة التي يقدم المسلم على الزواج بها"، ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-08. بتصرّف.
  4. [١]، طريق الاسلام، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-09. بتصرّف.
  5. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبو أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم:7792، حسن.
  6. "ما هي مواصفات الزوجة الصالحة؟"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-09. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :