محتويات
شرح حديث: الحلال بيّن والحرام بيّن
عن النعمان بن البشير رضي الله عنه قال، عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:[الحلالُ بَيِّنٌ ، والحرامُ بَيِّنٌ ، وبينهما أمورٌ مُشتَبِهاتٌ ، لا يعلمُها كثيرٌ من النَّاسِ ، فمن اتَّقى الشُّبُهاتِ فقد استبرأَ لعِرضِه ودِينِه ، ومن وقع في الشُّبُهاتِ وقع في الحرامِ ، كراعٍ يرعى حول الحِمى ، يوشِكُ أن يُواقِعَه ، ألا وإنَّ لكل ملِكٍ حِمًى ، ألا وإنَّ حِمَى اللهِ تعالى في أرضِه محارمُه ، ألا وإنَّ في الجسدَ مُضغةً ، إذا صلُحَتْ صلُحَ الجسدُ كلُّه ، وإذا فسدت فسد الجسدُ كلُّه ، ألا وهي القلبُ][١].
وقال العلماء بأن هذا الحديث هو أصل من أصول الإسلام التي يدور عليها أحكام الحلال والحرام، وقد بيّن الرسول صلى الله عليه وسلم الحلال والحرام والشبهات التي قد يقع فيها المسلم، والمنهج الشرعي للتعامل مع هذه الشبهات، وقد بيّن الحديث وشرح لنا أن الأشياء من حيث الحكم هي على ثلاثة أقسام وهي:[٢]
- حلال خالص ليس فيه شُبهة كالملابس، والمطاعم، والمراكب المباحة.
- حرام خالص ليس فيه أي شبهة، كالزنا، والقتل، وشرب الخمر، وأكل الربا.
- أمور تشتبه على المسلم بين حلالها وحرامها مثل بعض المعاملات في حياته اليوميّة أو بعض أحكام اللباس وبعض مستحدثات الأمور كمواقع التواصل الإجتماعي.
فوائد من حديث الحلال بيّن والحرام بيّن
هناك عدد من الفوائد التي يجنيها المسلم من حديث الحلال بيّن والحرام بيّن، وهذه الفوائد هي:[٣]
- أن الدّين الإسلامي حلاله بيّن، وحرامه بيّن، وفيها أمور مُشتبهة لا يعلمها إلا العلماء.
- يجب على المسلم أن يبتعد عن عن مواقع الشبهات، لسلامة دينه من الإثم، وعِرضه من الذم.
- إذا وقع المسلم في الأمور المُشتبهة، فإنه سيهون عليه أن يقع في الأمور الواضح التي لا يختلف عليها إثنان.
- ظهرت قاعدة واضحة وجليّة يجب أن يسير عليها كل مسلم في الحديث الشريف، وهي سد الذرائع إلى المحرمات، وتحريم الوسائل الموصلة إليها.
- أن أكل وشرب الحلال ينوّر القلب، ويصلح الجوارح.
- نبّه الحديث على عظم قدر القلب، وحثّ على إصلاحه لكي يصلح باقي الجسد، وبفساد القلب يفسد باقي الجسد.
- صلاح القلوب لا يكون إلا بعدد من الأمور المهمة ومنها، قراءةالقرآن الكريم بتمعّن، قيام الليل، التضرّع عند الفجر، ترك الخوض في أعراض الناس، الصمت عما لا يعنيك، مجالسة الصالحين، أكل الحلال، الإبتعاد عن الجهل والجاهلين.
قد يُهِمُّكَ: كيف يمكنني التمييز بين الحلال والحرام؟
يمكنك معرفة الحلال من الحرام من خلال تفقّهك في دينك، فبإمكانك التمييز بين الحلال والحرام بتعلّم شرع الله تعالى وأحكامه فالعلم يكون بالتعلّم، وما أشْكَل عليك من الأمور يمكنك سؤال أهل العلم عنها حتى يتّضح لك الحكم الشرعي لها، وأما إذا صدر منك أية معصية على الرغم من معرفتك بحرمتها يمكنك الرجوع إلى الله تعالى، والرجوع عن ذنبك، وترك المعصية، والندم عليها والإكثار من الإستغفار والطاعات، فإن الحسنات يُذهبن السيئات، فالواجب عليك كمسلم مجاهدة نفسك على الإستقامة على أوامر الله تعالى، والإبتعاد عن نواهيه، وكل ما يؤدي إلى سخطه وغضبه، والمبادرة إلى التوبة كلما أذنبت ذنبًا فالله غفور رحيم، وعليك الحذر من كثرة الوساوس التي قد يدخلها الشيطان إلى قلبك وعقلك فيُزيّن لك الحرام حتى تعتاده وتستمرئه ويُبعدك عن طريق الحلال والصواب.[٤]
المراجع
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم:3193، خلاصة حكم المحدث صحيح.
- ↑ خالد بن سعود البليهد، "شرح حديث الحلال بين والحرام بين"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-13. بتصرّف.
- ↑ عبدالعال سعد الشليّه، "شرح حديث: إن الحلال بين وإن الحرام بين من الأربعين النووية "، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-13. بتصرّف.
- ↑ "طريقة التمييز بين الحلال والحرام"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-13. بتصرّف.