خصائص النمو في مرحلة المراهقة

خصائص النمو في مرحلة المراهقة
خصائص النمو في مرحلة المراهقة

تعريف المراهقة

تعد مرحلة المراهقة من المراحل المفصلية في حياة الإنسان، وفيها تتطوّر شخصية الإنسان من الطفولة إلى الاعتماد على الذات وتطويرها، وهي فترة عُمرية تمتد من سن 13 إلى 19 عامًا في المتوسط، وهي مرحلة صعبة على المراهقين والأهل، فالمراهقون يرغبون في هذه الفترة بالاعتماد أكثر على أنفسهم، وأداء بعض الأعمال المتعلقة بالبالغين، فهم يعدون أنفسهم أكبر من الأطفال ومن حقهم أداء تلك الأعمال، أما الأهل فيقعون في الحيرة فهم يرون فيهم أطفالًا ولم يبلغوا الوعي الكافي بعد، ويقع العديد من المراهقين في المشكلات لعدم اكتمال نموهم العقلي وقدرتهم على التصرف الصحيح في بعض المواقف، ومنهم من يتخذ قرارات يندم عليها في المستقبل، فمشاعرهم تكون مُختلطة ويُعالجون المسائل بتسرع دون التفكير في العواقب المستقبلية، وهو أمر شائع الحدوث بين هذه الفئة العمرية، لذا يجب التعامل مع المراهقين بطريقة خاصة، ليشعروا بالدعم المتواصل وينضج عقلهم حتى يُصبحوا قادرين على التفكير السليم واتخاذ قرارات صحيحة بعد دراسة ومراجعة واستشارة الأهل أو من هم أكبر عمرًا ولديهم تجارب سابقة. [١]


خصائص النمو في مرحلة المراهقة

يمر الإنسان خلال حياته بالعديد من المراحل والنقاط المفصلية في حياته التي تغير من طبيعته وسلوكياته وطريقة تفكيره على حد سواء، فالبداية مرحلة الطفولة، ثم مرحلة المراهقة، مرورًا بمرحلة الشباب، وفي النهاية مرحلة الكهولة، وهذه المراحل تأخذ منا الكثير وتعطينا الكثير في المقابل، ولربما تعد مرحلة المراهقة هي أكثر المراحل المفصلية في حياتنا إزعاجًا وألمًا؛ فهي المرحلة التي يبتعد فيها الشخص عن الطفولة ويقترب من الوعي والإدراك على كافة الأصعدة، وهي مرحلة تفصل بين عدم المسؤولية والمسؤولية بين التفكير البسيط والمعقد، وفي مرحلة المراهقة يبدو العالم أكثر اتساعًا من ذي قبل، فيعاني الفرد في تلك المرحلة من مجموعة من الصراعات الداخلية والخارجية حول ماهيته وموقعه في الحياة، ويعود السبب في ذلك إلى أنها تضم عددًا من خصائص النمو الجسدي، والعقلي، والانفعالي، والاجتماعي، وفيما يلي سنأتي على ذكر كل خاصية على حدة.[٢]

  • خصائص النمو الجسدي: خلال مرحلة المراهقة تظهر العديد من التغيرات الجسدية على المراهق، وهي تغيرات تمتاز بسرعة حدوثها، الأمر الذي يؤدي إلى نمو أجزاء جسمه، ويعود السبب في ذلك إلى أن هذه المرحلة يتحول فيها جسد الطفل إلى شاب، وتتطلب هذه العملية بالضرورة إكتمال نضج بعض الأجزاء، فتنشط الغدة النخامية ويزداد إفرازها للهرمونات الجنسية؛ يزداد إفراز هرمون التستوستيرون عند الذكور في حين يزداد إفراز هرمون الإستروجين عند الإناث، وتساعد تلك الهرمونات على إظهار الصفات الجنسية في جسد المراهق الأمر الذي يولد حالة من التوتر والاضطراب لديه بسبب اختلال إفراز الغدد والهرمونات، لذا تجد أن هذه المرحلة تمتاز بكثرة ظهور الحبوب على الوجه والجسد.
  • خصائص النمو العقلي: تشهد مرحلة المراهقة الكثير من التغيرات على مستوى عقل الشخص، ففي هذا السن يصبح المراهق أكثر قدرة على فهم وإدراك المفاهيم المجردة كما هي، كما أن هذه المرحلة تمتاز بوصول المراهق إلى الحد الأعلى من قدرته العقلية وذكائه، والنمو العقلي الذي يلي هذه المرحلة لا يتجاوز كونه توسيعًا لدائرة الخبرات والمعارف التي يمتلكها الشخص، وتجدر الإشارة إلى أن المراهق يستطيع تطوير وسائل هروب خيالية، فعلى الرغم من قدرته التركيز والانتباه لفترات طويلة مقارنةً بفترة الطفولة، إلا أنه يلجأ أحيانًا إلى مسألة أحلام اليقظة التي يخوض خلالها المراهق العديد من المغامرات المتخيلة بغية الوصول إلى تحقيق أحلامه.
  • خصائص النمو الانفعالي: خلال مرحلة المراهقة يصبح الشخص مزاجيًا أكثر، فالتغيرات الجسدية التي يمر بها إضافة إلى سرعة نموه العقلي تجعله يحاول تحديد هويته وهدفه من الحياة، الأمر الذي ينعكس على طريقة تفكيره وأسلوب معاملته لمن حوله سواء في البيت أو المدرسة، ناهيك عن تذبذب المراهق بين حالات انفعالية مختلفة وأحيانًا متناقضة، فالصراعات النفسية التي يخوضها المراهق تجعل أعصابه مشدودة ومتنبهة لأي طارئ قد يحدث من حوله.
  • خصائص النمو الاجتماعي: المراهق يبدأ ببناء وتكوين علاقاته الاجتماعية الخاصة بعيدًا عن الأهل، فتراه يعقد الكثير من الصداقات بغية تشكيل جماعة خاصة به، ويحاول المراهقون عادةً استخدام الرموز واللغات الخاصة التي لا يعلمها غيرهم، كنوع من الولاء والانتماء لهذه الجماعة، كما يصبح المراهق خلال مرحلة مراهقته أكثر تأثرًا وإعجابًا بالبارزين في المجتمع في أي مجال كان، سواء مجال الرياضة، أو التمثيل، أو السياسة وغيرها، فتجد أنه يسعى جاهدًا لتقليدهم سواء بطريقة لبسهم أو تحدثهم أو معاملتهم لمن حولهم.، ورحلة المراهقة مرحلة خطيرة كونها مرحلة تحولية تتطلب من الأهل بالضرورة عناية ومتابعة حثيثة لأبنائهم.


المراهقة عند الذكور

تختلف فترة المراهقة للذكور عن الإناث ببعض الأشياء، فالذكر المراهق خلال مرحلة المراهقة يكون بين الطفولة والرجولة في بعض الأوقات، لذا يجب الحذر بالتعامل معه، ومن أفضل الطرق للتعامل مع الأطفال الذكور المراهقيين بدء المرحلة بحسن الإصغاء، لأنه قد وصل إلى عمر يتوقف به عن الاستماع وتلقي الأوامر إلى فرض رأيه وسيطرته على الحياة، وقد لا يتقبل فكرة النصح والأمر، فهو يشعر أنه رجل لا يحب توجيهه، وفي هذه الفترة يجب الاستماع أكثر لما يقوله بصبر وروية مع محاولة لاحتوائه وأفكاره بعيدًا عن العناد والصراخ، لكن النصيحة واجبة وقد تكون من خارج محيط العائلة مقبولة أكثر.

في هذه المرحلة يجب أن يقل اهتمام الأهل بالحياة اليومية والتدخل في خصوصيات الشاب، والأهم أن لا يهتموا به اهتمامًا زائدًا وكأنه محور الكون، بل يجب أن يأخذ المساحة اللازمة لإثبات ذاته فالاهتمام الزائد يُفسد الشاب وقد يتجه إلى تصرفات غير مسؤولة وغير مرغوبة، والأفضل في هذه المرحلة إشراكه في نشاطات تُنمي عقله وشخصيته، كأمور تتعلق بخدمة الآخرين أو التطوّع، فبذلك نفرغ طاقاته الجسدية في أمر مفيد ونشغل تفكيره في أمر أهم وأعمق من الأمور التي ينجرف خلفها المراهقون الشباب.[٣]

يجب أن يكون الوالدان القدوة المثالية لبنهم خلال فترة مراهقته، لذلك يجب أن يتعرفوا على أشخاص مُختلفين ويكوّنوا صداقات مع مختلف الأجناس والأعراق وبذلك سيأخذ الأبناء منهم درسًا باتباع منهجهم دون معاندة، فالأبناء يُقلدون آباءهم وأمهاتهم في التصرفات دون أن يعرفوا ذلك، فالقدوة الحسنة وتغيير منهج الحياة للأفضل يصنع شابًا يافعًا لديه من الأخلاق ما يُفتخر بها أمام الجميع، وقد يكون ذك بتعليم الطفل أن يشعر بالآخرين ويعطف عليهم ويكون ذلك عن طريق تعليمهم العطف على الآخرين والشعور معهم من خلال القصص أو البرامج التلفزيونية أو بسرد قصص حقيقية.[٤]


التعامل مع المراهقين

قد تكون فترة المراهقة مُتعبة لليافعين في هذا العمر وقد لا يشعرون بها لعدم نمو عقولهم تمامًا في هذا السن، إلا أن الفترة قد تكون أصعب على الأهل خاصةً الذين لا يمتلكون خبرة سابقة في التعامل مع المراهقين، وفي هذه الفترة يجب الحرص على أداء بعض الأمور حتى تمر هذه الفترة العصيبة بأفضل ما يتوقع الأهل، وفي البداية يجب الحفاظ على التغذية الجيدة للجميع في المنزل، فالعقل السليم في الجسم السليم، ، ويجب تناول الغذاء المتوازن الصحي فهو أفضل ما يمكن البدء فيه، مع ممارسة الرياضة وقد يكون من الجيد مشاركة الأبناء المراهقين ببعض الأنشطة الرياضية المشتركة، كالمشي أو الهرولة أو الذهاب للنادي الرياضي لمدة ساعة يوميًا أو عدة ساعات في الأسبوع.

ومن المهم جدًا المحافظة على الهدوء مع المراهق قدر الإمكان، فلا تُفيد العصبية الزائدة وإلقاء الأوامر مع هذه الفئة بل قد يزداد الأمر سوءًا فيتنج عنه العناد الشديد أو نتائج صعبة، والأفضل ترك باب الحوار دائمًا مفتوحًا مع المراهقين، كما يجب محاورتهم ونصحهم بلطف، ومخاطبة عقولهم وقلوبهم دون اتباع طريقة الأوامر، وقد تفيد الاستعانة ببعض الأشخاص المُقربين من العائلة أو الأصدقاء للمساعدة. من المهم جدًا ترك المراهق ليحظى بالقليل من الوقت لنفسه، وأن يُمارس النشاطات التي يُحبها ويشعر بالراحة عند أدائها على أن لا تكون نشاطات مؤذية أو غير لائقة.

ويجب الحفاظ على خصوصيته فلا يجب أن يشعر المراهق بأنه دائمًا مراقب مع الحرص على المراقبة عن بعد، مثلًا تركه ليحتفظ بأشيائه في مكان مُخصص له، وعدم محاولة فتح هاتفه المحمول أو خزانته الخاصة أمامه أو بالعنف حتى يشعر بمراقبة الأهل، ويجب إيجاد الوقت المناسب لمناقشته في أي أمر غير صحيح أو غير مسموح، ويجب أن يكون الوالدان أصدقاء لأبنائهم، ويجب نصحه مع الحرص على وضع حدود يُمنع تجاوزها وتحديد عُقوبة مناسبة اتفق عليها سابقًا؛ فالتساهل عند بعض التصرفات الخاطئة وتفادي العقاب في أول مرة تعني بأن المراهق سوف يُكرر الخطأ في المرة التالية، على أن يكون العقاب مناسبًا للخطأ الذي اقترفه.[٥][٦]


المراجع

  1. "Adolescence", psychologytoday, Retrieved 18-11-2019. Edited.
  2. "Adolescent development", medlineplus, Retrieved 7-11-2019. Edited.
  3. "How to Deal with Your Teenage Son: Tips for Parents", newportacademy,26-9-2018، Retrieved 20-10-2019. Edited.
  4. Becky (10-1-2019), "Things no one tells you about parenting a teenage boy"، yourmodernfamily, Retrieved 20-10-2019. Edited.
  5. "Coping with Teenagers", skillsyouneed, Retrieved 20-10-2-19. Edited.
  6. Paul Chernyak, (29-3-2019), "How to Deal With Your Teenager (for Parents)"، wikihow, Retrieved 20-10-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :

467 مشاهدة