حديث الرسول عن يوم القيامة

حديث الرسول عن يوم القيامة
حديث الرسول عن يوم القيامة

حديث الرسول عن يوم القيامة

لا شك بأن يوم القيامة آتٍ، لكن موعده لا يعلمه سوى الله عز وجل، وقد استأثر الله تعالى بعلمه بوقته، وجعل له أمارات أو علامات تدل على قرب وقوعه، وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم عدد من الأحاديث التي تخبرنا عن يوم القيامة وتصفه وتصف أهواله، ومن أهم هذه الأحاديث:[١]

  • حديث أبي هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما سأل الرسول عن يوم القيامة: [كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَارِزًا يَوْمًا لِلنَّاسِ، فأتَاهُ جِبْرِيلُ فَقالَ: ما الإيمَانُ؟ قالَ: الإيمَانُ أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ ومَلَائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، وبِلِقَائِهِ، ورُسُلِهِ وتُؤْمِنَ بالبَعْثِ. قالَ: ما الإسْلَامُ؟ قالَ: الإسْلَامُ: أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ، ولَا تُشْرِكَ به شيئًا، وتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وتُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ المَفْرُوضَةَ، وتَصُومَ رَمَضَانَ. قالَ: ما الإحْسَانُ؟ قالَ: أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأنَّكَ تَرَاهُ، فإنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فإنَّه يَرَاكَ، قالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟ قالَ: ما المَسْئُولُ عَنْهَا بأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ، وسَأُخْبِرُكَ عن أشْرَاطِهَا: إذَا ولَدَتِ الأمَةُ رَبَّهَا، وإذَا تَطَاوَلَ رُعَاةُ الإبِلِ البُهْمُ في البُنْيَانِ، في خَمْسٍ لا يَعْلَمُهُنَّ إلَّا اللَّهُ ثُمَّ تَلَا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: {إنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ}[٢]، ثُمَّ أدْبَرَ فَقالَ: رُدُّوهُ فَلَمْ يَرَوْا شيئًا، فَقالَ: هذا جِبْرِيلُ جَاءَ يُعَلِّمُ النَّاسَ دِينَهُمْ][٣].
  • حديث عوف بن مالك الأشجعي، عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: [أَتَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غَزْوَةِ تَبُوكَ وهو في قُبَّةٍ مِن أَدَمٍ، فَقالَ: اعْدُدْ سِتًّا بيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ: مَوْتِي، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ المَقْدِسِ، ثُمَّ مُوْتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الغَنَمِ، ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ المَالِ حتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِئَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطًا، ثُمَّ فِتْنَةٌ لا يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ العَرَبِ إلَّا دَخَلَتْهُ، ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بيْنَكُمْ وبيْنَ بَنِي الأصْفَرِ، فَيَغْدِرُونَ فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةً، تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا][٤].
  • حديث حذيفة بن أُسيد الغفاري عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: [كانَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في غُرْفَةٍ وَنَحْنُ أَسْفَلَ منه، فَاطَّلَعَ إلَيْنَا، فَقالَ: ما تَذْكُرُونَ؟ قُلْنَا: السَّاعَةَ، قالَ: إنَّ السَّاعَةَ لا تَكُونُ حتَّى تَكُونَ عَشْرُ آيَاتٍ: خَسْفٌ بالمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بالمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ في جَزِيرَةِ العَرَبِ وَالدُّخَانُ وَالدَّجَّالُ، وَدَابَّةُ الأرْضِ، وَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ، وَطُلُوعُ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِهَا، وَنَارٌ تَخْرُجُ مِن قُعْرَةِ عَدَنٍ تَرْحَلُ النَّاسَ][٥].


الحكمة الإلهية من وجود يوم القيامة

يوم القيامة هو اليوم الذي يقوم به الناس لرب العالمين، وله العديد من الأسماء منها؛ يوم البعث، ويوم الحساب، واليوم المشهود، وغيرها الكثير من الأسماء، وسُميَ باليوم الآخر لأنه آخر الدنيا، وكل اسم من أسماء يوم القيامة يدلّ على حال من أحوال الناس فيه، وقد أوجد الله تعالى يوم القيامة لعدد من الحكم الربانيّة العظيمة، منها:[٦]

  • إثبات صِدق ما جاءت به الرّسل، وما نطقت به الكتب من أمر يوم القيامة وما يكون فيه.
  • ظهور كذب الكفار فيما أنكروه ونهوا عنه وأعرضوا عنه، وبيان خسارتهم وضلالهم.
  • تصديق أهل العلم والإيمان الذين صدّقوا بوجود هذا اليوم ودعوا إليه وحثوا الناس على العمل لذلك اليوم العظيم.
  • الحكم بين الناس بالحق، وإعطاء كل ذي حق حقه.
  • جزاء المحسنين بإحسانهم، وجزاء المسيئين بإساءتهم، فيجزي الله تعالى المحسنين على تطبيقهم لشريعة الله ودينه، ويعاقب الكافرين على إنكارهم وجحودهم لتعاليم الدين والشريعة ومحاربتهم لها وللرسل الذين بعثهم الله تعالى.


قد يُهِمُّكَ

يوم القيامة هو يومٌ عصيبٌ شديد له أحوال وأهوال عظيمة، فيصاب فيه العبد بالرعب والخوف والفزع، فمن شدّة هوله فإن المرضعة تذهل عن إرضاع ابنها فتنساه، والمرأة الحامل تضع مولودها لشدّة الخوف وهول الموقف، ويبدو الناس وكأنهم سُكارى ولكن على الواقع هم غير ذلك ولكن لشدة الخوف والأحداث المتتابعة لذلك اليوم يبدون كذلك، قال تعالى عن عِظم ذلك اليوم وهوله: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ*يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ}[٧].

ولما يحشر الله تعالى الناس ويَطال الأمد عليهم وهم في العذاب يطلبون من الله عز وجل أن يُعجّل لهم الحساب، فيقول كل واحد منهم نفسي نفسي، فيُعطى كل شخص كتابه بيمينه أو في شماله، فمن أُعطي كتابه في يمينه فأولئك هم الفائزون، ومن يُعطى كتابه في شماله فأولئك ممن يخيب ويخسر، ومن ثم يُعرَض الناس على الصراط ويكون مسيرهم عليه بحسب أعمالهم، فمنهم الذي يسلكه بسرعة فائقة، ومنهم من يسلكه بتردد وخوف، ومنهم من يقع عنه في النار.

ومن ينجو من سلوك الصراط فإنه ينتظره الحساب على ما فعل من خير أو شر بحق إخوته أو ظلمه لأي شخص فيأخذ كل ذي حق منه حقه، وقد ورد ذلك في الحديث الذي رواه البخاري عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: [إذَا خَلَصَ المُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ حُبِسُوا بقَنْطَرَةٍ بيْنَ الجَنَّةِ والنَّارِ، فَيَتَقَاصُّونَ مَظَالِمَ كَانَتْ بيْنَهُمْ في الدُّنْيَا حتَّى إذَا نُقُّوا وهُذِّبُوا، أُذِنَ لهمْ بدُخُولِ الجَنَّةِ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لَأَحَدُهُمْ بمَسْكَنِهِ في الجَنَّةِ أدَلُّ بمَنْزِلِهِ كانَ في الدُّنْيَا][٨].[٩]


المراجع

  1. محمد طاهر عبدالظاهر الأفغاني، "أحاديث علامات الساعة"، الالوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-29. بتصرّف.
  2. سورة لقمان، آية:34
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:50، صحيح.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري ، عن عوف بن مالك الأشجعي، الصفحة أو الرقم:3176، صحيح.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن حذيفة بن أسيد الغفاري، الصفحة أو الرقم:2901، صحيح.
  6. الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر، "الحكمة من اليوم الآخر"، الالوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-29. بتصرّف.
  7. سورة الحج، آية:1-2
  8. رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:2440، صحيح.
  9. "مراحل يوم القيامة وأهوالها"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-29. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :