محتويات
مدينة الإسكندرية
الإسكندرية ثاني أكبر مدينة في مصر بعد العاصمة القاهرة، ويبلغ عدد سكانها 4.1 مليون نسمة، وتمتد الإسكندرية على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط في شمال وسط مصر على بعد حوالي 183 كم شمال غرب القاهرة، وتقع على الحافة الغربية من دلتا نهر النيل بين بحيرة مريوط والبحر، وتمتد 40 كم إلى الغرب من مصر على طول سلسلة من الحجر الجيري على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وتتمتع المدينة بمناخ متوسطي لطيف، ويكون شهر أغسطس/آب أكثر الشهور سخونة، وتبلغ متوسط درجات الحرارة فيه حوالي 31 درجة مئوية، أما الشتاء فيكون باردًا وعاصفًا، مع هطول الأمطار الغزيرة والبرد، وتبلغ متوسط درجة الحرارة في الشتاء 18 درجة مئوية.
تحوي الإسكندرية أكبر ميناء بحري في مصر، وهذا الميناء يمر فيه أكثر من 50% من جميع واردات مصر وصادراتها، وتُعد المدينة مركزًا صناعيًا مهمًا لمصر لما تملكه من موارد طبيعية كالغاز الطبيعي، وتمر فيها خطوط أنابيب النفط القادمة من قناة السويس، واشتهرت المدينة منذ القدم في جميع أنحاء العالم القديم كمركز دولي للثقافة والتعلم، وظلت عاصمة مصر ما يقارب ألف سنة، وكذلك تشتهر المدينة بمنارتها التي تُصنف كواحدة من عجائب الدنيا السبعة في العالم القديم، ومكتبتها كانت أكبر مكتبة في العالم القديم، ولا يزال جزء من تاريخ المدينة غير مُكتشف حتى الآن.[١]
تاريخ الإسكندرية
تأسست مدينة الإسكندرية في عام 332 قبل الميلاد على يد الإسكندر الأكبر ملك مقدونيا، والذي خطط لها لتكون الرابط الرئيسي بين اليونان ووادي النيل، وكان هذا الخيار بسبب موقعها الذي يحوي مياه وفيرة من بحيرة مريوط، والمرسى الجيد على جزيرة فاروس، وفي بداية بناء المدينة بُني كاسر أمواج على مسافة 1.6 كم من جزيرة فاروس، وبُني مرفأ واسع ومنارة، وبعد بضعة أشهر من تأسيس المدينة غادر الإسكندر مصر إلى الشرق ولم يعد إلى المدينة مرة أخرى، ولكن نائبه الملك كليومينيس واصل توسيع المدينة، وعندما توفي الإسكندر عام 323 قبل الميلاد انتقل حكم المدينة إلى الملك بطليموس سوتر أول ملوك البطالمة.
بنى البطالمة العديد من القصور في المدينة، وأسسوا مكتبة الإسكندرية أهم معالم المدينة، وكانت المكتبة تحوي على ما يقارب 500,000 مجلد، وأسسوا متحف الإسكندرية، وأُنشئت مدارس للفلسفة والبلاغة وغيرها من فروع العلم والأدب، وقد سكن المدينة الكثير من عظماء وعلماء العصر القديم مثل: إقليدس، وأرخميدس، وأفلاطون، وطليموس وإراتوستينس الجغرافي الشهير، وخلال قرن من الزمان أصبحت الإسكندرية أكبر مدينة في العالم، وعندما بدأت روما بالصعود أصبحت المدينة ثانية مُدن العالم بعد روما، وكذلك كانت المدينة القديمة أكبر تجمع لمجتمع يهودي في العالم القديم، وكانت مركزًا للتعلم اليهودي، وقد أُجريت الترجمة اليونانية للكتاب المقدس العبري في الإسكندرية.[١][٢]
جزيرة فاروس
فاروس هي جزيرة صغيرة كانت تقع على بعد قليل جدًا من الإسكندرية، وكانت تُعد من أراضي المصرية القديمة، وكان ميناء جزيرة فاروس واحدًا من أكبر الموانئ وأقدمها في منطقة البحر المتوسط، وقد اتضح ذلك وأُكد بعد التقاط صور حديثة تُبين ضخامة الميناء الغارق تحت الماء، وتُبين الصور كاسر الأمواج الشمالي الرئيسي الذي يبلغ طوله الإجمالي أكثر من 2,300 متر تحت الأنقاض على عمق مائي يتراوح من 40 إلى 60 مترًا، والعرض الكلي لكاسر الأمواج يتراوح بين 60 إلى 80 مترًا، ويُقدر إجمالي مساحة الميناء بحوالي 6 كم مربع، وكان مدخله الرئيسي على الجانب الجنوبي من الجزيرة، وإلى الشرق مباشرة من المدخل كان يوجد بناء سُلطة الميناء، وكان يَحُد شواطئ الجزيرة هياكل مبانٍ صغيرة، تقع هذه الهياكل على بعد حوالي 200 متر إلى الشمال من كاسر الأمواج الرئيسي الشمالي، ويبلغ عمق المياه فيها حوالي 10 أمتار.
في الوقت الحاضر توجد جزيرة في البحر قبالة مصب نهر النيل يُطلق عليها اسم فاروس، ولكن أغلب أجزاء الجزيرة والميناء اختفت، ويُعتقد بأن هذه الجزيرة كانت أكبر حتى قبل قدوم الإسكندر، وأن جزءًا كبيرًا منها اختفى بسبب النشاط التكتوني المُفاجئ ما بين القرن 18-15 قبل الميلاد، ويُعتقد بأن هذا الميناء القديم بُني في فترة الفرعون رمسيس الثاني بين أعوام 1279 إلى 1213 قبل الميلاد بعد انتصاره على شعوب البحر في عام 1277 ميلاديًا، وبعد ذلك من المعروف أن الإسكندر المقدوني هو مؤسس الجزيرة ومؤسس مدينة الإسكندرية التي سُميت على اسمه.[٣]
أبرز معالم الإسكندرية وجزيرة فاروس
تشتهر جزيرة فاروس بتاريخها العريقة، إذ أسسها الإسكندر الأكبر، وبُنيت المنارة إحدى عجائب الدنيا السبعة القديمة، وفرضت الملكة كليوبترا سيطرتها عليها، وأصبحت فاروس والإسكندرية جواهر البحر الأبيض المتوسط، وفي العصر الحديث تتمتع الإسكندرية بأجواء رومانسية لا يمكن تفويتها، وفي المنطقة الكثير من الآثار والمعالم التاريخية، منها ما يأتي:[٤]
- مكتبة الإسكندرية: هي مركز ثقافي مُصمم لإعادة إحياء المكتبة القديمة في الإسكندرية، ويضم البناء مجموعة من المتاحف، وواحدة من أكثر المكتبات تطورًا في العالم الحديث، وبداخل المبنى توجد غرفة القراءة الضخمة التي تحوي ثمانية ملايين مجلد، وأسفل المكتبة الرئيسية يُمكن للزوار استكشاف مجموعة من المعارض الجميلة، ومتحف المخطوطات الذي يحوي مجموعة رائعة من النصوص القديمة والمخطوطات، ويوجد متحف الآثار الممتلئ بالآثار اليونانية والرومانية التي وجدت أثناء التنقيب تحت الماء، ويوجد في المبنى متحف العلوم والقبة السماوية التي تهدف لتعليم الأطفال علوم الفضاء.
- متحف الإسكندرية القومي: متحف الإسكندرية القومي مكان لا بد من زيارته في الإسكندرية، ويحوي العديد من الآثار منذ العصر الفرعوني حتى العصر الهلنستي عندما كانت الإسكندرية ومصر تحكمهما أسرة بطليموس، وأيضًا يحوي المتحف آثارًا من العهد البيزنطي والإسلامي.
- حصن قايتباي: بُني حصن قايتباي على يد السلطان المملوكي قايتباي في محاولة لتحصين هذا الميناء المصري المُهم من الهجوم، واستُخدمت في البناء أنقاض منارة الإسكندرية القديمة.
- عمود بومبي: يقع هذا العمود في الجنوب الغربي من المدينة في منطقة كارموس التاريخية، وهي تلة تناثرت عليها بقايا الجدران القديمة، والعمران والركام على مدى تاريخ الإسكندرية، ويتكون هذا العمود من غرانيت أسوان الأحمر، ويصل ارتفاعه إلى ما يقارب 27 مترًا، وقد أُنشئ في عام 292 ميلاديًا على شرف الملك دقلديانوس الذي قدم الطعام للسكان الذين يتضورون جوعًا بعد حصار المدينة.
- قصر كليوباترا: توجد بقايا قليلة لقصر الملكة كليوبترا آخر ملوك الفراعنة في مصر، ولاكتشاف هذا القصر بشكل أكبر يجب الغوص في مياه فاروس.
المراجع
- ^ أ ب "Alexandria", newworldencyclopedia, Retrieved 2-12-2019. Edited.
- ↑ Joshua J. Mark (2-5-2018), " Alexandria, Egypt"، ancient, Retrieved 6-12-2019.
- ↑ " Alexandria Pharos island", ancientportsantiques, Retrieved 2-12-2019. Edited.
- ↑ Jess Lee (26-2-2019), "17 Top-Rated Attractions in Alexandria & Easy Day Trips"، planetware, Retrieved 2-12-2019.