تعرف على مشاكل المراهقين السلوكية وكيفية حلها

تعرف على مشاكل المراهقين السلوكية وكيفية حلها
تعرف على مشاكل المراهقين السلوكية وكيفية حلها

ما أبرز مشاكل المراهقين السلوكية؟

أن تكون والدًا لابن أو ابنة في فترة المراهقة ليس بالأمر الهيّن، وهذا يعود إلى أنّ دماغ المراهقين في هذه الفئة العمريّة لا يزال ينمو، ناهيكَ عن أنّ هذه الفترة هي المرحلة المتوسطة التي تأتي ما بين الطّفولة والنّضج، ففي مرحلة المراهقة تُعاد هيكلة القشرة الأماميّة من دماغهم، وهي الجزء المستخدم للتّعامل مع العواطف، واتّخاذ القرارات، والتّفكير، ناهيكَ عن الثّورة الهرمونيّة في أجسامهم التي تجعلهم متقلّبي المزاج، وشديدي الانفعال، فدماغهم يتعامل مع المعلومات والمواقف بشكل مغاير عمّا كانوا عليه في طفولتهم التي تتميّز بالبساطة، والسّطحيّة، وهذه العمليّة من إعادة الهيكلة لا تنتهي حتّى منتصف العشرينيّات من عمرهم، وعندها نستطيع أن نقول أنّهم وصلوا لمرحلة النّضج الكامل، فتجد نفسكَ مضطرًّا للتّعامل بحنكة وهدوء مع سلوكيّاتهم، وأن تتعرّف على أبرز المشاكل التي قد يقعون بها في هذه الفترة لتعرف كيف تتعامل معهم، ومن أبرز تلك المشاكل ما يلي:[١]

  • كما ذكرنا سابقًا، فإن دماغ المراهقين يقرأ مشاعر وملامح الآخرين بطريقة مختلفة، إذ يستخدم الدّماغ في هذه الفترة قشرة الفص الأمامي لتفسير الإشارات العاطفيّة، وتُصدر اللّوزة الدّماغيّة ردّات فعلهم، ومرادنا من هذا الشّرح أن تعلم أنّ المراهقين يُخطئون في قراءة تعابير الوجه، وغالبًا ما يفسّرونها على أنّها ملامح تُنبئ عن غضب، أو استهزاء، لذلكَ تكون ردّة فعلهم عنيفة أحيانًا.
  • تجد المراهق نتيجة للثّورة الهرمونيّة في جسمه يجنح إلى ممارسة سلوكيّات جديدة عليه، قد تكون محفوفة بالمخاطر، من باب روح المغامرة والتّجربة التي تتوافق مع جنون الهرمونات، مثل تجربة المشروبات الكحوليّة، والتّدخين، أو تعاطي المخدّرات، أو الهروب من المدرسة، أو السّرقة، وحتّى إيذاء النّفس، وغيرها من الأفعال غير السويّة التي تبدو لهم مثيرة ومغامرة لابد لهم من خوضها.
  • يتعرّض المراهق لتقلّب في المزاج، فتجده في بعض الأحيان سعيد ويضحك، وبنفس اللّحظة ينقلب إلى شخص قلق ومتوتّر، ومكتئب، وهذه التقلّبات المفاجئة إشارة إلى بعض المشاكل الكامنة التي يعاني منها ويرغب منكَ كوالد الانتباه لها.
  • يبدأ المراهق بالانبهار لخطوط الموضة، ويرغب بمجاراتها مثل ارتداء ملابس قد تراها أنتَ استفزازيّة، أو يصبغ شعره بطريقة غير مناسبة، وحتّى قد يصل به الأمر إلى تجربة الوشم، أو التّعبير عن رغبته بذلكَ، وهنا عليكَ أن تتجنّب إطلاق الأحكام عليه، وأن تبتعد عن الانتقاد، وأن تتقبّل هذه التّغييرات بحدود المعقول، وعليكَ أن تراقب عن كثب تغيّر سلوكيّاته، لأنّها قد تُنذر بمعاناته من اضطراب سلوكي يحتاج منكَ إلى علاجه، ومن الإشارات التي يجب أن تلاحظها هنا هو ما إن كان يفتعل مشاكل في المدرسة، أو يُعاني من زيادة شديدة في الوزن، أو خسارة مفاجئة في الوزن، فكلّها علامات تحذيريّة عليك أن تولي لها الكثير من الاهتمام.
  • يرغب المراهق في هذه المرحلة العمريّة بالاستقلاليّة، ما يجعله يصطدم معكَ أو مع أفراد عائلته، فيبدأ يتمرّد، وتزيد حدّة الجدال والنّقاش العنيف معكم، ويجب أن تعلم هنا أنّ المراهق لا يعاندكَ، ولا يتمرّد من أجل التمرّد، بل يسعى للحصول على القليل من الحريّة أكثر من الحرية المسموحة له وهو طفل شديد التعلّق بكَ، فهو ببساطة يرغب بالاستقلال.
  • يصبح المراهق في هذه الفترة، متأثرًا بأصدقائه أكثر من والديه، فيصبح أصدقائه بدرجة أعلى أهميّة من عائلته، وهنا عليكَ أن تتعرّف على أصدقائه، وتلاحظ سلوكيّات ابنك عندما صادقهم، فإن كانوا أصدقاء سوء سيظهر على ابنكَ بعض السلوكيّات التّحذيريّة التي يجب أن تتنبّه لها، مثل أن يقضي معظم وقته بغرفته منفردًا، أو يُكثر من الكذب، ويرفض الامتثال لقوانينكَ.


ما طرق علاج مشاكل المراهقين السلوكية؟

فيما يلي سنوضح لك بعض الاستراتيجيّات التي تستطيع اتّباعها من أجل التّعامل مع ابنكَ المراهق، ولتتمكن من مساعدته على تخطّي هذه المرحلة الخطرة بسلام إلى برّ النّضوج الآمن:[٢]

  • ضع قواعد واضحة للتّعامل بين أفراد العائلة، وأشركه في إرساء هذه القوانين، فهذا يُشعره بأنه فرد مهم في العائلة، وغير مهمّش، وقد تساعده في تطبيقها.
  • ركّز على سلوكه غير السّوي، وليس على شخصيّته، فعندما تتحدّث معه، دعه يعلم أنّه شخص محبوب، ومحترم، ولكن سلوكه هذا غير صحيح، فمثلاً بدلاً من أن تقول: "أنت وقح بطريقة كلامكَ معي"، تستطيع أن تقول: " أنتَ تُؤذيني بأسلوب حديثكَ هذا".
  • تصرّف بطريقة تكن فيها قدوة حسنة له، وننصحك بأن تتصرّف معه بالطّريقة التي تريده أن يعاملكَ بها، وتحدّث معه بنفس الأسلوب الذي ترغب بأن ينتهجه معكَ.
  • كن متواجدًا دائمًا لابنكَ المراهق، وشجّعه على التّواصل الإيجابي معك، لتعرف ما يفكّر به، وكيف يتصرّف، وتقوّمه دون أن يشعر بأنّها قوانين صارمة.
  • اجعله يعرف أنّه إذا أخطأ فعليه أن يُعاقب، فالتّواصل البنّاء مع ابنكَ المراهق لا يعني أن تتنازل عن أسلوب العقاب، فمن أمِن العقاب، أساء الأدب، ولكن لا تبالغ بالعقاب، واجعله مناسبًا لما يقترفه من أخطاء، واحرص على أن توضح له سبب عقابه.
  • حاول أن تكون مرحًا معه، وأن تتمتّع بروح الفكاهة، فهذه السّلوكيّات من شأنها أن تخفّف من حدّة النّقاش بينكما، ويمكن أن تكسب قلبه، ولكن الفكاهة هنا لا تعني أن تسخر منه، إيّاكَ أن تستهتر بمشاعره فهي تقوده إلى العناد، ومزيد من الجنون والتمرّد.
  • تغاضى عن بعض سلوكيّاته المعقولة، مثل ملابسه المستفزّة، أو بعض ملامح الاستهزاء، طالما أنّه لا يتخطّى الخطوط الحمراء.


تعرف على المخاطر المترتبة على مشاكل المراهقين السلوكية

المخاطر المترتّبة على سلوكيّات المراهقين غير السويّة تعتمد على بعض العوامل الاجتماعيّة، والدّيموغرافيّة، مثل الحي ما إن كان آمنًا أم خطرًا، والمدرسة، والزّملاء فيما إذا كانوا رفقاء سوء، وكذلكَ بيئة الأسرة التي ينشأ فيها المراهقين، والثّقافة الدينيّة والمجتمعيّة التي تتبّناها، فدراسة مثل هذه العوامل، والإحاطة بها، تحد من المخاطر التي قد يتعرّض لها ابنكَ المراهق، والتي تقوده لمشاكل أكبر مثل الأمراض، أو الانتحار، أو الانحراف، إذ عليكَ أن تراقب سلوكيّاته في ظل هذه العوامل عن كثب، وتوجّهه للصّواب، وتردعه عن مثل هذ السّلوكيّات، فهي تؤثّر على نشأته، وصحّته مستقبلاً، مثل إدمان المخدّرات، أو مخالفته للقانون، أو سلوكه الاكتئابي الانتحاري، وإيذائه لنفسه، فهذه سلوكيّات يجب أن تضع له حدًا فيها، فمثل هذه السّلوكيّات لا تترتّب مخاطرها على المراهق وحده، بل تتعدّاها إلى المجتمع ككل.[٣]

تعرّف أكثر على أسباب انحراف المراهقين بقراءة هذه المقال: أسباب وحلول انحراف الشّباب.


قد يُهِمُّكَ: كيف تساعد ابنك المراهق على تعزيز ثقته بنفسه؟

ثقة ابنكَ المراهق بنفسه تعتمد على طريقة تعاملكَ معه، ففي هذه الفترة يُكثِر المراهق من الشّك بذاته، والنّظرة الدّونيّة لنفسه، وانعدام الأمان، وهنا يأتي دوركَ في بناء ثقته بنفسه، ولتتمكن من ذلك ننصحك بالاستعانة بالنّصائح التّالية:[٤]

  • تحدّث مع ابنكَ المراهق بطريقة إيجابيّة، وعزّز ثقته بنفسه خاصّةً إذا تعثّر وفشل في إنجاز أمر ما، إذ يأتي دوركَ هنا لإخباره أنّ الفشل ليس نهاية العالم، وتستطيع أن تخبره عن مواقف فشلت بها، أو غيركَ، ولكنّكَ لم تستسلم.
  • ابنِ ميزانًا صحّيًا لابنكَ المراهق يستطيع معه أن يتقبّل ذاته كما هي بعيوبها، وسلبيّاتها، ويحاول أن يحسّن منها، مثل معاناته من حبوب الشّباب المستفحلة، أو زيادة الوزن، فالعيوب بمثل هذه المرحلة مدمّرة للمراهق إن لم يتعلّم كيف يتقبّلها، ويحسّنها.
  • ساعده في وضع قائمة يكتب فيها نقاط قوّته، ونقاط ضعفه، وكيف يعزّز الأولى، ويتغلّب على الثانية، وفي قائمة أخرى اجعله يحدّد أهدافه القابلة للتّحقيق التي يطمح بالوصول لها، وما العقبات التي يتوقّع أن تواجهه، وكيف يتغلّب عليها.
  • امدح سلوكه الذي أدّى لنتيجة ناجحة، بدلاً من التّركيز فقط على النّتيجة، فهذا يجعله يعلم مدى أهميّة العمل الجاد للنّجاح، ويجعله يركّز على بذل أقصى جهد للوصول لإنجاز المهام، فالأهم من النّتيجة الجهد في العمل، ولا بأس من الإخفاق، طالما أنّه فعل ما يستطيعه، وبذل قصارى جهده، فأحيانًا تأتي الرّياح بما لا تشتهي السّفن، فهذه طبيعة الحياة، وهذه الاستراتيجيّة تجعله يتقبّل الفشل أو الإخفاق بروح إيجابيّة، إذ يستطيع الإنسان التحكّم بمجهوده، ولكنّه لا يستطيع التحكّم بالنّتائج.
  • رسّخ لديه قناعة التكلّم بصوتٍ عالٍ، والتّعبير عمّا يعانيه من مشاكل بوضوح معكَ، فهذه الاستراتيجيّة تعلّمه أنّه عندما يواجه مشكلةٍ ما، أو عقبة في طريقة، أن لا يستسلم، ويعرف كيف يطلب المساعدة بطريقة لبقة، ومهذّبة.


المراجع

  1. "Help for Parents of Troubled Teens", helpguide, Retrieved 26/2/2021. Edited.
  2. "Dealing with Disrespectful Teenage Behaviour", healthyfamiliesbc, Retrieved 26/2/2021. Edited.
  3. "Factors associated with risk behaviors in adolescence: a systematic review", scielo, Retrieved 26/2/2021. Edited.
  4. "8 Essential Strategies for Raising a Confident Teen", verywellfamily, Retrieved 26/2/2021. Edited.

فيديو ذو صلة :