محتويات
مفهوم التعليم المنزلي للأطفال
قد تعتقد أن التعليم المنزلي من الظواهر الجديدة المنتشرة في جميع أنحاء العالم وأنه ظرف مؤقت فرضته الظروف الصحية علينا في أيامنا هذه، ولكن التعليم المنزلي هو نظام تعليمي وجد قديمًا، ويقوم من خلاله الأهالي بتعليم أطفالهم في المنزل عِوضًا عن إرسالهم إلى المدرسة، وهناك عدة أسباب قد تؤدي إلى اختيار الأهل للتعليم في المنزل، كعدم وجود ثقة في الخيارات التعليمية المتاحة في المدارس، أو لبعض التحفظات الدينية أو التربوية، أو للاعتقاد بأن عملية التعليم التقليدية في المدرسة لا تعطي أي تقدم ملحوظ للأطفال.
وقد انتشر التعليم المنزلي بكثرة في فترة السبعينيات بسبب كتابة بعض المؤلفين والباحثين المشهورين عن الإصلاح التعليمي واقتراحهم للتعليم المنزلي كخيار بديل عن الذهاب للمدرسة، وتؤكد التقارير وفقًا للمعهد الوطني لبحوث التعليم المنزلي أن هناك أكثر من مليوني طفل يدرسون في المنزل في الولايات المتحدة الأمريكية وتزداد تلك الأعداد بسرعة في كل عام، وهذا النمط من التعليم قانوني في العديد من البلدان لكن تختلف سياسته وشروطه من مكان إلى آخر.[١]
إليك أبرز طرق التعليم المنزلي للأطفال
تعددت طرق التعليم المنزلي للأطفال لانتشاره على نحو كبير في كافة أنحاء العالم، وتتميز كل طريقة بأسلوب معين يتفق مع تفكير الطفل، وسنوضح لك بعض هذه الطرق ومميزاتها من خلال ما يلي:[٢]
التعليم المنزلي الانتقائي
يُستخدم هذا النوع من التعليم المنزلي في كثير من الأحيان من قِبَل الآباء العاملين في مجال التدريس، ويعتمد على دراسة الكتب المتخصصة بالتدريبات الرياضية والقراءة والتهجئة، ويفضل البعض تطبيق هذا النوع من التعليم في أوقات الصباح الباكر، وممارسة الهوايات والأنشطة في فترة بعد الظهيرة، ولا يوجد أوقات محددة لكل مادة لكن مع ذلك باستطاعة الطفل تحقيق عدة أهداف تعليمية، ولتحسين هذه العملية التعليمية يعتمد المعلم المنزلي على معايير الفصل الدراسي نفسه المطبق في المدارس، كتعليم الطفل في مستوى الصف الثاني أساسيات جدول الضرب، الذي يتعلمه الأطفال بنفس المستوى لكن في المدرسة، ويتميز هذا النوع بأنه يركّز على الطفل وعلى استيعابه للمعلومات، ويمتاز بالقدرة على اختيار الكتب المدرسية والرحلات الميدانية الأنسب لاحتياجات الطلاب والعائلة.
التعليم المنزلي القائم على منهجية المدرسة في المنزل
ينتمي هذا النمط إلى التعليم المنزلي التقليدي، ويعد من الطرق المكلفة والمنتشرة والمعروفة عند الكثيرين، ويعتمد على إحضار المناهج التعليمية من قِبَل الكادر التدريسي والكتب المدرسية لمستوى الطفل والجداول الدراسية والدرجات لكل مادة والسجلات التابعة لها إلى المنزل، لكن الآباء هم المسؤولون عن التخطيط لعملية التدريس، وتحديد المواد التعليمية التي يرغبون بتلقينها لأطفالهم، لذلك فهو يتميز بقدرة الآباء على معرفة ما يجب تدريسه وما الوقت المناسب لعملية التدريس؛ لأن المنهج يحدد الجدول الزمني اللازم لإنهائه.
التعليم المنزلي غير المدرسي
يركّز هذا النمط من التعليم على اهتمامات الطفل وميوله وتطويرها، ويتعلم الطفل بواسطة التعليم غير المدرسي من تجارب الحياة اليومية والسعي وراء اهتماماته الخاصة والاعتماد على الفضول للمعرفة بنفس الطريقة التي يتعلم بها الأطفال مبكرًا المشي والتحدث، فلا يستخدم الطفل جداول المدرسة أو الدروس والمناهج الرسمية في المدارس، لكن باستطاعة الطفل تعلم الأساسيات في الرياضيات والعلوم والقراءة والتاريخ، ومع هذا يركّز على معرفة وتعلّم الأشياء التي يميل إليها.
التعليم المنزلي التقليدي
وُجد التعليم التقليدي منذ العصور الوسطى وهو قائم على تعلم الفرد بذاته بالاستعانة بالأدوات الخمس وهي العقل والتسجيل والبحث والربط بين الأمور والبلاغة، فيستعدّ الأطفال بسن مبكرة للتعليم من خلال التفكير بعقولهم وتسجيل الملاحظات والبحث للتعرف أكثر على الأمور من حولهم، ثم تبدأ المرحلة التالية بربط الأمور والتفاصيل ببعضها للحصول على الاستنتاجات، وأخيرًا القراءة والدراسة والبحث في الأمور الأكثر تطورًا وأهمية، وتجتمع جميع هذه الأدوات في مرحلة البلاغة القائمة على حدوث الاتصال بين الطفل والعالم الخارجي، وفي مرحلة التعليم التقليدي يستعين الطفل بقراءة الكتب لمساعدته في هذه المرحلة أو تصفح مواقع الإنترنت للتعرف أكثر على الموضوع الذي يدرسه.
التعليم بطريقة شارلوت ماسون للتعليم المنزلي
تتبنى هذه الطريقة تعليم الأطفال من خلال منحهم الوقت الكافي للعب والإبداع وحثهم على المشاركة في الحياة والتعامل مع المواقف الواقعية التي باستطاعتهم اكتساب الخبرة الحياتية منها، ويقوم الطلاب في هذا النمط بالتنزه خارجًا وسط الطبيعة، وتعلم الجغرافيا والتاريخ والأدب بأنواعه من الكتب المختصة، وتنظيم الزيارات الميدانية للمتاحف الفنية.
التعليم بطريقة والدورف للتعليم المنزلي
تعد من الطرق الشائعة التي أسسها والدورف شتاينر مؤكدًا على ضرورة تعليم الطفل من جميع الجوانب البدنية والعقلية والشعورية منذ الصغر من خلال التركيز على الحرف اليدوية والفنون المتنوعة والموسيقى والطبيعة والحركة الجسدية، أما الأطفال الأكبر سنًا يطورون الوعي الذاتي لديهم، والقدرة على التفكير بالأمور المحيطة بهم بأنفسهم، فلا يستخدمون الكتب الرسمية في المدارس، بل يصممون الكتب الخاصة بهم من خلال التحدث عن خبراتهم الخاصة والأمور التي تعلموها، كما أن هذه الطريقة لا تحبذ استخدام التكنولوجيا كأجهزة الكمبيوتر والتلفاز لاعتقادها بأن هذه الأجهزة تؤثر سلبًا على صحة الطفل.
مميزات وعيوب التعليم المنزلي للأطفال
يتمتع التعليم المنزلي للأطفال بالعديد من الميزات المفيدة للآباء والأطفال، لكن هذا لا ينفي وجود بعض السلبيات، تعرّف فيما يلي على أبرز مميزات وعيوب التعليم المنزلي للأطفال:[٣]
- مميزات التعليم المنزلي للأطفال:
- إمكانية تحديد المنهج والجدول الدراسي الأنسب لظروف الآباء والأطفال.
- تغيير نمط التعليم للأطفال وجعله أكثر متعة بالنسبة لهم.
- توثيق العلاقة بين الآباء والأطفال وإنشاء روابط قوية بينهم.
- اختيار طرق التعليم الأنسب لقدرات الأطفال.
- قضاء المزيد من الوقت مع الأطفال في مناقشة العديد من الأمور.
- إنشاء جداول زمنية مرنة لطفلك.
- عيوب التعليم المنزلي للأطفال:
- البقاء مع الأطفال طوال اليوم مما يخلق جوًا مشحونًا عند مشاغبتهم وإساءتهم التصرف.
- التبرير والشرح المستمر لأسباب تعليم أطفالهم في المنزل عِوَضًا عن المدرسة للمحيطين بهم في حال عدم تفهمهم للأمر.
- صعوبة السيطرة على الغضب والانفعال عند مواجهة الأطفال بعض الصعوبات أثناء التعلم.
- صعوبة مواكبة سير العملية التعليمية في المدارس؛ لأن التعليم المنزلي أبطأ.
- إنفاق الكثير من المبالغ المالية على المواد التعليمية والكتب.
- صعوبة تحفيز الأطفال.
- افتقار أطفالك للرفقة والعلاقات الاجتماعية وصعوبة تكوين صداقات خارج نطاق المدرسة.
قد يُهِمُّكَ: ما دوافع الآباء لاتباع نظام التعليم المنزلي لأطفالهم؟
يوجد العديد من الدوافع لاتباع بعض الآباء نظام التعليم المنزلي لأطفالهم، وفيما يلي بعضًا منها:[٤]
- وجود بعض الاحتياجات الخاصة للطفل التي تصعّب عليه التعليم في المدرسة أو عدم قدرته على التكيف مع البيئة المدرسية والطلاب الآخرين.
- تجنّب إصابة الأطفال ببعض المشاكل النفسية كالإحباط بسبب تعرضهم للتنمرأو الإساءة من قبل زملائهم.
- عدم رضى بعض الآباء عن طرق التدريس المتبعة في المدرسة، أو عدم قدرتهم على إدخال أطفالهم للمدرسة التي يرغبون بها.
- زيادة تركيز الطفل على المواد والمواضيع التعليمية التي يرغب الآباء بتعليمها لهم، والتي قد لا يجدونها في بعض المناهج والمؤسسات التعليمية.
- المرونة في التعامل مع العملية التعليمية بسبب القدرة على الوصول إلى الدروس في أي مكان ووقت يناسب أطفالهم من خلال شبكة الإنترنت.
المراجع
- ↑ Jamie Martin (5-5-2020), "What Is Homeschooling? A Guide for Parents and Students", parents, Retrieved 4/2/2021. Edited.
- ↑ "Discover Your Homeschool Method", homeschool, Retrieved 4/2/2021. Edited.
- ↑ Becton Loveless, "Benefits and Disadvantages of Homeschooling", educationcorner, Retrieved 4/2/2021. Edited.
- ↑ "HOMESCHOOLING ONLINE", interhigh.co, Retrieved 4/2/2021. Edited.