تحويل شئ الى ملكية الدولة يسمى

التحويل إلى ملكية الدولة

يُعرَف إجراء تحويل الملكية الخاصة إلى ملكية الدولة بالتأميم، ويُعرّف مصطلح التأميم بحسب قاموس معجم الوسيط أنه إجراء تتخذه الحكومة فتصبح تُسيّر مؤسسة أو مصلحة خاصة، إذ يذهب معارضو الدولة إلى اتباع أسلوب التأميم إلا أنه لا جدوى منه إذ يؤدي إلى المركزية المفرطة، ويكلّف الدولة أموالًا طائلة، بينما يميل المؤيدون إلى الصناعات المؤممة لأنها تكون أسهل للتنسيق وأيسر للتطوير،[١]، وبشرح أبسط، فالتأميم يعني أن تُحَوَّل وسائل الإنتاج من ملكية خاصة إلى ملكية جماعية أو عامة لتخدمة كل المواطنين دون استثناء أحد، وهي الطريقة المتبّعة عند النظام الشيوعي والإشتراكي، كما يجب على الحكومة تقديم تعويض لصاحب المُلك الّذي حازت عليه، أو في بعض الأحيان لا تقدّم تعويضًا لأغراض ضرورية للدولة مثل: إنشاء مستشفيات، أو طرق ، أو خزانات للمياه، أو أماكن ضرورية تخدم المصلحة العامة، وهو يعدّ حق الحكومة في الاستيلاء على الممتلكات.[٢]

تسيطر الحكومة في الدول الكبيرة على غالبية الشركات الخاصة، مع بقاء المساهمين الأصليين في الشركة، إذ إن الحكومة تصبح شريكة في هذا الملك، وعلى الرغم من أن تأثير الحكومة يكون ضئيلًا إلى أن تُنقل أصول الشركة إلى الدولة من خلال الاستحواذ على رأس المال، مع ترك إدارة الشركة موجودة لمواصلة أعمالها تحت سيطرة الدولة، وقد يحدث التأميم دون الحاجة إلى الاستحواذ مثل تأميم التعليم، إذ إن الولايات المتحدة الأمريكية تُخضع التعليم العام للسيطرة من قبلها، وهو عكس تأميم المصانع أو الشركات، أو الموانئ، أو المطارات، وغيرها.[٢]


مصطلح التأميم وعلاقته بالاشتراكية

ارتبط مصطلح التأميم بالنظام الاشتراكي، أو الحكومة الاشتراكية، إذ طُبقت النظريات الشيوعية الّتي تنص على جعل كل الممتلكات المهمة في الدولة تخضع لخدمة كافة طبقات الشعب وبشكل متساوٍ وعادل، وقد بدأ الأمر في الاتحاد السوفيتي (روسيا) حاليًا، إذ نقلت المؤسسات الصناعية والمصرفية والتأمينية من الملكية الخاصة إلى ملكيتها العامة بعد عام 1918 ميلاديًا، كما أممت المكسيك عام 1938 ميلاديًا جميع المصانع والصناعات النفطية، كذلك الحال في إيران عام 1951 ميلاديًا، وفي حلول عام 1960 ميلاديًا عملت كوبا على تأميم كافة الشركات الأجنبية.[٢]

وتسعى الدولة دائمًا إلى السيطرة على أكثر المؤسسات حساسية في الدولة كمصانع التعدين، ومصانع الطاقة، والمياه، والكهرباء، والشرطة، والدفاع المدني، والمستشفيات، والتعليم، ووسائل النقل، إذ إن كل هذه تلعب دورًا أساسيًا في سير البلد وضمان قوّة اقتصاده، فإذا تُركت هذه المصانع تحت ملكية شخصية فسيكون المهم بالنسبة لهم هو تعظيم ملكيتهم الربيحة، أما الدولة ستسعى إلى ضمان فعاليات هذه المؤسسات وإنتاجها، وتقديم الخدمة المناسبة للمواطنين كافة، والجدير بالذكر أن في بعض البلدان النامية توجد سيطرة مؤقتة على مختلف المصانع للمحاولة في التخفيف من فشل رأس المال فيها، أو عدم كفاية العرض مقارنة للطلب، ودعم القطاعات المحلية الخاصة مما يتيح سوقًا تنافسيًا لكل الخاضعين في هذا المجال.[٢]

تعدّ قناة السويس المصرية أشهر المعالم الّتي أُممت في عهد الرئيس المصري الاشتراكي جمال عبد الناصر، إذ سيطر الفرنسيون والبريطانيون على القناة منذ 87 عامًا، حيث تم إعلان تأميمها 1956 ميلاديًا، إذ أسفر هذا الأمر عن غزو منطقة القناة من الكيان الصهيوني وفرنسا وبريطانيا الّذي عرف بالعدوان الثلاثي على مصر، إذ يُعلن عن تأميمها بحجّة حماية مصالحهم الشخصية، إذ تعدّ قناة السويس رمزًا من الآثار الجيوسياسية الكامنة في التأميم عندما تمارَس كوسيلة لسيادة الدولة جغرافيًا واقتصاديًا، وتعدّ خطوة تأميم القناة ردًا على سحب الولايات المتحدة الأمريكية، والبنك المركزي، وبريطانيا تمويلهم للسد العالي، كما سُحب كافة الموظفين الإنجليز المشرفين على مشروع القناة، إذ تولّى الموظفين المصريين إدراة القناة ونجحوا في ذلك، الأمر الّذي سبب صدمة للدول المنسحبة.[٢]


فوائد التأميم

نجم عن أسلوب التأميم الكثير من الفوائد العائدة على الدولة ومصالح الأفراد فيها، ومن هذه الفوائد:[٣]

  • يضمن التأميم خلال فترة الحروب نهجًا منسّقًا من الإنتاج والإمداد، لضمان البقاء الاقتصادي لمواجهة الحرب، وإعادة إعمار الخراب الناجم عنه، ويساعد التأميم على التخطيط المركزي الّذي يعمل على إنشاء خدمة أكثر تنظيمًا وتنسيقًا، ويتم تطبيق التأميم على المصادر الاقتصادية المهمة.
  • يساعد تأميم البنية التحتية على توفير فائدة أكبر للأفراد، إذ إن تأميم سكك الحديد أو المواصلات يحسن كفاءتها وأداءها وفقًا لنظام محدد من قبل الحكومة، مما يؤدي ذلك إلى تقليل حركة المرور، والازدحام، والتلوث الناجم عن تعدد السيارات، كما يساعد تحسين وسائل النقل العام ويزيد الإقبال عليها من قبل المواطنين، الأمر الّذي ينتج عنه تقليل تكاليف امتلاك سيارة خاصة.
  • يعمل التأميم على انتشال البنوك من الفشل بسرعة أكبر، إذ بواسطة التأميم يمكن تمويلها وإعادة بناء بنيتها المصرفية، إضافة إلى ضمان موثوق لمستقبل البنوك.


عيوب التأميم

واجهت الصناعات المؤممة بين عامي 1945 و1951 ميلاديًا مشاكل متعددة، إذ إن الصناعات المؤممة في بادئ الأمر تسير بكفاءة ثم يبدأ الإهمال فيها، وقد أصبحت المؤسسات المؤممة تعتمد على الضرائب كمنقذٍ لها في حال الفشل المادي، مما يزيد من الضغط المادي على المواطن في كل مرة يزيد فيها سعر سلعة ما، إضافة إلى أن الصناعات المؤممة يُخصص لها رأس مال محدود من أجل التحديث عليها، الأمر الّذي أثر عليها في المدى البعيد لأنها يجب أن تتنافس إرادات هذه الصناعات مع إنفاقات الحكومة، مما عرّض تلك الصناعات إلى نقص في الاستثمار، ومن هذه الصناعات الصحة، والدفاع المدني، والتعليم، وغيرها.[٣]


المراجع

  1. "تعريف و معنى تأميم في قاموس المعجم الوسيط"، almaany، اطّلع عليه بتاريخ 17-7-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث ج "Nationalization", britannica, Retrieved 17-7-2019. Edited.
  3. ^ أ ب "Nationalisation", economicsonline.co, Retrieved 17-7-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :