العلاقات الشخصية
يخلتف مفهوم العلاقات الشخصية من شخص لآخر، وهو مفهوم واسع جدًا، والعلاقة هي إحساس فريد من نوعه بالنسبة لكل شخص، وأغلب الناس يُعرّفون العلاقات الشخصية بأنها حالة الارتباط بين شخصين وخاصة العلاقة العاطفية، ولكن بالمعنى الأوسع تشير العلاقات الشخصية إلى الروابط الوثيقة الموجودة بين الأشخاص والتي تتشكل من الروابط والتفاعلات العاطفية، وغالبًا ما تنمو هذه الروابط وتتعزز من خلال التجارب والخبرات المتبادلة، والعلاقات ليست ثابتة وإنما تتطور باستمرار، ويستمتع الشخص أيضًا في علاقاته ويستفيد منها في حياته النفسية والاجتماعية، كما أنها تقوّي مهارات الإنسان وتجاربه وتقدّم له الدعم الاجتماعي والإلهام.
وتوجد ثلاثة أنواع من العلاقات الشخصية؛ وهي العائلة والأصدقاء وشريك الحياة، وتعدّ الأسرة من أمتن العلاقات الشخصية للإنسان؛ لأنه يتربى ويترعرع في كنفها، ولكن يوجد العديد من الأشخاص الذين لا تربطهم علاقة حب مع عائلاتهم ولا يعيشون معهم وتقدّم الأسرة لأفرادها الحب والاهتمام والرعاية والثقة والأمان، أما الصداقة فهي علاقة وثيقة بين شخصين أو مجموعة أشخاص بينهم مصالح وخبرات متبادلة وروابط عاطفية، وعادةً ما يقضي الأصدقاء أوقاتهم سويًا ويلجؤون لبعضهم وقت الحاجة، وبالنسبة لشريك الحياة أو العلاقة العاطفية في حياة الشخص فهي حالة رومنسية يعيشها الإنسان تجاه شخص ما، وهي علاقة وثيقة بينهما قائمة على المودّة والحب والثقة.[١]
الحب
الحب عاطفة عميقة وقوية تجاه شخص آخر، يصاحبه شعور بالتعلّق والمودّة ويكون للوالدين أو الأطفال أو الأصدقاء أيضًا، وهو فضيلة مليئة بالرحمة واللطف والمودّة الإنسانية والاهتمام والعطاء تجاه الآخر، ويدل الحب في الكثير من الأحيان على المشاعر تجاه الشريك الرومنسي، ولكن الحب أشمل وأكثر عمومية، كما يشير الحب إلى الأشياء فقد يحب الإنسان أشخاصًا وأشياءً أيضًا، فيستخدم تعبير الحب للإشارة إلى مجموعة المشاعر والحالات والمواقف التي يعيشها الإنسان؛ كالحب العاطفي والرومنسي أو الحب العائلي أو الديني أو غير ذلك وأيضًا إلى الحب بين شخصين، والحب في الواقع هو حاجة الإنسان لأن يكون محبوبًا من قبل الآخرين، وهو القوة الدافعة بين جميع العلاقات الشخصية، وهو حاجة نفسية لجميع البشر فجميعهم يشعرون بالحب ويحتاجون له، وهو جزء من غريزة البقاء ووسيلة للحفاظ على تكاثر البشر.[٢] ففي الأساس الحب هو عاطفة صافية، ومن المستحيل تحديد مفهوم الحب بصورة ملموس، ولكن يُعده الناس مجمل المشاعر والعواطف والخبرات التي تُظهر شعورًا عميقًا قويًا بالمودة تجاه شخص ما قد يكون فردًا أو مجموعة أفراد، ولكن من الواضح أن مشاعر الحب هي أكثر من مجرّد صداقة بل إنها تجربة تتمثل بالرغبة والعناية تجاه شخص معين.[٣]
الخطوبة
مرحلة الخطوبة هي الفترة التي تقع بين اقتراح الزواج أو تقدّم الشاب لخطبة الفتاة والزفاف، وتتفاوت الفترة الزمنية للخطوبة حسب الدول والعادات والتقاليد وبمجرّد الموافقة على الخطوبة إذ يقضي الخاطبان مع بعضهما أكثر وقت ممكن ليتعرفا على بعضهما ويعتادا ويتقبل كل منهما الآخر قبل الزواج، ويجب على الشركين أن يقبلوا بفكرة أن الزواج لن يكون دومًا مثاليًا، لذلك يجب الانتباه إلى كيفية اختيار الشريك المناسب والوعي الكامل بأهمية هذه النقطة، ولا بد من تقديم التضحيات من قبل كلا الشريكين ليصلوا إلى نقطة تفاهم، كما أن في فترة الخطوبة يتحدث الشريكان عن كل ما يحبان ويكرهان والأشياء التي يؤمنون أنها أساس الحياة السعيدة، وفي هذه الفترة يُحضر لمراسم الزفاف، وتعدّ هذه اللحظات من أسعد وأجمل اللحظات في حياة الشريكين.[٤]
الزواج
يعرّف الزواج بأنه عقدٌ قانونيٌ بين شخصين، وعادةً ما ينتج عن الزواج التزامات قانونية بين الشريكين ويحدد واجبات وحقوق كل منهما، ويكون الزواج عن طريق حفل الزفاف حسب قواعد وأصول ثقافة وتقاليد أصحابه، كما أن الناس يتزوجون لأسباب عديدة بما في ذلك أسباب قانونية واجتماعية وعاطفية ومالية وروحية ودينية أيضًا، فليس كل زواج سببه الحبّ، وقد يتزوج آخرون من أجل المال والمكانة الاجتماعية للشريك،[٢] وعندما يكون الإنسان في حالة حبّ فهو ليس مضطرًا للزواج؛ لأن الزواج اختيارًا وليس مطلبًا، وبالرغم من أن العديد من المجتمعات تربط الحب بالزواج أو تكون نهاية الحب هي بداية الحياة الزوجية لكن لا بدّ من الإشارة إلى أن ليس كل زواج مبنيّ على الحبّ ونتيجةً له حتى إن كان الحب أحد العوامل الرئيسية التي يجب مراعاتها في الزواج فما تزال العديد من الزيجات تحصل دون وجود الحب أو العاطفة، ومن ناحية أخرى فإن الزواج هو الحدث الذي يصبح فيه الشريكان زوجًا وزوجة رسميًّا، ويعدّ هذا الحدث أكبر من الحب؛ لأنه يعني التزامًا وعقدًا دائمًا بين طرفين، وتكون مراسم الزواج عائدة كثيرًا على الثقافة السائدة.[٣]
نصائح لعلاقة عاطفية أفضل
يعدّ تكوين العلاقات مع البشر من أصعب ما يواجهه الإنسان في حياته؛ لاختلاف طبيعة الأشخاص وأمزجتهم، ويكون التحدّي أكبر في تقبل الشريكان لبعضهما البعض، وهنا بعض النصائح التي تساعد على تطوير العلاقة العاطفية وجعلها أفضل وجعل الحياة أكثر سعادة وصحة:[٥]
- قبول الاختلافات: تعد الاختلافات بين الأشخاص من أكبر التحديات التي يواجهها الإنسان في علاقاته الاجتماعية عمومًا وعلاقته العاطفية خصوصًا، وفي الحقيقة ستكون الحياة مملّة إذا تشابه البشر في طباعهم وصفاتهم، فيجب على الإنسان أن يقبل الناس جميعًا ويتعلّم تقبل الاختلاف وقبول وجهات النظر لتكون الحياة أبسط.
- الإنصات: يعدّ الإنصات مهارة تعزز احترام الشخص لذاته واحترام الآخرين له، وهذه الصفة تجعل الإنسان أو شريك الحياة يشعر بالامتنان والتقدير، فلذلك يعد الاستماع بعناية الجزء الأكثر أهمية في بناء علاقة ناجحة مع الشريك.
- إعطاء الناس وقتًا أكبر: يعدّ إعطاء الناس وخصوصًا الشريك هدية ثمينة ومميزة بالنسبة له وتدل على الحب والاهتمام والاحترام، وللأسف تعيق التكنولوجيا الحديثة بناء علاقات أكثر قربًا وإعطاء الأشخاص المهمين وقتًا رغم مشاغل الحياة ومهامها اليومية، لذلك لا بدّ من الانتباه إلى تخصيص وقتٍ كافٍ لشريك الحياة.
- إعطاء الملاحظات وتلقيها: إن تقديم ملاحظات بناّءة للآخرين وخصوصًا شريك الحياة يساعد في تحسين العلاقة وتوطيدها، وكذلك الاستماع إلى الملاحظات الموجهة أيضًا وأخذها بعين الاعتبار، وتساعد هذه النقطة في تطوير الذات والانتباه إلى ما قد يزعج الشريك وإصلاحه للوصول إلى أكبر قدر من التفاهم والاحترام.
- الثقة: تعدّ الثقة من أهم المشاعر الموجودة بين الشريكين وتساعد على بناء علاقة متينة وقوية وتعد الثقة أحيانًا أهم من الحبّ وأقوى منه وليس من السهل الوصول إلى الثقة الكاملة بين الشريكين، لكن الوصول إليها يعني علاقة قوية ناجحة ومستمرة.
المراجع
- ↑ "What Do We Mean by Personal Relationships?"، takingcharge.csh.umn، Retrieved 25-12-2019.
- ^ أ ب "Difference between Love and Marriage", differencebetween, Retrieved 25-12-2019. Edited.
- ^ أ ب "Difference Between Love and Marriage", differencebetween, Retrieved 26-12-2019.
- ↑ "Your Engagement Period Is More Important Than Your Wedding Day", huffpost, Retrieved 26-12-2019. Edited.
- ↑ "8 TIPS FOR DEVELOPING POSITIVE RELATIONSHIPS", trainingmag, Retrieved 26-12-2019. Edited.