السباحة وفوائدها لصحة طفلك

السباحة وفوائدها لصحة طفلك
السباحة وفوائدها لصحة طفلك

السباحة للأطفال

قد تشعر بالقلق عندما يطلب أطفالك منك اصطحابهم إلى الشواطئ والمسابح من أجل اللعب بالماء والسباحة، وهذا قد يرجع إلى خشيتك من غرق هؤلاء الأطفال، حتى ولو كانوا يجيدون السباحة، وهذا الخوف مبرر بكل تأكيد؛ لأن احتمالية غرق الأطفال تبقى واردة حتى ولو كانوا يجيدون السباحة فعلًا، وفي الحقيقة فإن الغرق يُعد ثاني أكثر أسباب الوفاة شيوعًا عند الأطفال بعمر أقل من 14 سنة، كما أن الغرق يحدث سريعًا وجديًا وخلال دقيقتين فقط وقبل حتى أن يتوفر الوقت اللازم لتبليغ أو إعلام الناس المحيطين بالطفل الغريق، وفي المناسبة فإن غرق الأطفال في الماء لا يحدث فقط في المسابح، وإنما يُمكن أن يحدث في أحواض السباحة المنزلية أيضًا، لكن على أية حال، تبقى السباحة من بين أشهر الرياضات الممتعة للأطفال، كما أن بوسع الأطفال السباحة في المسابح والبرك المائية والشواطئ دون مشاكل لكن بالطبع بعد الالتزام بالمعايير بإرشادات الوقاية والسلامة لتجنيبهم الأخطار المرتبطة بهذه الأماكن[١].


فوائد السباحة للأطفال

يُساهم تعليمك السباحة لأطفالك في حيازتهم على فوائد صحية كثيرة، سواء على المستوى البدني أو على المستوى الاجتماعي، وفي الحقيقة فإن البعض ينظرون إلى السباحة بكونها نشاطًا بدنيًا فعالًا أكثر من أنواع أخرى من الأنشطة البدنية المشهورة، وعلى أية حال تشتمل بعض أهم الفوائد الصحية التي يحصل عليها أطفالك عبر السباحة على[٢][٣]:

  • تعزيز صحتهم البدنية: أكدت الكثير من المنشورات العلمية على كون السباحة من الأنشطة البدنية المفيدة للقلب والأوعية الدموية، والرئتين، وتحسين القوة والمرونة الجسدية، ومما لا شك فيه أن للسباحة دورًا في منع إصابة الأطفال بالسمنة، وهذا يجنبهم الإصابة بأمراض السكري مستقبلًا، وفي المناسبة فإن السباحة لا تضع حملًا إضافيًا على المفاصل والأنسجة الرخوة في أجسام الأطفال كما هو حال تمارين أو أنشطة رياضية أخرى.
  • تعزيز صحتهم العاطفية والنفسية: تحمل السباحة آثارًا إيجابية على الصحة العاطفية والنفسية لأطفالك، كما أن قدرات الماء على حمل الجسم بحرية -أو الطفو- لها مفعول مريح على أجسامهم، وهذا لا يتوفر بالطبع في أنشطة أخرى، ومن المعروف أن المتعة الناجمة عن السباحة تدفع بالكثيرين إلى قضاء وقت أطول في ممارسة هذه الرياضة، كما تمتلك السباحة مفعولًا إيجابيًا على المزاج وقد تصلح لعلاج الاكتئاب أيضًا.
  • الحصول على حياة مليئة بالنشاط والحيويّة: فالأطفال اللذي يسبحون بإنتظام يعيشون حياة نشطة وأكثر سعادة وصحة، لأنهم يحافظون على ضخ الدم في أجسامهم وأدمغتهم، وهو من الأمور الضرورية للنمو عند الطفل.
  • المحافظة على توازن الجسم: فالأجسام بطبيعتها يجب أن تحافظ على انسيابيتها، وعند السباحة فإن الجسم يحافظ على الوضع الأفقي والإنسيابي له، لذلك فالسباحة تساعد الأطفال على تحسين وتطوير توازن أجسامهم.
  • تعلّم الثقة: فالسباحة تساعد في بناء الثقة لدى الأطفال، فهي تساعدهم على أن يكونوا واثقين من أجسامهم، ويطورون الثقة في قدراتهم الرياضية ومهاراتهم الإجتماعية الأخرى خاصة عندما يكونوا جزء من فريق.
  • تعلّم الإنضباط: فعندما يحب الطفل السباحة، فإنه سيضطر لتخصيص المزيد من وقته لها والتخلي عن باقي الأنشطة ليكون أدائه أفضل، ويؤدي هذا التفاني والإخلاص إلى زيادة قدرة الطفل وإعداده على اتخاذ القرارات الصعبة التي تواجهه في المستقبل.
  • زيادة القدرة على التحمّل: فالسباحة تبني عضلات الطفل، وتزيد من قدرة رئته على التحمّل، مما يزيد من قدرة الطفل على التحمّل لفترات أطول ليس فقط في السباحة ولكن في جميع أموره.
  • التعرّف على أصدقاء: فالسباحة سواءًا كان الطفل منفردًا أم جزء من فريق فإنها ستساعده على تكوين صداقات جديدة ومقابلة أشخاص من خلفيات مختلفة، مما يزيد من مهاراتهم الإجتماعيّة.
  • تعلّم أنشطة جديدة: فالطفل عندما يكون سباحًا ماهرًا فهذا يعني أنه سيكون قادر على المشاركة في مجموعة كبيرة من الأنشطة الأخرى مثل التجديف والإبحار والذهاب إلى الحدائق المائيّة والغوص.
  • تحقيق النجاح: فالعديد من المدارس التي تنظّم دورات السباحة، تعطي لطلابها الفائزين جوائز وميداليات، مما يمنحهم الثقة لتحقيق المزيد من النجاح ليس فقط على مستوى الرياضة ولكن على كافة المستويات.
  • زيادة نسبة الذكاء: فقد أظهرت بعض الدراسات أن حبس الطفل لأنفاسه أثناء السباحة قد يزيد من مستوى الذكاء لديه، وهو من أفضل التمارين لبناء قدرة الرئة، والسيطرة على أفكارك ومشاعرك.
  • فوائد إضافية: على الرغم من غرابة هذا الأمر، إلا أن بعض الباحثين يؤكدون على وجود فوائد صحية لسباحة الأطفال الرضع الذين لم يصلوا لمرحلة المشي بعد، ولقد أرجع بعض الباحثين ذلك إلى قدرة السباحة على تحفيز خلايا عصبية جديدة في دماغ الرضيع، ومن بين الفوائد الصحية المتوقعة لسباحة الأطفال الرضع -مثلًا- تحسين قدراتهم الذهنية، وبناء عضلاتهم، وعلاج مشاكل النوم لديهم[٤].


متى يُمكن للطفل أن يتعلم السباحة؟

نصحت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بالبدء بتعليم الأطفال السباحة حال وصولهم إلى سن 4 سنوات أو أكثر، وقد عللت ذلك بالقول بأن أجسامهم تُصبح فعلًا جاهزة لتعلم السباحة في هذه المرحلة بالذات، لكن وفي نفس الوقت لم تُعارض هذه الأكاديمية انخراط الأطفال بعمر بين 1-4 سنوات في دروس تعلم السباحة أيضًا على الرغم من أنها لا تنصح بذلك بصورة مباشرة، لكن على أية حال، تجدر الإشارة إلى أن تعليم الأطفال السباحة في عمر مبكر لا يعني بالضرورة أنهم سيتعلمونها أسرع من غيرهم، كما أن الغرق يبقى أحد أسباب الوفاة الرئيسية لدى الأطفال، خاصة بين الأطفال بعمر 1-2 سنة، وهذا يعني أن من الضروري توخي الحذر عند الرغبة بتعليم الأطفال الرضع السباحة ، إذ عليك الإنتباه إلى إجراءات السلامة العامة عند تعليم طفلك، ومن هذه الإجراءات الإشراف على الطفل وهو في الماء سواءًا كان يعرف السباحة أم لا حتى لو كان يرتدي الطفل سترة النجاة فعليك الإشراف عليه في جميع الأوقات، ويمكنك أيضًا اتخاذ احتياطات سلامة أخرى مثل إرشاد المشرفين على الأطفال حول مخاطر السباحة وتوضيح كيفية استخدام السترات الواقية، والطلب من الآباء التناوب على مراقبة الأبناء أثناء السباحة في المسبح، وتعلّم كيفية الإنعاش الرئوي، وتأكد من جاهزية حوض السباحة قبل البدء بإستخدامه[٥].


سؤال وجواب

هل يُمكن للطفل أن يسبح بالحفاظات؟

نعم في حال كان يرتدي حفاظات خاصة بالسباحة، لكن يجب التذكير بأن حفاظات السباحة ليست قادرة على الاحتفاظ بجميع الفضلات داخل الحفاظة، خاصة في حال كان البراز سائلًا أو ناجمًا عن الإسهال، وهذا يعني أن احتمالية تسريب البراز والجراثيم الموجودة في الحفاظة تبقى واردة، وهذا قد يتسبب في تلويث بركة السباحة كاملة، مما يضع على أولياء الأمور مسؤولية استبدال الحفاظات المتسخة لدى الأطفال بأخرى جديدة قبل إدخالهم إلى برك السباحة، كما من الأفضل عدم السماح للأطفال المصابين بالإسهال بدخول برك السباحة أصلًا وفقًا لتوصيات المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها[٦].

هل هنالك أخطار للسباحة على الأطفال؟

نعم بالتأكيد؛ فبجانب خطر تعرض الطفل للموت غرقًا أثناء السباحة كما ورد مسبقًا، فإن هنالك أخطارًا أخرى لا بد من التوعية بها عند السماح للأطفال بالسباحة في البرك العذبة أو البحيرات المليئة بالحياة البحرية؛ فهذه الأماكن تمتلئ ببقايا الزّجاج المكسور والحاد والصخور الخطرة وربما القمامة أيضًا، كما أن السباحة على الشواطئ تحمل أخطار التعرض للسعات قناديل البحر وربما أسنان أسماك القرش أيضًا[١].

هل أحواض السباحة الباردة أو الساخنة جدًا آمنة للأطفال؟

لا بالطبع؛ إذ يجب عليك تحري درجة حرارة الماء دائمًا قبل السماح لأطفالك بدخولها؛ لأن الماء البارد يُمكن أن يصدم الجسم ويؤدي إلى انخفاض كبير في ضغط الدم ودقات القلب، كما قد يحاول الأطفال الصراخ بسرعة عندما يشعرون ببرد الماء وهذا قد يدفعهم إلى استنشاق الماء، وفي المناسبة فإن الماء البارد يؤثر على العضلات ويجعل من الصعب على طفلك السباحة بحرية[١] أما بالنسبة لأحواض الإستحمام الساخنة فهي غير آمنة على الإطلاق للأطفال الصغار، لذلك يجب عدم السماح للرضّع والأطفال الصغار من استخدام أحواض الإستحمام الساخنة، والسبب أن جلد الأطفال الرقيق سيجعلهم أكثر عرضة لإرتفاع درجة الحرارة، لذلك لا يُسمح للأطفال الصغار من استخدام أحواض الإستحمام الساخنة، لكن يمكن للأطفال الكبار استخدامها لمدة لا تزيد عن 5 دقائق لكل مرة أثناء السباحة، خاصة عندما تكون درجة حرارة المياه كبيرة ولكن عند خفض درجة حرارة المسبح سيسمح ذلك للأطفال البقاء لمدة أطول في الماء أي ما يقارب 15 دقيقة في المرة الواحدة، ومن المستحسن أن يتجنّب الأطفال الغمر الكامل للجسد في الماء ويفضّل بدلاً من ذلك أن يجلسوا على مقاعد تسمح بغمرهم إلى منطقة الخصر فقط، وأثناء تواجد الأطفال داخل حمامات الماء الساخن يجب تشجيعهم على شرب كميات كبيرة من المياه أثناء تواجدهم داخل المسبح، وإذا شعر الطفل بالغثيان أو الدوار يجب عليه الخروج مباشرة من المنتجع فورًا، والموضوع الأكثر أهمية هو أنه عند وضع الأطفال في حمامات الماء الساخن يجب أن يكون هناك إشراف من قبل شخص واعي وبالغ وأن يبقى هذا الشخص على اتصال بصري دائم مع الطفل داخل الحوض الساخن لمزيد من السلامة والأمان،[٧]، ومن الجدير بالذّكر أنهُ لا يُسمح للأطفال دون سن 5 سنوات باستخدام أحواض المياه الساخنة، ولا ينبغي أن تتجاوز درجة حرارة الماء بالحوض السّاخن 104 درجة فهرنهايت (40 درجة مئوية).[٨]


هل يُمكن للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة السباحة أيضًا؟

نعم بكل تأكيد؛ وذلك لأن السباحة هي إحدى الرياضات التي تُساعد هؤلاء الأطفال على الاستمتاع بوقتهم دون دفعهم إلى الانخراط في أنشطة تنافسية، كما أنها من الأنشطة البدنية التي بمقدور إخوانهم وأقربائهم أن يُشاركوهم فيها، وفي المناسبة فإن الرياضات المائية تُعد من أهم الرياضات المفيدة للأطفال الذين يُعانون من مشاكل بصرية أيضًا؛ وذلك لأنها تتيح لهم تعلم المزيد عن أجسامهم والفضاء المحيط بهم، كما يزود الماء الأطفال المصابين باضطّرابات الشّلل أو العجز بمقدار أو مستوى جيد من المحفزات الحسية أيضًا[٩].


المراجع

  1. ^ أ ب ت Rupal Christine Gupta, MD (1-2015), "Swimming"، Kids Health, Retrieved 5-7-2020. Edited.
  2. Melissa Hopkins, "What Are the Benefits of Swimming for Kids?"، Livestrong, Retrieved 5-7-2020. Edited.
  3. "The A - Z of why swimming is great for kids", nuffieldhealth, Retrieved 28-7-2020. Edited.
  4. Melanie Santos (5-2-2019), "8 Benefits of Infant Swim Time"، Healthline, Retrieved 5-7-2020. Edited.
  5. Vincent Iannelli, MD (3-2-2020), "When Kids Should Start Swimming Lessons"، Very Well Family, Retrieved 5-7-2020. Edited.
  6. "Swim Diapers and Swim Pants", Centers for Disease Control and Prevention (CDC),4-9-2018، Retrieved 5-7-2020. Edited.
  7. "Hot Tub Safety Tips", apsp, Retrieved 28-7-2020. Edited.
  8. "Hot Tub/Spa User Information", cdc, Retrieved 5-7-2020. Edited.
  9. "Health benefits of swimming", Health Direct,9-2018، Retrieved 5-7-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :