استخدامات الطاقة النووية السليمة

استخدامات الطاقة النووية السليمة
استخدامات الطاقة النووية السليمة

الطاقة النووية

تُطلق الطّاقة النّوويّة نتيجة للانشطار النووي، إذ تنفصل الذّرات عن بعضها البعض، الأمر الذي يُسبّب انطلاق الطّاقة، وتستخدم جميع محطات الطاقة النووية الانشطار النووي، ومعظم محطات الطاقة النووية تستخدم ذرات عنصر اليورانيوم، وأثناء الانشطار النووي، يصطدم النيوترون بذرة يورانيوم ويقسمها، ويطلق كمية كبيرة من الطاقة على شكل حرارة وإشعاع، كما تُطلق المزيد من النيوترونات عندما تنفصل ذرة اليورانيوم، وتستمر هذه النيوترونات في الاصطدام مع ذرات اليورانيوم الأخرى، وتكرر العملية مرارًا وتكرارًا، وتسمى هذه العملية سلسلة من ردود الفعل النووية، ويمكن التحكم بهذا التفاعل في مفاعلات محطة الطاقة النووية لإنتاج كمية مطلوبة من الحرارة، ويمكن أيضًا إطلاق الطاقة النووية عن طريق الاندماج النووي، إذ تُدمج الذّرات معًا لتكوين ذرة أكبر، كما أن تطوير التكنولوجيا لتسخير الطّاقة النوويّة كمصدر للطاقة لتوليد الحرارة والكهرباء هو موضوع البحث المستمر، لكن لم يتضح بعد ما إذا كانت تكنولوجيا قابلة للتطبيق تجاريًا أم لا.[١]


الاستخدامات السليمة للطاقة النووية

تعود فكرة إنتاج الطاقة النووية لثلاثينات القرن الماضي، عندما أظهر الفيزيائي إنريكو فيرمي لأول مرة أن النيترونات يمكن أن تنفصل عن الذرات، وذلك عام 1942م وفي منتصف القرن الماضي توصل إلى توليد الكهرباء من الطاقة النووية، وكان ذلك في مفاعل إيداهو، وفيما بعد أُنشئت أول محطة طاقة نووية في الاتحاد السوفيتي عام 1945م[٢]، ورغم ما تسببت به الطاقة النووية من كوارث إنسانية ومخاطر، ظل الإنسان يأمل في استخدامها في مجالات سلمية، وهذا ما حدث بالفعل، إذ ساهمت الطّاقة النّوويّة بتوفير الأمن الغذائي، وذلك لأنّ التكنولوجيا النووية تعزز الإنتاجية الزراعية، ويساعد العلم النووي أيضًا في الكشف عن الأمراض الحيوانية في أفريقيا ويقلل من خطر ذباب الفاكهة في أمريكا اللاتينية، ومن الممكن أن تُساهم الطّاقة النّوويّة في صحة الإنسان، إذ تساعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية الدول على استخدام التكنولوجيا النووية لتشخيص السرطان والأمراض الأخرى وعلاجها، بالإضافة للأدوات النووية التي تساعد في الكشف المبكر عن الإيبولا في أفريقيا، وساهمت أيضًا في حماية البيئة، إذ تساعد التكنولوجيا النووية العلماء على فهم القضايا البيئية مثل تغير المناخ ومعالجتها، ويمكن أن يساعد أيضًا في تتبع التلوث في المياه البحرية ومكافحة زيادة نسبة حموضة مياه المحيطات، ومن خلال مبادرة الاستخدامات السلمية للوكالة الدولية للطاقة الذرية وغيرها من الجهود، تساعد الولايات المتحدة البلدان على التمتع بالمزايا السلمية للطاقة النووية، ويشمل ذلك الاتفاقات النووية المدنية التي تسمح بالتعاون النووي السلمي مع حوالي 50 دولة، وتعزز الولايات المتحدة أيضًا الجهود الدولية لضمان الوصول الموثوق إلى الوقود النووي، [٣]وقد خلقت الطاقة النووية فرص عمل للعديد من المهندسين، إذ إنّها جيدة الأجر، مما قد يرفد اقتصادات بعض الدول.[٤]


استخدامات طبية للطاقة النووية

بدأ "الطب النووي" منذ حوالي 50 عامًا، وبلغ العلاج النووي من الحداثة ليدخل في علاج الكثير من الأمراض، ففي أربعينات القرن الماضي استخدم لتشخيص اضطرابات الغدة الدرقية، كما استخدم لعلاج السرطان، وذلك باستخدام الإشعاع النووي؛ لتشخيص الخلايا السرطانية بواسطة أجهزة تصوير مقطعي ثلاثية الأبعاد وتدميرها تطلق منها أشعة جاما، إضافة لإعطاء المريض جرعة مشعة، أو عن طريق الحقن،[٥] وحسنة الطب النووي أنه يستخدم لتشخيص التشوهات المبكرة وعلاجها لمعظم أجزاء الجسم، كفحص الكلى، والغدة الدرقية، ومسح الدماغ، ويذكر أن العلاج بالأشعة النووية للمصابين بمرض السرطان يتطلب المرور بثلاث مراحل، ففي البداية يخضع المريض لتشخيص من خلال التقاط صورة للعضو المصاب، أو أخذ عينة من أنسجته للفحص، من ثم تحلل، وبناءً على قراءة الطبيب، يخضع المريض لأكثر من فحص دقيق للقلب وعضلته؛ ليحدد فيما بعد آلية العلاج النووي، ويحتاج العلاج بالأشعة النووية مدة طويلة قد تتجاوز الشهر حسب الحالة، ومقدار الجرعات.[٦]


مزايا توليد الطاقة النووية وعيوبها

تعد الطاقة النووية طاقة صديقة للبيئة؛ لانخفاض انبعاث ثاني أكسيد الكربون، ويمكن إنتاجها لغايات تسويقية عالية، ولكن رغم استخداماتها السلمية، تظل مشكلة النفايات المشعة خطرة كثيرًا، ومن الممكن لحدوث بعض الأعطال أثناء عملية التصنيع التُسبّب بحوادث كارثية، فضلًا عن استخدامها كسلاح ضد البشرية، وإضافة لذلك تكون تكلفة إنشاء المحطة كبيرة ويكون الزمن المستغرق لتلك الغاية طويلًا، إذ يتراوح بناء محطة نووية والتحضير لاستخدامها من ثلاثين عامًا إلى ستين عامًا[٧]، أما فيما يتعلق بمخاطر الإشعاع النووي المستخدم في مجال الطب، فيعتقد الأطباء أنه لا توجد مخاطر تذكر فيما إذا أُعطي المريض جرعة مناسبة، فلا توجد آثار جانبية لمرحلة التصوير الإشعاعي، إلا أن ثمة آثار جانبية تعتمد على قابلية الجسم، فقد يحدث نزيف، أو إعياء، أو تورم جراء الحقن، كما قد يعاني بعض المرضى من حساسية.[٨]


المراجع

  1. "Nuclear explained", eia, Retrieved 26-11-2019. Edited.
  2. CHRISTINA NUNEZ (26-3-2019), "What is nuclear energy and is it a viable resource?"، nationalgeographic, Retrieved 26-11-2019. Edited.
  3. Kuros Ghaffari (30-3-2016), "The tiny atom delivers big benefits in unexpected ways"، share.america, Retrieved 26-11-2019. Edited.
  4. "What Is Nuclear Energy?", nei, Retrieved 26-11-2019. Edited.
  5. "Know Nuclear", nuclearconnect, Retrieved 17-12-2019. Edited.
  6. "Nuclear Medicine", hopkinsmedicine, Retrieved 26-11-2019. Edited.
  7. JUERG (1-1-20107), "Pros and cons of nuclear power"، timeforchange, Retrieved 26-11-2019. Edited.
  8. "Side Effects of Nuclear Medicine", omicsonline, Retrieved 26-11-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :

422 مشاهدة