محتويات
ما هو تدوير الورق والكرتون؟
يُعدّ الورق والكرتون أو الورق المقوّى موادًا قابلةً لإعادة التدوير والاستخدام، ويُعاد تدويرها من قبل الشركات الصغيرة والكبيرة، لتوفير الأموال الناتجة عن تكاليف التخلّص من النفايات، وتُعرف إعادة تدوير الورق بأنّها؛ إعادة معالجة واستخدام الألواح السميكة أو الأوراق الصلبة أو الأوراق العادية متعددة الطبقات التي استُخدمت وتُخلِص منها وحُولت لنفايات.
إلى جانب الورق؛ فإن الصناديق الكرتونية هي أوراق ثقيلة أو سميكة من الورق، معروفة بمتانتها وصلابتها، وتتضمن صناديق التعبئة، وعلب البيض، وصناديق الأحذية، وما إلى ذلك، وإعادة التدوير أمرٌ جيدٌ؛ إذ إنّه يحمي البيئة، ويُوفر الكثير من الموارد الطبيعية التي تتطلبها صناعة الورق.[١]
خطوات تدوير الورق والكرتون
يمرّ الورق والكرتون في الخطوات التالية لإعداة تدويرهما:[٢]
- الجمع أو الفرز الأولي: تبدأ عملية إعادة التدوير بفرز الورق والكرتون، ويكون ذلك إمّا بالمنزل أو في مركز إعادة التدوير، ويُجرى ذلك بإزالة أيّ ملوثات؛ كالبلاستيك أو المعدن أو نفايات أخرى، كما تُزال الأوراق الملطخة بالطعام.
- النقل: تُربط الأوراق وتُنقل إلى مستودعات لتخزينها، ومن هناك يُجرى نقلها مرحلة تمزيق الورق إلى قطع صغيرة.
- استخراج اللب من الورق: إذ تُوضع الأوراق فيما يُعرف بالبكرة، وهي عبارة عن وعاء صغير يحتوي على مياه ومواد كيميائية، وتُمزق الورق إلى قطع صغيرة ثم تُسخن في هذا الحوض، ووظيفته تحويل ألياف السليلوز إلى هريس.
- الفرز: يُفحص اللب الطري في هذه المرحلة، ويُدفع اللب من خلال الشاشات التي تحتوي على ثقوب وفتحات بأشكال وأحجام مختلفة.
- التنظيف: بعد إتمام عملية الفرز يُنظّف اللب بشكل أكبر، لإزالة أيّ ملوثات بتدوير الخليط الطريّ، وتُرمى الأشياء الصغيرة، مثل؛ الدبابيس، ومشابك الورق، والشوائب البلاستيكية، بينما تُجمع الجسيمات الأخف في المركز، ليُجرى إزالتها بأمان.
- إزالة الحبر: يمرّ اللب بمرحلة إزالة الحبر، ويكون هذا بناءً على وضع الورق فهذه العملية تزيل بقايا حبر الطباعة والمواد اللاصقة.
- الغسيل: يُشطف اللب بالماء بإزالة جزيئات الحبر وقد تحتاج الجسيمات الكبيرة أو اللزجة إلى عملية الطفو؛ إذ يوضع اللب في حوض يضاف فيه الهواء والمواد الكيميائية المعروفة بالمواد الخافضة للتوتر السطحي، فيلتصق الحبر والجزيئات الأخرى بجزيئات الهواء، وتطفو على السطح، وتُزال كحثالة.
- التبييض: يُعالج الورق بعد ذلك لفصل كل جزيئات اللون، وإذا كان الهدف صناعة ورق أبيض فيُستخدم بيروكسيد الهيدروجين أو الأكسجين أو ثاني أكسيد الكلور وهي مواد مبيضة، أمّا إذا كان الهدف هو صنع ورق مقوى فلا حاجة لتبييضه.
- التعبئة: بعد ذلك يُرش اللب على شاشات مصنوعة من الأسلاك، التي يُمكن من خلالها التخلص من الماء، وتُربط الألياف المعاد تدويرها لتشكيل ورقة مائية، ثم تُضغط هذه الورقة المائية بعدد من بكرات الضغط، لإزالة جميع المياه منها، ثم تُجفف ببكرات ساخنة، وتُلف في بكرات عملاقة، يُمكن أن تكون كل بكرة من الورق بعرض 30 قدمًا، ويصل وزنها إلى 20 طنًا، وكهذا يكون الورق المُعاد تدويره جاهزًا تمامًا.
ما هي أهم فوائد إعادة تدوير الورق والكرتون؟
لتدوير الورق والكرتون فوائد عدة منها:[١]
- إعادة الاستخدام والحفاظ على البيئة: تُقلل إعادة التدوير من النفايات، وتُساعد في الحفاظ على نظافة البيئة، وتُعزز صحة الإنسان، كما أنّ المواد الكرتونية قابلة للتحلل بيولوجيًا وبالتالي تُقلل من التدهور البيئي، إضافةً إلى المحافظة على الموارد الطبيعية التي تُستخدم في صناعة الورق والكرتون.
- تعزيز استخدام الموارد المتجددة: إن موارد رقائق الخشب المُضافة أثناء عملية سحب اللب مأخوذة من لب البتولا أو شجر الصنوبر وهذه الأشجار يسهل زراعتها في ظروف بيئية مختلفة وتنمو أسرع مقارنة بأشجار الخشب الصلب، كما أنّ نوعيتها قابلة لإعادة التدوير، الأمر الذي يعني إمكانية زراعتها وحصادها على نحو مستدام، وبالتالي تعزيز استخدام المواد المتجددة.
- توفير الطاقة: إنّ كمية الطاقة المطلوبة لإنتاج منتجات التعبئة والتغليف، تقلّ بشكل كبير في حالة تدوير الورق، وبالتالي تحتاج لطاقة أقل، كما أنّها مصنوعة من مواد متاحة محليًا، يُمكن حصادها بطريقة صديقة للبيئة، وهكذا تُقلل تكاليف الإنتاج والنقل، لإعادة تدوير الورق هذا يعني عدم الحاجة إلى مواد وطاقة كبيرين، لتصنيع الورق والورق المقوى، وبالتالي يُقلل من الضرر البيئي.
ما هو مقدار الورق المُعاد تدويره كل سنة؟
بلغ معدل إعادة تدوير الورق حوالي 66.2% في عام 2019م حول العالم، وهو ما يعادل حوالي 49,176 طن من الأوراق، وهو أقلّ من عام 2018م الذي بلغ معدل تدوير الورق فيه حوالي 68%،[٣]فعلى سبيل المثال، يُعاد تدوير أكثر من 68 مليون طنًا من منتجات الورق والورق المقوى سنويًا في الولايات المتحدة، ما يحقق معدل إعادة تدوير بنسبة 64.7%،[٤]
وفي أوروبا بلغ معدّل تدوير الورق 72.3% عام 2017 ميلادي؛ وهي زيادة بالمقارنة مع السنوات السابقة، وأصبحت أوروبا رائدة في مجال تدوير الورق، وفقًا للمجلس الأوروبي لإعادة تدوير الورق؛ وهي تقترب من هدف إعادة تدوير الورق بنسبة 74% بحلول عام 2020 ميلادي.[٥]
كم مرة يمكن إعادة تدوير الورق نفسه؟
يعتمد عدد مرات تدوير الورق على جودته فالورق عالي الجودة مثل؛ ورق المكتب يحتوي على ألياف طويلة، وتقصر في كل مرة يمر فيها الورق بعملية التدوير، ولكن في المتوسط يُمكن إعادة تدوير ورق المكتب إلى ورق مكتب جديد من خمس إلى سبع مرات، ويصبح الورق أقل قابلية لإعادة التدوير في كل مرة يُعاد استخدامه فيها؛ إذ تُصبح أليافه أقصر وأقصر وفي النهاية تُصبح الألياف قصيرة لدرجة أنّه لا يمكن استخدامه كورق مرة أخرى، وبعد الوصول لهذه المرحلة، يُمكن استخدام اللب لصنع منتجات ورقية، لا تحتاج لتكون ذات جودة عالية، مثل؛ الأنسجة، أو الصحف، أو علب البيض.[٦]
أنواع الورق الذي يُمكن إعادة تدويره
من أكثر أنواع الورق التي يمكن إعادة تدويرها هي الأكياس البنية والورق المقوى، ولكن لا يُمكن إعادة تدوير الورق المقوى التي يحتوي على بقايا طعام كعلب البيتزا أو علب الطعام الجاهز، ويُمكن تدوير الأوراق الملونة ما عدا الورق الداكن جدًا أو الورق الملوّن بألوان زاهية، ويمكن إعادة تدوير بطاقات أعياد الميلاد، والورق المجعّد، والورق المُحبّر، إضافةً إلى الورق المطلي، والمصفّح، وورق الطباعة، وورق التدبيس، وأوراق المناديل بكل أنواعها، والورق الحراري، والورق المشمّع والمبلل، وورق التغليف أيضًا، ما عدا ورق التغليف المعدني.[٦]
تاريخ تدوير الورق
يُمكن اختزال تاريخ تدوين الورق في المراحل التاريخية الآتية:[٧]
- التاريخ القديم لتدوير الورق: بالرغم من أنّ الورق لم يظهر حتى عام 200 قبل الميلاد؛ إلّا أنّ فكرة إعادة استخدام قماش الكتابة، يعود إلى الأسرة المصرية الأولى؛ إذ كانوا يمحون وثائق البردى القديمة، للحصول على مستندات جديدة للكتابة.
- إعادة تدوير الورق الأمريكي المبكّر: في أمريكا الأولى امتلك ويليام ريتن هاوس، أول مصنع لصناعة الورق يستخدم تقنيات إعادة التدوير، وكان يستخدم القماش والخرق القديمة، لإنتاج مواد ورقية، وفي عام 1750 ميلادي استخدم بنجامين فرانكلين قصاصات الورق القديمة، لإنتاج قطع جديدة.
- إعادة تدوير الورق في القرن التاسع عشر: سُجلت براءة اختراع لعملية إزالة الحبر عام 1800 ميلادي من قبل الإنجليزي ماتياس كوبس، واستُخدمت أساليبه في إزالة واستخدام المواد الخشبية، لإنتاج الورق على نطاق واسع.
- إعادة تدوير الورق في القرن العشرين: شهدت فترة ما قبل الحرب العالمية الثانية زيادة ملحوظة في جهود إعادة التدوير، وكان الهدف منها توفير المال، وخصوصًا بعد انهيار سوق الأوراق المالية عام 1929 ميلادي ومع تعافي الاقتصاد بعد الحرب العالمية الثانية تعافت الولايات المتحدة، بعدها شهدت البلاد زيادة هائلة في نفايات الورق، وفي عام 1988 ميلادي اشترت حكومة كاليفورنيا الورق، وأعادت تدويره بنسبة 50% على الأقلّ، وبحلول عام 1933 ميلادي حذت حذوها جميع الولايات الأخرى.
- إعادة تدوير الورق اليوم: لم يقلل وجود التكنولوجيا اليوم من استخدام الورق في عام 2009 ميلادي، أصبح مستخدم الويب يطبع 28 ورقةً في اليوم، وينتج عن هذا استخدام 115 مليار ورقةً سنويًا، لأجهزة الكمبيوتر الشخصية فقط، ولكن ساهمت التكنولوجيا في تقليل النفايات، وتحويلها إلى مصادر دخل جديدة.
المراجع
- ^ أ ب "What is Cardboard Recycling?", conserve-energy-future, Retrieved 15-5-2020. Edited.
- ↑ "A 10 Step Guide on How Paper is Recycled", greenerideal, Retrieved 15-5-2020. Edited.
- ↑ "Paper & Paperboard Recycling", paperrecycles, Retrieved 17-5-2020. Edited.
- ↑ "Paper Recycling Facts, Figures and Information Sources", thebalancesmb, Retrieved 15-5-2020. Edited.
- ↑ "PAPER RECYCLING IN EUROPE REACHES 72.3%", intergraf, Retrieved 15-5-2020.
- ^ أ ب "Discover what paper can and can’t be recycled with our paper recycling FAQs", russellrichardson, Retrieved 15-5-2020. Edited.
- ↑ "Paper Recycling Has Been Around Longer Than You Think", industrialshredders, Retrieved 15-5-2020. Edited.