محتويات
أهمية الورق
للورق وأنواعه المتعددة أهمية في حياة الإنسان، فقد استخدمه في الكتابة والطباعة وتغليف المنتجات، كما يدخل الورق في الكثير من صناعة المواد التي تسهم في عمليات البناء وغيرها، إذ مكّن الإنسان من تدوين الأحداث والوقائع التي ما زالت حتى يومنا هذا هي المرجع في فهم حضارات الشعوب، وخير ما دُون على الورق هو كلام رب العزة المتمثل في القرآن الكريم، إذ صنع الإنسان الورق منذ ألفي عام تقريبًا، والمرجح أن البداية كانت في الصين بعهد سلالة هان التي حكمت الصين، وما قبل ذلك كان العالم يستخدم الألواح المصنوعة من الحجارة أو الطين ليكتب أو ينقش عليها حضارته وأحداثه، أما الورق فيصنع من الخشب، مما أعطاه خفة الوزن وسهولة النقل والاستخدام الأمر الذي سهل عليه الكتابة، وبالتالي انتشار المعارف وعدم الاكتفاء بوجودها في منطقة دون الأخرى، فالورق لهذا السبب يعد من أهم الاختراعات التي شهدتها البشرية، كما أن استخدام الورق لا يقتصر على الأعمال الكتابية والمطبوعات والجرائد، فثمة مواد أخرى من منتجات الورق كورق التنشيف والحمامات وجميع أنواع الكرتون. [١]
صناعة الورق في الحضارة المصرية القديمة
كتب الإنسان المصري القديم منذ أكثر من سبعة الآف عام، فقد اكتشفوا مادة تصلح للكتابة والتدوين، وهي مادة مستخلصة من نبات البردى، ولحسن حظهم أن هذه النبتة كانت تنمو بكثرة على ضفة نهر النيل، وبالتالي فهي بالنسبة لهم سهلة المنال والاستخدام، ومن جذورها استخرجوا الألياف التي صنعوا منها الورق، الأمر الذي ساهم في نقل الحضارة المصرية القديمة وما حققوه من أمجاد وانتصارات، من الجدير ذكره أن المادة المصنوعة من الورق اليوم لا تختلف في أصل المواد الخام، ولكن الاختلاف في طريقة التصنيع فقط. [٢]
كيفية صناعة الورق
يصنع الورق اليوم من مواد أولية بسيطة أهمها جذور الأشجار وما يتبقى من مخلفات صناعة الأخشاب، وفيما يأتي المراحل التي تمر بها صناعة الورق هي كالآتي: [٣]
- مرحلة وصول الخشب: يصل الخشب المقطع لمصنع الورق بحجم كبير نسبيًا، ثم يفتت ويطحن ليصبح أليافًا خشبية، أما عملية الطحن تتم إما بطريقة كيميائية بخلط الخشب مع مذيبات كيميائية فعاليتها عالية في الإذابة، أو بطريقة ميكانيكية تُستخدم فيها الآلآت التي تحوي المسننات الحادة.
- نقع الألياف الخشبية: تُنقع في الماء بالتزامن مع تحريكها لتنظيفها من الأتربة أو أي ملوثات، بالإضافة إلى المواد الكيميائية في حال كانت عملية الطحن تمت كيميائيًا، ومن الممكن إعادة الغسل أكثر من مرة حتى تصبح الألياف نقية تمامًا.
- تصنيع الورق: تبدأ هذه المرحلة بتصنيع الورق الذي يكون لونه مائلًا إلى اللون البني، ويضاف للألياف مواد مبيضة قلوية كي يصبح لونه أبيضًا، أو ألوان أخرى بحسب الهدف من استخدامه لاحقًا، وقد تضاف له مواد تزيد من كثافته ووزنه ككبريتات الجير.
- الخفق: ما ينتج من المرحلة السابقة هو الألياف الخشبية البيضاء أو الملونة، وهي أشبه بالعجين، إذ تُخفق هذه الألياف لمدة زمنية محددة حتى تصبح متماسكة وقوامها واحد، الأمر الذي يسهم في إنتاج الورق الناعم الذي يعتمد على درجة الخفق ومدتها.
- إضافة الماء: يضاف الماء لناتج المرحلة السابقة حتى تزيد عملية تداخل العجينة وتتداخل وتمتزج ببعضها البعض، الأمر الذي يسهل تشكيله للغرض المرجو منه.
- السكب: تُسكب العجينة التي نتجت من المرحلة السابقة في طبقات على ألواح مستوية، وتترك حتى تجف، فتنتج أليافًا ورقية بيضاء اللون، لتضغط بعد ذلك بأوزان ثقيلة حتى تجف تمامًا.
- اللف: ترفع الأوزان عن الورق، ثم تلف على شكل رولات كبيرة الحجم، لتُجزأ فيما بعد لأحجام أقل حجمًا ومتنوعة في شكلها، ثم تنقل إلى مصانع أخرى تحولها لأوراق أو دفاتر أو كتب وغيرها.
أهمية إعادة تدوير الورق
إعادة تدوير الورق هي إعادة تصنيع الورق المستخدم أو أحد أشكاله من كرتون أو كتب أو دفاتر وغيرها وتحويله لمنتجات ورقية أخرى، فليس بالضرروة أن يعاد تدوير الورق لإنتاج ورق مثله، إذ يمكن إعادة تدوير الورق لصناعة محارم التنشيف مثلًا، إذ تمر إعادة التدوير في عملية مشابهة لعملية التصنيع من خشب الأشجار، فيُجمع الورق والمنتجات الورقية الأخرى لتُفرز وتُقطع وتُغسل بطريقة كيميائية وتُخلط لتتحول لعجينة، ثم تُغسل مرة أخرى للتخلص من الشوائب العالقة لتُكبس وتعصر وتتعرض للتجفيف الحراري، وتُشكل بنفس الطريقة المذكورة في عملية تصنيع الورق، ومن الجدير ذكره أن إعادة تدوير الورق والمنتجات الورقية كإعادة تدوير الكرتون حققت إنجازات في العديد من المجالات أهمها التخفيف من عمليات قطع الأشجار، وبالتالي المحافظة على بيئة تنعم بالغطاء النباتي في كل مكان، بالاضافة للتقليل من السلبيات المضرة بالبيئة في حال التخلص من النفايات الورقية من خلال حرقها أو دفنها، مما يعزز الاستخدام الأمثل للنفايات بغرض توفير الوقت والمال والجهد، بالإضافة لخلق فرص عمل للفئات الشابة كجزء من تخفيف مشكلة البطالة المتفشية في العديد من المجتمعات حول العالم، كما أن إعادة تدوير الورق ساعد في خفض تكلفته، مما شجع دور النشر والمطابع لطباعة الإنتاج العلمي للكتاب والعلماء، وبالتالي تشجيع نقل العلوم والاطلاع عليها بكل يسر وسهولة، وأخيرًا ثمة مشاكل تواجهة هذه الصناعة يجب على الدول الاهتمام بها وتوجيهها توجيهًا صحيحًا، أهمها مشكلة جمع المنتجات الورقية من المواطنين في دولهم، وأن هذه العملية تحتاج لتوعية إعلامية موجه هدفها المواطنين والمصانع والمؤسسات بمختلف أنواعها، بالاضافة لتوفير سبل جمعها من خلال البلديات التي لابد أن توفر الأماكن المخصصة لذلك. [٤]
المراجع
- ↑ "كيفية صناعة الورق ؟"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 1-8-2019. بتصرّف.
- ↑ Asmaa Mohamed ، "بحث كامل عن مراحل صناعة الورق"، thaqfya، اطّلع عليه بتاريخ 1-8-2019. بتصرّف.
- ↑ Mervat Salam (10-2-2019)، "صناعة الورق "، mqalaat، اطّلع عليه بتاريخ 1-8-2019.
- ↑ "إعادة تدوير الورق"، feedo، اطّلع عليه بتاريخ 1-8-2019. بتصرّف.