موريتانيا
تعدّ موريتانيا من البلاد الأفريقية المطلة على ساحل المحيط الأطلسي، وهي دولة تربط جغرافيًا وثقافيًا ما بين دول شمال أفريقيا كالجزائر والمغرب وتونس وبين منطقة غرب أفريقيا ومنها جنوب الصحراء الكبرى، وثقافيًا تشكل موريتانيا منطقة وسطية بين البربر (العرب الأمازيغ) ومسكنهم شمال أفريقيا وبين سكان وشعوب أفريقيا المتمركزين في الجنوب من منطقة مدار السرطان والتي تسمى بالسودان، وتمثل الصحراء الكبرى جزءًا كبيرًا من البلاد، ويتبع ذلك ظروف الجفاف التي تؤثر على معظم منطقة الصحراء وسكانها، إذّ إنّ نسبة كبيرة منهم من البدو الرحالة، وقد عانت معظم مناطق أفريقيا من الجفاف خلال سبعينات القرن الماضي، كما نذكر أنّ موريتانيا تحتوي على احتياطات كبيرة من الثروة المعدنية وأهمها خام الحديد والجبس والنحاس، كما تحتوي على بعض الموارد النفطية، وتستغل جميع هذه الثروات في الوقت الحالي أفضل مما كانت عليه في الماضي.[١]
أمّا عن تاريخ موريتانيا فقد كانت بمثابة مستعمرة فرنسية لما يقارب النصف قرن خلال مطلع القرن العشرين، ثم حصلت على استقلالها في الثامن والعشرين من نوفمبر عام 1960م، ويعدّ الإسلام الدين الرسمي لموريتانيا وذلك بحسب أحكام الدستور، وتضمن الدولة الحرية الدينية والحرية الثقافية للجميع، كما أنّ اللغة الرسمية والتي يتحدث بها معظم سكان موريتانيا هي اللغة العربية، بالإضافة إلى بعض اللغات الوطنية الأخرى ومنها لغة الفولا، وتعدّ نواكشوط العاصمة الرسمية لموريتانيا وتقع في جنوب غرب البلاد، كما يحدها من الشمال الغربي ما يسمى الصحراء الإسبانية وهي الصحراء الغربية، وتحدها الجزائر من الشمال الشرقي، ومن الشرق والجنوب مالي ودولة السنغال، ويمتد ساحل موريتانيا على المحيط الأطلسي لمسافة 700 كيلو متر من الغرب، ومن دلتا نهر السينيجال في الشمال إلى شبه جزيرة كب بلانكو.[١]
موقع نواذيبو
تقع نواذيبو شمال غرب دولة موريتانيا تحديدًا في كيب بلانكو، وهي شبه جزيرة تطل على خليج يقع قبالة شواطئ المحيط الأطلسي، وتعدّ مدينة نواذيبو ثاني أكبر مدينة في البلاد إذّ يصل عدد سكانها إلى ما يقارب 73 ألف نسمة، كما أنّها أحد أهم المراكز التجارية الرئيسية في موريتانيا، كما تقسم المدينة إداريًا إلى عدة أجزاء رئيسية أهمها وسط المدينة، بالإضافة إلى العديد من المناطق السكنية المتنوعة، وترتبط نواذيبو بعلاقة جيدة مع العاصمة الموريتانية نواكشوط، كما تتصل المدينتان بالعديد من الطرق البرية والطرق الجوية المختلفة.[٢]
مدينة نواذيبو
هي إحدى أكبر المدن في موريتانيا، ويتصدر خام الحديد مرتفع الجودة قائمة الصادرات في نواذيبو، بعدما كان اعتماد المدينة على صيد السمك في اقتصادها، وتصدر الحديد إلى الولايات المتحدة الأمريكية إضافة إلى أوروبا، وتتميز بسكة حديدية يبلغ طولها ما يقارب 674 كيلو متر ووصلت إلى جبال الحديد الموجودة بالقرب من فيديريك وزويرات، كما تمتلك المدينة مطارًا خاصًا بها هو مطار نواذيبو الدولي، ويعتمد معظم سكان المدينة في غذائهم على أنواع الأسماك المختلفة، وتحتوي نواذيبو على عدة أماكن جذابة ومن أهمها المقابر المختلفة المشهورة فيها، بالإضافة إلى ما يسمى فقمات الراهب، كما تحتوي نواذيبو على أكبر استراحة للسفن على مستوى العالم، إذّ توفر مساحة تتسع لأكثر من 300 سفينة، كما يوجد المنتزه الوطني الخاص بالمدينة، والذي أدرج في قائمة اليونسكو للتراث العالمي عام 1989م، ورغم هذا لا يمكن وصف نواذيبو بأنّها مدينة سياحية لأنها تخلو تقريبًا من أيّ معالم سياحية وذلك بسبب اندثار المواقع الأثرية فيها بفعل السنين المتعاقبة عليها، ولكنها تتميز بالعديد من الأسواق التي تحتوي على مختلف المنتجات وتلبي كافة أذواق واحتياجات زوارها.[٣][٤][٢]
أهم المناطق السياحية في موريتانيا
تحتوي موريتانيا على بعض الأماكن السياحية الجذابة ونذكر منها ما يلي:[٥]
- العاصمة نواكشوط: تعني كلمة نواكشوط بئر الأصداف، وكونها العاصمة فهي تحتوي على أهم المراكز الإدارية والتجارية في البلاد، كما تتميز نواكشوط بوسائل النقل والاتصالات الحديثة بالإضافة إلى الأسواق المحلية التجارية، وتنتشر الإنشاءات المعمارية الحديثة والفنادق في أغلب مناطق المدينة، وتتميز نواكشوط بالطراز المعماري لمنازلها، إذّ إنّها مليئة بالزخارف الفنية الجميلة والمتقنة إلى جانب الأبواب الخشبية زهيدة الثمن، وتحتوي المدينة على متحف يضم أهم المقتنيات الأثرية والتاريخية، كما يوجد مطار ومرفأ تجاري خاص بها، بالإضافة إلى سوق كبير مخصص لبيع الأقمشة والحليّ تديره النساء، ومن أهم المعالم التي تميّز مدينة نواكشوط هو المعهد الموريتاني، والذي يهتم كثيرًا بالدراسات اللغوية واللهجات المحلية إضافة إلى رصد الأمثال الشعبية الموريتانية.
- المنطقة الساحلية: وهي منطقة غطتها الرمال أثناء زحفها نحو الجنوب، كما يطلق عليها وطن الرعاة، وذلك نسبة إلى أنّها منطقة إقليمية مليئة بالمراعي بفضل تساقط الأمطار المستمر، وتنتج المنطقة الساحلية العديد من النباتات المتنوعة ولذلك فهي تعدّ واحدة من أهم المناطق الخاصة بالنظام الزراعي والرعي الساحلي.
- حوض أركين: وهي منطقة واقعة شمال موريتانيا، وهي منطقة مهمة للعلماء والمستكشفين والباحثين، ويعود ذلك إلى وجود العديد من أنواع الطيور في الحوض، وقد أعلن أنّه محميّة وحظيرة وطنية أساسية، ويحتوي الحوض على العديد من أسراب البجع الملكي الخطاف والبجع الأبيض، بالإضافة إلى طائر البقويق الأشقر، كما نذكر وجود منطقة قريبة من حوض راكين تدعى النحام الوردي، وهي محطة جميلة للاستجمام ذات منظر بديع وملفت للأنظار لاحتوائها على تدرجات اللون الأحمر والأزرق والأصفر، كما يمثل النحام بحر موريتانيا المشهور بجماله وكثرة الأسماك الموجودة فيه.
المراجع
- ^ أ ب "Mauritania", britannica, Retrieved 30-8-2019. Edited.
- ^ أ ب "Nouâdhibou", britannica, Retrieved 30-8-2019. Edited.
- ↑ "Nouadhibou City Map", mapsofworld, Retrieved 30-8-2019. Edited.
- ↑ "Biggest Cities In Mauritania", worldatlas, Retrieved 30-8-2019. Edited.
- ↑ "Where to go in Mauritania", travelingeast, Retrieved 30-8-2019. Edited.