أين تقع مدينة دارفور

أين تقع مدينة دارفور

يُحدد موقع دارفور في غرب دولة السودان، وجاءت تسميتها بهذا الاسم تيمننًا بشعب الفور، الذين سكنوا فيها قبل الاستعمارالإنجليزي، وتعد مدينة الفاشر ومدينة جنينة، من أكبر المدن فيها، وتحتوي على خليط متعدد من السكان، مثل العرب، والفور، وماساليت، وزغاوة وغيرهم، نشبت في دارفور حرب عام 2003، ولا زالت هذه الحرب مستمرة إلى يومنا هذا.

تحتل دارفور مساحة كبيرة من السودان تقدر بخمس مساحة السودان، ويحد إقليم دارفور ثلاث دول، إذ يحدّها من الشمال دولة ليبيا، ومن الغرب التشاد، ومن الجنوب الغربي أفريقيا الوسطى، بالإضافة أيضًا الى بعض الأقاليم السودانية من الشرق مثل بحر الغزال، وكردفان، يوجد في دارفور الكثير من المرتفعات الجبلية، ومن أشهرها جبل مرة الذي يعدّ من أكثر الأراضي الدارفورية خصوبة، وينقسم إقليم دارفور إداريًا إلى ثلاث مناطق، منطقة شمال دارفور وعاصمتها مدينة الفاشر، ومنطقة جنوب دارفور ممثلة بعاصمتها نيالا، ومنطقة غرب دارفور وعاصمتها الجنينة، وتحتوي دارفور على غابات تسمى غابات الهشاب التي تنتج الصمغ العربي، بالإضافة إلى حقول القطن والتبغ في الجنوب الغربي من الإقليم، وتزرع بعض المناطق بالقمح والذرة والدخان وغيرها، وتمتلك دارفور ثروة حيوانية هائلة من الإبل والغنم والبقر، ولكن للأسف قد تراجعت هذه الثروة عندما ضرب الجفاف إقليم دارفور مع بداية السبعينات.[١]


النزاع في دارفور

شهد إقليم دارفور العديد من الصراعات بين الرعاة والمزارعين، بسبب اختلاف الانتماءات القبلية بين الرعاة والمزارعين، فالتوجهات القبلية والتنازع على الموارد الطبيعية المعدومة أصلًا، كانت سببًا لأغلب النزاعات، وفي الغالب كانت تُسَوَّى عن طريق النظم والأعراف القبلية السائدة.

نشأ نزاع قوي بين الفور والعرب، وأُجريت بعد ذلك مصالحة في مؤتمر عُقد في مدينة الفاشر عاصمة إقليم دارفور، ثم ما لبث أن شب نزاع آخر بين العرب والمساليت في غرب دارفور، ولكن جرى تسوية الأمر عن طريق اتفاقية سلام بين الطرفين، وتعدّ منطقة دارفور منطقة صراع مستمر، وذلك بسبب حدوده المفتوحة، ومساحته الكبيرة، ووجود العديد من القبائل المختلفة التي لها امتدادات داخل دول إفريقية أخرى، وقد تأثرت دارفور بالصراعات الداخلية في أفريقيا الوسطى، فانتشرت في إقليم دارفور تجارة السلاح، وتفاعلت قبائل الإقليم مع تلك الأزمات.[٢]


بداية الاهتمام الدولي بدارفور

مرت دارفور عام 2004 بأسوأ كارثة إنسانية في العالم؛ مما دفع الولايات المتحدة التدخل عن طريق توقيع عقوبات على نظام عمر البشير، ولكن حكومة البشير رفضت هذه العقوبات، وعدّت هذا الأمر شأنًا خاصًا بالسودان وحدها، ولا يسمح لأي دولة أن تتدخل فيه، وقد أدى قرار حكومة البشير هذا بازدياد حدة مطالبات الأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها الكاملة اتجاه الصراع في دارفور، خاصةً عندما توافدت منظمات الإغاثية المتنوعة على منطقة دارفور، من المنظمات التابعة للأمم المتحدة، ومنظمات غير تابعة لها، وخاصة بعد توسع الهجمات المسلحة هناك، والتي كانت نتيجتها تشريد ما يفوق المليوني شخص، وقتل ما يزيد من ربع مليون شخص، مما فتح المجال أمام الإعلام الغربي بأن يستغل هذا الأمر ضد نظام البشير، الذي جاء كنظام إنقاذ ولكن غيرالمرغوب فيه.

وصورت وسائل الأعلام الأمر على أنه إبادة جماعية من قبل حكومة عمر البشير اتجاه عرقيات أفريقية مختلفة في دارفور، ولكن حكومة السودان لم تقف مكفوفة الأيدي، فعملت على نفي هذه التهم الموجهة إليها، ودعت إلى تشكيل لجان تقصي الحقائق، وعاقبت جميع من تورط في جرائم العنف في الإقليم، لكن الولايات المتحدة كعادتها لم تقتنع بهذا الكلام، وانتزعت موقف أكثر حزمًا في الأمم المتحدة اتجاه هذه القضية، ففرضت منطقة حظر جوي في دارفور، وذلك بعد توجيه عدة اتهامات للحكومة السودانية في مدينة الخرطوم فيما يتعلق بتدريب مليشيات عربية لتمارس العنف في دارفور ضدّ المدنيين، وليس كما روجت الخرطوم في إعلامها أنها تحارب ضد الجماعات المسلحة فقط.[٣]


المراجع

  1. "دارفور"، المعرفة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-4. بتصرّف.
  2. "إقليم دارفور"، الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-4. بتصرّف.
  3. "حقيقة دارفور .. الصداع المزمن في رأس السودان"، نون بوست، 2014-9-5، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-4. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :